حسب دراسة أكاديمية :اليازاميون اسواسة تاونات

منظر عام لقرية اولاد آزام

حسب دراسة أكاديمية أنجزها الدكتور حسن ضايض بكلية الآداب والعلوم الانسانية سايس فاس، فان من بين الحركات السكانية التي طبعت المجال والمجتمع على حد سواء والتي تجد تفسيرها قبل كل شيء في ضعف أو انعدام تملك الأرض باجبالة تاونات وقبيلة صنهاجة مصباح بالتحديد، حركة أولاد أزام التجارية.

وتتم هذه الحركة ضمن رحلة تجارية أسبوعية، تنطلق من دواوير أولاد أزام يوم السبت في اتجاه أسواق الشمال ( الحسيمة، الشاون، الناظور، سبتة، مليلية..) لتنتهي يوم الأربعاء بالدار البيضاء بعد قطعها لأهم المدن الموجودة بهذا المسار (فاس، مكناس،الرباط). ويقوم شباب هذه الفخذة بجلب الآلات الإلكترونية والملابس وبعض المواد الغذائية. وعندما يقفل هؤلاء راجعين في اتجاه بوعادل ومنها إلى الشمال يقومون بشراء السلع (ملابس جاهزة، أفرشة…) التي يسهل بيعها أثناء عودتهم.

وقد تمكن هؤلاء التجار من الرفع من مستواهم المعيشي حيث يعتبرون من أغنى الشرائح الاجتماعية بجماعة بوعادل. وعكس ما نجده في جماعات أخرى (بني وليد، رغيوة، الزريزر) حيث يتولد عن تحسين المستوى الاقتصادي للفرد المهاجر اختياره لمجال آخر للاستثمار والاستقرار، فإن التجار اليَزَمِيِّين تمكنوا من خلق دينامية اقتصادية محلية من خلال البضائع التي يتم تصريفها ومن خلال الاستثمارات العقارية التي يملكونها (دور فخمة، مقاهي عصرية، شاحنات، استثمارات تجارية كبيرة).

وبشكل عام أحدث القطاع التجاري سواء منه المتنقل أو المستقر انقلابا جذريا في التشكيلة السوسيومهنية لاولاد آزام خاصة بعد الإفلاس الذي تعرفه الصناعة التقليدية والتراجع الواضع لمردودية الاستغلاليات الفلاحية، مما جعل البعض يصفهم بسواسة تاونات.

محمد عبادي