المطففون في الميزان:يسرقون المشتري غراما بغرام.. وحبة بحبة

المطففون في الميزان يسرقون المشتري غراما بغرام

المطففون في الميزان يسرقون المشتري غراما بغرام

صالح عزوزي:”تاونات نت”/الغش في الميزان وفي البيع عامة، هي إحدى الظواهر المؤسفة التي أصبحت منتشرة بكثرة ويشتكي العديد منها، خاصة في الأسواق الفوضوية، حين لا يكون هناك وقت للمراقبة ولا للفحص من قبل المشتري، يستغل البعض من الباعة عديمي الضمير الاجتهاد في تحقيق الربح في غفلة من المواطن الذي أعطاه الأمان، لكنه رد له الغش من دون علم، حتى في بعض الغرامات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، لكنها كثيرة في عين ونفس الغشّاش، كبيرة في ميزان حسابه وهو لا يدري.

قبل الحديث عن الميزان وجب الحديث عن الغش عامة

لا تنزعج أو تنفعل عندما تشتري في بعض الأحيان نوعا من أنواع الفواكه التي تظهر لك في أول وهلة أنها تسر عينيك وناضجة، ومن أجل هذا توقفت لشرائها من عند هذا البائع بالذات، وحين تصل إلى البيت تجد أنك اشتريت فاكهة فاسدة لا يصلح منها ماعدا بعضها، لأن البائع أظهر لك الجميل ومرر لك القبيح، أو أنك اشتريت لعائلتك لحما طريا طازجا، وعند وصولك إلى البيت اكتشفت أنك اقتنيت شحما وقليلا من اللحم، لأن الجزار أظهر لك هذا ومدك بذاك، كما هو الحال كذلك حين يعمد اليوم الكثير من الأشخاص إلى إظهار عسل مصفى سائغ لونه للشاربين، لكنك للأسف تجده عندما تشتريه مجرد سكر ذوب ووضع في قارورات بهية المنظر والتغليف وبيعت للزبائن. هي بعض الأمثلة التي وقعنا فيها أو لامسناها عند الكثير من الأفراد من شكوى الغش عند الشراء، ولا تسلم السلع الأخرى من هذا الغش، بل يتحايل الكثير من الباعة في خلق أسباب كثيرة لتدخل دائرة خداعهم، وهم غير منتبهين إلى أنّ الأمر أعظم عند الله وهم لا يدركون هذا، والغريب أنه أصبح كل شيء قابل للغش من دون استثناء.

يغشون حتى ولو تطلب الأمر إعادة برمجة الميزان الإلكتروني من أجل تطفيف الكيل في بعض الغرامات

يدفع القائمون على التكنولوجيا الحديثة الكثير من الأموال لأجل الوصول إلى تقنيات جديدة في كل الميادين من أجل راحة وتسهيل كل عمليات التبادل والمتاجرة بين الأفراد، على غرار الوزن أو القياس الدقيق، وهذا باختراع أجهزة دقيقة جدا، غير أنه وللأسف فإن هذه الاختراعات لا تلقى الترحيب عند الكثير من الباعة خاصة، لأنه لا يساعد على الغش أو السرقة، ومن هذه الأجهزة مثلا الميزان الإلكتروني المعمول به في السنوات الأخيرة، لذا يلجأ الكثير منهم إلى التدخل من أجل التحايل على المشتري وهذا بإعادة برمجة هذا الميزان بطريقة أو بأخرى من أجل  تطفيف الكيل في بضع غرامات. نعم لقد وصل الحال عند الكثير من الباعة للسهر الدائم من أجل الغش بكل الطرق، والغريب من أجل ماذا؟ من أجل بعض غرامات زائدة أو من أجل جمع بعض الدراهم المعدودة، غير منتبهين إلى وزرها عند خالقهم.

لقد مسّت ظاهرة الغش في البيع اليوم، أغلب المنتجات من دون استثناء، تصرفات من أناس انعدمت ضمائرهم من أجل دنانير معدودة يأخذونها من جيوب الزبائن وهم في غفلة، يغيرون السلع التي يبيعونها بحيث يظهرون الصالح منها ويبيعون الفاسد، لا يدركون أن من غشنا ليس منا. هو الواقع المعاش في مجتمعنا اليوم، تبادلات بالغش والسرقة بين الأفراد، بل بين البائع والزبون، حتى أصبح الواحد منا اليوم لا يأتمن جنب من يشتري من عنده، إلا من رحم ربي من الباعة.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7235

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى