هذه هي سيرة ومسار إبن إقليم تاونات الشيخ الفقيه الصوفي مولاي العربي الدرقاوي الذي مكث في السجن سنتين واربعة اشهر

كتاب النسمات في تراجم علماء وصلحاء إقليم تاوناتلمؤلفه إبن إقليم تاونات ذ. عبد الكريم احميدوش

كتاب النسمات في تراجم علماء وصلحاء إقليم تاوناتلمؤلفه إبن إقليم تاونات ذ. عبد الكريم احميدوش

ذ. عبد الكريم احميدوش:”تاونات نت”/نسبه وولادته :

هو سيدي أبو حامد وقيل أبو عبد الله العربي بن احمد بن الحسن بن علي بن محمد فتحا بن يوسف بن احمد بن الحسن بن علي بن محمد فتحا بن علي بن الحسين بن احمد بن الحسين بن سعيد بن اسماعيل بن عبد الله الملقب بابن زرقطون بن محمد الملقب بابي درقة وبهذا اللقب يعرف الشيخ مولاي العربي الدقاوي.

وسيدي محمد بن يوسف أبو درقة هذا يتصل نسبه بمولاي إدريس الثاني ابن إدريس الأول الأكبر بن عبد الله الكامل بن سيدي الحسن المثنى بن سيدنا الحسن السبط بن سيدنا على بن أبي طالب وسيدتنا فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) .

وسبب لقب سيدي محمد بن يوسف الجد السادس عشر بابي درقة هو انه كان له درقة عظيمة يلبسها ليتوقى بها السهام في الحرب فصارت عليه لقبا.

قال صاحب المطرب بمشاهير أولياء المغرب : ( أبو عبد الله محمد العربي بن احمد الدرقاوي الزروالي الشريف الحسني ينتمي لجده العرف سيدي محمد بن يوسف دفين تامسنة من قبيلة الشاوية الملقب بابي درقة.

وقال صاحب معجم الشيوخ المسمى رياض الجنة او المدهش المطرب والجد الذي ينتسب إليه الدرقاويون هو الشيخ أبو درقة محمد بن يوسف دفين وادي قبال حيث منازل قبيلة بني يكرين من اولاد بني رزك بالكاف المعقوفة وهم فرق متعددة منهم :

–         فرقة بسوس الاقصى بقبيلة جزولة وهناك زاوية احد أسلافهم سيدي احمد قصال.

–         وفرقة بقبيلة عبدة بقرب ثغر اسفي ويعرفون بشرفاء القليعة ولهم زاوية عظيمة هناك بها  ضريح الولي الشهير ابي محمد صالح تلميذ الشيخ ابي مدين الغوث.

–         وفرقة بمدينة فاس وسكناهم قديما بجومة العيون.

–         وفرقة سكنت بني زروال.

أبو حامد العربي الدرقاوي عما وجد مكتوبا بخط يده : ( ومما وجدناه مقيدا بخط الفقيه الأجل سيدي محمد بن البرنوسي وكان اعرف الناس خاصة وعامة بنسبنا قال : ومما وجدناه مقيدا بخط سيدي ابراهيم بن احمد بن يوسف الدرقاوي.

الحمد لله تقييد الأجداد ذلك الجد الأول الذي قدم من سوس إلى بلدنا المسماة بعيون زناتة : بقبيلة اشراكة هو : أبو الحسن علي بن محمد الشريف الدرقاوي حسبما هو مذكور في ملكية عيون زناتة المذكورة وعلى الملكية علامات قضاة المدينة والبادية ومنهم : سيدي الحسن بن رحال المعداني وغيره ابن علي بن الحسن بن احمد ابن الحسين بن سعيد بن اسماعيل بن عبد الله بن محمد بن يوسف الملقب بابي درقة نفع الله به وبأمثاله وضريحه مشهور بساحة تامسنا.

وقال العلامة سيدي عبد الحفيظ بن محمد الطاهر بن عبد الكبير الفاسي :  ( وكان ديارهم الأولى قرب أسفي ومنها انتقلوا الى قبيلة اشراكة قرب فاس فترلوا عيون زناتة منها ثم انتقلوا إلى بني زروال وما زالوا بها إلى ألان).

قال الشيخ محمد بوزيان المعسكري في كتاب الطبقات :  (… ولم استحضر من جميع ما رأيت وعلمت إلا كونه أي آبي عبد الله محمد بن يوسف الملقب بابي درقة .

كان عالما عاملا زاهدا مجاهدا كثير القيام والصيام والصدقة وكان ذا شجاعة ونجدة فانه كان عالما فقيها كثير الرحلات ن وطن إلى وطن حتى وصل إلى بلاد تامسنا إلى واد يقال له وادي قبال وتزوج في تلك البلدة وأعقب أربعة أولاد :

سيدي محمد وسيدي احمد وسيدي يحيى وسيدي عبد الله وعرف كل واحد منهم بالعلم والصلاح كوالدهم.

قال القاضي محمد البشير بن عبد الله الفاسي الفهري : ( وكان لهذا البيت وجاهة وحضوة لدى ملوك دولتنا الشريفة العلوية أطال الله ملكها وخلذ ذكرها فقد وقفت بزاوية امجواط على ظهير للسلطان الأعظم مولاي إسماعيل العلوي في التنويه بهم والاعتناء بشأنهم وها انا انقل نصه تتميما للفائدة :

الحمد لله وحده وصلي الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما عن الأمر العالي بالله الإمام المؤيد المنصور الاسماعيلي العلوي الفاطمي الهاشمي أمير المؤمنين المجاهد في سبيل رب العالمين الشريف أيد الله تعالى أوامره وخلد في صفحات الدهر مزاياه واطلع في سماء المعالي شموس نصره المنيرة وبدوره امين- يستقر هذا الظهير الكريم والخطاب الجسيم العميم والأمر المحتم الصميم بيد حملته أبناء عمنا الشرفاء الاجلة البدور الأهلة حفدة الفقيه العلامة العارف الناصح الولي الصالح المجاهد في سبيل رب العالمين الشريف الإدريسي الحسني القطب أبو عبد الله محمد بن يوسف الشهير بابي درقة دفين وادي قيبان بأطراف  تامسنا رحمة الله ورضي عنه ونفعنا ب هامين وهم النفر الثلاثة : استأذنا الفقيه ومؤدب أولادنا العلامة المشارك ابو عبد الله السيد محمد بن عبد النبي بن علي وأبناء عميه : الفقيه الأستاذ أبو الجمال يوسف ابن احمدبن علي وابن عمهما الفقيه العلامة المشارك أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن علي وكافة اخوانهم وأبناء عمهم يتعرف منه بحول الله وقوته وشامل يمنه ومنته اننا جددنا لهم حكم ما بأيديهم من ظواهر أسلافنا الصادرة لهم من والدنا مولاي الشريف بن علي والأخوين : مولاي رشيد قدس الله أرواح الجميع وظواهر الملوك السالفة قبل هذه الدولة السعدية اطال الله بقاءها المتضمنة لهم مزيد التوقير والاحترام وجميل الرعي والتشريف المستدام على مر الليالي والأيام والشهور والأعوام والحمل على كاهل المبرة والإكرام والمحاشات عن كل وظيف كان قوي أو ضعيف وزدناهم كل ما يجبى شرعا من اصهارهم وخدامهم وامنا على من دخل حصون عزائبهم من شارد وخائف حيث لا تهمل سيادة ولا ترد لهم شفاعة ولا يحدث في امرهم نقص ولا زيادة ولا سبيل لمن يريد عليهم هتك حرمتهم ولا على اصهارهم او خدامهم او جيرانهم فعلي بعهد الله ومولانا محمد بن عبد الله ان كل من قرب جانبهم بما يسوء حالهم او بما يكرهونه لا من الخدام ولا من الوصفان قريبا كان او بعيدا فلا يلومن الا نفسه ايا كان بحول الله وقوته نقطع راسه وقد بسطنا لهم يد التصرفات على جميع زواياهم المتفرقة في جميع النواحي والاطراف كزاوية جدهم الشيخ ابي درقة المذكورة وزاوية جدهم ابي محمد عبد الله بوزرقطون دفين الساحل من بلاد الشياظمة وزاوية اخيه الشيخ ابي البركات محمد دفين بلاد حاحة وزاوية أخيهما سيدي فصال دفين بلاد المصامدة بجزولة وجعلنا النظر للنفر الثلاث المذكورين في جميع مستفادات الاوقات يستعينون بما فضل منها عن مصالح الزوايا من غير منازع لهم فيها ويوكلون على انفسهم بحسب النيابة من يدب عليهم في ذلك لمن ظهر فيه نجدة الخدمة للضوارح المباركة لاجل بعد المسافة اراحة لهم وبسطنا لهم ولوكلائهم ايضا يد الحكم بأنواع التصرفات والتعزيرات بالادب النافذ لمن يستحقه بالتفويض التام العام الشامل المطلق وامرناهم ان يرحلوا من زواياهم كل من لا يليق بهم في المجاورة دون توقف ولا تشوف لعامل بحيث لا يتركون في زواياهم المطهرين من جميع الشبهات غير من يرضونه لأنفسهم في المجاورى وكما جعلنا لهم النظر في تفريق زكاتهم واعشارهم يصرفونها على كل من يستحقها من الارامل والايتام والفقراء وابناء السبيل من ابناء عمهم وخدامهم المحتاجين لذلك على حسب القانون الشرعي وفصوله اعز الله وقلدناهم في ذلك وجعلناهم امناء عليه دون معارض ولا منازع قريبا او بعيدا حرا كان او وصيغا تجديدا لا يزيده الامر المولوي الا تاكيدا او تاييدا تام الرسم منفذ الاوامر والاحكام ومن خالف هذه الأوامر يخف على نفسه والكلام ما يرى لا ما يسمع وحسب الواقف عليه العمل بمقتضاه ولا بد ولا بد والسلام وكتب في 17 رجب الفرد الحرام عام 1083هـ.

ولد الشيخ مولاي ابو حامد محمد العربي الدرقاوي بقرية بني عبد الله فخذة بومعان قيادة تبودة قبيلة بني زروال بمكان يسمى كدية العدس سنة 1150هـ/1737م. هذا في بعض المصادر بينما العلامة سيدي عبد السلام بن عبد القادر ابن سودة قال : ولد بعد الخمسين ومائة والف ثم تحققت ان ولادته كانت تسعة وخمسين ومائة والف 1159هـ/1746م.

 وكان مدشر بني عبد الله انذاك صغيرا له مسجد واحد يسمى الجامع الكبير وهو المسجد العتيق الذي ما زال يحافظ على طابعه  التقليدي من حيث البناء وهو لا يبعده عن مسكن مولاي العربي الدرقاوي كثيرا اذ تقدر المسافة الفاصلة بينهما بحوالي خمسين خطوة تتوسطها عين تسمى عين برغوت وهي شبيهة بالبئر يقال : هو الذي حفرها وبناها وهذه صور لتلك المعالم.

وبفعل تزايد السكان تفرع عن هذا المدشر بني عبد الله خمسة دواوير أو قرى دوار الدشار وهو الاصل بني عبد الله ودوار القيطون ودوار المحاجات ودوار القطاطة ودوار العزايب السوالين .

      نشأته وتعليمه :

في قبيلة بني زروال وفخذة بومعان ومدشر بني عبد الله حيث يوجد بيت السادة الدرقاوين من اشهر البيوت العريقة في الشرف والسيادة والنسب والحسب ( نشا مولاي العربي الدرقاوي وتربى في احضان والديه وعائلته الدرقاوية عائلة العلم والمعرفة والفقه في صيانة وعفاف وحياء ومروءة قال رحمه الله ; هممت مرة بمعصية في حال الصبا مع بعض من تتعلق الشهوة به فخرجت بجسمي قروح كثيرة عند ورود خاطر السوء على قلبي فاستغفرت الله فذهب ما بي في الحين فضلا من الله ونعمة.

دخل مولاي العربي بن احمد الدرقاوي كتاب القرية بمدشره بني عبد الله وقبيلته بني زروال فتعلم الكتابة والقراءة ثم حفظ القران فكان ملازما للكتاب يدل على قوة ذكائه وملكة عقله وتفوقه في الحفظ الفهم والفراسة قال رحمه الله ورضي الله عنه : ( كنت اسلك للطلبة الواحهم وكثيرا ما اقبض اللوح بيدي واقول لصاحبه قبل ان انظر فيه : فيه اللوح ثقيل فيه وكذا وكذا خسارة او خفيف ما فيه الا كذا وكذا او لا شيء فيه فلا اجد الا ما اخبرتهم به الهاما من الله سبحانه).

وهذه خريطة تبين موقع المدشرين : بني عبد الله وبوبريح في فخدته تبودة وصور المسجدين اللذين حفظ فيهما القران الكريم بالقراءات السبع على يد اخيه الفقيه المشارط سيدي احمد الدرقاوي.

 وعندما ختم القران الكريم حفظا ورسما وتلاوة  بالروايات السبع اشتغل بطلب العلم فرحل لمدينة فاس واقام بها بمدرسة المصباحية مدة قرا خلالها على اكابر علمائها وقته ما قدر الله له من العلوم وارتاى في هذه المرحلة مرحلة طلب العلم وتحصيل فنونه ان يبحث عن شيخ التربية او ما يسمى بشيخ الطريقة رغبة في التفقه والتصوف والجمع بينهما كما قال الشيخ احمد زروق في قواعد التصوف القاعدة الرابعة : صدق التوجه مشروط بكونه من حيث يرضاه ولا يصح مشروط بدون شرطه ( ولا يرضى لعباده الكفر ) فلزم تحقيق الايمان ( وان تشكروا يرضه لكم ) فلزم العمل بالاسلام فلا تصوف الا بفقه اذا لا تعرف احكام الله الظاهرة الا منه ولا فقه الا بتصوف اذ لا عمل الا بصدق وتوجه ولا هما الا بإيمان اذ لا يصح واحد منهما بدونه فلزم الجميع لتلازمها في الحكم كتلازم الأرواح للأجساد اذ لا وجود لها الا فيها كما لا كمال له الا بها فانهم.

ومنه قول مالك رحمه الله : ( من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ومن جمع بينهما فقد تحقق).

قلت : تزندق الاول : لأنه قال بالجبر الموجب لنفي الحكمة والأحكام.

وتفسق الثاني : لخلو عمله عن صدق التوجه الحاجز عن معصية  الله تعالى وعن الإخلاص المشترط في العمل لله.

وتحقق الثالث : لقيامه بالحقيقة في عين التمسك الحق فاعرف ذلك وذلك ليجمع بين الحقيقة والشريعة قال الشيخ مولاي العربي الدرقاوي في هذا الموضوع : وكان من عادتي ان لا اقدم على امر من الأمور جليلا أو حقيرا إلا بعد الاستخارة النبوية فاستخرت الله في تلك الليلة فبت اخوض في صفاته كيف هو وكيف تكون ملاقاتي معه حتى لم يأخذني النوم تلك الليلة ولما قصدته لزاويته بالرميلة التي بين المدن عدوة الوادي لي من جهة القبلة شرفها الله وهي التي ضريحه بها الآن مشهور مقصود للزيارة فدققت الباب فإذا به قائم يشطب الزواية. اذا كان لا يترك تشطيبها بيده المباركة كل يوم مع كبر سنه وعلو شانه فقال لي : ماذا تريد قلت يا سيدي ان تاخد بيدي لله فقام معي قومه عظيمة وليس الامر علي واخفلى عني حاله وصار يقول : من قال لك هذا  ومن اخذ بيدي أنا حتى اخذ بيدك وزجرني ونهرني وكل ذلك اختبار لصدقي فوليت من عنده فاستخرت الله تلك الليلة أيضا فصليت الصبح وقصدته لزاويته ايضا فوجدته على حالة يشطب الزاوية  رضي الله عنه فدققت الباب ففتح لي وقلت : تأخذ بيدي لله فقبض على يدي وقال لي : مرحبا بك وادخلني لموضعه بالزاوية وفرح بي غاية الفرح وسر بي غاية السرور فقلت له : يا سيدي كم لي افتش على شيخ غفال لي وأنا افتش على مريد صادق فلقنني الورد وقال لي : امش وجهئ فكنت امشي وأجيء كل يوم فيذكرني مع بعض الاخوان من اهل فاس حرسها الله من كل باس فلزم شيخه سنتين ولما فجاه الفتح المبين وتمكن من حالة    غاية التمكين واراد الله نفع العباد به خرق عنان عنايته الى الانتقال من فاس الى بلده قبيلة بني زروال حيث هو الان بها فاستاذن سيخه حينئد في الرحيل باولاده فادن له في ذلك.

فرحل الى مدشر حيط ليلا واقام هناك جاء في كتاب مولاي العربي الدرقاوي : (مولاي العربي الدرقاوي كان مقيما بحيط ليلا ومولاي الطيب ذهب الى امجوط الذي كان انذاك غابة وكان مولاي الطيب بها). وامجوط تقع جنوب حيط ليلا وتبعد عنها بحوالي اربع كيلومترات تقريبا .

والمكان الذي رحل اليه وسكنه واستعمل  فيه زاويته هو حيط ليلا والواقع غرب الاثنين تبودة يبعد عنها بمسافة 3 كيلومترات تقريبا قرب حدود قبيلة بني مسارة حيث يتوسط هذا المكان المسمى : سيدي الحناوي بين مدشر حيط ليل وبين مدشر السداري من قبيلة بني مسارة.

والصور التالية توضح معالم وزاويته واثرهما .

شيوخه :

لما دخل الشيخ مولاي العربي بن احمد الدرقاوي مدينة فاس قصد طلب العلم وتحصيل فنونه ارتاى بموازاة هذا الجانب- الجانب العلمي المعرفي – ان يبحث عن شيخ التربية الى ان التقى به وهو سيدي ابو الحسن علي الجمل العمراني بزاوية الرميلة فاس المدينة سنة 1182هـ/1768م. وهو ابن 23 سنة او 24 سنة تقريبا قال محمد بن جعفر الكتاني : اخذ رحمه الله عن جماعة من الاولياء وجمهور من الكبراء والاصفياء وعمدته منهم :

الشيخ العارف بالله مولانا ابو الحسن علي الجمل ومن شيوخه ايضا :

–         مولاي الطيب بن محمد اليملخي بوزان يقول عنه  زرته سبع مرات وانا شاب صغير .

–         مولاي ابو عبد الله محمد بن علي بن ريسون الحسني العلمي بجبل العلم بتازروت.

–         سيدي العربي البقال.

فهولاء كانوا من شيوخ الطريقة والتصوف والتربية الروحية اما شيوخ العلوم الشرعية واللغوية فلم يهتم بهم احد ممن ترجم للشيخ مولاي العربي الدرقاوي وان كان في عهده وقت دراسته لهذه العلوم ووقت ملازمته لشيخه سيدي ابي الحسن على الجمل مدة سنتين كانت فاس زاخرة بعلماء وشيوخ كبار لهم شهرة كبيرة ومشاركة فعالة في فنون العلوم الشرعية واللغوية والادبية ومن بينهم :

–         العالم العلامة الفقيه المشارك شيخ الجماعة سيدي الطيب بن عبد المجيد بن كيران المتوفى سنة 1227هـ/1812م.

–         العالم العلامة الفقيه الاديب القاضي سيدي ابو عبد الله محمد فتحا بن طاهر الهواري المتوفى سنة 1220هـ/1805م.

–         العالم العلامة الفقيه سيدي ابو محمد عبد القادر بن احمد بن العربي بن شقرون المتوفى سنة 1219هـ/1804م.

–         العالم العلامة الفقيه سيدي ابو عبد الله التاودي بن طالب بن سودة المتوفى سنة 1209هـ/1794م.

–         العالم العلامة الفقيه سيدي ابو محمد عبد الكريم بن علي اليازغي المتوفى سنة 1199هـ/1784م.

–         العالم العلامة الفقيه  سيدي ابو عبد الله محمد بن الحسن بناني المتوفى سنة 1194هـ/1780م. د

–         الشيخ العالم العلامة الفقيه سيدي محمد بن عبد السلام بن محمد فتحا ابن عبد السلام بن العربي بن الشيخ يوسف الفاسي الفهري المتوفى سنة 1214هـ/1799م.

–         الشيخ العالم العلامة الفقيه الزاهد الورع سيدي الجيلاني السباعي المتوفى سنة 1213هـ/1798.

بالاضافة الى علماء اخرين كانت فاس تزخر بهم فلم يذكر احد من هؤلاء العلماء ولا غيرهم شيوخا للشيخ مولاي العربي الدرقاوي رغم انه كان في عهدهم بفاس يطلب العلم بنوعيه كما يسمى عند الصوفية : الظاهر والباطن .

تلامذته :

قال سيدي محمد بن محمد ظافر المدني : لم يكن السيخ مولاي العربي من كبار العلماء وانما كانت له همة كبيرة وشخصية مؤثرة تصدى للمشيخة والتربية فاكب الناس عليه اكبابا من مدن المغرب وبواديه وتخرج على يده رضي الله عنه خلق كثير وانتفع به من عباد الله جم غفير قد ادرك بعضهم في حياته شهرة عظيمة  ودرجات ممتازة على اصطلاح التصوف قال العلامة الحاج ابو حفص عمر بن سودة الفاسي المري رحمه الله : انه ما توفي الشيخ مولاي العربي الدرقاوي حتى خلف نحو الاربعين الف تلميذ ومن هؤلاء التلاميذ :                                                         

–         السلطان مولاي عبد الرحمن بن هشام العلوي المتوفى سنة 1277هـ/1860م.

–          سيدي عبد القادر الشريف من كبار شخصيات الجزائر وسلطان وهران التوفى سنة 1233هـ/1817م.

–         سيدي محمد البوزيدي المتوفى سنة 1229هـ/1813م.

–         سيدي محمد الحراق المتوفى بتطوان سنة 1261هـ1845م.

–         سيدي الحاج بن عبد المؤمن المتوفى بتجكان سنة 1262هـ/1845م.

–         سيدي احمد البدوي زويتن الفاسي المتوفى سنة 1275هـ/1858م.

–         سيدي عبد الواحد الدباغ وغيرهم كثير .

قال محمد بن محمد المهدي التمسماني :( تخرج على يد الشيخ مولاي العربي الدرقاوي رضي الله عنه ما يزيد على التسعين شيخا كلهم عارفون بالله كاملون راسخون في العلم بالله واصلون الا ان منهم من تصدر للمشيخة زمنهم من لم يتصدر ومنهم من تصدى للتربية ومنهم من لم يتصد وليس من تصدر وتصدى له فضل على من لم يتصدر ولم يتصد لان المشيخة والتربية مزية والمزية لا يقتضي التفضيل وانما التفاضل في كثرة الأوصاف المحمودة كالعلم والمعرفة والسخاء والكرم والجود والشجاعة والاقدام وما  اشبه ذلك من الاوصاف المحمودة وقال غيره : (وانحشر الناس للاخذ عنه من كافة الا قطار والامصار وتلمذ له الشريف والمشروف والرئيس والمرؤوس…)  وعلى سبيل المثال : ما جاء في المغرب عبر التاريخ : ( اخذ فقيه اخر من كبار مثقفي عصره وهو الشيخ محمد الحراق المتوفى سنة 1261هـ/1845م بمذهب الشيخ العربي الدرقاوي مباشرة والشيخ الحراق كان عالما من اعلام التصوف بعد ان كان من اعلام الشريعة وكان له اشعاع ثقافي واسع وتقاطر المعجبون بمحلقاته من كل انحاء المغرب بما فيهم رباطيون وفاسيون ووجه الي مولاي عبد الرحمن مذكرة تتضمن وصايا رقيقة ينصحه باتباع الشريعة والجمع بينهما وبين علم الباطن…).

مولاي العربي الدرقاوي ودوره في المقاومة والسياسة :

ان الطريقة الدرقاوية بفضل مؤسسها السيخ مولاي العربي الدرقاوي كانت مشعل الحركة الوطنية في الحواضر والبوادي حيث جندت مريديها الصلحاء انشر تعاليم الاسلام وجمع كلمة المواطنين عليها وتوحيد صفوفهم بالبيعة والطاعة للملوك العلويين الامجاد فقد قام باعمال جليلة في هذا السبيل ايام سلطنة السلطان المعظم مولاي سليمان بن محمد بن عبد الله العلوي اذ كثيرا ما كلفه بامور هامة .

منها : انه ارسله مرة في بعثة الى اخيه مولاي مسلمة الذي كانت قد تمت بيعته سلطانا على المغرب سنة 1207هـ/1792م اثناء التمرد الذي سنه شرفاء جبل العلم وبعض قبائل اجبالة وذلك بالسعي في مصالح المسلمين.

ومنها : انه ارسله الى وهران بالجزائر سنة 1220هـ/1805م. للقيام بالمصالحة بين مقدمه في الطريقة الدرقاوية ابي محمد عبد القادر بن الشريف البليتي الذي ثار على السلطات التركية بالجزائر وذلك استجابة لمطلب هذه السلطات .

ولم يقتصر عمل مولاي العربي الدرقاوي في الحركة الوطنية على دور المصالحة والوساطة فحسب بل كان له ولاتباعه الدرقاويين الدور الطلائعي في محاربة الاستعمار الفرنسي واذنابه قال مولاي عبد العزيز بن الطيب بن الطيب بن العربي الدرقاوي : ( الزاوية الدرقاوية لعبت دورا طلائعيا في محاربة الاستعمار الفرنسي واذنابه وخير دليل على ذلك شهادة المجاهد الاكبر امير البيان الشيخ شكيب ارسلان اذ قال : ( اما الطريقة الشاذلية فقد تاسست في النصف الاول من القرن الثالث عشر للميلاد ومركزها بوبريح في مراكش وكان من اشياخها سيدي العربي الدرقاوي المتوفى 1823م الذي اوجد عند مريده حماسة دينية شديدة امتدت الى المغرب الاوسط وكان للدرقاوية دور فعال في مقاومة الفتح الاسلامي).

وقد ذكر ايضا في نفس الكتاب في موضوع جهاد الشيخ مولاي العربي الدرقاوي ما نصه : كان يوجد بالمغرب شيخ يقال له الشيخ مولاي العربي الدرقاوي الدركلي الذي عاصمته بوبريت ما دام هذا السيخ حيا لم تطمع فرنسا من دخول الشمال الافريقي وكان هو الذي يامره بالجهاد).

قال احد احفاد مولاي العربي الدرقاوي : ( الحركة الوطنية ليست حديثة العهد ولا هي انطلقت منذ احتلال وطننا العزيز من طرف اسبانيا وفرنسا بل هي قديمة بدات في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله قدس الله روحه وقد حمل لواء هذه الحركة الوطنية المباركة الشيخ مولاي العربي الدرقاوي والحركة الوطنية هذه لم تكن محدودة ولا هي مقتصرة على ارض المغرب فحسب بل جاوزت حدود الجزائر) وابلغ دليل على ذلك بعض الرسائل التي وجهها السلطان مولاي ابو الربيع سليمان بن محمد بن عبد الله العلوي الى الشيخ مولاي العربي بن احمد الدرقاوي ومن بينها

نص الرسالة الاولى :   

الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم تسليما.

محبنا الفقير الشريف مولاي العربي الدرقاوي سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فقد وصل كتابك ما فيه وبلغنا كتاب الشريف سيدي عبد القادر بن الشريف وكتبنا له الجواب وها هو يصلك فطالعه وتدبر امره فان الذي ظهر لنا من الراي تاخير هذا الامر الى خروج فصل الشتاء ودخول فصل الربيع فهو اليق واصل اذ فصل الشتاء لا يتحرك فيه احد من كثرة الوحل وعمارة الاودية وقلة المرافق فاذا خرج الشتاء نتوجه بحول الله وقوته بانفسنا وعساكرنا المظفرة ويكمل الفتح ان شاء الله فاكد على سيدي عبد القادر اذا سمع بوصولنا لوجدة او تلمسان يقدم علينا ان شاء الله في متم شعبان 1220هـ.

نص الرسالة الثانية :

الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه .

محبنا في الله الشريف الحسني الفقيه البركة سيدي العربي الدرقاوي سلام عليك ورحمة الله وبركاته وبعد فقد بلغنا كتابك فجزاك الله خيرا عن نصحك للمسلمين فاننا لا نريد الا العافية والهناء لكم ولذلك وجهناك وما ذكرت من قدومك بيعة ولدكم السيد عبد القادر بن الشريف مع اصحابه فمرحبا به وباصحابه فالله يوفقه للخير ويعينه عليه وقد احسنت الاتيان بتلك القافلة وجلوسك عليها حتى خلصها الله على يدك من التلف فالكل في ميزان حسناتك ان شاء الله واذا قدمت علينا نتشاور معك في امر تلك الناحية وما تشير عليه يكون العمل ان شاء الله لانه ليس من راى كمن سمع  والسلام.

في 16 جمادى الاخير عام 1220ه.

دخول مولاي العربي الدرقاوي السجن :

اذا كانت بين السلطان مولاي ابي الربيع بن محمد بن عبد الله العلوي والشيخ الامام العربي الدرقاوي طيبة مبنية على التقدير والاحترام والاهتمام الكبير المشترك بالسعي في مصالح المسلمين واخماد نار الفتنة وقد عمل مولاي السلطان ابو الربيع على اشراك مولاي العربي الدرقاوي في بعض المهام كما اسلفنا الذكر عن ذلك فمن سجنه وما سبب سجنه علما بان مولاي السلطان ابا الربيع سليمان قال : والله ما سجنته ولا امرت بسجنه قال المؤرخ احمد بن خالد الناصري ( لما كان السلطان في الموضع المعروف بالحجر الواقف بين نهري سبو وورغة قدم عليه هناك اولاد الشيخ ابي عبد الله العربي الدرقاوي صبية صغارا يشفعون في ابيهم ليسرحه الله الذي سجنه فكان الامر كذلك فانه بقي في السجن حتى توفي السلطان المولى سليمان وبويع المولى عبد الرحمن بن هشام فافتتح عمله بتسريحه).

ان السبب القاء القبض على الشيخ الامام مولاي العربي الدرقاوي وادخاله السجن بفاس في صفر سنة 1236هـ/1820م ومكث في السجن سنتين واربعة اشهر يرجع الى ما تورط فيه الدرقاويون من قيادة الثورة ضد مولاي سليمان لصالح الامير ابراهيم بن اليزيد سنة 1235هـ/1819م. انطلاقا من الاطلس المتوسط وباتفاق مع زعمائه ويحكي المؤرخ الدكتور ابراهيم حركات في تاريخه سبب القبض عليه ومن القى القبض عليه فيقول : قد حدثت فتنة بين الاودايا وفاس حول بيعة السلطان مولاي سليمان بعد وفاة السلطان سيدي محمد بن عبد الله وذلك ا نفاس في الوهلة الولى بايعت المولى سليمان لكن زعماء البربر كانوا يجرون اتصالات مع اهل فاس بدات سرية ثم تحولت علانية مفادها خلع مولاي سليمان فتجددت الفتنة واستشرت مما دعا الفاسيون الى مطالبة البربر التدخل لوضع حد لتراعهم مع الاودايا وللنظر في بيعة ملك جديد فاتفق معهم وقد ايت يدارسن بزعامة الحسن بن حمو واعزيز المطيري ووفد زمور وبني حكم بزعامة محمد بن غازي على ترشيح الامير ابراهيم بن اليزيد فاشترطوا عليه شروطا قبلها ثم اعلنت بيعته في 24 محرم 1236هـ/1820م وقد اعلن الامير رفضه للبيعة الى ان هدد بترشيح احد الادارسة فقبل وكان الشيخ الصوفي العربي بن احمد الدرقاوي ممن المفاوضة المذكورة مع اهل فاس غير انه وقع في قبضة الاودايا انصار مولاي سليمان فاودعوه السجن حيث ظل به سنتين واربعة اشهر الى وفاة مولاي سليمان ونرى في حركة الدرقاوي هاته رد فعل ضد مولاي سليمان الذي كان كسلفه متقارب الاتجاه مع الحركة الوهابية التي لا تتعاطف مع المتفقرة وارباب الزوايا.

ويقول في موضع اخر في سبب سجنه ومن اطلق سراحه : ( لقد القي القبض على الشيخ العربي الدرقاوي خلال محاولة الاطاحة بمولاي سليمان الى ان اطلق سراحه بمجرد تولية مولاي عبد الرحمن. حيث لما علم بوفاة السلطان ابي الربيع سليمان عم مولاي عبد الرحمن بن هشام بادر اهل فاس وجيش لوداية وسائر فرق الجيش النظامي بيعة مولاي عبد الرحمن غير ان بربر الاطلس المتوسط المتوسط بزعاة ابي بكر بن مهاوش والحاج محمد بن غازي الزموري رفضوا البعة فوجدت اسرة الشيخ العربي الدرقاوي السجين فرصة لدفع ابن غازي الذي كان شيعة الامام الشيخ الدرقاوي الى تقديم البعة والهدايا الى السلطان بفاس ملتمسا اعلان عفوه عن الزعيم الصوفي الشيخ مولاي العربي الدرقاوي فاستجاب السلطان لرغبته واطلق سراح الشيخ الدرقاوي .

اثاره ومؤلفاته :

بدا الشيخ مولاي العربي الدرقاوي المشيخة سنة 1196هـ/1781م ومنذ هذه السنة وهو السنة وهو يجاهد ويناضل ويربي وينصح ويؤلف الى ان مات رضي الله عنه باقواله وافعاله ورسائله ومن جملة هذه النصائح والاقوال والوصايا :

–         التصوف : هو حفظ شرائع الدين وحسن الخلق مع المسلمين وسلب الارادة لرب العالمين .

فعلق عيه سيدي ابو بكر البناني : فحفظ الشرائع : اسلام وحسن الخلق ايمان وسلب الارادة احسان .

–         تحصيل العلم يتوقف على امرين :

احدهما : الصدق دائما في القول والفعل من غير تبديل ولا تغيير .

الثاني : مناسبة الكلام للكلام ولا يفعل ذلك الا من اتقى الله.

–         الفقير الصادق لم تبق له حاجة يطلبها وان كان ولا بد من الطلب فليطلب المعرفة .

–         فان شئ ان تطوى لك الطريق وتحصل في ساعة التحقيق فعليك بالواجبات وبما تاكد من نوافل الخيرات وعلم من علم الظاهر ما لا بد منه.

اذا لا يعبد الا به ولا تتبعه اذ لا يطلب فيه التبحر انما يطلب التبحر في الباطن وخالف هواك اذ ذاك ترى عجبا.

–         فوصيكم كل الوصية ان تكونوا دائما على السنة المحمدية وان تذكروا ربكم حين بضيق حالكم وحين يتسع حالكم وتصلوا على نبيكم (ص) كذلك.

–         فاني اوصيكم جميعا خاصة وعامة رجالا ونساء كبار ا وصغارا عبيدا واحرارا بما امركم الله به وهو ان لا تؤخروا الصلاة على وقتها وان تجعلوا الرخصة في تاخيرها وصلوا جماعة ولا تصلو افذاذا الا لعذر وهو لا يكون والله اعلم الا ناذرا.

–         اما بعد فاذا تورعت في اقوالك وافعالك وتوسعت في اخلاقك حتى يستوي عندك من يمدحك ويذمك ومن يعطيك ويمنعك ومن يؤذيك وينفعك ومن يشد عليك ويوسع فلاشك في كمالك.

–         عظموا بعضكم بعضا واحترموا بعضكم بعضا فان المؤمن للمؤمن كالبيان المرصوص يشد بعضه بعضا.

–         جولوا في اقطار الارض فان وجدتم مشربا اصفى واعذب من مشربنا  فاتوني اذهب معكم اليه ونرده جملة فان مقصودن لله ولاحظ لنا سواه.

–         من التقوى مناسبة الكلام الى الكلام يعني من تكلم معك في الشريعة لا تجاوبه بالحقيقة ومن تكلم معك بالحقيقة لا تجاوبه بالشريعة ومن تكلم معك بالعبودية لا تجاوبه بالحرية ومن تكلم معك بالحرية لا تجاوبه بالعبودية ومن تكلم معك بالجمع لا تجاوبه بالفرق ومن تكلم معك في العلويات لا تجاوبه بالسفليات وهكذا وليكن جوابك مناسبا الا اذا اردت ان تجادله وتماريه.          

هذه السيرة مأخوذة من كتاب “النسمات في تراجم علماء وصلحاء إقليم تاوناتلمؤلفه إبن إقليم تاونات ذ. عبد الكريم احميدوش عضوالمجلس العلمي لتاونات

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7186

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى