في الذكرى الستينية لبنائها..طريق “الوحدة” في أسوء حالها..و”صدى تاونات”و”تاونات نت” تطالبان برد الاعتبار لها ؟؟؟

مشاهد من طريق الوحدة

مشاهد من طريق الوحدة

تاونات- محمد العبادي:”تاونات نت”/في يوم الأربعاء 5 يوليوز 2017، حلت الذكرى الستينية ( 60 سنة) لإعطاء انطلاقة أشغال بناء طريق الوحدة، التي شكلت حدثا تاريخيا جيليا ونوعيا غداة حصول المغرب على استقلاله.

 من هذا المنطلق ارتأت جريدة “صدى تاونات”الورقية ومعها جريدة”تاونات نت” الإلكترونية تماشيا مع دلالات ومغزى هذا الحدث،أن  تنفرد بتخصيص هذا الملف لتسلط الضوء على حيثيات وتفاصيل انجاز هذا الورش الوحدوي ذلك أنه في يوم 13 يونيو 1957، وجه جلالة المغفور له محمد الخامس من مدينة مراكش، نداء ساميا إلى الشباب المغربي لاستنهاض هممه قصد التطوع في إنجاز مشروع وطني كبير يهدف إلى ربط شمال المملكة بجنوبها حيث قال جلالته “إن من بين المشاريع التي عزمنا على إنجازها لتدعيم التوحيد الحاصل بين منطقتي الوطن شماله وجنوبه، إنشاء طريق بين تاونات وكتامة تخترق ما كان من قبل حدا فاصلا بين جزأي الوطن الموحد، وذلك ما حدا بنا إلى أن نطلق عليه اسم طريق الوحدة”.

وبنفس المناسبة، زف جلالته بشرى تطوع ولي العهد آنذاك جلالة المغفور له الحسن الثاني، للمشاركة في هذا المشروع حيث قال جلالته “وإن ولي عهد مملكتنا الحسن أصلحه الله قد سجل اسمه أول متطوع جريا على مألوف عادته في تجنيد نفسه دائما لخدمة المصالح العليا للشعب والوقوف بجانب العاملين من أجل سعادته ورفاهيته”..

 ورش تطوعي اقترحه الزعيم المهدي بن بركة، مشروع ربط بين تاونات وايساكن على طول 80 كلم، وأطلق عليه رمزيا اسم طريق “الوحدة”، حيث كان يتوخى، الربط بين منطقتي الحماية الاسبانية في الشمال( الحسيمة/ الريف) والحماية الفرنسية بالجنوب( تاونات / فاس).

انطلاق ورش طريق الوحدة: 50 ألف طلب و11 ألف متطوع

 شباب الحسيمة والناضور الأقل مشاركة على مستوى الأقاليم

المرحومين الملك محمد الخامس وولي العهد الحسن الثاني بتاونات

المرحومين الملك محمد الخامس وولي العهد الحسن الثاني في ورش طريق الوحدة بتاونات

في 13 يونيو 1957، وجه الملك الراحل محمد الخامس خطابا للشباب المغربي انطلاقا من مدينة مراكش. مباشرة بعد هذا الخطاب التاريخي، تقاطرت طلبات الشباب المغربي من مختلف الاقاليم للتطوع في ورش بناء طريق الوحدة، ليصل عددها إلى 50 ألف طلب (متطوع)، أي أن الطلبات فاقت العدد المحدد للمشاركة في هذا الورش بخمس مرات، اذ تم استدعاء 10537 متطوعا من مختلف اقاليم ومدن المملكة، 65 بالمائة منهم يتحدرون من الأرياف. ونورد هنا عدد المتطوعين الوافدين على مستوى الأقاليم حسب أهمية المشاركة:

–          اقليم الرباط ( الرباط، سلا، الخميسات، القنيطرة، سيدي قاسم، العرائش): 1689 متطوع

–         اقليم الدارالبيضاء( الدرالبيضاء، المحمدية، بنسليمان، سطات، النواصر، برشيد): 1621 متطوع

–         إقليم فاس( فاس، تاونات، تازة، مولاي يعقوب، كرسيف، بولمان، افران، ميدلت): 1232 متطوع

–         اقليم مراكش( مراكش، الحوز، قلعة السراغنة، شيشاوة): 1194 متطوع

–         اقليم بني ملال( بني ملال، قصبة تادلة، بن جرير): 735 متطوع

–         اقليم مكناس: (مكناس، الحاجب، أزيلال، اخنيفرة) 663 متطوع

–         اقليم وجدة( وجدة، تاوريرت، بركان، جرادة، فكيك، بوعرفة): 609 متطوع

–         اقليم تافيلالت ( الراشيدية، الريصاني، أرفود): 563 متطوع

–         اقليم أسفي (آسفي، الصويرة ): 537 متطوع

–         اقليم الجديدة ( دكالة): 498 متطوع

–         اقليم اكادير والصحراء: 409 متطوع

–         اقليم طنجة : 277 متطوع

–         اقليم ورزازات ( ورزازات، تنغير، زاكورة): 217 متطوع

–         اقليم تطوان( تطوان، الشاون): 184 متطوع

–         اقليمي الحسيمة والناضور: 109 متطوع.

يتضح، أن عدد المتطوعين المشاركين في ورش طريق الوحدة، وفدوا بشكل أكبر من اقاليم الرباط والدارالبيضاء ومراكش وفاس، في حين يظهر أن المشاركة الأضعف في هذا الورش هي التي تتعلق باقليمي الحسيمة والناضور، ثم طنجة وتطوان.

وكان من بين المساهمين في الإعداد والإشراف على بناء هذه الطريق المهدي بن بركة وعبد الواحد الراضي. فتم نصب عدد من مراكز المخيمات لاستقبال المتطوعين اذ تم تجنيد زهاء 11 ألف شاب متطوع للعمل مدة ثلاثة أشهر في صيف 1957، بنسبة مشاركة بلغت زهاء 4000 شاب شهريا، حيث مثلت أوراش العمل بمثابة مدارس للتكوين يتلقى فيها المتطوعون دروسا تربوية وتداريب مدنية وعسكرية. وبعد ثلاثة شهور، من يوليوز إلى أكتوبر 1957، انتهت أشغال طريق الوحدة، وألقى محمد الخامس خطابا بايساكن في حفل استعراض متطوعي الطريق.

وابتداء من سنة 1962، لم تعد هذه الطريق الرابط الوحيد بين الشبكة الطرقية لأقاليم الجنوب والطريق الشمالية الكبرى، إذ قامت وزارة الأشغال العمومية ببناء اتصال عبر تيزي وسلي الذي أصبح لازما مثل الأول بين أكنول والطريق رقم 39. ثم في سنة 2003 شرعت وزارة التجهيز في تمديد محور الطريق الوطنية رقم 8 انطلاقا من كراج بغال باخلالفة باتجاه تبرانت وصولا الى الطريق رقم 39 الرابط بين الحسيمة وشفشاون.

خلفيات ورش طريق الوحدة

بنبركة: طريق الوحدة مدرسة تربوية ومدنية وعسكرية للشباب المغربي

الراحل الملك محمد الخامس رفقة المهدي بن بركة في انطلاقة ورش طريق الوحدة بخميس ازريزر

الراحل الملك محمد الخامس رفقة المهدي بن بركة في انطلاقة ورش طريق الوحدة بخميس ازريزر

لم تكن تربط بين منطقتي الحماية الفرنسية والاسبانية بشمال المغرب، سوى طريقين اثنين : واحدة في غرب الريف بين سوق الأربعاء والقصر الكبير وأخرى في شرق الريف ، تربط بين بركان ومليلية. وبالتالي لم يكن هناك خيار للذين سيسافرون بين البلدات القريبة والمتفرقة بين الجوانب المختلفة للحدود الفاصلة بين المحميتين، سوى خيار الانتقال إلى واحدة من الطريقين المتوفرين، مما جعل الريف الاوسط واجزاء واسعة من الريف الغربي والشرقي في عزلة شاملة عن باقي التراب الوطني، مما كلف سكان الريف مشقة قطع مئات الكيلومترات للوصول لغايتهم، أو المخاطرة بالسفر عبر الأودية والسفوح المنحدرة والغابات، نتيجة لذلك، كان التبادل التجاري في معظم هذه المناطق نادر وضعيف.

كانت هذه الطريق معدة لتربط شبكة إقليم الجنوب وخصوصا الطريق الجهوية رقم 302 الذاهبة من فاس إلى تازة عبر أكنول وبورد بالطريق الشمالية الرئيسية رقم 39 الرابطة بين الشاون والحسيمة وهي الجادة الهامة من الشبكة الممتدة طول جبال الريف شرق إقليم تطوان، حيث لم يكن في سنة 1957 أي اتصال طرقي عبر سلسلة جبال الريف بين الطريق الرئيسية رقم 28 الذاهبة من وزان إلى الشاون والطريق الثانوية رقم 412 الذاهبة من تاوريرت إلى سلوان عبر سد مشرع حمادي.

فتم التخطيط لمشروع طريق الوحدة، كنقطة بداية لمشاريع مبرمجة أخرى تهدف إلى تغيير البنى الوظيفية التقليدية للطرق التي كانت ترتكز على خدمة مصالح المستعمر سابقا، وإعطاء الأولوية لبناء طرق بالأقاليم الشمالية والجنوبية لتصل إلى مستوى التجهيزات الموجودة بوسط وغرب البلاد.

والواقع أن المغرب غداة الاستقلال كان يتوفر على شبكة طرقية يصل طولها إلى حوالي 20 ألف كلم؛ إلا أن توزيعها الجغرافي عبر التراب الوطني لم يكن شاملا لكل المناطق وكانت العلاقات بين الأقاليم الجنوبية والشمالية تتسم بالطابع العرضي وانعدام الطرق الأفقية التي تخترق المنطقة الشمالية في اتجاه البحر الأبيض المتوسط، ما طرح وضعية ملحة أمام مغرب الاستقلال، حيث بادر جلالة المغفور له محمد الخامس إلى نهج سياسة مقدامة في ميدان التجهيزات الطرقية من أجل تغيير البنى الوظيفية التقليدية للطرق التي كانت ترتكز في السابق على خدمة مصالح المستعمر، وإعطاء الأولوية لبناء طرق بالأقاليم الشمالية والجنوبية لترقى إلى مستوى التجهيزات الموجودة بوسط وغرب البلاد.

الشباب المتطوع في استعراض احتفالي

الشباب المتطوع من كل أنحاء المغرب في استعراض احتفالي

وكان في مقدمة المشاريع المبرمجة إنشاء طريق بشمال المملكة تربط بين تاونات وايساكن بمنطقة كتامة على طول 80 كلم أطلق عليها اسم (طريق الوحدة) وكلمة “الوحدة” أو “التوحيد” التي ركز عليها المشروع لها دلالة رمزية هامة، فبالإضافة إلى الربط بين منطقتي الشمال والجنوب، فإن تجميع الشباب المتطوعين لبنائها من مختلف جهات المغرب وتكتلهم وتعاونهم وتضامنهم وحماسهم اكتسى أهمية كبرى على الصعيد الوطني تجسيدا للوحدة والتضامن والتكامل.

وقد تجند لهذا المشروع زهاء 11 ألف شاب متطوع للعمل طيلة الأشهر الثلاثة للفترة الصيفية، بنسبة أربعة آلاف شاب في كل شهر، ينتمون لكل أنحاء المملكة. ومثلت أوراش العمل مدارس للتكوين يتلقى فيها المتطوعون دروسا تربوية وتدريبات مدنية وعسكرية، تجعل منهم مواطنين صالحين لتحقيق مشاريع عمرانية في مراكز سكناهم، وذلك تنفيذا لفكرة التجنيد والخدمة المدنية لبناء المغرب الحر والمستقل.

وحظي هذا المشروع بتأطير تربوي في منظومة التسيير والتدبير وأعمال اللجان المختصة التي اشتغلت منذ نداء جلالة المغفور له محمد الخامس، وهي لجنة قبول الطلبات وتوزيع الاستدعاءات وتنظيم المخيمات على طول الطريق ولجنة المواد والتموين والمواصلات، وتهييء هذه المخيمات لاستقبال المتطوعين وتوفير جميع الضروريات المادية والصحية والثقافية، بحيث يستوعب كل مخيم 250 متطوعا موزعين على 13 خيمة وتضم كل خيمة 25 سريرا، تسيرهم لجنة تضم التخصصات التربوية والفنية والعسكرية وشؤون التموين والطبخ والمواصلات.

وقد اتخذت التدابير الصحية بتعيين ممرض في كل مخيم ومركز لتوزيع الأدوية عند الحاجة. وتم إسناد سير المخيمات إلى قيادة عامة مقرها في منتصف الطريق (ايكاون) وتتكون من مندوب وخليفة وطبيب ومهندسين مسؤولين وضابط وكاتب عام ومسؤولين عن الراديو والصحافة والسينما ومسؤولين عن التموين والمواصلات والمياه والغابات والبريد ورجال المطافئ، والمحافظ على النظام الداخلي للحياة في المخيمات بمشاركة المتطوعين أنفسهم بواسطة المندوبين المنتخبين عن كل خيمة، وإشراف لجنة من 16 شخصا على كل ورش.

وصباح يوم الجمعة 5 يوليوز 1957 ، أعطى جلالة المغفور له محمد الخامس انطلاقة الورش الوطني لطريق الوحدة معاينا على متن سيارة “جيب” معالم الطريق، كما أدى جلالته صلاة الجمعة بايكاون.

واتسمت مراحل الإعداد للمشروع بأنشطة مكثفة وأعمال رائدة لسمو ولي العهد الأمير الحسن آنذاك الذي أولى سموه، عناية خاصة لتعبئة الشباب وشحذ الهمم والعزائم معطيا القدوة والمثال بانخراطه الفاعل في مهام الإشراف والتدبير والإنجاز ولقاءاته بالشبيبة وحواراته معها حول فلسفة المشروع وأبعاده الوطنية كتحد ورهان يتحتم كسبه.

ولقد حفلت الشهور الثلاثة من يوليوز إلى أكتوبر 1957 بمظاهر من التجند التام والعمل البناء في غمرة الحماس الوطني العارم وأجواء التعبئة لإنجاز مشروع جعل منه مدرسة حقيقية لتلقين وإذكاء الروح الوطنية وتأمين التكوين والتأهيل للقدرات والكفاءات فضلا عن الفضاءات التربوية والثقافية والفنية مما أعطى لمراحل الإنجاز إشعاعا واسعا يستهدف إنجاز مشروع وحدوي ذي أبعاد تنموية اجتماعية واقتصادية وأبعد من ذلك مشروع يمتد لبناء الإنسان وشحذ الهمم والعزائم ونشر قيم التضامن والتعاون والتكامل وتفجير الطاقات الخلاقة على درب بناء مغرب جديد.

المرحومين الملك محمد الخامس ووولي العهد الحسن الثاني والمرحوم بن بركة في طريق الوحدة

المرحومين الملك محمد الخامس ووولي العهد الحسن الثاني والمرحوم بن بركة في طريق الوحدة

منذ أن طرحت فكرة ورش بناء طريق الوحدة من قبل المهدي بن بركة، لم تكن هناك أية حركة سير تربط بين ازريزر على الطريق رقم 304 الرابطة بين فاس وتاونات والطريق رقم 39 التي تمر عبر ايساكن بين الحسيمة وشفشساون. كانت الوضعية كما يلي:

–         بين خميس ازريزر وتاونات القشور ، كان هناك مسلك عسكري قديم انشأته فرنسا، كان من الصعب مرور السيارات عبره، وبخاصة بين مركز خميس ازريزر وايمغدن حيث تدهور كثيرا بفعل انزلاق التربة، وما بين ايمغدن وتاونات القشور كانت هناك بعض المقاطع من المسلك في وضع جيد.

–          انطلاقا من اساكن بالشمال، كان هناك مسلك طرقي عسكري آخر أقامته اسبانيا الى غاية مركزها العسكري بايكاون. مسلك ضيق جدا يمر بسفوح عالية وجد منحدرة عرفت بنيته تدهورا كبيرا بفعل انهيارات وانزلاقات التربة والصخور، لم يكن يمر عبرها من السيارات سوى عربات عسكرية من نوع جيب خلال فصل الصيف فقط.

–          وما بين المسلكين الطرقيين القديمين الذين أنشاتهما سلطات الحماية الفرنسية ما بين خميس زريزر وتاونات القشور والحماية الاسبانية ما بين ايكاون وايساكن، لم تكن هناك اية حركة مرور تتم ما بينهما، لم يكن هناك مسلك طرقي يربط بين منطقتي الحماية الفرنسة والاسبانية، كانت المنطقتين منعزلتين تماما أمام حركة مرور العربات.

ولانجاز ربط طرقي كامل يتيح مرور السيارات بين خميس ازريزر وايساكن، تقرر من خلال اطلاق ورش طريق الوحدة، الاطلاع على الخصائص الطبيعية للمنطقة، ودراسة اعادة استعمال المسالك العسكرية القديمة على امتداد عدد من المقاطع من خلال اعادة تاهيلها وتحسين بنيتها، الى جانب بناء مقاطع جديدة خاصة بين تاونات القشور وايكاون وعلى امتداد مقاطع مسالك قديمة تم تغيير مساراتها بالنظر لصعوبة اعادةو تاهيلها أو تحسينها.

برنامج عمل ورش طريق “الوحدة”

مركز متطوعي ورش طريق الوحدة بثلاثاء كتامة

مركز متطوعي ورش طريق الوحدة بثلاثاء كتامة

تحديدا ما بين جماعة ازريزر بدائرة تاونات التابعة لاقليم فاس وجماعة ايساكن باقليم الحسيمة، تقرر انجاز ورش بناء طريق الوحدة وفق البرنامج التالي:

–         تأهيل المقطع الطرقي على مسافة 2.5 كلم انطلاقا من مركز ايساكن.

–         بناء مقطع طرقي على مسافة 15 كلم يربط ما بين ساحة الورش رقم 1 على بعد 2.5 كلم من مركز  ايساكن الى غاية باب بورفود.

–         تأهيل مقطع طرقي على مسافة 13 كلم، يربط بين باب بورفود وايكاون.

–         بناء مقطع طرقي على مسافة 9.5 كلم، يربط بين ايكاون وتاونات القشور.

–         تأهيل مقطع طرقي على مسافة 13 كلم يربط بين تاونات القشور وايمغدن.

–         بناء مقطع طرقي جديد على مسافة 3 كلم يربط بين ايمغدن وخميس الزريزر.

–         وأخيرا استعمال مقطع طرقي بني سابقا على مسافة 2 كلم بين مدخل مركز خميس ازريزر والطريق رقم 304 عند قنطرة اسكار.

وهكذا فان اعداد هذا البرنامج، تطلب دراسة تقنية لبناء مقاطع من طريق الوحدة على مسافة 27.5 كلم، هذا مع تأهيل وتحسين مقاطع طرقية عبارة عن مسالك على مسافة 28.5 كلم.

ذلك أن أهمية الاشغال المنجزة منذ فاتح يوليوز الى غاية 30 شتنبر 1957 ، تظهر من خلال الارقام التالية:

–         حفر ونقل 330 ألف متر مكعب من الأتربة الشستية ( الفريش).

–         بناء 140 منشأة لتصريف المياه

–         بناء 31 منشأة فنية على الأودية والشعاب

–         بناء ثلاثة قناطر على واد كتامة، طول الاولى 12 مترا والثانية 20 مترا والثالثة 40 مترا.

هذا الورش المنجز على مدى ثلاثة اشهر، تطلب اعدادا قبليا للدراسات على مدى 18 شهرا، وقبل انطلاق الاشغال تم تهيئة نقط المياه ( العيون والآبار) لتوفير مياه الشرب والبناء واحداث ساحات لاقامة واحتضان المتطوعين في تجمع خيام الايواء والاكل.

هذا كله جعل المنظمين والمسؤولين على الورش يسهرون على تحسين الظروف المثلى لاشتغال وحماسة الشباب المتطوع في انجاز هذا الورش.

فاتح اكتوبر 1957  محمد الخامس يدشن طريق “الوحدة” بإيساكن

المرحومين الملك محمد الخامس ووولي العهد الحسن الثاني والمرحوم بن بركة في طريق الوحدة

المرحومين الملك محمد الخامس ووولي العهد الحسن الثاني والمرحوم بن بركة في طريق الوحدة

في فاتح شهر أكتوبر 1957 ، كان المغرب على موعد مع الحدث التاريخي المبشر بانتهاء أشغال طريق الوحدة، في غمرة الاعتزاز الوطني بهذه المنجزة الكبرى والتي تكللت بخطاب جلالة المغفور له محمد الخامس في حفل استعراض متطوعي طريق الوحدة حيث خاطب جلالته جمهور المتطوعين بقوله: “لكم يطفح قلبنا سرورا وابتهاجا ونحن نجتمع بكم اليوم، وقد تكللت أعمالكم ولله الحمد بالنجاح وبرزت للعيان نتائج جهودكم وأشهدتم العالم على أن أبناء المغرب إذا تحملوا مسؤولية قاموا بها خير قيام، وإذا اتجهت همتهم إلى غاية مهما عظمت وعسرت فلا بد أنهم بالغوها”.

وأضاف جلالته معتزا بهذا الإنجاز التاريخي الخالد مبرزا دلالاته بقوله: “بفضل هذه الطريق المباركة، تضاعفت وسائل الاتصال بين الشمال والجنوب، وتم التوحيد بينهما على صورة أكمل، ذلك التوحيد الذي طالما كافحنا من أجله وتحرقنا شوقا إلى استرجاعه، وأي دليل أقوى على تعلق المغاربة بوحدتهم من هذه المشاركة في أعمال المتطوعين التي قام بها سكان هذه المناطق بحماسة وإيمان”.

نشيد طريق “الوحدة”

وفد إعلامي يزور طريق الوحدة 2014

وفد إعلامي يزور طريق الوحدة سنة 2014 على هامش احتفالات جريدة صدى تاونات بذكراها السنوية 20(على اليمين:غادريس الوالي-عبد الحي بنيس- البشير الزناكي وجمال المحافظ)

من كلمات وألحان بوبكر الصقلي:

هيا بنا إلى العمل

نحن الشباب نحن الشباب نحن الأمل

طريقنا وحدتنا

تخليد عهد الاستقلال

يا شباب يا شباب

هيوا بنا إلى العمل

إلى البناء إلى البناء يدا في يد

نحمي حماك نحمي حماك يا بلاد

هيوا بنا هيوا بنا إلى الأمام

يعيش يعيش ملكنا المولى الأمام

قوتنا قدرتنا

عزتنا بين الأمم .

الوزير الأسبق محمد زيان وصف طريق “الوحدة” بطريق الضباب

محمد زيان المحامي الوزير الأسبق لحقوق الإنسان

محمد زيان المحامي الوزير الأسبق لحقوق الإنسان

قال محمد زيان المحامي الامين العام للحزب الليبرالي والوزير الأسبق في حقوق الإنسان في تصريح اعلامي على اعقاب مشاركته في وقفة احتجاجية نظمت مؤخرا تضامنا مع المعتقلين في حراك الريف بالحسيمة، انه انتقل من الرباط الى الحسيمة للتضامن مع ساكنة منطقته عبر تاونات طبعا مرورا بطريق “الوحدة” قبل ان يصل الى مدينة الحسيمة، قائلا:“درت يومين باش نجي. وراه كاين غير لكذوب. ما كاين لا طريق “الوحدة” لا طريق ماشي “الوحدة” اللي كذبو علينا بها الاتحاديين”. مضيفا “لا توجد طريق بين الحسيمة وفاس…خاصك دوز إما من الناظور أو من تطوان… هادي راها طريق الانفصال والتقسيم ماشي طريق الوحدة… راها طريق الضباب…”.

طريق الوحدة طريق الحوادث والموت

طريق الوحدة طريق الحوادث والموت

لا شك إذن أن عبور محمد زيان لطريق “الوحدة” انطلاقا من فاس باتجاه تاونات وصولا الى الحسيمة، ترك لديه انطباعا سيئا للغاية ازاء وضعية هذه الطريق التي لها دلالة رمزية وسياسية وتاريخية ايضا. وهو الانطباع الذي يخالج كل مواطن غيور على وطنه، لما يعبر هذه الطريق… وضعية مهترئة ومتدهورة في عدد من المقاطع سواء بجماعة اخلالفة او بجماعة ايكاون، حيث تحولت في مركز هذه الاخيرة الى شبه مسلك قروي بفعل الانهيار الترابي الذي لحقها منذ فصل الشتاء دون ان تشملها تدخلت لتصحيح وتثبيت بنيتها في الوقت الذي تحل فيه الذكرى الستينية لانطلاق هذا الورش الوطني مع فجر الاستقلال، وضع لا يمت بصلة الى الدلالة الرمزية التي تميز هذه الطريق عن غيرها، كان بالضرورة تقدير هذه الدلالة وهذه الرمزية على الاقل على خلفية حلول هذه الذكرى، ذكرى 60 عاما على بنائها، الا انها تحل وطريق الوحدة في أسوأ حالها.

هذه الطريق تستحق كل الاهتمام والتقوية والصيانة، تقديرا لرمزيتها، واحتراما لكرامة سكان منطقتها والعابرين لها على حد سواء، هي بحاجة لأي شيء ولكل شيء.

على هامش الذكرى

تدشين الفضاء التربوي والتثقيفي والمتحفي

 للمقاومة وجيش التحرير بمدينة تاونات

المندوب السامي للمقاومة وجيش التحرير المصطفى الكثيري بمعية عامل الإقلي

المندوب السامي للمقاومة وجيش التحرير المصطفى الكثيري بمعية بلهدفة عامل الإقليم وكنوني رئيس جماعة ازريزر

ولتوثيق الذاكرة التاوناتية، أشرف المندوب السامي للمقاومة وجيش التحرير المصطفى الكثيري بمعية عامل الإقليم على تدشين الفضاء التربوي والتثقيفي والمتحفي للمقاومة وجيش التحرير بمدينة تاونات الذي أصبح جاهزا..

 ويندرج إنجاز هذا المشروع، الذي خصص له غلاف مالي يقدر بمليون و800 ألف درهم ضمن البرنامج الأفقي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لسنة 2014، في إطار شراكة بين كل من المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير واللجنة الإقليمية للتنمية البشرية ووكالة الإنعاش وتنمية أقاليم الشمال والمجلس الجهوي لجهة تازة الحسيمة تاونات والمجلس الإقليمي لتاونات وبلدية تاونات.. ويتكون هذا المشروع، الذي تم بناؤه على مساحة تقدر بـ211 متر مربع، منها 192 مغطاة، من فضاء للعروض وقاعة للمطالعة وفضاء متعدد الوسائط وفضاء للتواصل ومكاتب وقاعة للاجتماعات وأخرى للأرشيف ومقر للمندوبية الاقليمية لمقاومة وجيش الحرير.

 وهكذا يستشف من أن بناء طريق الوحدة شكل ورشا وطنيا كبيرا لصقل الكفاءات، وتنمية المدارك وتقوية القدرات، ومدرسة لترسيخ قيم الوطنية الصادقة وإشاعة ثقافة التكافل والتعاون والتضامن.. ، وأن استحضار الأبعاد التاريخية والدلالات الرمزية لهذا الحدث يروم ترسيخ ما تعبق به هذه الذكرى ومثيلاتها من دروس وعبر لتظل حية في أذهان الأجيال الجديدة ولتحفيزها على الانخراط في مسيرة البناء والتنمية.

ولاشك أن الاحتفال بهذه الذكرى يشكل مناسبة لإبراز التضحيات التي قدمها الشباب المغربي من أجل الانعتاق والحرية ونيل الاستقلال، وما الأجيال الجديدة والناشئة في أمس الحاجة إلى تعريفها بهذا التاريخ لاستقراء فصوله واستلهام قيمه وعبره.

 

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7242

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى