اختتام الدورة الثلاثين لمهرجان الفروسية بتيسة بحضور ما يفوق 120000 زائر من مختلف مناطق اقليم تاونات

عامل إقليم تاونات في زيارة لمعرض تيسة

عامل إقليم تاونات في زيارة لمعرض تيسة

صفاء الحسوني:”تاونات نت”/تخليدا لصفحات مضت من تاريخ عريق لمناضلي اقليم تاونات ضد الاستعمار الغاشم ,اختتمت يوم 17شتنبر 2017 فعاليات الدورة الثلاثين(30)  لمهرجان الفروسية بتيسة و الدي نظمته فدرالية الوفاق تحت شعار ” الخيل و الخيالة للتبوريدة” بمساهمة كل من المديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية والمجلس الإقليمي لتاونات ومجلس جهة فاس مكناس وجماعتي تيسة وسيدي امحمد بلحسن ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال والشركة المغربية لتشجيع الفرس, بتتويج عدد من الفعاليات المهتمة بالفروسية, بعد ان  استمر هدا العرس التقليدي  5 ايام  تحت وقع  صيحات الخيالة والتنشيط الثقافي و الفني, لاكتشاف مؤهلات المنطقة في تربية الخيول العربية و البربرية الاصيلة بإقليم تاونات  وغيرها من الاقاليم المشاركة في هده التظاهرة  الاجتماعية والاقتصادية والسياحية والثقافية.

وفي هذا السياق أشرف حسن بلهدفة عامل إقليم تاونات والوفد المرافق له على توزيع منح لفائدة ثلاثة(3) من قدماء الخيالة تكريما لهم على العطاء الذي قدموه في مجال لفروسية التقليدية وجوائز لفائدة خمسة (5)من أحسن مربي الخيول وثلاثة(3) جوائز خاصة بالفرسان الشباب.

فرسان تيسة

فرسان تيسة

 كما قام المسؤول الترابي على الإقليم بعد ذلك بزيارة المعرض المحلي لمنتوجات الصناعة التقليدية الذي نظمته غرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس مكناس بتنسيق مع الجهات المنظمة بمناسبة المهرجان، تحت شعار: ” المرأة القروية أساس التنمية”، والذي تضمن منتوجات من فن الصناعة التقليدية تمثلت في المصنوعات الجلدية والمنتوجات النباتية والنسيج التقليدي والمنتوجات الجلدية ومواد التجميل الطبيعية والسراميك والديكور وصناعة السروج ، شارك فيها عارضون ينتمون بالإضافة إلى إقليم تاونات لعدد من مدن وأقاليم المملكة كفاس والخميسات وأزيلال  وميسور وتارودانت.

ادريس بن سليمان رئيس فدرالية الوفاق لمهرجان الفروسية بتيسة , ادلى في تصريحه لجريدة “تاونات نت” ان عدد الفرسان المشاركة هده السنة يفوق 1000 فرس و  يبلغ عدد الفرق 64 فرقة.

 اما فيما يخص جديد هده الدورة اكد انه بالرغم من الخصاص الدي تعاني منه منطقة تيسة  في المجال المائي , الا انهم  قد استطاعوا  التغلب  على هدا المشكل ,بتوريد 1000 عود و تزويد 64 خزانة بثروة المياه للارتواء و التوريد و العناية.

عامل تاونات بمعية فرسان تيسة

عامل تاونات بمعية فرسان تيسة

  وقد عرفت هده التظاهرة للفروسية و التبوريدة استقطاب,ما يناهز 120000 من الزوار من مختلف مدن و اقاليم الجهة, جاءوا للاستمتاع بعروض الخيالة و الاطلاع على هدا الموروث الاصيل الى جانب زيارة معرض الصناعة التقليدية و الانشطة التجارية الاخرى كما  قدمت منح تشجيعية لخوض غمار تجربة الفروسية.

وحسب تصريح احد الزوار وإسمه توفيق الإدريسي جاء من فاس ان المعرض جيد سواء من ناحية الفروسية او من حيث التنظيم  اد صرح بحضور جل القبائل والاسر من جل المناطق, لهده الطقوس الاحتفالية المغربية العريقة بالتقاليد التراثية الحية المتوهجة ، والتي امتزج فيها الحربي والفولكلوري الفرجوي الحي المتوهج والزاخر  بالجمالي والفني والروحاني, وأيضا بحمولته  الوازنة في الوجدان الجمعي التاوناتي, استحضارا لاهم الملاحم التاريخية  و الطرق الحربية التي صنعت امجاد هدا الاقليم،  حيت تفجرت لدى الفرسان تمجيد  روح المقاومة  وبلسم النضال و الكفاح المجيد  ببسالة  وشجاعة,ومحاكاة لمعارك التحرير واحتفالات الانتصارات، ممتطين أجود الخيول، تكسوها سروج مزركشة ومطروزة، مرتدين أزياء مغربية تقليديةمع  الاهتمام بتزيين الحصان، و التفنن  في الصناعة التقليدية المغربية في صنع السرج واللجام والركاب.

وماميز زي الفرسان أنه موحد حيث تكون من “الفرجية” أو العباءة وفوقها جلباب أبيض خفيف، وأيضا البرنوس, كما تعمم الفرسان بالعمامة البيضاء، أما الحداء أو “التمّاك” مصنوع من الجلد يصل إلى ما دون الركبة، ومن توابع زي الفرسان “الشكارة” وهي حقيبة جلدية صغيرة ومزخرفة و خنجر ذو غمد الفضي.

وهم يحملون بنادق محشوة بالبارود والتبوريدة بصبغتها الاحتفالية وحضورها المتميز منحتهم  جمالية واسهمت في الرفع من وتيرة الأجواء الاحتفالية المنتشرة  في ربوع الاقليم.

اوكلت مهمة تنظيم الفرسان  إلى المقدم أو “العلام” متقن لشروط التبوريدة ولطقوسها،  اصدر تعليمات في إشاراته الصوتية كضابط لإيقاع الفرقة و التي اطلقها  كصيحات ليستطيع سماعها كل من في الصف ، اد اشترط على كل فارس الامتثال للنظام، ليبقى في خط مستقيم مع بقية الفرسان، وأثناء اختراق الميدان والخيول خضع كل الصف لرقابة المقدم، باعتباره المتحكم في الانطلاق ووقت العدو وإطلاق العنان للخيول وإعداد البنادق ثم إطلاق البارود دفعة واحدة، وكل ذلك في توازن وتناغموعرض التبوريدة.

قدمت العروض في فضاء واسع قطعته الخيول عدوا مع ما يرافق ذلك من طقوس وحركات ميزت ” فن التبوريدة”عن باقي الفنون التراثية ،  اد بدأ العرض بطيئا ثم علت  وتيرة سرعته ليصل إلى الذروة بإطلاق النار من البنادق، في خط مستقيم.

فرقة هياتة بتيسة

فرقة هياتة بتيسة

حيت اصطفت الخيول وهي تتوق للانطلاق في اتجاه واحد والفرسان يتحكمون فيها فتنطلق في البداية بتمهل، لتعلو وتيرة سرعتها الى ان تصل إلى ذروتها مع الاقتراب من نهاية الميدان أو (المحرك) الذي يصل طوله إلى مائتا متر.

 وأثناء اختراق الميدان تم تنفيذ تعليمات المقدم الصوتية، والذي يصيح (آلمكاحل) وهي إشارة للاستعداد لاستعمال البنادق، ولما يصيح (آروا الخيل) فهي إشارة منه لإطلاق العنان للخيول لتنطلق بأقصى سرعتها، وطلقت النار من البنادق المحشوة بالبارود مع صيحة “المقدم” (الحفيظ الله)، والطلقة  تزامنت في وقت واحد وكأنها طلقة واحدة كعلامة على انتهاء الجولة.

 وفي هدا الاطاريؤكد المسؤولون ان مجموعات  الفروسية قد عرفت نجاحا  في أداء عروضها في الميدان نظرا لما امتازت به  من الحس العالي وبالدقة والانسجام في الحركات والانضباط ، والذي يسمى أيضا “بضبط الميزان”” لدى “الباردي” أو الفارس وهو دليل على حنكته ومهارته ،مع  القيام بالعديد من الأشياء في وقت واحد أثناء العرض.

تجهيزات الفرسان بتيسة

تجهيزات الفرسان بتيسة

كما  ركزوا انتباههم على صيحات القائد  مجبرين على استعمال كلتا ايديهم، الأولى تحكموا من خلالها باللجام لكبح الجواد وإبقائه في الصف رغم سرعته، والثانية لحمل البندقية وتحريكها بطريقة استعراضية استعدادا للضغط على الزناد، والزيادة في الإبهار.

 كما قام بعض الفرسان بالوقوف على السرج أثناء ركض الحصان, وهناك من حمل بندقيتين واطلق النار منهما معا، أو رمى البندقية في الهواء والحصان مسرعا و عاود التقاطها, وغيرها من الحركات الاستعراضية والدالة على الشجاعة  و المهارة, مما جعلهم محط ترصد و اعجاب من طرف الجمهور و وسائل الاعلام .

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7235

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى