تاونات.. الإقليم “العطشان” بين سدوده: بعد 7 سنوات على إطلاق جلالة الملك لمشاريع ماء ضخمة في غرب الإقليم

صورة مركبة لسدود الإقليم وأحتجاجات حول المطالبة بالماء

صورة مركبة لسدود الإقليم وأحتجاجات حول المطالبة بالماء

محمد العبادي:”تاونات نت”/تاونات الإقليم “العطشان” بين سدوده، مفارقة عجيبة جعلت جريدة”صدى تاونات”الورقية و”تاونات نت” الإلكترونية تختار هذا العنوان ملفا خاصا …  طرحنا السؤال كيف يمكن أن تعاني معظم بوادي إقليم تاونات من أزمة عطش حادة علما أنه محاط غربا بسد الوحدة وشرقا بسدي ادريس الاول واسفالو وشمالا بسدي الساهلة وبوهودة ليشكل بذلك اكبر خزان للمياه السطحية بالمغرب وشمال افريقيا.

الأغرب في ذلك أن القسم الأكبر من هذه المياه يوجد على بعد أمتار من دواوير تعاني العطش بمحيط سد الوحدة على سبيل المثال. والأخطر منه، أن برنامجا ضخما لتزويد دواوير دائرة غفساي والقرية بالماء الشروب انطلاقا من سد الوحدة قدم لجلالة الملك في زيارته التاريخية شهر نونبر 2010 والآن وقد أوغل صيف 2017 بأزمة عطشه الحادة كسابقيه من السنوات وما مواعيد عرقب الا الأباطل… فهل تم الاحتيال على جلالة الملك في تقديم هذا البرنامج؟، وما وجهة نظر المسؤول الإقليمي للماء الصالح للشرب إزاء هذه الورطة؟ وما السر وراء إقدام عامل الإقليم لإيقاف حفر الآبار بدائرة غفساي وتحمل مسؤوليته في ذلك؟ أسئلة وعلامات استفهام كثيرة طرحناها لعلها تشفي غليل عطش ومعاناة الآلاف من ساكنة قرى ودواوير إقليم تاونات.

تاونات كالناقة في البيداء يقتلها الظمأ والماء على ظهرها محمول

سد-اسفالو-بعالية-ورغة-مرنيسة

سد-اسفالو-بعالية-ورغة-مرنيسة

تاونات اقليم عائم بين بحيرات سدوده، حاملا فوق ترابه أكثر من 4 ملايير من الامتار المكعبة من المياه السطحية العذبة، لكن سكانه وبالأخص القرويين منهم ينظرون الى زرقة ماء هذه البحيرات وهم عطشى، وهو ما ينطبق على قول الشاعر عنترة بن شداد في بيت من أبيات قصائده الشعرية ” كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء على ظهرها محمول”، ينطبق بالتمام والكمال عن واقع اقليم تاونات الذي يرتسم في هذه الصورة الشعرية كالناقة، بين وفرة مياهه وعطش ساكنته،  اذ تتحدث لغة الارقام عن طاقة تخزينية للمياه في سدوده، تتجاوز 5 ملايير م3 ، وهذا معناه أن حصة الفرد من الماء هي الاعلى على الصعيد الوطني و العربي ايضا، اذا ما قمنا بقسمة عدد ساكنة الاقليم التي تناهز 700 ألف نسمة على 5 ملايير م3 ، سنحصل على نصيب سنوي للفرد يتعدى 7142 م3 ، في حين لا يتعدى نصيب الفرد السنوي على المستوى الوطني 700 م3 ، ولو افترضنا ان الحصة المعبأة في السدود قد انخفضت الى النصف فان حصة الفرد بالاقليم تظل تتعدى 3500 م3 ، وهي الاعلى كما سبق الاشارة على المستوى الوطني والعربي، لكن في واقع الحال فان نصيب الفرد من المياه باقليم تاونات تظل دون الحصة التي يحصل عليها الفرد في مناطق شبه جافة كما هو الحال بالنسبة لاقليم وجدة على سبيل المثال، وهنا تطرح علامات استفهام كبرى، لماذا أمعنت سياسات الحكومات المتعاقبة على تهميش والامعان في نسيان ساكنة الاقليم، حيث عبأت أجود أراضي ساكنته لتخزين هذه الملايير من الامتار المكعبة حماية لسهل الغرب من الفيضانات وسقي مزارع ضيعاته التي تعود ملكيتها في معظمها للأغنياء بالحواضر، كان بالاحرى التفكير في ساكنة قرى هذا الاقليم التي فقرت لما انتزعت اراضيها المعطاء ورحلت لما عوضت بالفتات وتركت تنظر الى مياه البحيرات دون ان تستطيع سقي اراضيها البوار ولا شرب قطرة ماء، كان على الدولة ان تنشئ صندوقا للتضامن مع ساكنة هذا الاقليم المغبون…

 كان من الاجدر قبل جر قنوات المياه الضخمة لتزويد مدن مكناس وفاس بالماء الشروب ايصال الماء الشروب الى منازل 330 دوارا بدائرتي القرية وغفساي، ومئات الدواوير بدائرتي تيسة وتاونات…

 يظهر اذن ان هناك امعانا من لدن المركز ان تاونات اقليم هامشي ينتمي للمغرب غير النافع سكانه من الدرجة الثانية او الثالثة لا يستحقون ان ينالوا حصتهم من ثروات هذا الوطن بل لا يستحقون ان يشربوا من ثروتهم المائية التي غمرت اجود حقولهم واغلى ما لديهم ينظرون إليها وهم عطشى دون أن يستطيعوا اليها سبيلا…مياه تتدفق نحو الغرب وقريبا نحو السايس ولازال هؤلاء السكان المهمشين يحملون قارورات ماء ليلا ونهارا على أكتافهم كما على الدواب يبحثون عن آبار أو عيون للارتواء بمائها ومياه البحيرات تحيط بهم وقد عزلتهم عن العالم الخارجي.

قد يقول البعض ان ثمة مشاريع لإيصال الماء الشروب الى ساكنة قرى اقليم تاونات، لغة الأرقام تتحدث عن ان اضعف النسب في التزود بالماء الشروب توجد باقليم تاونات اذ لا تتعدى 30 بالمائة بمجاله القروي على اعتبار ان حوالي 90 بالمائة من مساحة الاقليم هي مجال ريفي هامشي ومهمش، مقابل ذلك نجد هذه النسب ترتفع في قرى اقاليم تفتقر الى هذه الثروة المائية الضخمة التي يسبح فيها تراب الاقليم، لنقف هنا على فضيحة القرن باقليم تاونات.

7 سنوات مضت على إطلاق جلالة الملك لمشاريع مائية ضخمة

لماذا تعثرت مشاريع تزويد أرياف

بني زروال وبني ورياكل وفشتالة واشراكة بالماء الشروب ؟؟؟

صاحب الجلالة يدشن محطة معالجة مياه حقينة سد الوحدة بجماعة أورتزاغ

صاحب الجلالة يدشن محطة معالجة مياه حقينة سد الوحدة بجماعة أورتزاغ

في يوم العاشر من ذي الحجة سنة 2010، يوم الوقوف بعرفة، حج إلى مدينة غفساي وإلى جماعة الوردزاغ آلاف السكان، للقاء عاهل البلاد، تلقى سكان دائرة غفساي ، زيارة جلالة الملك، بفرح وحبور قل نظيره، وكانت لهذه الزيارة التاريخية وقعا إيجابيا على ساكنة المنطقة بشكل خاص وساكنة إقليم تاونات برمته، حيث أعطى جلالة الملك محمد السادس الانطلاقة لعشرات المشاريع التنموية، من بينها تزويد غرب اقليم تاونات بالماء الصالح للشرب انطلاقا من سد الوحدة ويتعلق الأمر هنا بدائرتي غفساي والقرية.

اذ أشرف صاحب الجلالة الملك ، على تدشين المحطة الجديدة لمعالجة مياه حقينة سد الوحدة بالجماعة القروية أورتزاغ التي تندرج في إطار مشروع مندمج لتزويد مركزي غفساي وأورتزاغ، وتسع جماعات قروية بالماء الصالح للشرب، بغلاف مالي إجمالي بلغ 75 مليون درهم. اذ كان من المنتظر أن يستفيد من المشروع المندمج لتزويد غفساي وأورتزاغ والجماعات القروية المجاورة بالماء الشروب سكان إجماليون يقدر عددهم ب 86 ألف نسمة، موزعون على 231 دوارا.

كما اطلع جلالة الملك على تقدم إنجاز مشاريع برنامج 2004 -2012، المتعلق بتعميم التزود بالماء الشروب بإقليم تاونات، بكلفة إجمالية بلغت 815 مليون درهم. وإلى جانب محطة المعالجة الجديدة، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 لتر في الثانية، يتضمن المشروع إنجاز مأخذ للماء الخام بحقينة سد الوحدة بواسطة منصة عائمة، وقنوات جر الماء الخام على طول 8,6 كلم، وكذا خزان بسعة 500 متر مكعب، ومحطة لضخ الماء المعالج، وفي لحظة التدشين كان المدير العام للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب ، السيد علي الفاسي الفهري أوضح آنذاك، بكون آخر صنبور سيتم تركيبه لاستفادة السكان من الماء الشروب ، لن يتعدى سنة 2012 (المرجع، انظر فيديو عن الزيارة الملكية إلى محطة اورذزاغ بثته التلفزة المغربية).

إلا أنه وبعد مرور 7 سنوات على تلك الزيارة التاريخية، لا زالت ساكنة دائرة غفساي تعاني ويلات العطش إلى الآن ، وهنا يطرح السؤال، لماذا تعثر انجاز هذا المشروع أو بالأحرى لماذا فشل؟ لماذا ظهرت العيوب التقنية عند مراحل تنفيذه؟ مع أن الدراسة التقنية لانجازه صرفت من اجلها الملايين، لماذا قدم هذا المشروع وهذا البرنامج مفروشا بألوان وردية لعاهل البلاد، أليس هذا شكل من أشكال التحايل على جلالة الملك الذي كان دخل دائرة غفساي في ذلك اليوم دخولا رسميا واستقبل استقبالا شعبيا قل نظيره؟، ألا يستحق ذلك اللقاء التاريخي بين العرش والشعب، مسئولين في المستوى يسهرون على  تنزيل البرنامج الذي عرض على أنظار جلالة الملك لتزويد دائرة غفساي بالماء الشروب بشكل سليم وناجح وفي الوقت المحدد؟ أليس من حق مواطني هذا الجزء من الوطن أن يطالبوا الحكومة بفتح تحقيق حول هذا المشروع لمعرفة من المسؤول عن هذا التأخر والأعطاب والفشل في الإنجاز وتنزيله على ارض الواقع؟، ألم يكن بالإمكان وجود مسؤوليين في المستوى لتلافي أزمة العطش التي تضرب قرى دائرة غفساي منذ 2012 الى اليوم.

في القطاع الجنوبي الغربي لاقليم تاونات، انسابت مع بداية شهر يوليوز 2017 ، مياه سد الوحدة في صنابير وعدادات زبناء المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ببلدية قرية ابامحمد، التي لطالما انتظرت هذه اللحظة الفاصلة والحاسمة في تاريخ استهلاك الماء ببلدية قرية ابامحمد التي عانت لعقود وعهود مضت من التزود بمياه واد سبو الملوث، فيما لازالت معظم ساكنة دائرة قرية ابامحمد بجماعات الولجة ومولاي بوشتى وبوشابل وسيدي العابد وبني سنوس واجبابرة تئن تحت وطأة العطش او استهلاك ماء سبو المعالج في بعض الحالات، يحدث هذا مع العلم هذا انه في يوم الخميس 11 نونبر 2010 أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمدينة قرية با محمد ، انطلاقة أشغال إنجاز مشروع تزويد المدينة والجماعات القروية التابعة لهذه الدائرة بالماء الشروب انطلاقا من سد الوحدة ، هذا المشروع اندرج في إطار تأمين واستمرارية تزويد المناطق المستفيدة بالماء الشروب. وقدمت لجلالة الملك ، بهذه المناسبة ، شروحات حول مشروع التزود بالماء الشروب ، الذي أنجزه المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بكلفة مالية إجمالية بلغت 280 مليون درهما.

وراهن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب من خلال هذا المشروع،  على تلبية وتأمين التزود بالماء الصالح للشرب لنحو 400 ألف نسمة من ساكنة مراكز جماعات بدائرة قرية با محمد، وعين دريج، ومقريصات وزومي باقليم وزان.

 ويهم هذا المشروع، الذي كان من المنتظر الشروع في استغلاله في دجنبر 2011، إنجاز مأخذ الماء الخام بسد الوحدة، ومحطة لمعالجة المياه بطاقة إنتاجية تبلغ 360 لتر في الثانية، ومحطة للضخ ، ووضع 36 كلم من قنوات الفولاذ والأنابيب البلاستيكية المدعمة بالألياف الزجاجية لجر الماء الخام والمعالج، وإنجاز خزانين بسعة 1000 متر مكعب لكل منهما.

وبالمناسبة نفسها، كانت قدمت لجلالة الملك شروحات حول البرنامج، الذي ينجزه المكتب الوطني للماء الصالح للشرب لتزويد السكان القرويين لإقليم تاونات بالماء الشروب، خلال الفترة 2004-2012، بكلفة إجمالية تبلغ 815 مليون درهم. وأتاح هذا البرنامج، الذي يستفيد منه سكان يقدرون ب306 آلاف نسمة، في شطره الأول 2004-2010، الرفع من نسبة التزود بالماء الشروب من57 في المائة في بداية البرنامج إلى87 في المائة في متم سنة 2010، بغلاف مالي قدره267 مليون درهم .
أما الشطر الثاني، الذي يوجد في طور الإنجاز باستثمارات تبلغ 548 مليون درهم، فيهم إيصال الماء الشروب  لسكان يبلغ عددهم 136 ألف نسمة، وعند نهاية أشغاله في متم سنة 2012، راهن مسؤولو المكتب الوطني من رفع نسبة التزود بالماء الشروب إلى 98 في المائة .

هذه المشاريع الطموحة التي دشنها صاحب الجلالة في زيارته التاريخية لاقليم تاونات قبل سبع سنوات، شهدت للاسف تعثرات وتاخرت بكثير عن موعد انجازها، اذ توقفت أشغال الانجاز، وظهرت العيوب التقنية في بداية اشغالها، وافلست الشركة الفائزة بصفقة انجازها، وبين هذا وذلك حلت سنة 2017 بجفافها وحرارة صيفها المفرطة لتكشف واقعا مرا وجحيما لا يطاق لازالت المئات من الأسر بل الآلاف تنتظر وصول أهم مورد في الحياة الى منازلها.

الحكومة استشعرت خطر نضوب مياه سايس ولم تنتبه لعطش دواوير الحياينة

سد إدريس الاول بتيسة

سد إدريس الاول بتيسة

في الوقت الذي تجري فيه أشغال انجاز مشروع تعزيز تزويد مدينتي فاس ومكناس بالماء الصالح للشرب انطلاقا من سد ادريس الأول بدائرة تيسة (اقليم تاونات) منذ شهر ابريل 2015 ، وقد دخل مرحلته الأخيرة من الانجاز، حدث هذا بعدما استشعرت الحكومة ومسئولي المكتب الوطني للماء الصالح للشرب خطورة نضوب الفرشة الباطنية لسهل السايس، فارتأت اتخاذ تدابير استباقية ضمنها انجاز هذا المشروع الضخم للربط الجهوي انطلاقا من سد ادريس الاول.

 وغير بعيد عن هذا وبأمتار فقط تقبع دواوير وجماعات قروية بدائرة تيسة، تواجه مع حلول كل موسم صيف، أزمات عطش حادة تدفع بالسكان للاحتجاج أحيانا ولتجشم معاناة جلب المياه على متن الدواب وفي قارورات بلاستيكية غير صحية ولمسافات طويلة أملا في جلب كمية من الماء تضمن مياه الشرب والطهي أولا وشرب الماشية والتنظيف ثانيا، والمثال الواضح على ذلك خروج ساكنة دوار البازلة بجماعة عين عائشة يوم 10يونيو2016 في مسيرة احتجاجية مشيا على البهائم والأقدام صوب مقر عمالة إقليم تاونات للمطالبة بالحصول على الماء الصالح للشرب.

سد ادريس الأول الذي يحيط بإقليم تاونات ويخترق دائرة تيسة من القطاع الجنوبي الشرقي دشن سنة 1973 بسعة اجمالية تصل الى 1.186 مليار م3 ، بهدف السقي وتوليد الطاقة الكهرمائية بقدرة تصل الى 120 جيكاواط/ الساعة / سنويا، وتوفير الماء الصالح للشرب. منذ ذلك الحين وقد مرت 44 سنة على انجازه، لازالت معظم ساكنة دائرة تيسة بل ودواوير محاذية لهذا السد دون ربط بقنوات الماء الصالح للشرب، وقد استشعر المكتب الوطني للماء الصالح للشرب دراسة امكانية تزويد هذه الدواوير بدائرة تيسة بالماء الشروب، الا عند استشعارها بالخطر الذي يتهدد مدينتي فاس ومكناس، ليتم اعداد دراسة تقنية لتزويد هذه الساكنة بالماء الشروب بعد مرور اكثر من اربعة عقود من الزمن، عانى خلالها وقبلها سكان المنطقة ويلات العطش ومعاناة جلب الماء وبخاصة خلال الصيف والسنوات العجاف.

إجراءات استثنائية لدواوير تحت رحمة العطش في صيف 2017

إجراءات مؤقتة لتوزيع الماء خلال الصيف

إجراءات مؤقتة لتوزيع الماء خلال الصيف

مع حلول فصل صيف 2017 ، لاحت في الأفق بوادر ازمة عطش حادة تعيش على وقعها عدة دواوير باقليم تاونات، أزمة دفعت بساكنة البعض منها للخروج في مسيرة احتجاجية كما حدث مع ساكنة دوار لقطار بجماعة مولاي بوشتى (دائرة قرية أبا محمد)التي اتجهت صوب قيادة اشراكة بقرية ابامحمد لايصال مطلبها الى السلطات المحلية والإقليمية والمركزية، مشيا على الأقدام لمسافة تعدت 13 كلم. وعلى منوال هذا الدوار تعيش دواوير اخرى بجماعات ترابية متفرقة تحت رحمة العطش المستفحلة مع اشتداد حرارة هذا الصيف ونضوب مياه الآبار والعيون سواء يدوار عين التوت بمحيط بلدية طهر السوق أو بدوار تازكة أو دوار القلالين بجماعة كيسان أو دوار مورطهار جماعة تمضيت أو قرية عين باردة بجماعة البيبان أو دوار اركيلة جماعة تيمزكانة أو بدواوير واد الجمعة وقرية بني كزين بفناسة باب الحيط وعين بوشريك وباب الزريبة وامزاورو بالورتزاغ وقرية اولاد آزام والعشرات من الدواوير الأخرى التي لازالت تعاني في صمت.

إحتجاجات المواطنين بعين عائشة بخصوص الماء

إحتجاجات المواطنين بعين عائشة بخصوص الماء

و كما جرت العادة على ذلك وللتخفيف من أزمة العطش باقليم تاونات، تتخذ سلطات عمالة إقليم تاونات تدابير وقائية واجراءات ترقيعية للتخفيف من حدة العجز في الماء الصالح للشرب على صعيد المناطق التي تشكو من نقص حاد في هذه المادة الحيوية، ، خاصة في المواسم الجافة التي تنضب فيها مياه الشرب  في الآبار والعيون والأودية نتيجة ضعف التساقطات المطرية، وارتفاع حدة الطلب على هذه المادة، خاصة خلال فصل الصيف؛ اذ تقوم السلطات بتشخيص للمناطق التي تعاني من نقص كبير في هذه المادة بغية إعداد برنامج استثنائي لتزويد ساكنة مختلف الجماعات المتضررة بالإقليم بالماء الصالح للشرب.

ومن التدابير الاستعجالية التي رصدت خلال صيف 2016 ، نجد مثلا ، كراء 24 شاحنة صهريجية موزعة على جماعات الإقليم الأكثر تضررا، وتوفير 108 حاويات بلاستيكية تم وضعها قرب التجمعات السكانية لتتزود منها بالماء الصالح للشرب، إضافة إلى استغلال عدد من “المطفيات” تحت أرضية سبق إنجازها في فترات سابقة، والتي تمت تنقيتها وتنظيفها لاستغلالها في هذه العملية.

ويروم هذا البرنامج الاستعجالي، إيصال الماء الشروب إلى حوالي 313 دوارا تابعا لـ 30 جماعة قروية، وذلك عبر تسخير الشاحنات الصهريجية التي تتم تعبئتها انطلاقا من نقط الماء المعالج التابعة للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب قصد ضمان الجودة المطلوبة، وحفاظا على صحة وسلامة المستهلك، هذه التدابير رغم اهميتها القصوى، فهي تظل حلولا مؤقتة لتدبير أزمة العطش التي تعصف بهذه الدواوير منذ عقود مضت، بانتظار حل قد يأتي أولا يأتي.

النائب البرلماني عمر بلافريج يساءل الحكومة حول أزمة العطش بدائرة غفساي

النائب البرلماني عمر بلافريج

النائب البرلماني عمر بلافريج

 بالرباط في 3 يوليوز 2017 ، وضع النائب البرلماني عمر بلافريج سؤالا كتابيا على انظار وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، يتعلق بموضوع: تزويد دواوير دائرة غفساي (إقليم تاونات ) بالماء الصالح للشرب. جاء فيها انه “بالرغم من أن إقليم تاونات يتوفر على عدة سدود منها سد إدريس الأول، سد بوهودة وسد الوحدة، إلا أن غالبية سكان دواوير هذا الإقليم لازالوا مضطرين لقطع عدة كيلومترات ببهائمهم للتزويد بالماء الشروب وقد ساهم توالي سنوات الجفاف من استفحال الأمر بحيث جفت الكثير من الأودية والعيون.

و للإشارة فقد تم تدشين مشروع “البرنامج العام لتزويد الساكنة القروية لإقليم تاونات بالماء الصالح للشرب” يوم 15 نونبر 2010 (في مرفق هذه المراسلة جدول المشروع) ويشمل هذا المشروع 80,000 نسمة من ساكنة دائرة غفساي المكونة من جماعات الودكة، كيسان، ورتزاغ، سيدي الحاج محمد، سيدي المخفي، سيدي يحيى بني زروال، تبودة، وتفرانت والذي كان مقرر إتمام إنجازه سنة 2012، إلا أن الساكنة لازالت تنتظر الاستفادة من هذا المشروع الحيوي

. فما هي سيدي الوزير أسباب هذا التأخر والذي فاق خمس سنوات ؟ و ما هي الإجراءات التي تعتزمون القيام بها لتزويد هذه الساكنة بالماء الصالح للشرب؟

 تساؤل رغم انه لم يحيط على حد تعبير احد المنتخبين بدائرة غفساي، فانه على الأقل أماط اللثام عن مهزلة تعثر وتأخر برنامج تزويد دائرة غفساي بالماء الشروب على لسان برلماني لا ينتمي لاقليم تاونات ولا لدائرة غفساي.

لماذا أوقف عامل إقليم تاونات حفر الآبار بدائرة غفساي ؟

أسلاك تستعمل لجلب الماء

أسلاك تستعمل لجلب الماء

مما لا شك فيه، أن استنزاف جيوب الفرشة المائية شبه السطحية بتراب دائرة غفساي، في حفر الآبار لسقي زراعة القنب الهندي خلال السنوات الأخيرة، وظهور حفر عميقة تبتلع بين الفينة والأخرى أطفال أبرياء بنقط سوداء في هذه المنطقة وبخاصة بتراب جماعة الودكة، فقد أكد عامل الإقليم حسن بلهدفة في اللقاء التواصلي المفتوح الذي جمعه بمختلف فعاليات دائرة غفساي يوم 13 يونيو 2017 بالمركب الترفيهي لغفساي، أنه هو من أمر بإيقاف عمليات حفر الآبار بدائرة غفساي وانه يتحمل كامل المسؤولية في هذ القرار، وان اتخاذ هذا القرار لم يكن اعتباطيا بل جاء في سياق الحفاظ على الموارد المائية للمنطقة من الاستنزاف في عملية سقي مزارع القنب الهندي مبرزا أن أكثر من 90 بالمائة من الآبار التي يتم حفرها تخصص لسقي القنب الهندي، وهذا بنظر عامل الإقليم يشكل ضررا خطيرا على توازن البيئة بالمنطقة ويتسبب في شح الموارد المائية العذبة المغذية للعيون والآبار الموجهة للاستعمالات المنزلية ومياه الشرب بدواوير دائرة غفساي.

ويرى مراقبون بدائرة غفساي، أنه بالموازاة مع فشل وتأخر برنامج تزويد دواوير ومراكز جماعية بدائرة غفساي بالماء الشروب انطلاقا من سد الوحدة، فان أزمة العطش ازدادات استفحالا مع توجه عدد لا يستهان به من كبار مزارعي القنب الهندي الى حفر المزيد من الآبار لسقي هذه الزراعة بعد تراجع واختفاء زراعته البورية، اذ كان لهذا النشاط أثره العميق على الفرشة المائية الضعيفة أصلا والمرتبطة أساسا بالتساقطات المطرية، وعلى الفلاحين الصّغار الذين تعوزهم الإمكانيات لمسايرة نظرائهم الكبار في الحصول على الموارد المائية والمالية الكفيلة بضمان تزودهم ورؤوس ماشيتهم بالماء الشروب، بل ظهرت ممارسات خطيرة تتجلى في تخريب قنوات ومنشآت المكتب الوطني للماء الصالح للشرب من لدن بعض المزارعين لسقي حقول القنب الهندي في الآونة الأخيرة وبخاصة بجماعة سيدي يحيى بني زروال على حد تعبير مسؤول بهذا المكتب. إزاء ذلك يرى مهتمون، أن شح التساقطات المطرية وتواتر الجفاف وتراجع منسوب حقينة سد الوحدة وتلوث مياهه وروافده بفعل مادة المرج والضغط الكبير على الفرشة الشبه سطحية لسقي القنب الهندي، عوامل تتضافر لتطرح مخاطر حقيقية بدائرة غفساي، منها تعميق أزمة العطش بالمنطقة وتدهور الأوساط الطبيعية واستنزاف الثروات المائية.

ماذا يقول المسئول الإقليمي للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب؟

 حميد الناظفي رئيس الوكالة الممزوجة للماء والكهرباء ( قطاع الماء)

المدير الإقليمي للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب حميد الناظفي

من باب الرأي والرأي الآخر وحتى لا يتم النظر في الكأس الفارغ فقط، ارتأت جريدة “صدى تاونات”و”تاونات نت” زيارة المدير الإقليمي للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب حميد الناظفي، لاطلاع القراء والرأي العام والمتابعين على النصف الآخر من الكأس الذي قد يكون مملوء بنظر نظيفي المسئول الإقليمي على هذا القطاع الذي صرح لجريدة “صدى تاونات”و”تاونات نت” أن وضعية تزويد دوائر الإقليم الأربع بالماء الشروب هي الآن كالآتي:

دائرة القرية: بعد إيصال مياه سد الوحدة للمنظومة القديمة

 هناك مشاريع لتعميم التزود بباقي الدواوير

 تم الشروع في استغلال مشروع تزويد قرية ابامحمد بالماء الشروب انطلاقا من سد الوحدة منذ 12 يونيو 2017 ، حيث اصبحت منظومة شبكة التوزيع التي كانت قائمة توصل مياه سد الوحدة المعالجة الى صنابير زبناء المكتب ببلدية قرية ابامحمد ومراكز ودواوير بجماعات مولاي بوشتى واجبابرة وسيدي العابد والولجة ومولاي عبد الكريم والغوازي ودواور من بني سنوس.

ويرتبط تاخر هذا المشروع عن موعده المحدد بمشاكل نزع المكلية لتمرير وانجاز منشآت الماء الصالح للشرب، مما عثر اشغال المقاولة الفائزة بصفقة الانجاز وبالتالي اضطرار المكتب الى فسخ العقدة واعادة عقد صفقة اخرى من جديد، الامر الذي تطلب المزيد من الوقت للتقدم في الاشغال.

سد الوحدة بنواحي تاونات

سد الوحدة بنواحي تاونات

 الآن تمكنا من التغلب على مشكل تلوث مياه نهر سبو وضعف صبيبه وبالتالي تحسن جودة المياه المعاجلة وخفض كلفة انتاجها.

أما الدواوير التي لم يسبق أن ارتبطت بشبكة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بتراب دائرة القرية، فقد حظيت بالاولوية ضمن تدخلات المكتب في الوقت الراهن حيث شرعنا في إعداد مشروع تعميم تزويدها بالماء الشروب بكلفة اجمالية تقدر بنحو 500 مليون درهم في اطار البرنامج الوطني لمحاربة الفوارق المجالية والاجتماعية والممول في إطار اتفاقية بين المكتب الوطني ومجلس الجهة، حيث تم اعداد الدراسة التقنية لهذا المشروع الذي سيجري انجازه على مدى أشطر ما بين 2017 و 2022.

 ويهم في شطره الاول الذي سينطلق مع أواخر 2017 ، ربط دواوير بجماعة مولاي بوشتى والولجة وبني سنوس وسيدي العابد انطلاقا من محطة المعالجة الجديدة لمياه سد الوحدة، وهذا جعل المكتب يفكر في جعل محطة المعالجة القديمة لمياه واد سبو منشأة احتياطية للتزود بالماء الشروب، هذا مع أن منظومة شبكة التوزيع بجماعة المكانسة تتعرض للتخريب خلال فصل الصيف بسبب تصرفات تخريبية لبعض الأشخاص، الأمر الذي يتسبب في انقطاعات الماء الشروب عن المستفيدين من هذه الشبكة التي تتطلب عمليات صيانة كلما تعرضت للتخريب، الأمر الذي يطرح تنسيق الجهود بين مختلف المتدخلين بما في ذلك المجتمع المدني للحد من هذه التصرفات الضارة بالسكان أولا وبالمكتب ثانيا.

دائرة غفساي: هناك مشاكل عقارية أخرت انجاز المشروع المندمج ل 230 دوار

احتجاجات ساكنة اجبارة حول الماء

احتجاجات ساكنة اجبارة حول الماء

بهذه الدائرة، اصبحت بلدية غفساي مزودة بشكل عادي، مع تسجيل مشكل الانقطاعات خلال فصل الصيف على وجه الخصوص بفعل اعمال التخريب التي تطال القناة الرئيسية للجر انطلاقا من محطة المعالجة بالوردزاغ، وهم تدخل المكتب ايضا للتزود بالماء الشروب منذ مدة بمراكز اوردزاغ وتفرانت وكيسان وسيدي المخفي وكلاز والبيبان، غير ان الدواوير التابعة لهذه الجماعات الترابية وجماعات اخرى كالرتبة والودكة وسيدي يحيى بني زروال وسيدي الحاج امحمد وتبودة والمقدر عددها ب 230 دوارا، فان مشروع تزويدها بالماء الشروب عبر سقايات عمومية عرف تاخرا ونحاول جاهدا تشغيله تدريجيا اذ تم تزويد مركز جماعة الودكة سنة 2015 وشرعنا منذ شهر يونيو 2017 في استغلال الشطر الاول للمشروع ويهم 120 دوارا بجماعات سيدي يحيى بني زروال وسيدي الحاج امحمد وتبودة وتفرانت والرتبة والودكة، حيث شرعنا في تشغيل 14 نافورة عمومية بجماعة سيدي يحيى بني زروال، وستكون النافورات العمومية بالجماعات الاخرى التي تهم 120 دوارا جاهزة للاستغلال قبل متم 2017 .

أما الشطر الثاني للمشروع، فيهم تزويد دواوير بجماعة الوردزاغ وكلاز وكيسان… وقد تقدمت اشغال انجازه بنسبة 90 بالمائة، وقد ساهمت تعرضات ملاك الاراضي المرتبطة بمشاكل التسوية العقارية واشغال الاصلاح بفعل اعمال التخريب التي تطال القنوات والمنشآت المنجزة، في تاخر استغلال المشروع، ومن المنتظر ان يتم الانتهاء من اشغاله متم 2017 ، على امل الشروع في استغلاله مع مطلع السنة المقبلة 2018 .

ولعل المشكل المزمن الذي لازال مطروحا بدائرة غفساي، ونعمل على التغلب عليه تدريجيا، هو تامين مركز جماعة البيبان بالماء الشروب، بعدما استطعنا تامين تزويد مركز سيدي المخفي، حيث كان المكتب الوطني يستغل آبار واثقاب مائية بجماعة البيبان، الا ان ضعف الصبيب صيفا طرح لنا مشاكل كثيرة، الامر الذي جعل المكتب يفكر في تقوية تزويد البيبان بالماء الشروب انطلاقا من محطة المعالجة بتاونات من خلال التغلب جزئيا على مشكل ضعف الصبيب. ومن المنتظر أن يسهم توسيع محطة المعالجة بتاونات في تعميم الماء الشروب على مختلف دواوير سيدي المخفي وتمزكانة والبيبان.

وحسب المسؤول الإقليمي على القطاع دائما مما لا شك فيه، فان تاخر انجاز برنامج تزويد دواوير ومراكز بعض الجماعات بدائرة غفساي مرتبط كما سبق الاشارة الى ذلك، بمشكل العقار الذي نحاول التغلب عليه تدريجيا سواء على مستوى مسطرة نزع الملكية او وثائق اثبات الملكية وتنحصر هذه المشاكل اساسا بدواوير بجماعتي اوردزاغ  وكلاز. هناك ملاك يطلبون التعويض اولا قبل الشروع في الاشغال وهناك سوء تفاهم بين الورثة حول قيمة التعويضات ومن يستحقها وهناك من لا يتوفر على وثائق تملك العقار وهناك منتخبون لا يكترثون لهذا المشكل بل يسهمون في تعقيده بجماعة الوردزاغ، مما يؤخر عملية ربط وتزويد دواوير هذه الاخيرة بالماء الشروب، كما لدينا في هذا الاطار منشآت جاهزة لكن تواجهنا اعتراضات بعض الملاك مما يسهم ايضا في تاخر ايصل الماء الى بعض الدواوير، وهذه التعرضات جعلت هذا المشروع يتقدم جزئيا ولم يتجه بالشكل المطلوب.

دائرة تاونات:  نعول على مشروعي بوهودة واسفالو وتوسعة محطة تاونات

سد الساهلة بنواحي تاونات

سد الساهلة بنواحي تاونات

  بتراب هذه الدائرة لدينا تدخلات همت تامين تزويد مدينة تاونات ثم تزويد مركز طهر السوق ومراكز جماعات بوهودة وعين مديونة وبني وليد؛ وفي اطار تزويد مراكز باقي الجماعات بالماء الشروب ومختلف الدواوير التابعة لها ولمراكز الجماعات المستفيدة سابقا، عمل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب على اعداد مشروعين:

مشروع بوهودة: تعرف اشغال انجازه تقدما بالشكل المطلوب ومن المنتظر استغلاله سنة 2018 ويهم تزويد دواوير جماعة بوهودة وارغيوة والقطاع الغربي لجماعة بوعادل ومركز ودواوير جماعتي ازريزر واخلالفة بالماء الشروب، عبر الاصالات الفردية بمراكز الجماعات والايصالات الجماعية من خلال النافورات العمومية بالدواوير وذلك انطلاقا من محطة المعالجة لسد بوهودة التي تم توسيع طاقتها الاستيعابية فيما الاشغال القنوات الرئيسية منتهية، ويجري الآن اعداد قنوات الربط انطلاقا من القنوات الرئيسية باتجاه الدواوير الى جانب انجاز النافورات العمومية بالدواوير المستفيدة.  

سد بوهودة بنواحي تاونات

سد بوهودة بنواحي تاونات

مشروع أسفالو: ويهم شطرين، في الشطر الاول شرعنا في بناء محطة المعالجة انطلاقا من سد اسفالو ويهم المشروع تزويد عددا من دواوير دائرة تايناست غرب اقليم تازة، الى جانب تزويد 14 دوار بجماعة تمضيت وفناسة باب الحيط، اما الشطر الثاني الذي اصبحت الدراسة التقنية لانجازه جاهزة فيهم ربط ما تبقى من دواوير جماعة تمضيت بالماء الشروب الى جانب دواوير فناسة وبني ونجل تفراوت وتقوية الربط ببلدية طهر السوق، وينتظر الشطر الثاني تمويل الوكالة اليابانية للتعاون الدولي.

وينكب المكتب ايضا على انجاز مشروع يهم ربط مركزي بني ونجل تفراوت وفناسة باب الحيط بالماء الشروب انطلاقا من منشآت المكتب بطهر السوق، ومن المرتقب ان تنتهي اشغال انجازه متم العام الجاري.

أما بالنسبة لجماعة بوعادل، فتم اعداد دراسة تقنية لتزويد مركز وجل دواوير الجماعة انطلاقا من محطة المعالجة بجماعة بوهودة بغلاف مالي قدره 50 مليون درهم، وننتظر موافقة الجهة الممولة للمشروع.

الى جانب ذلك لدينا مشروع توسعة محطة المعالجة بتاونات وهو في اطار المصادقة النهائية على صفقة الانجاز.

دائرة تيسة تنتظر مشاريع مهيكلة ومكملة ممولة من مجلس الجهة

  يتدخل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب في 10 مراكز جماعات و251 دوار وأكثر من 455 نافورة عمومية، إلا أن ثمة مشكل قائم ببلدية تيسة يتمثل في تدبدب صبيب وادي اللبن الذي يشكل مأخذا للمياه من خلال الآبار المنجزة به، الأمر الذي جعل صبيبها يتقلص بنسبة 50 بالمائة خلال هذا الصيف، ما جعل المكتب وبشكل مؤقت يعمل على تزويد مركز تيسة انطلاقا من منشآت عين اكدح بالموازاة مع تنقية وصيانة مآخذ المياه بوادي اللبن، بانتظار تأمين تزويد بلدية تيسة بشكل نهائي انطلاقا من مشروع الربط بمحطة معالجة على سد إدريس الأول.

يهم الشطر الأول لمشروع سد ادريس الأول، الذي يوجد قيد الدراسة المعمقة بكلفة مالية تناهز 88 مليون درهم في إطار شراكة مع مجلس جهة فاس مكناس، بناء محطة المعالجة وقنوات الجر انطلاقا من سد ادريس الأول باتجاه بلدية تيسة، وننتظر إطلاق طلبات العروض قبل متم 2017 ، لانطلاق الاشغال خلال سنتي 2018 و 2019 ، أمنا الشطر الثاني من هذا المشروع فيهم تزويد دواوير غير مرتبطة بشبكة التوزيع بجماعتي البسابسا وواد الجمعة، ويأتي هذا المشروع للتمويل في إطار محو الفوارق المجالية وننتظر موافقة مجلس جهة فاس مكناس لتمويله.

ساكنة بناحية تيسة تحتج بخصوص الماء

ساكنة بناحية تيسة تحتج بخصوص الماء

لدينا أيضا منظومة استغلال بعين اكدح تعاني من نقص في صبيب  وادي ايناون في الوقت الحالي الشيء الذي جعلنا لتدبير ظرفي من محطة المعالجة لمطماطة.

أما منظومة عين عائشة، والتي تشمل شبكة توزيع تهم مراكز ودواوير باولاد داوود وبوعروس فتعرف تزويدا عاديا بعد تقويتها بخزان ماء جديد بعين عائشة، وهناك مشروع في اطار طلبات العروض ممول من قبل مجلس الجهة سيهم تامين تزويد مركز عين عائشة انطلاقا من قناة الجر الساهلة بتاونات، وهناك مشروع تكميلي لازال قيد الدراسة الاولية بكلفة تناهز 300 مليون درهم يهدف الى تقوية وتوسيع منظومة شبكة التوزيع بعين عائشة واولاد داوود وعين معطوف وراس الواد انطلاقا من محطة المعالجة على سد بوهودة.

دواوير جماعة اولاد عياد نموذج للإيصالات الفردية للماء الشروب بالإقليم

وإذا كانت منظومة التوزيع بدواوير الجماعات القروية تتم وفق الإيصالات الجماعية ( نافورات عمومية)، بالنظر للخصوصيات التي فرضت هذا الشكل من التوزيع، فان دواوير جماعة اولاد عياد بدائرة تيسة تعتبر نموذجا يحتدا به على المستوى الاقليمي والجهوي في الإيصالات الفردية للماء الصالح للشرب على مستوى الدواوير، انطلاقا من شهر يوليوز 2017 انطلق استغلال هذا المشروع النموذجي والذي يهم 22 دوارا بأكثر من 1500 مستفيد، ولعل ما يميز مشروع ايصالات الماء الفردية على مستوى الدواوير هو ابرام اتفاقية بين المكتب والمجلس الجماعي والساكنة، بمقتضاه تساهم الجماعة بقسط في التمويل الى جانب مساهمات الساكنة التي تصل الى 3500 درهم للمستفيد الوحيد تسدد على أشطر، فيما يفرض هذا الإيصال إعداد قنوات الصرف الصحي بشكل موازي لتلافي ظهور بؤر التلوث بالدواوير المستفيدة. وهناك مشروع آخر مماثل يهم جماعة عين مديونة على اعتبار أن منظومة المكتب المتواجدة بدواوير الجماعة ظلت غير مستغلة بالشكل المطلوب ( نافورات عمومية) وذلك لوفرة العيون والآبار، مما جعل المكتب والجماعة يتجهان في إطار اتفاقية شراكة لاعتماد الإيصالات الفردية لساكنة الدواوير بدل الإيصال الجماعي. ويظل الإيصال الفردي عالي التكلفة في هذا الإطار إذا ما تم مقارنته بما هو عليه الحال باقليم الجنوب التي تتدخل بها جمعيات مستعملي المياه في تبني وتدبير مشروع الإيصالات الفردية بالنظر لإشكالية الصرف الصحي بالدواوير التي تطرح بعد انجازه. من جهة ثانية فان تدبير النافورات العمومية في إطار الإيصالات الجماعية يتم وفق اتفاق يتم بين المكتب والجماعة والسلطة المحلية، يتم من خلاله اختيار الشخص الذي يسهر على تدبير النافورة العمومية وهو بمثابة خلق منصب للشغل يتكلف صاحبها بتحصيل فواتير الماء من المستفيدين لأداء فواتير المكتب شهريا مقابل هامش ربح في الطن الواحد من الماء يحدد مسبقا بين الطرفين.

احتجاجات كبيرة ومتعددة حول أزمة الماء بإقليم تاونات

احتجاجات كبيرة ومتعددة حول أزمة الماء بإقليم تاونات

وتجدر الإشارة هنا أن استهلاك مياه منظومة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب عرفت ارتفاعا واضحا في السنوات الأخيرة، نتيجة التحولات التي طرأت على أنماط العيش بالبوادي، حيث برزت حاجيات جديدة لاستهلاك الأسر تتعلق بشرب الماشية والدواب التي كانت فيما قبل تعتمد على مياه البحيرات والأودية والعيون للشرب.

 

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7235

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى