صبغ الزيتون يهدد سد الوحدة بالتلوث…ونشطاء بتاونات يطالبون بالزجر

صبغ الزيتون يهدد سد الوحدة بالتلوث…ونشطاء بتاونات يطالبون بالزجر

رشيد الكويرتي-عن “هسبريس”:”تاونات نت”/أقدم عدد من أصحاب معاصر الزيتون بإقليم تاونات، بالتزامن مع التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفها الإقليم، على تفريغ مخزون صهاريجهم من صبغ الزيتون (مرجان) بمجموعة من مجاري الأودية والأنهار، خاصة بروافد نهر ورغة المقام عليه سد الوحدة، الذي أصبحت مياه حقينته، المستعملة في الشرب والسقي، يتهددها التلوث جراء هذه المادة السامة.

وأورد محمد مريزق، المهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات، لهسبريس أن “أرباب المعاصر، مع هطول الأمطار الأخيرة، تعمدوا إفراغ حمولات ضخمة من الصبغ بروافد نهر ورغة؛ وذلك قصد التحايل على لجان المراقبة باستغلال ارتفاع صبيب المجاري المائية لإتلاف معالم جريمتهم البيئية”، مبرزا أنه عاين، أول أمس الجمعة، عددا من النقط التي تم فيها التخلص من هذه المادة على مستوى أودية إقليم تاونات، خاصة بمجرى وادي اولاي ضواحي مدينة غفساي.

صبغ الزيتون يهدد سد الوحدة بالتلوث…ونشطاء بتاونات يطالبون بالزجر

وطالب مريزق الجهات المسؤولة بـ”إيقاف هذه الجريمة البيئية في حق الطبيعة والإنسان والحيوان، في البر والماء”، مشيرا إلا أن ظاهرة تلويث روافد حقينة سد الوحدة تواصلت على مدى عشر سنوات مع تكاثر المعاصر الحديثة؛ وذلك “رغم العقوبات التي صدرت في حق مجموعة من المعاصر، واللقاءات التحسيسية التي تنظمها عمالة تاونات مطلع كل موسم زيتون لحث أرباب المعاصر على اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لحماية المجاري المائية من هذه المادة”.

من جانبها، شجبت جمعية أوزون غفساي هذا التعدي على روافد سد الوحدة، موردة في رسالة إلكترونية بعثتها لهسبريس أنه “كما عودتنا معاصر الزيتون بدائرة غفساي، فهي لم تخلف الموعد، وأبانت مرة أخرى أنها تشتغل خارج القانون وخارج المواثيق الدولية التي وقع عليها المغرب بصفته مدافعا عن البيئة، لتقوم برمي نفايات المرج (الصبغ) السامة بواد اولاي”.

صبغ الزيتون يهدد سد الوحدة بالتلوث…ونشطاء بتاونات يطالبون بالزجر

وذكرت الجمعية البيئية ذاتها أنه “إذا كان عامل الإقليم في اجتماعه الأخير مع أرباب معاصر الزيتون قد وجه خطابا شديد اللهجة حول موضوع احترام المساطر المعمول بها للقيام بهذا النوع من الأنشطة، فإن جمعية أوزون لحماية البيئة تحمله المسؤولية كاملة وتدعوه إلى تفعيل لجان التتبع ودوريات المراقبة لرصد الاختلالات الكبيرة والفوضى التي تعرفها معظم المعاصر”.

وأضاف الإطار الجمعوي في رسالته أن هذا “الأمر أصبح لا يطاق، بفعل ما يقترفه هؤلاء المجرمون في حق البيئة والمجاري المائية على الخصوص، الشيء الذي جعل المجال الإيكولوجي للمنطقة يتضرر بشكل فضيع، يجعلنا كجمعية نطرح أكثر من علامة استفهام حول الجدوى من القوانين إن كانت لا تطبق”.

وعلى مستوى المعاصر الكائنة بمدينة تاونات، أوردت مصادر الجريدة أن “هناك تسربات لمرج الزيتون نحو واد أسرى، مصدرها المعاصر المتواجدة ضواحي المدينة”، مبرزة أن “هذه التسربات ألحقت، كذلك، الضرر بحقول عدد من الفلاحين البسطاء”، مؤكدة تعرض “كلسة ازواوة” لواد أسرى لتلوث حاد بهذه المادة؛ إذ “تحول لون الكلسة إلى السواد، وأصبحت تنبعث منها رائحة كريهة تخنق الأنفاس”.

صبغ الزيتون يهدد سد الوحدة بالتلوث…ونشطاء بتاونات يطالبون بالزجر

وأوضحت المصادر ذاتها أنه رغم تخصيص أرباب المعاصر لصهاريج جماعية بمنطقة الساحل، القريبة من مزارع احجر دريان والقلعة بمدينة تاونات، لجمع هذه النفايات، “إلا أن بعضهم لم يلتزموا بذلك، وفضلوا إفراغ مخزون معاصرهم من صبغ الزيتون بالوديان مستغلين ظلمة الليل”.

يشار إلى أن حسن بلهدفة، عامل إقليم تاونات، كان قد استبق انطلاق موسم جني غلة الزيتون وبادر، شهر أكتوبر الماضي، إلى عقد لقاء موسع مع أرباب معاصر الزيتون بالإقليم، حضره مسؤولو وكالة الحوض المائي لسبو ورجال السلطة ورؤساء الجماعات المحلية والمصالح الأمنية، حذر فيه من مغبة إفراغ صبغ الزيتون في المجاري المائية، مطالبا أصحاب المعاصر باعتماد تقنيات صديقة للبيئة عبر جمع هذه النفايات في أحواض معدة لذلك، متوعدا المخالفين بالمتابعة القانونية.