استطلاع:تاونات إقليم الصدارة وطنيا في غراسة الزيتون…لكن الشهرة لزيوت زيتون زرهون وواد سوس

جلالة الملك محمد السادس خلال زيارته لإقليم تاونات سنة2010 يتحدث مع الحاج الحمامي رئيس وحدة الزيتون

جلالة الملك محمد السادس خلال زيارته لإقليم تاونات سنة2010 يتحدث مع الحاج الحمامي رئيس وحدة الزيتون

إعداد:محمد العبادي-“تاونات نت”/من البديهي أن لكل منطقة في المغرب شهرة تستمدها من منتوجها، لكن في إنتاج الزيتون وزيته نجد العكس، فاقليم تاونات الذي يحتل الصدارة وطنيا في غراسة الزيتون على المستوى المساحي، لا نجد بالاسواق الممتازة والدكاكين والمراكز التجارية او غيرها زيتا يحمل اسم المنطقة، لا نجد مثلا قارورات زيت الزيتون واد ورغة او زيت الزيتون تاونات، نجد زيت الزيتون زرهون وزيت الزيتون واد سوس، رغم ان هذه الاخيرة تشتهر بشجرة اركان وليس لها باع طويل و امتداد مجالي ومساحي لهذه الشجرة. هنا تطرح علامات استفهام، من له المصلحة في تهميش ثروة الزيتون باقليم تاونات؟ ومن له المصلحة في استمرار تهريبه وخلطه وبيعه العشوائي وتسويق صورة سيئة عن هذا المنتوج في خارج الاقليم؟، لماذا لا تحول هذه الثروة الخضراء الى تنمية حقيقية لها آثارها الايجابية على الانسان والبيئة معا؟ لماذا يتم استهدافها بترك مجال جني الزيتون مفتوحا على الفوضى والتسيب؟ لماذا يغيب التحسيس والتوعية لدى الفلاحين والملاكين بخطورة جني غلة الزيتون في ظروف غير مناسبة ودون مردودية؟ لماذا صرفت الدولة وشركائها الأجانب الملايين في إنشاء وحدات إنتاجية صديقة للبيئة وتتركها لسوء التدبير؟ هل يكفي ان تعرض قارورات زيت الزيتون لمجموعة ذات النفع الاقتصادي او تعاونية في بعض الاروقة للديكور واظهار ان تثمين هذا المنتوج على مايرام؟، اسألوا ما حصل لاحدى هذه المجموعات مع زبون لها في اكادير وكيف انتهت الورطة بتفويت وحدة هذه المجموعة للخواص؟ اسألوا هل مخازن “اينوكس” التي تقدر سعتها بمئات الاطنان في مجموعة ذات النفع الاقتصادي الوحدة غفساي هل بها زيت للزيتون البكر الممتازة أم انها لازالت فارغة؟، اسألوا زوار الاقليم من الرباط والبيضاء وحتى من الجالية عندما يرغب بعضهم في اقتناء زيت الزيتون البكر الممتازة هل يجدونها في القارورات على امتداد السنة أم لا؟ هل يجدون زيت الزيتون البكر الممتازة أم يجدون زيت الزيتون العادية؟

كفى من إظهار سياسة الزواق في الرواق وليتحمل الكل مسؤوليته في ضياع وهدر هذه الثروة

فإذا كان سعر الزيتون وزيته قد عرف ارتفاعا ملحوظا مقارنة بالعقود الاخيرة فان ذلك نتيجة المضاربات وارتفاع الطلب الوطني والخارجي… فتثمين القطاع وتجويده محليا بحاجة الى تضحيات وتحمل للمسؤوليات لمواجهة التحديات وتحقيق التطلعات لتنال تاونات شهرتها من منتوجها انصافا لها ولهذه الشجرة المباركة… هذه أسئلة وغيرها تفرض نفسها عنوانا لملف هذا الإستطلاع الصحفي الذي أفردته جريدة “صدى تاونات”الورقية و”تاونات نت” الإلكنرونية لقطاع الزيتون بالاقليم،  نطرحها للمسؤولين لعلها تلقى إجابات شافية وكافية…

قطاع الزيتون يواجه ضعف المردودية والجودة والتسويق

زيتون تاونات

زيتون تاونات

لازالت جودة انتاج الزيتون وتثمينه بعيدة المنال في اقليم يعتبر الاول وطنيا في مساحة أغراسه، وحتى نكون منصفين، فان تثمين الوحدة اقتصر على وحدتي غفساي وعين عائشة للمجموعات ذات النفع الاقتصادي، حيث حصلتا على جوائز مشرفة في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس خلال دوراته الاخيرة، لكن الواقع ان هذه المجموعات لا تضمن منتوجا كافيا يلبي حاجيات الاسواق الممتازة مثلا ذلك أن طاقتها التخزينية لا تتعدى في احسن الاحوال 5 بالمائة من قدرتها الاستيعابية، وليس للتعاونيات التي تشكلها، ادارة وتدبير وتسيير جيد ولا بعد تسويقي لهذا المنتوج… وهذا ما حصل لمجموعة ذات النفع الاقتصادي بني وليد.. لماذا لا تكلف وزارة الفلاحة وشركائها عناء مواكبة وتاطير ومراقبة المشرفين على هذه المجموعات التي كان يعول عليها في تثمين جودة وانتاج زيت الزيتون البكر الممتازة بالاقليم؟وأين هي الغرف الفلاحية بالجهة من كل هدا؟ لماذا تغيب التوعية والتحسيس لدى الفلاحين بضرورة احترام ظروف وشروط جني الزيتون؟ لماذا لازال معظم الانتاج بالاقليم باكثر من 95 بالمائة منه دون المستوى المأمول للحصول على الجودة المطلوبة؟

 الى جانب ضعف التثمين على مستوى انتاج وجودة زيت الزيتون، يعرف الانتاج السنوي للزيتون باقليم تاونات تدبدبا من سنة لاخرى او ما يعرف بالتناوب، رغم ان هذا الاخير لم يعد يتحقق بدوره ايضا، اذ يستمر انخفاض الانتاج ومردودية القنطار بالهكتار لسنوات متتالية كما هو الحال مع مواسم جني الزيتون ل 2002 / 2003 و203/204 و2004 / 2005 ، وذلك بعد انتاج قياسي لم يسبق ان سجله اقليم تاونات منذ القدم الى الوقت الراهن وهو تحقيق مردودية مرتفعة سنة 2001 وصل معدلها الى 26 قنطار بالهكتار. زيادة على ذلك فان مردودية زيت الزيتون في القنطار تظل دون الآفاق المنشودة، اذ تتراوح حسب بعض المناطق المنخفضة والتلية وذات التربة الصلصالية مع تاثير عامل الجفاف بين 3 و17 لترا في القنطار وتتارجح في المناطق الجبلية العالية والشبه الرطبة ذات التربة الشيستية والأشجار التي يفوق عمرها 30 سنة والمعمرة بين 17 و26 لترا في القنطار وترتفع هذه المردودية ما بين 26 و30 لترا في القنطار أحيانا لكن بشكل محدود مجاليا وكميا.

لكن الجانب الاهم في انخفاض مردودية زيت الزيتون بالقنطار تعود وفق مختصين الى اهمال وزارة الفلاحة لهذا القطاع وتركه للاستغلال العشوائي والفوضى دون احترام الشروط والمعايير المطلوبة لانطلاق موسم الزيتون، ذاك ان غياب التاطير وتحسيس الفلاح وحماية المنتوج من السرقة يجعل قطاع الزيتون باقليم تاونات مفتوحا على المجهول، ذلك ان معظم آراء المنتجين عبرت عن عدم رضاها وسخطها على الوضع الذي آل اليه تدبير هذا القطاع وبالاخص عدم التدخل في تنظيم انطلاق موسم جني الزيتون الذي يضيع على الفلاحين وعلى الاقليم مردودية زيت الزيتون وجودته وعدم انتظام الانتاج السنوي بفعل الآثار السلبية لعملية جني الزيتون.

الأخطر من ذلك ان مجهودات الدولة بشراكة مع الوكالة الامريكية للتعاون الدولي ذهبت سدى نتيجة الفشل الذريع الذي منيت به وحدات مجموعات ذات النفع الاقتصادي لانتاج زيت الزيتون البكر الممتازة في بني وليد مثلا والصعوبات التي تعترض استمرار عمل وحدة كلاز على مستوى التدبير وعين عائشة على مستوى التمويل… وما يثير الانتباه ايضا ان مهرجان الزيتون الذي تم احياؤه في السنوات القليلة الماضية بغفساي لم يثمر عن وضع تساؤلات ولا تقديم حلول ولا اجابات عن مستقبل قطاع الزيون بالاقليم ولا توقيع اتفاقيات للتثمين والتسويق والتصدير والتصبير.

رمزية وأصالة غراسة الزيتون باجبالة تاونات

 

تاونات إقليم الصدارة وطنيا في غراسة الزيتون

تاونات إقليم الصدارة وطنيا في غراسة الزيتون

تضفي شجرة الزيتون على تراب إقليم تاونات في شماله كما في جنوبه، قيمة مضافة، لتثمين الأرض وتحسين سبل الرزق والعيش… ولو تغيرت طرق إنتاج وتحويل وتسويق هذا المنتوج الأخضر ( البترول الأخضر) ، لتغير الواقع السوسيواقتصادي في هذا المجال الجبلي التقليدي الغير النافع.

المشهد شمالا بمنطقة اجبالة تاونات مثلا، تطغى عليه خضرة، تجعل المجال يبدو تقليديا عتيقا. والحقيقة أن قطاع الزيتون، غراسة وتحويلا، له قابلية عالية على الانخراط الناجح في التحديث والعصرنة. وقد بدأت فعلا منذ عقدين من الزمن، بعض مؤشرات وتجليات عصرنة وتطوير القطاع.

  لا نحتاج إلى دليل كي نجزم بأن هذا الصنف من الغراسة بالمنطقة يمتد لآلاف السنين، كما هو حال المجال المتوسطي عامة، والذي، لا أحد يجادل في كونه المهد التاريخي لشجرة الزيتون.

 فهذه الشجرة أصبحت رمزا للبيئة المتوسطية ولامتداد وحدود المجال المتوسطي. كما أن الوشائج التي تربطها بالإنسان المتوسطي عامة، تصل إلى مستوى عميق وحميمي.

وعلى مستوى منطقة اجبالة تاونات، فإن غراسة الزيتون، من الأنشطة الزراعية الأصيلة التي صمدت لتقلبات الزمن. وتمتلك هذه الشجرة رمزية قوية، تستمدها من حمولتها الدينية والثقافية والتراثية.

ونظرا لعمرها المديد، فهي تمثل إرثا، ينجر للأحفاد والأبناء، عن الآباء والأجداد عبر الأجيال؛ الأمر الذي يقوي العلاقة الراسخة بين الشجرة ومالكيها. وهي تطبع بحضورها المشهد والحياة الاجتماعية للساكنة المحلية، إذ ارتبطت بظروفهم المعاشية ونظامهم الغذائي وعاداتهم، وانغرست في ثقافتهم؛ بل تكاد تكون رمزا لمنطقتهم… شجرة عريقة في مجال ريفي أصيل.

مواطن ضعف وقوة قطاع الزيتون في الاقتصاد المحلي لتاونات

إحدى معاصر الزيتون بإقليم تاونات

إحدى معاصر الزيتون بإقليم تاونات

أهم نقاط القوة والضعف في قطاع الزيتون باقليم تاونات:

مواطن القوة:

 – موارد مائية مهمة، عبارة عن تساقطات وأنهار ؛

– ظروف  مناخية وطبيعية ملائمة للزيتون

– وجود أراضي منحدرة قابلة للتشجير وبالتالي حماية التربة والانجراف؛

– تجدر غراسة الزيتون في المجتمع المحلي؛

– تزايد الطلب على زيت الزيتون ذي الجودة العالية.

مواطن الضعف:

 – تضرس وانحدار شديدان، وانغلاق للمجال

– تعرية قوية

– موارد مائية في حاجة لتثمين ،

– بنية تحتية ضعيفة،

– كثافة سكانية عالية، ضاغطة على موارد طبيعية في سياق إيكولوجي هش ؛

– أمية المزارعين وضعف خبرتهم بأساليب الغراسة العصرية ؛

– تجزؤ وصغر الاستغلاليات ؛

– مشاكل مرتبطة بندرة اليد العاملة لا سيما خلال موسم قطاف الزيتون ،

– محدودية تثمين الزيتون.

إمكانات:

– ترقية وتحسين تعبئة الموارد المائية المحلية ؛

– وجود رصيد خبرة في غراسة الزيتون، يجب تثمينه وتنميته؛

– إمكانية توسيع مساحة غراسة الزيتون وإدخال أصناف جديدة ذات إنتاجية وجودة عاليتين؛

– الاهتمام بغراسة الأراضي المعرضة للتعرية ،

– التأطير التقني للمزارعين وتأهيلهم ،

– دعم اندماج المرأة في قطاع الزيتون ؛

– دعم الاستثمار في قطاع الزيتون، من خلال صندوق التنمية الفلاحية؛

– تثمين الزيتون ومشتقاته كمنتجات بلدية من خلال تطوير إطارات الإنتاج والتحويل والتسويق.

مخاطر – تهديدات:

 – تدهور وضياع التربة بفعل التعرية ،

– الطبيعة البنيوية لآفة الجفاف ؛

– ضعف الاستثمار العام في قطاع الزيتون، بسبب ضعف الموارد المالية ؛

– مخاطر ومنزلقات انفتاح الاقتصاد المحلي التقليدي على الرساميل الوطنية والدولية في سياق معولم…

دينامية سريعة وقوية لغراسة الزيتون في هذه الألفية

وحدة (جيو) عين عائشة

وحدة (جيو) عين عائشة

تطغى شجرة الزيتون على معظم مغارس دائرتي تاونات وغفساي، وبدأ زحفها يتسارع جنوبا نحو دائرتي تيسة والقرية؛ إذ أن عدد الأشجار والمساحة المغروسة، تمنحان قطاع الزيتون وزنا اقتصاديا ومكانة اجتماعية على صعيد هذه المنطقة، فضلا عن التجدر المجتمعي لهذه الأخيرة وعمقها التاريخي.

وإذا كان هذا القطاع قد ضل لزمن طويل تقليديا – ولا يزال – في انماط وتقنيات استغلاله ومستويات تثمينه، فإنه خلال السنوات الأخيرة عرف دينامية وتحولات سريعة وقوية.

ويحتل قطاع الزيتون بهذا المجال أهمية اقتصادية واجتماعية كبرى؛ يتجلى ذلك في أهمية المساحة المخصصة لهذه الغراسة والتي تغطي 149.000 هكتار، ضمنها 137.000 هكتار بلغت طور الإنتاج.

ويظهر ثقل قطاع الزيتون بإقليم تاونات من خلال المعطيات التالية، فهو يمثل :

–         85%  من مساحة الأشجار المثمرة بالإقليم؛

–          35%  من المساحة الصالحة للزراعة؛

–         %26  من مساحة الإقليم؛

–         وحوالي 19 % من مساحة الزيتون على الصعيد الوطني.

 أما الصنف السائد من أشجار الزيتون بمجال الدراسة فهو المسمى البيشولين المغربي؛ وهو صنف مغربي تقليدي كان يمثل سابقا 96 في المائة من مجموع الأشجار، إلا أن الوضع بدأ يتغير خلال السنوات الأخيرة، وبدأت في الاقليم انتشار أصناف ذات إنتاجية عالية وجودة مرتفعة مثل المنارة والحوزية اللتان اضحتا تشكلان 12 بالمائة من المساحة المغروسة فيما يشكل البيشولين النسبة الكبرى 87 بالمائة من اغراس الزيتون . ويمكن اعتبار هذا الأمر بمثابة مؤشر على حيوية ودينامية قطاع الزيتون في هذه المنطقة.

اذ تطورت المساحة المغروسة بالزيتون خلال الفترة ما بين 1986 – 2004، بشكل مطرد، مما يدل على أهمية الشجرة ودينامية القطاع بالاقليم وبخاصة في قسمه الشمالي ( اجبالة تاونات). اذ انتقلت المساحة المغروسة باشجار الزيتون من 59860 هكتار سنة 1986 الى حوالي 115 ألف هكتار سنة 2010 ، وإذا جاز القول بأن هذه الشجرة تنتشر في كل أرجاء هذا الاقليم، فإنه يمكن أيضا القول بوجود بعض التباين في مستوى حضورها وكثافة توزيعها ذلك أن مساحة الزيتون خلال السنوات الأخيرة، عرفت توسعا كبيرا بهذا المجال. ويرجع ذلك بالأساس إلى تنفيذ استراتيجية مخطط المغرب الأخضر التي تتوخى بلوغ 1.20 مليون هكتار على الصعيد الوطني بحلول سنة 2020.

أغراس زيتون “البيشولين” تهمين على باقي الأصناف

 

يهيمن على المشهد الفلاحي بالاقليم، الانتشار المجالي الواسع لشجرة الزيتون التي لا تزال تمثل عماد الاستقرار البشري بهذه المنطقة. وتسود الغراسة البورية للزيتون، إذ تناهز عدد الأشجار في هذا النمط الزراعي 99 في المائة من إجمالي عدد الأشجار. أما الأشجار المسقية فيصل عددها نحو 50000 شجرة فقط.

وتعرف المنطقة بوجود تقنيات زراعية يطغى عليها الطابع التقليدي، مع غياب شبه تام لتأطير الفلاحين تقنيا، واعتماد طرق قطاف مؤذية للشجرة، علاوة على انتشار بعض أمراض شجر الزيتون الذي لا يحضى بمعالجة ذات أهمية.

يعتبر الفلاح حلقة أساسية في سلسلة إنتاج وتحويل وتسويق الزيتون. ويمارس هؤلاء نشاطهم الإنتاجي بطرق تقليدية، في إطار مستغلات فلاحية صغيرة. وتشارك المرأة الريفية في جل الأشغال المتعلقة بقطاع الزيتون. وهي مطلوبة جدا في عمليات القطاف والتصبير التقليدي للزيتون.

تحديات حقيقية تواجه قطاع الزيتون بالإقليم وتدخلات الدولة لتنميته

أنواع زيتون المعروفة بتاونات

أنواع زيتون المعروفة بتاونات

–    قلة الأمطار وسوء توزيعها عبر مراحل نمو الأشجار وغياب الأمطار خلال الفترات الحرجة، لا سيما وأن الغراسة بورية أساسا؛

–         نقص في تهيئة الأرض، إذ من المؤكد ان هذه التهيئة تساعد التربة على تخزين مياه الأمطار والحد من جريانها سطحيا؛

–         نقص في عملية الصيانة، وخصوصا التقليم الذي يسمح بالتحكم في توازن نمو الشجرة؛

–    ظاهرة التناوب في الإنتاج وهي ظاهرة طبيعية عند شجرة الزيتون، ولكن يمكن التقليل من حدتها عبر القيام بأعمال الصيانة؛

–    استعمال العصي في عملية الجني الشيء الذي يلحق أضرارا جسيمة بالشجرة في شكل جروح وإسقاط الأغصان الفتية المقبلة على الإثمار في السنة الموالية؛

–         كبر سن الأشجار مع قلة الصيانة وخصوصا تشذيب التشبيب وتشذيب التجديد؛

–         قلة وضعف فعالية التنظيمات المهنية التي تعمل في مجال تنمية قطاع الزيتون.

وتعتبر كثافة الأشجار على مستوى المستغلات الفلاحية من العوامل المؤثرة في حجم إنتاج شجرة الزيتون.

ترجع تدخلات القطاع العام في هذه المنطقة إلى بداية سبعينيات القرن العشرين. وكان موضوع تلك التدخلات منذ البداية، يستهدف غراسة الزيتون. فهذه الشجرة كانت ولا تزال علامة لهذا المجال.

ويبرز الجدول الموالي، مراحل ومضامين تدخلات الدولة في مجال تنمية غراسة الزيتون بمجال اجبالة تاونات. ويظهر أيضا أهمية المتدخلين الأجانب في هذا الخصوص.

–         برنامج الحد من انجراف التربة  التعاقدي1963- 1965، حصيلته غرس 15 ألف هكتار.

–         مشروع الديرو 1967- 1971، حصيلته غرس 10.200 هكتار.

–         صندوق التنمية الفلاحية 1993- 2008، حصيلته توزيع 1.920.720 شتلة زيتون.

–         الشراكة مع وكالة تنمية الأقاليم الشمالية 1997- 2007، حصيلته توزيع 1.011.360 شتلة زيتون – تثمين الإنتاج عبر تاهيل 3 تعاونيات و5 جمعيات في مجال تنمية الزيتون

–         المخطط الوطني للزيتون 1998- 2002، حصيلته غرس 600  هكتار، تكثيف 1000 هكتار من الزيتون وتوزيع 6 وحدات عصرية.

–         مشروع ميدا للتنمية القروية المندمجة2001 – 2008 هم توزيع 343.000 شتلة من الزيتون

–         برنامج حساب الالفية الامريكي، 2009- 2013 ركز على توسيع المساحة المغروسة 21.300 هكتار وصيانة المغروسات 10.000 هكتار.

–          برنامج “التنمية المندمجة لأشجار الزيتون” الذي امتد خلال الفترة 2010 – 2014 وقام بغرس ما يربو عن 6400 هكتار من أشجار الزيتون. وقد شملت هذه العملية تراب 23 جماعة قروية، تنتمي لمجال اجبالة تاونات.

–         برنامج تحدي الألفية : بتكلفة مالية قيمتها 700 مليون درهما، يمتد هذا المشروع على خمس سنوات، ويسعى لتوسيع المساحة المغروسة وصيانة جزء مما هو مغروس ودعم التنظيمات المهنية الموجودة وعصرنة قطاع التحويل. وتبقى النقطة الأخيرة غاية في الأهمية، إذ أن عصرنة قطاع التحويل تسعى لتثمين المنتج والرفع من قيمته. فالعبرة ليست في الإنتاج فقط، بل في الحلقات الموالية لهذا القطاع الاستراتيجي. إن إحداث 6 وحدات لتحويل الزيتون، في إطار هذا البرنامج، وتأهيل تجهيزات وحدات خاصة باستخلاص زيت الزيتون بالمنطقة، تعتبر إجراءا نوعيا في هذا الميدان.

 ويهم هذا البرنامج 32 جماعة قروية، ويمتد على 34545 هكتار. أما المستفيدون فعددهم 17000 فلاح. ويسعى البرنامج إلى تحسين دخل الفلاحين، وإلى إحداث حوالي 5000 منصب عمل قار.

–         برنامج التنمية المندمجة لقطاع الأشجار المثمرة 2010-2014 : يمتد هو الآخر على مدى 5 سنوات، ويسعى لغرس 7224 هكتار من الزيتون، علاوة على أصناف شجرية أخرى وتهيئة عدد من المدارات السقوية.

–         مشروع صندوق التنمية الفلاحية : يهدف إلى دعم توسيع المساحة المغروسة ومشاريع للري الموضعي ودعم بناء وتجهيز وحدات التثمين.

–         برنامج استبدال زراعة الحبوب بأشجار الزيتون : يرمي إلى غرس 6000 هكتار بأشجار الزيتون. ومن خلال هذا الاستبدال الزراعي، تظهر القيمة المضافة التي يضفيها الزيتون على التراب؛ فغراسته في حد ذاتها تعتبر تثمينا للأرض الفلاحية.

بعد هذه التدخلات، أصبحت المساحة الإجمالية لغراسة الزيتون باقليم تاونات تناهز 149000 هكتار، منها 137222 في طور الإنتاج الآن. ويبلغ المعدل السنوي للإنتاج حوالي 180000 طن من الزيتون، بمعدل مردودية تصل طنا ونصف في الهكتار.

تأخر تمويل القرض الفلاحي ابرز تحديات (جيو) عين عائشة للبيئة

وحدة (جيو) عين عائشة وأمين المال الحاج بوعبيد في الإطار

وحدة (جيو) عين عائشة وأمين المال الحاج بوعبيد في الإطار

تواجه وحدة مجموعة ذات النفع الاقتصادي لإنتاج وتسويق زيت الزيتون البكر الممتازة بعين عائشة الصديقة للبيئة، تحديات على رأسها تأخر مؤسسة القرض الفلاحي في منح القرض السنوي للمجموعة قصد اقتناء غلة الزيتون…

 الحاج سعيد بوعبيد أمين مال هذه المجموعة أوضح في تصريح خص به  جريدتي “صدى تاونات”و”تاونات نت” ” أن مشكل الحصول على قرض من مؤسسة القرض الفلاحي في الوقت المناسب من بين اكبر التحديات التي تواجه عملنا داخل المجموعة، مبرزا أن القرض غالبا ما يمنح في وقت تكون منطقة الحياينة قد نفذت غلة الزيتون بها، مما يفوت الفرصة على المجموعة اقتناء الزيتون من الفلاحين بالمنطقة بثمن يسمح لها بانتاج زيت ذات جودة وبثمن تنافسي في الاسواق يوفر لها هامش الربح لسداد الديون المستحقة عليها وتطوير الوحدة وأداء مستحقات المستخدمين والتسيير”،

وأضاف قائلا “.. لدينا الرغبة لاقتناء الزيتون من الضيعات الكبرى لكن ذلك يطرح لنا مشكل ارتفاع الاسعار ما يجعل كلفة اللتر الواحد من الزيت ترتفع وهذا لا يشجع الوحدة رغم الجودة التي تتميز بها من منافسة الانتاج الاقل تكلفة وجودة”. ينضاف الى هذا التحدي يضيف الحاج بوعبيد مشكل التسويق الذي يخضع في الغالب للوسطاء فرغم الجودة التي تميز انتاجنا على المستوى الوطني وقد حصل ذلك في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس خلال السنوات الاخيرة، غير أن تحدي الولوج الى الاسواق الوطنية والخارجية لازال مطروحا امامنا، ينضاف الى ذلك يؤكد أمين مال المجموعة تحدي الجفاف وضعف نوعية ومردودية غلة الزيتون لدى الفلاحين بالاضافة الى الاشهار الذي نفتقده في الاعلام العمومي حيث تشارك المجموعة في المعارض المحلية والوطنية لكن ذلك غير كافي لتسويق منتوجها المتميز على مستوى الجودة”.

                إنتاج زيت الزيتون يحتاج لتأهيل حقيقي

وتثمين الشجرة المباركة سيمحق “نبتة” محقت الكرامة والقيم

 

زيت الزيتون كلاز بتاونات

زيت الزيتون كلاز بتاونات

عموما يمكن القول، بأن إنتاج الاقليم من زيوت الزيتون يوجه أساسا للسوق الوطني والمحلي؛ وأن جودتها في معظمها لازالت دون معايير المجلس الدولي للزيتون. فدرجة حموضة الزيت تتجاوز غالبا 0.3   بالمائة؛ لذا فإن قطاع تحويل الزيتون يحتاج إلى تأهيل حقيقي.

في هذا المستوى، يتعلق الأمر بعدد من المتدخلين، تلتقي مصالحهم وتتقاطع أحيانا، كما تتعارض وتفترق في أحيان أخرى.

 ويمكن حصر المتدخلين الرئيسيين في التجار وأرباب الوحدات العصرية والتعاونيات والجمعيات المشتغلة في القطاع.

على المستوى التعاوني مثلا، لازالت التجربة محتشمة والثقة فيها شبه مفقودة لهذا فان تدبير التعاونيات والمجموعات ذات النفع الاقتصادي تسير بمنطق انفرادي وغير تعاوني، فهناك 32 تعاونية فلاحية تهتم بالزيتون؛ 75 في المائة منها، ظهرت منذ 2008.

ويتركز اهتمام التعاونيات غالبا في إنتاج الزيتون، وذلك بنسبة 22 تعاونية من أصل 32. وتوجد تعاونية واحدة فقط تهتم بتنمية قطاع الزيتون، أي أنها تهتم به إنتاجا وتحويلا وتسويقا. وتعاونيتان اثنتان تشتغلان في إنتاج وتسويق الزيت.

 ودون زعم تقييم هذه التجربة التعاونية، يمكننا أن نستنتج من هذه النسب والأرقام، أن قطاع الزيتون بالاقليم عموما وباجبالة تاونات خصوصا، لا يزال أمامه طريق طويل كي يقوم بدوره التنموي الحقيقي.

ونستنتج ذلك من تركيز تعاونيات الزيتون على حلقة الإنتاج، دون الانشغال بتثمين المنتوج على مستوى التحويل والتسويق. كما أن الساكنة عموما لا تتحمس لهذه التنظيمات، وذلك بسبب غياب الثقة بين الأفراد وانتشار الأمية والشكوك في إمكانية نجاح هذه المبادرات.

تجار الزيتون والسماسرة والمستثمرين الكبار من خارج الاقليم يشجعون على تهريب هذه الثروة خارج تراب الاقليم بدل استثمارها في خلق معاصر ذات جودة وصديقة للبيئة أو معامل تصبير زيتون المائدة مثلا، فمعظم عمليات بيع زيت الزيتون يتم بشكل غير معبإ ، والأثمنة متقلبة ومتذبذبة حسب السنوات وحسب العرض والطلب.

وهكذا فان غراسة الزيتون باقليم تاونات وخاصة بدائرتي تاونات وغفساي، تعد نشاطا فلاحيا مهيمنا، ورغم طابعه التقليدي العام ، فهو يظهر قابلية كبيرة للعصرنة والتحديث والتأقلم؛ لذا، يمكن أن يعول عليه لتنمية وتطوير هذا المجال الريفي التقليدي المهمش، وأن يحصنه ضد غواية زراعة الكيف.

وفي سياق التحديث والعصرنة، يقول الدكتور الباحث محمد شوقي بجماعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، “ينبغي على المتدخلين في القطاع والمسؤولين معا، وضع نصب أعينهم الأهداف الاجتماعية للمنتوج وأبعاده البيئية عند التحويل. فعمليات التطوير من شأنها أن تسيل لعاب الرساميل، التي قد تأتي من خارج المنطقة ( الوكالة الامريكية للتعاون الدولي، شركة أسماء،…)، ذلك ان قطاع الزيتون بهذا المجال يبدو واعدا وذا آفاق، إنما للفلاحين والملاك الصغار حقوق لا يجوز إهدارها. وتنمية قطاع الزيتون ينبغي أن تستهدف هؤلاء، وإلا فكيف لشجرة “مباركة ” لها القدرة – إن هي وظفت بنجاح – على أن تدحر زحف النبتة “الماحقة “، نبتة الكيف التي محقت بركة المال والقيم والنفوس وأهدرت الكرامة والبيئة.

معصرية زيتون عصرية

معصرية زيتون عصرية

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7245

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى