زيارة الوزيرة شرفات أفيلال إلى إقليم تاونات​..تعيد إلى الواجهة سؤال الانعكاسات السلبية لحقينة سد الوحدة على الأفراد والجماعات ؟؟

زيارة شرفات أفيلال إلى إقليم تاونات

زيارة الوزيرة شرفات أفيلال إلى إقليم تاونات

نبيل التويول:”تاونات نت” / على هامش  إطلاق الحملة الوطنية التحسيسية بمخاطر السباحة في بحيرات السدود، من جماعة أولاد عياد التابعة للنفوذ الترابي لعمالة إقليم تاونات، وذلك في اعقاب الزيارة التي أشرفت عليها كاتبة الدولة المكلفة بالماء شرفات أفلال يوم الأربعاء 20 يونيو 2018، بحضور حسن بلهدفة عامل إقليم تاونات، ومحمد السلاسي رئيس المجلس الإقليمي، وعدد من الشخصيات السياسية والمدنية والعسكرية، يتجدد السؤال حول الاثار السلبية لحقينة سد الوحدة على الافراد والجماعات الترابية التي تقع الحقينة  فوق نفوذها الترابي ؟؟

زيارة كاتبة الدولة المكلفة بالماء شرفات أفيلال إلى إقليم تاونات، لا يمكن إلا أن تقود إلى تسليط دائرة الضوء مجددا حول هذا  الملف، من منطلق مسؤوليتها الثابتة كوصي على قطاع الماء، وكذا الدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه الاستثمار في هذا الموضوع مستقبلا من الناحية السياسية والحقوقية لإبراز المشاكل الكبرى ذات الأولوية، ولفت انتباه صناع القرار المركزي إلى أحد أهم المعضلات الاجتماعية التي تهدد الأمن الديموغرافي لدائرة غفساي قرية أبا محمد خاصة، بإقليم تاونات.

زيارة شرفات أفيلال إلى إقليم تاونات

زيارة شرفات أفيلال إلى إقليم تاونات

فبالرغم من نجاح بلادنا في تحقيق مكتسبات مهمة كانت حاسمة في تحقيق الأمن المائي والطاقي والغذائي، وإبعاد المغرب عن خط الفقر المائي، من خلال سياسة بناء السدود التي شكلت ثورة حقيقية في مجال الأمن المائي في مرحلة ما بعد الاستقلال، بات سد الوحدة حاليا يشكل في الوقت نفسه خطراً داهماً يتهدد ساكنة المناطق الحاضنة لمياهه، بفعل انعكاساته السلبية التي أرخت بظلالها على الأفراد والجماعات منذ تدشينه سنة 1997؛ نتيجة غمره لأزيد من11000 هكتار من الأراضي الفلاحية الصالحة للزراعة التي كانت تشكل مصدر عيش لنحو 200 ألف نسمة ب ” أورتزاغ كيسان تافرانت تبودة ” في الوقت الذي تستفيد من مياهه البرجوازية بمحور المغرب النافع، من كبار الفلاحين الذين يعتمدون على تصدير المنتجات الغذائية، وطبقة الملاك العقاريين الكبار الذين استثمروا في الأراضي القابلة للسقي بمياه السد.

في حين تعاني ساكنة غالبية قرى ودواوير إقليم تاونات من فقر مدقع، و أزمة عطش حادة وهي الظاهرة التي أصبحت تتكرر خلال كل فصل صيف يعقب موسما جافاً، يزيد من حدتها تعثر إنجاز مشاريع تزويد المناطق النائية بالماء الصالح للشرب انطلاقاً من حقينة سد الوحدة، والتي كان مقرراً أن يستفيد منها نحو أزيد من 250 دوار سنة 2012.

ورغم هذه الاكراهات التي لا تزال ترخي بظلالها على الأفراد والجماعات، اكتفت كاتبة الدولة الوصية على قطاع الماء بإطلاق حملة تحسيسية للتحذير من السباحة في بحيرات السدود، بدلا من مناقشة القضايا المصيرية التي تشكل عمق الاختلالات، و تعري عن الفوارق المجالية ما بين المناطق الحاضنة للبرجوازية المستفيدة من خيرات الوطن؟؟ وما بين المناطق المهمشة التي تحتضن ثلث الثروة المائية الوطنية ومع ذلك يموت سكانها بالعطش ؟؟

إن رفع هذه الاكراهات يتطلب تذكير كاتبة الدولة شرفات افيلال ومن خلالها كافة القطاعات الحكومية الوصية، بعمق هذه الاختلالات والمشاكل المزمنة التي تكرس مغرب السرعتين، وتقف سدا منيعا أمام تحقيق رهان التنمية المحلية  بالجماعات الترابية التي تقع حقينة  اكبر سد في المغرب فوق نفوذها الترابي.

زيارة شرفات أفيلال إلى إقليم تاونات

زيارة شرفات أفيلال إلى إقليم تاونات

 و لفت انتباههم إلى ضرورة سن مخططات استثنائية عاجلة تعيد الاعتبار إلى كافة هذه الجماعات الترابية، وتكفل إدماجها في سلم التنمية والنمو بعد عقود  من التهميش والإقصاء من مختلف السياسات الحكومية الوطنية، عبر تمكينها من الاستفادة من الاستراتيجيات القطاعية والمخططات الوطنية الصناعية والفلاحية والسياحية والرياضية… شأنها شأن الجماعات الترابية المسفيدة من سياسة الأوراش الكبرى، في إطار مبدأ التضامن بين الجهات الذي يكرسه دستور المملكة، للقطع مع عقلية المغرب النافع والمغرب غير النافع.

 

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7245

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى