صِنَاعَةُ الفَخَّار البَلَدِيّ بِدوَّار عَيْن بُو شْريك بنواحي تاونات… سَطْوَةُ النِّسَاء وَرَائِحَةُ الأَجْدَاد

صِنَاعَةُ الفَخَّار البَلَدِيّ بِدوَّار عَيْن بُو شْريك بنواحي تاونات سَطْوَةُ النِّسَاء وَرَائِحَةُ الأَجْدَاد

صِنَاعَةُ الفَخَّار البَلَدِيّ بِدوَّار عَيْن بُو شْريك بنواحي تاونات سَطْوَةُ النِّسَاء وَرَائِحَةُ الأَجْدَاد

نبيل التويول:”تاونات نت”/ كلّ العالم تغيّر من حولهنّ، إلّا أنّ نساء دوار عين بُو شْريك التّابع للنفوذ الترابي لجماعة أورتزاغ بإقليم تاونات، تشبّثن بمهنة تربّين عليها منذ نعومة أظافرهِنَّ، وورثن أصولها  عن أمَّهاتهنَّ  وجدَّاتهنَّ.

وتعتبر الصِّنَاعة الفخَّارية بعين بُو شْريك ، من أقدم الصِّنَاعَات  التَّقْلِيدِيَّةَ العريقة  التي توارثتها أزيد من 32 أسرة عبر قرون، وتتميز بلونها الطبيعي نظرًا لما توفره مناجم عين بو شريك من تربة طينية مميزة وغنية ومشهود لها بالصلابة، وكذا  احتفاظها بروح الصنعة  من خلال استخدام  الأساليب التقليدية المتوارثة، واعتمادها على أنامل النساء في كافة مراحل السلسلة الإنتاجية.

صِنَاعَةُ الفَخَّار البَلَدِيّ بِدوَّار عَيْن بُو شْريك بنواحي تاونات سَطْوَةُ النِّسَاء وَرَائِحَةُ الأَجْدَاد

صِنَاعَةُ الفَخَّار البَلَدِيّ بِدوَّار عَيْن بُو شْريك بنواحي تاونات تجذب السياح الفتيات

و يتميز دوَّار عَيْن بُو شْريك بصيت فاق الحدود داخل المغرب وخارجه في صناعة الفَخَّارِ البَلَدِيّ، هذا التراث الذي استقر و تطور بالمنطقة  منذ قرون. كما تعتبر هذه الصناعة التقليدية مدعاة للفخر بالنسبة للساكنة المحلية، إذ شكلت عبر التاريخ مصدرًا أساسيًّا من مصادر قوت العيش، وتحتل نساء عين  بُو شْريك دورًا اجتماعيًّاهَامًّا من حيث تشغيل اليد العاملة بصفة مباشرة أو غير مباشرة، فما أن يُذكر  اسم دوَّار عَيْن بُو شْريك إِلَّا ويُثنى على أهله بهذا الفنِّ التقليدي الذي أصبح يشكل نقطة جذبٍ  لأفواج من السياح الأجانب الذين يتوافدون على المنطقة من مختلف أنحاء العالم، لتعلم و اكتساب مهارات صناعة الفَخَّار البلديّ، أو من أجل اقتناء بعض القطع المعروضة للبيع.

صِنَاعَةُ الفَخَّار البَلَدِيّ بِدوَّار عَيْن بُو شْريك بنواحي تاونات سَطْوَةُ النِّسَاء وَرَائِحَةُ الأَجْدَاد

صِنَاعَةُ الفَخَّار البَلَدِيّ بِدوَّار عَيْن بُو شْريك بنواحي تاونات  تدفع السياح الأجانب للتعلم هذه الحرفة

وتعوّدت النّساء  بعيْن بُو شْريك على مشقّة التوجه إلى المناجم المتواجدة بالجبل القريب،  لجمع الطِّين الصّالح للعجن، ثمّ نقله  إلى الورشة بواسطة استخدام الدواب، حيث تعْمَلْنَ  على ضربه بواسطة عَصًا   لسحقه  و تنعيمه وتنظيفه من  الشَّوائب العالقة، وبعد ذلك القيام بغربلته ليصبح ناعِمًا كَالدّقيق، وتبليله، وتنشيفه تحت أَشِعَّة الشَّمْس،ثُمَّ  تركه ليخمر في درجة مناسبة من الرطوبة  ليلة كاملة، وصبيحة اليوم التالي تصبح العجينة أكثر جاهزية للخلط، وقابلة للتّشكيل والقولبة من خلال استئصال قطع من عجين الطِّين ، وتسطيحها  بالأيدي،  فتصبح بمثابة قعر الآنية المزمع صنعها، ثُمَّ  يُشرع  في قولبة لفافات أُخرى تُلصق بقعر الآنية، وتصفف الأخرى فوقها. أما الأسلوب الثاني فيعتمد على عملية التجويف الداخلي باليدين في تشكيل جوف قطعة الفخار بواسطة الضغط على قطعةالطِّين من الأسفل نحو الأعلى، و لف الأسطوانة التي يتواجد الطِّين عليها، وتستمر هذه العملية حتى الوصول إلى الشكل المطلوب. قبل أن يتمّ تجفيف الأوانِ المصنعة لبعض الوقت و تُحريقها، وهي العمليّة التي تهدف إلى جعل الآنية متماسكة و أكثر صلابة وقابلة للاستعمال في الطبخ.

صِنَاعَةُ الفَخَّار البَلَدِيّ بِدوَّار عَيْن بُو شْريك بنواحي تاونات سَطْوَةُ النِّسَاء وَرَائِحَةُ الأَجْدَاد

صِنَاعَةُ الفَخَّار البَلَدِيّ بِدوَّار عَيْن بُو شْريك بنواحي تاونات يجدب السياح الرجال الأجانب

ومن أكثر الأَوَانِ الفَخَّارِيَّة التي يتمّ تشكيلها يدويًّا،  الكانون المعروف ب ” المجمر”،  وَ الطَّاجِين، والخابية، وَ القَصْعَة، والقدر، والطَّانجية، والكنبورة، والمزهريَّات المخصصة للنباتات المنزلية، وَأَوَانٍ منزلية مخصصة لطهي الطعام وحفظ المياه، منها ما تزدهر تجارتها قبيل حلول عيد الأضحى المبارك، ومنها ما تزدهر إِبَّانَحلول فصل الصيف، حيث يتحول دوَّار عَيْن بُو شْريك إلى قِبْلَةٍ للسياح الأجانب خاصة من الدول الأوروبية، و الذين يَحُجُّونَ إلى المنطقة لاكتشاف وتعلم هذه الحرفة العريقة التي  تشكل  رَمْزًا من  رموز الهوية المغربيةالضَّاربة  جذورها في أعماق  التاريخ.

صِنَاعَةُ الفَخَّار البَلَدِيّ بِدوَّار عَيْن بُو شْريك بنواحي تاونات سَطْوَةُ النِّسَاء وَرَائِحَةُ الأَجْدَاد

صِنَاعَةُ الفَخَّار البَلَدِيّ بِدوَّار عَيْن بُو شْريك بنواحي تاونات سَطْوَةُ النِّسَاء وَرَائِحَةُ الأَجْدَاد

يمّا عايْشَة  امرأة تجاوزت السِّتِّينَ من عمرها، تقول في حديثها  ل”تاونات نت” إن ” ما يميز صناعة الفَخَّار البَلَدِيّ بِعَيْن بُو شَرِيك هو اعتماد نسوة الدوَّار على اليدين بشكل أساسي في كافة مراحل السلسلة الإنتاجية، كما أنها تعتمد على تربة طينية خاصة  مُشَبَّعَة بِالرُّطُوبَة،و بعيدة عن استخدام الإنسان والحيوان،نقوم بجلبها من مناجم صغيرة بالجبال القريبة بواسطة استخدام الدَّوَاب.. ثمّ نعمل على تخمير التربة بإضافة كمية من الماء و تنشيفها بواسطة عرضها تحت أَشِعَّة الشَّمْس،  وتضيف يمّا عايْشَة  أن ” فتيات الدوار المنقطعات عن دِرَاسَتِهِنَّ تعملن بالورشة، و تكون وجهتهنَّ الجبل،  لترثن مهنة جدّاتهن.  لكن جلّ الفتيات اليوم، وخاصّة من يزاولن دراستهن بالكارة،  لا يرغبن في هذه المهنة ولا يُقبلن عليها.

صِنَاعَةُ الفَخَّار البَلَدِيّ بِدوَّار عَيْن بُو شْريك بنواحي تاونات سَطْوَةُ النِّسَاء وَرَائِحَةُ الأَجْدَاد

صِنَاعَةُ الفَخَّار البَلَدِيّ بِدوَّار عَيْن بُو شْريك بنواحي تاونات نجب السياح الأجانب

و عن حبّها و شغفها بمهنة صناعة الأَوَانِ الطّينيّة من الفَخَّار  التّي بدأتها منذ أن كانت طِفْلَةً في عمر 12 سنة، قالت  يمّا عايْشَة  ” إن صناعة الفَخَّار فَنٌّ يبدأ منذ  الطُّفُولَة، لأنه شغف  مرتبط بإحساس، والإحساس لابدَّ أن يزرع في الطِّفْل منذ الصغر، كما أن الصَّانع  يصنع  الشَّكْل  الذي يخطر على باله  مثل  الرَّسَّام أَو  النَّحَّات، إِنَّها  مهنة إحساس من  الطِّراز الأوَّل ” تقول  يمّا فَاطْمَة..

صِنَاعَةُ الفَخَّار البَلَدِيّ بِدوَّار عَيْن بُو شْريك بنواحي تاونات سَطْوَةُ النِّسَاء وَرَائِحَةُ الأَجْدَاد

صِنَاعَةُ الفَخَّار البَلَدِيّ بِدوَّار عَيْن بُو شْريك بنواحي تاونات سَطْوَةُ النِّسَاء وَرَائِحَةُ الأَجْدَاد

من جانبه قال  محمَّد  لكحل فاعل  جمعوي بِدُوَار عَيْن بُو شَرِيك،  إِنَّ ” صناعة  الفَخَّار البَلَدِيّ مِنْ الصِّنَاعَاتِ التَّقلِيدِيَّة العَرِيقَةَ المتوارثة، وَ الَّتي تعرف  رواجًا كَبِيرا  في الأسواق   الدَّاخليَّة  و الخارِجيَّة،  نظرًا لقيمة المنتجات الفخارية وَجماليَّةُ أشكالها  الَّتِي تلقى إِعجابًا كَبِيرًا مِنْ السُّيَّاحِ الأَجَانِب،  وَكَذَا نَظَرًا للتشبُّث الأسرة المغربِيَّة بهذه المنتجات في استعمالاتها  اليوْمِيَّةَ على الرغم  من  منافسة المنتجات البلَاسْتِيكِيَّة الصِّينِيَّة.

وأضاف لكحل في تصريحه أَنَّ ” الإِنتاج المَحلِيّ  من الأَوَانِ الطّينيَّة يُخَصّص جزءٌ منه  للأَسْواق المحلِّيَّة، و الباقي يُصدر   إِلَى الأَسواق  الخارجية..”

صِنَاعَةُ الفَخَّار البَلَدِيّ بِدوَّار عَيْن بُو شْريك بنواحي تاونات سَطْوَةُ النِّسَاء وَرَائِحَةُ الأَجْدَاد

صِنَاعَةُ الفَخَّار البَلَدِيّ بِدوَّار عَيْن بُو شْريك بنواحي تاونات سَطْوَةُ النِّسَاء وَرَائِحَةُ الأَجْدَاد

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7183

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى