استقلاليو إقليم تاونات:إلى أين؟

استقلاليو إقليم تاونات:إلى أين؟

استقلاليو إقليم تاونات:إلى أين؟

عبد النبي الشراط:”تاونات نت”/ في البداية نحن نتوقع خيرا من هذه الحركة النسائية التي بدأت تنمو وتتطور في منطقة تاونات عامة وناحية غفساي خاصة، ونتوسم خيرا في المرأة الاستقلالية الجبلية التي لا شك ستكون حركة هادفة تعمل من أجل رفع الحيف والظلم الذي تتعرض له المرأة في مناطق جبالة، خاصة وأن بعض من يقدن العمل الاستقلالي في المنطقة شابات متحمسات للعمل السياسي والاجتماعي وأغلبهن مثقفات ويحملن شواهد جامعية وعليا، وبالتالي لا نتوقع إلا الخير وراء هذه الصيحة النسائية داخل حزب الاستقلال في بلاد جبالة وهي ظاهرة صحية ولا شك نباركها..

لكن يبقى أملنا معلقا كي نرى هذه الحركة/ النهضة إلى أين تسير وكيف ستعمل وماذا ستفعل.؟

هذه الأسئلة نترك الإجابة عنها من طرف النساء الاستقلاليات خاصة من التحقن منهن حديثا بالعمل السياسي..لكن الأهم من كل ذلك أن تكون هذه الحركة مستقلة في فعلها وعملها وأن لا تتأثر بالإيديولوجية القديمة لحزب الاستقلال التي كانت دوما رافضة للآخر.. لأن أيديولوجية الحزب منذ تأسيسه في منتصف أربعينيات القرن الماضي وهي تسعى إلى فرض نظام الحزب الوحيد والفكر الوحيد والسياسة الواحدة، ولذلك ووجهت هذه الأيديولوجية دوما بالرفض من بقية أطياف المجتمع السياسي المغربي ومن الدولة كذلك.

لكن حزب الاستقلال يبقى هو هو ..لا علاقة له بالتغيرات التي حدثت وتحدث في العالم وداخل الوطن.

وليس هذا المقال للحديث عن التاريخ المعروف لهذا الحزب، ولكن كان لابد من هذه التوطئة القصيرة لكي تطلع عليها المرأة المثقفة الجبلية الاستقلالية وتحاول النبش في تاريخ حزبها وأيديولوجيته التي كانت دائما ضد الآخر .

يهمنا هنا أن نلقي نظرة على الحركة النسائية الجديدة داخل هذا الحزب الكبير ..

لقد فطن شيوخ الحزب بإقليم تاونات مؤخرا إلى أهمية المرأة ودورها في العملية الانتخابية خاصة فسعوا إلى كسب ودها والبحث عن أسماء شابة يؤثثون بها مكاتبهم ويدعمون بها أسسهم الذي بدأ ينهار رويدا رويدا، وهي فكرة ذكية من هؤلاء الشيوخ الذين تمرسوا جيدا على العمل الاستقطابي وسط الشباب والنساء وهو شيء يحسب لذكائهم وفطنتهم.

بدا تأثيث البيت الاستقلالي بفتح وتأسيس أو تجديد فروع نسائية تحت مظلة منظمة المرأة الاستقلالية..وهكذا تم تجديد فرع تافرانت الذي ترأسته سيدة تنحدر من البيت الاتحادي ثم حط هذا البيت رحاله في بيت الاستقلاليين انسجاما مع الظروف والمصالح والضروريات العائلية.

وفي جماعة تبودة تم تثبيت امرأة على رأس المكتب لا يبدو أنها من الأسرة الاستقلالية القديمة، وفي جماعة البيبان سيطرت امرأة على مكتب المنظمة دون رغبة الشيوخ في ذلك لكنها كانت أذكى منهم ، فبينما كان شيخ الاستقلاليين الجديد يخطط لإبعادها من الكتابة المحلية لجماعتها فاجاتهم قبل ثلاثة أسابيع في مدينة غفساي بقائمة مكتبها فوضعتهم أمام الأمر الواقع فابتلعوا ذكاءها بشيء،من المرارة لأن شيخ الاستقلاليين بغفساي يؤاخذ عليها عدم الالتزام بقرارات الحزب ومنحت صوتها في مجلس الجهة لحزب آخر تتناقض أيديولوجيته كليا مع أيديولوجية الحزب العتيد..وهذه السيدة بالذات تشكل غصة للشيوخ ولكن ما باليد حيلة.

أما فرع المنظمة النسائية الاستقلالية بمدينة غفساي فقد فشل تجديده بسبب معارضة قوية من أطياف نسائية هناك لا يرغبن بفرض هيمنة الشيخ عليهن ويرغبن في استقلال أمورهن عن هذا الشيخ وأتباعه ولحد الآن فشلوا في حتى في تحديد زمن تجديد هذا المكتب النسوي..

هذا الفشل قادهم إلى الهبوط لجماعة كيسان حيث استطاعوا تأسيس ذراعهم النسائي هناك (26يناير 2019) بمشقة ولحد الآن تحوم شكوك حول إمكانية نجاح فرع كيسان بسبب خلافات قد تنشب بين عضوات المكتب لاحقا وقد تعصف به كليا..

وهنا ندردش في أذن المراة الاستقلالية التي لا نرى أن بدايتها هنا غير موفقة لأن رئيس الجماعة عبد الإله الحسايني (حديث العهد بالانتماء للحزب العتيد حيث تدرج عبر أربعة أحزاب أخرى ليستقر مكرها في بيت الطاعة الاستقلالي) هذا الرئيس حديث العهد بتسيير الشأن العام ولذلك وجه إهانة قوية للمرأة الاستقلالية حينما سخر سيارة الإسعاف وسيارة النقل المدرسي لنقل النسوة من الدواوير المجاورة لجماعته وهو سلوك مقزز جدا ولا يستقيم مع العمل الحزبي النظيف لأن تلك السيارات تمول من أموال الشعب وليست تابعة لحزب الاستقلال ناهيك عن استعماله هو شخصيا سيارة الجماعة الخاصة وبنزين الجماعة لأغراضه الشخصية حيث بدوره نقل عبرها بعض المناضلات من مدينة فاس إلى جماعة كيسان التي يرأسها كما أن سيارة الجماعة تبقى برفقته بمدينة فاس يتنقل بها لقضاء أغراضه الخاصة وهو بذلك يتبع خطى رئيس جماعة تبودة التي كانت حديث العادي والبادي قبل أشهر قليلة..بخلاف الرئيس الطاهري (رئيس جماعة تافرانت) الذي يستعمل سيارته الخاصة في كافة تنقلاته… وكان على بقية رؤساء حزبه الاقتداء به في هذه النقطة على الأقل.

وسيبقى يوم 26 يناير 2019 وصمة عار على جبين كل الاستقلاليين والاستقلاليات بسبب سلوك رئيسهم الحسايني الذي مرغ أنف المرأة الاستقلالية الجبلية المناضلة في الوحل حين اختار لهذه المرأة وسيلة نقل غير مناسبة ونحن نتطلع إلى أن يعتذر هذا الرئيس للاستقلاليات أولا ولعموم جبالة عامة لأنه ما كان عليه أن يهين المرأة الاستقلالية ويستغل منصبه كرئيس منتخب لأموال الشعب:استغلال السيارات واستغلال السائقين و استغلال البنزين.

ولو كان الرئيس الحديث العهد بالسياسة والحزب فطنا لقدم استقالته صباح الغد لكنه مع كل ذلك أراد أن يضفي صبغة إنسانية وجمعوية على عمله المقزز فنظم صباح الغد ما سمي بنشاط اجتماعي تمثل في توزيع بعض الملابس البالية (خردة) على بعض سكان جماعته وهي إهانة أخرى سجلت في سجله التعيس وورط معه جمعيتان إحداهما من الإقليم والأخرى من الدار البيضاء.

قد يكون أراد من هذا ( النشاط) الجمعوي إضفاء الشرعية على نشاطه الحزبي ولو كان ذكيا لفرق زمنيا بين العملين.

ومن كيسان إلى جماعة ورتزاغ (القلعة الاستقلالية) كما يسمونها حيث تم تأسيس فرع منظمة المرأة الاستقلالية هناك والتي اختير لرئاستها امرأة مثقفة وواعية جيء بها من حزب الأصالة والمعاصرة وقد يستفيدون منها دون أن تستفيد..

خلاصة القول..

أملنا أن تغير المرأة الاستقلالية في جبالة العقلية الجافة لبعض الاستقلاليين هناك ونتوقع ذلك لأن المرأة التي تستطيع تربية الأطفال الصغار وتسهر على راحتهم قادرة على أن تؤثر في الذكور الكبار الذين يعتقدون أن المرأة مجرد ديكور لا غير، يؤثثون بها بيوتهم الآيلة للسقوط.

 

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7183

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى