هذه أبرز المفاصل والمحاور الكبرى للخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش2019

هذه أبرز المفاصل الكبرى للخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش

هذه أبرز المفاصل الكبرى للخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش

  الرباط:”تاونات نت”/جاء خطاب العرش الذي بث خلال نهاية شهر يوليوز2019 عبر القنوات العمومية المغربية، قويا، كما عودنا جلالة الملك محمد السادس خلال ذكرى اعتلائه العرش. خطاب قوي في 20 دقيقة، في الذكرى العشرين (20) لعقد البيعة الذي يربط الملك بالشعب المغربي.

بدأ جلالة الملك خطابه بالتأكيد على التعاقد الذي يربطه مع الشعب المغربي عبر أواصر البيعة وإمارة المؤمنين، هذا الترابط يزيد رسوخا مع توالي السنوات، كملكية مواطنة ووطنية تعتمد على القرب والتجاوب مع انتظارات المواطنين.

وعبر الملك محمد السادس، بكل موضوعية ووضوح، على وعيه وألمه بكون الإصلاحات والمشاريع الكبرى، التي أطلقها، والنقلة النوعية في مجال البنية التحتية، لم تشمل جميع المواطنين ولا يلمسون تأثيرها، خاصة في مجال الخدمات الاجتماعية الأساسية التي ترسخ الثقة لدى المواطن المغربي.

وأضاف: “كما قلت في خطاب السنة الماضية، فإنه لن يهدأ لي بال، حتى نعالج المعيقات، ونجد الحلول المناسبة للمشاكل التنموية والاجتماعية. ولن يتأتى لنا ذلك، إلا بعد توفر النظرة الشمولية، ووجود الكفاءات المؤهلة، والشروط اللازمة، لإنجاز المشاريع المبرمجة”.

وتحدث الخطاب الملكي لهذه السنة عن قصور النموذج التنموي، موضحا حسب نص الخطاب”لقد أبان نموذجنا التنموي، خلال السنوات الأخيرة، عن عدم قدرته على تلبية الحاجيات المتزايدة لفئة من المواطنين، وعلى الحد من الفوارق الاجتماعية، ومن التفاوتات المجالية. وهو ما دفعنا للدعوة لمراجعته وتحيينه”، منتقدا سياسة اللجان الخاصة لأنها أحسن طريقة لدى البعض، لدفن ا لملفات والمشاكل”.

في هذا الصدد أمر الملك، بتأسيس اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي في الدخول السياسي المقبل، يكون فيها أطر وخبراء من مختلف التخصصات والروافد والخبرة والتجرد والقدرة على فهم نبض المجتمع.

وأكد الملك أن اللجنة، هي هيئة استشارية مهمتها في الزمن محدودة، ستعهد إلى اقتراح الحلول، وتنفيذ الخلاصات ورفعها للملك.

وتحدث الخطاب عن النخب والمرحلة الجديدة الجديدة قائلا” فالمرحلة الجديدة ستعرف إن شاء الله، جيلا جديدا من المشاريع ولكنها ستتطلب أيضا نخبة جديدة من الكفاءات، في مختلف المناصب والمسؤوليات، وضخ دماء جديدة، على مستوى المؤسسات والهيآت السياسية والاقتصادية والإدارية، بما فيها الحكومة، وفي هذا الإطار، نكلف رئيس الحكو مة بأن يرفع لنظرنا، في أفق الدخول المقبل، مقترحات لإغناء وتجديد مناصب المسؤولية، الحكومية والإدارية، بكفاءات وطنية عالية المستوى، وذلك على أساس الكفاءة والاستحقاق، وهذا لا يعني أن الحكومة الحالية والمرافق العمومية، لا تتوفر على بعض الكفاءات. ولكننا نريد أن نوفر أسباب النجاح لهذه المرحلة الجديدة، بعقليات جديدة، قادرة على الارتقا ء بمستوى العمل ، وعلى تحقيق التحول الجوهري الذي نريده”.

وأبرز الملك في خطابه أن المغرب سيدخل مرحلة الإقلاع الشامل على المستوى الاقتصادي، من أجل أن يلتحق المغرب بركب الدول الصاعدة، لكن ذلك لن يتأتى سوى عبر كسب الرهانات الداخلية، وكسب ثقة المواطن، وعدم الانغلاق على الذات والانفتاح على التجارب العالمية.

ودعا الملك إلى التحرر من الخوف، وتغيير العقليات التي تحكم بعض القطاعات، داعيا إياها إلى التخلص من التحفظ السلبي الذي يضيع على المغرب الفرص الاقتصادية، من أجل جلب الاستثمارات الأجنبية للاستقرار في المغرب، وتحقيق النجاعة والتخليق في القطاع العام.

وأوضح الملك في خطاب العرش، أن مرحلة الإقلاع الشامل، تقتضي انخراط الجميع لإعطاء نفس جديد وتعبئة جماعية، دون شعارات. وبكل واقعية، قال الملك إنه من الضروري خلق جيل جديد من النخب الوطنية، من خلال التلميح لتعديل حكومي في الدخول السياسي المقبل، وتجديد الكفاءات على مستوى المؤسسات العمومية.

القضية الوطنية، كانت حاضرة أيضا في الخطاب الملكي، حيث إختتم الخطاب الملكي رسائله القوية “بالتأكيد على مغربية صحرائنا، ووحدتنا الوطنية والترابية، وسيادتنا الكاملة على كل شبر من أرض مملكتنا”، حيث أعرب الملك عن “اعتزازنا بما حققته بلادنا من مكاسب، على الصعيد الأممي والإفريقي والأوربي، فإننا ندعو إلى مواصلة التعبئة، على كل المستويات، لتعزيز هذه المكاسب، والتصدي لمناورات الخصوم، ويبقى المغرب ثابتا في انخراطه الصادق، في المسار السياسي، تحت المظلة الحصرية للأمم المتحدة، كما أنه واضح في قناعته المبدئية، بأن المسلك الوحيد للتسوية المنشودة، لن يكون إلا ضمن السيادة المغربية الشاملة، في إطار مبادرة الحكم الذاتي، ذلك أن التحديات الأمنية والتنموية، التي تواجهنا، لا يمكن لأي بلد أن يرفعها بمفرده”.

ومد الملك محمد السادس يده مجددا للجزائر، إيمانا منه بوحدة المصير مابين الشعبين الشقيقين، وضرب مثلا بالاحتفالات العارمة التي شهدتها المدن المغربية بتتويج المنتخب الجزائري بكأس إفريقيا المقامة بمصر أخيرا حيث أكد الملك على الالتزام “الصادق، بنهج اليد الممدودة، تجاه أشقائنا في الجزائر، وفاء منا لروابط الأخوة والدين واللغة وحسن الجوار، التي تجمع، على الدوام، شعبينا الشقيقين، وهو ما تجسد مؤخرا، في مظاهر الحماس والتعاطف، التي عبر عنها المغاربة، ملكا وشعبا، بصدق وتلقائية، دعما للمنتخب الجزائري، خلال كأس إفريقيا للأمم بمصر الشقيقة؛ ومشاطرتهم للشعب الجزائري، مشاعر الفخر والاعتزاز، بالتتويج المستحق بها؛ وكأنه بمثابة فوز للمغرب أيضا”.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7183

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى