العالم إبن تاونات رشيد اليزمي خلال تكريمه بفاس:أتمنى أن أنال جائزة نوبل للكيمياء

العالم إبن تاونات رشيد اليزمي في درس إفتتاحي بفاس

العالم إبن تاونات رشيد اليزمي في درس إفتتاحي بفاس

محمد الزروالي:”تاونات نت”/قال رشيد اليزمي، العالم المغربي المتحدر من قرية أولاد آزم بجماعة بوعادل بتاونات والمقيم بسنغافورة، إن “تنافسه على جائزة نوبل للكيمياء ممكن لحيازته أكثر من 100 براعة اختراع ونحو 200 إصدار علمي”، مؤكدا أن “المتنافسين عليها لا يتجاوزون الثلاثة، ولو ارتفع العدد لكان منهم، متمنيا أن ينالها مستقبلا ليكون أول عربي فائز بالجائزة في هذا التخصص، وتنضاف للائحة الجوائز العالمية التي حازها طيلة مساره العلمي”.

واستعرض العالم الفيزيائي الكبير اليزمي أمام حشد من المسؤولين وبرلمانيين وباحثين ومهتمين وطلبة ، مؤخرا في درس إفتتاحي بقاعة الجامعة الخاصة بفاس بمناسبة الحفل التكريمي الذي خصصته له الجامعة الخاصة بفاس ؛وكذا بمناسبة افتتاح السنة الدراسية بها،و ظروف حيازته عدة جوائز عالمية خاصة جائزة “تشارلز درابر” التي تمنحها الأكاديمية الوطنية للهندسة بواشنطن وتوازي في قيمتها جائزة نوبل، متحدثا عن مكالمة هاتفية تلقاها في 2014 من مسؤولها بشرته بتتويجه اعترافا بجهوده في مجال تطوير البطاريات.

حشد من الأساتذة والباحثين والطلبة تابعوا عرض العالم اليزمي

حشد من الأساتذة والباحثين والطلبة تابعوا بإهتمام بالغ الدرس الإفتتاحي للعالم اليزمي

هذا الفوز فسح له المجال لدخول متحف العلوم بواشنطن الحاضن بجناح خاص اكتشافاته المختلفة خاصة بطاريات الليثوم التي جعلها أصغر حجما وقابلة للشحن محدثا بذلك طفرة نوعية في مجال الهواتف المحمولة والحواسيب، مؤكدا أن المغرب قادر على ريادة القارة السمراء في صناعة هذه البطاريات التي تشكل ثورة حقيقية في مجال التكنولوجيات في العالم.

وركز اليزمي في محاضرته التي دامت نحو ساعة من الزمن، على أهم مكونات الهاتف المحمول وما يحتويه من أدوات دقيقة تكفل تناقل الصوت والصورة بطريقة سريعة، مشيرا بتفصيل إلى البطارية وكيفية تطويرها لجعلها أصغر وقابلة للشحن، ما كان له الفضل فيه.

حشد من الأساتذة والباحثين والطلبة تابعوا عرض العالم اليزمي

حشد من الأساتذة والباحثين والطلبة تابعوا عرض العالم ارشيد ليزمي

وأوضح أنه اشتغل طويلا على تطوير البطاريات قبل تطويره تلك لليثيوم، معتبرا ذلك ثورة في مجال الإلكترونيات، جعلته من بين أهم العلماء العرب الذين بصموا اسمهم بمداد الفخر عالميا خاصة بأمريكا حيث توج قبل 5 سنوات بجائزة درابر برايز الخاصة بالمهندسين المخترعين.

وأسهب اليزمي، في الحديث عن البطارية، مشيرا إلى مخاطر شحنها بطريقة غير سليمة أو عدم سلامة بعض أنواعها، ليعرج عن حوادث وحرائق تسببت فيها إثر انفجار هواتف أو سيارات أو غيرها.

وأوضح اليزمي الفائز بميدالية جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات والحاصل على وسام جوقة الشرف بفرنسا، أن أفضل تتويج بالنسبة له حصوله على الوسام الملكي واختياره عضوا شرفيا بأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتكنولوجيا، لأن التفاتة وطنه إليه والاعتراف بريادته في مجال تخصصه، أكبر تتويج يحلم به أي شخص.

درس علمي بليغ قدمه العالم رشيد اليزمي

درس علمي بليغ قدمه العالم رشيد اليزمي ب‘حدى مدرجات الجامعة الخاصة بفاس

وأسهب الحائز على جائزة العلوم العربية، في حديثه عن مراحل تطوير الهاتف الذكي ومكوناته الدقيقة ، مشيرا إلى التجربة اليابانية في المجال، بعد وقوفه على ذلك بنفسه بعدما دعته الدولة اليابانية للعمل بها، مؤكدا أن هذا التطور سيزداد مستقبلا، لكن يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتلافي المخاطر.

وأوضح اليزمي الذي كرم في اللقاء وأطلق اسمه على قاعة بهذه الجامعة، أن الخوف من انفجار البطاريات قائم خاصة لنقص جودة ذات المصدر الصيني، مشيرا إلى الحرائق التي تسببت فيها، ناصحا بعدم شحنها قرب الفراش أو استعمال الهاتف أثناء الشحن، لأن درجة حرارة البطارية ترتفع ما يهدد بانفجارها، مؤكدا أن سرعة الشحن ممكنة، لكنها تؤثر سلبا على البطارية.

الاساتذة و والطلبة وفعاليات تتابع بإهتمام عرض رشيد اليزمي

الاساتذة  والطلبة وفعاليات تتابع بإهتمام عرض رشيد اليزمي

وذكر اليزمي أول عالم عربي اكتشف أنود الجرافيت لبطاريات الليثوم القابلة لإعادة الشحن، بالمخاطر التي يشكلها حمل كمية كبيرة من البطاريات خاصة على متن الطائرات، مفصلا في الحديث عن مكونات البطارية، واحتمالات انفجارها، داعيا الدول العربية إلى الاهتمام بالعلماء وزيادة ميزانية البحث لخدمة الإنسانية، معلنا افتخاره بانتمائه المغربي.

وخلال هذا الحفل قدم الأستاذ محمد عزيز لحلو رئيس الجامعة الخاصة بفاس درعا تذكاريا للعالم رشيد اليزمي بإسم المؤسسة الجامعية التي يديرها تكريما لأعماله العلمية المتعددة والمفيدة للإنسانية .

كما قدم البرلماني حسن اسليغوة بإسم جمعية فاس سايس درعا له نظير ما قدمه من خدمات جليلة للمغرب وللعالم .

البرلماني حسن سليغوة يسلم الدرع للعالم رشيد اليزمي

البرلماني حسن سليغوة يسلم الدرع للعالم رشيد اليزمي

ومن جانبه قدم الأستاذ فريد زروق رئيس مجموعة التفكير والبحث في التنمية المستدامة درع المجموعة للعالم والباحث المعروف في الأوساط العلمية على الصعيد الدولي اليزمي نظرا لما قدمه ويقدمه من أعمال ومشاريع علمية خالدة ورائعة ومفيدة للناس.

وتجدر الإشارة أن رشيد اليزمي ولد في فاس عام 1953من أب يتحدر من أولاد آزام بتاونات ، وهو أول عالم عربي يكتشف في عام 1980 أنود الجرافيت لبطاريات الليثيوم القابلة لإعادة الشحن المستخدمة حاليًا في الهواتف المحمولة والسيارات.

وتلقى تعليمه ودراسته في مدرستي مولاي رشيد ومولاي إدريس في فاس ، حيث حصل على شهادة الباكالوريا، شعبة العلوم الرياضية، وتابع دراسته في جامعة محمد الخامس بالرباط.

العالم رشيد اليزمي خلال تكريمه من طرف المسؤولين بالجامعة الخاصة بفاس

العالم رشيد اليزمي خلال تكريمه من طرف المسؤولين بالجامعة الخاصة بفاس

سرعان ما انتقل إلى فرنسا، ليتابع دراسته هناك ولينطلق بعدها إلى العالم. عن رحلته الطويلة هذه، يقول في أحد لقاءاته الصحافية “رحلتي خارج المغرب بدأت منذ أكثر من أربعين سنة. ففي سنة 1972 ذهبت إلى فرنسا للدراسة في الأقسام التحضيرية لمدارس المهندسين، وبعد ثلاث سنوات نجحت في مدرسة إليكترو شيمي في غرونوبل. ومنذ ذلك الوقت وأنا أعيش في فرنسا، حيث حصلت على دبلوم المهندسين سنة 1978، فبدأت أبحاث الدكتوراه التي توجّت بمناقشتي أطروحة الدكتوراه سنة 1985، وخلال السنة نفسها بدأت العمل في معهد البحث العلمي، بعدها توجهت نحو اليابان حيث قضيت حوالي خمس سنوات عدت بعدها إلى غرونوبل وبقيت فيها لمدة عشر سنوات استجبت بعدها لدعوة من الناسا في كاليفورنيا، وقد كنت أنوي قضاء سنة هناك، لكن الأمور مرت في ظروف جيدة فقضيت عشر سنوات. وفي سنة 2010 كنت أنوي العودة إلى فرنسا، ولكن جاءت فرصة لألتحق بجامعة سنغافورة للاشتغال في المعهد الوطني للطاقة، حيث وجهوا إليّ دعوة لمساعدتهم في أبحاث البطاريات”.

العالم رشيد اليزمي

العالم رشيد اليزمي

أنجز اليزمي أطروحة الدكتوراه، في مختبر تابع للمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي في علم المواد حول دمج الليثيوم بالغرافيت عبر استعمال تقنية التحليل الكهربائي للأجسام الصلبة عوض السائلة، كما كان سائداً. مما شكل قاعدة مهمة لأعماله اللاحقة التي مكنت من تطوير بطاريات الليثيوم لتكون قابلة للشحن. كما أنشأ يزمي شركة “سي أف إكس باتاري” في كاليفورنيا، لتعمل بشكل تخصصي في تطوير وتسويق براءات اختراعاته، خصوصاً، تلك المتعلقة بمجال بطاريات “أيون الفليور”.

في العام 2014 فاز اليزمي مع الباحثين جون كودناف ويوشيو نيشي وأكيرا يوشينو بجائزة درابر التي تمنحها الأكاديمية الأميركية للهندسة بواشنطن اعترافاً لهم بأعمالهم ودورهم الكبير في تطوير بطارية الليثيوم أيون المستعملة بشكل واسع، عبر العالم، في ملايين الأجهزة الإلكترونية كالهواتف والكمبيوترات المحمولة وأجهزة التصوير والسماعات الطبية.

الأستاذ محمد عزيز لحلو رئيس الجامعة الخاصة بفاس

الأستاذ محمد عزيز لحلو رئيس الجامعة الخاصة بفاس

اليزمي، الذي سجلت باسمه عشرات الاختراعات ومئات الأبحاث العلمية، ينطلق في رؤيته العلمية من جذر مهم يبنى على نقض اليقينيات فهو يدعو إلى “إعادة التشكيك في كل مُسَلَمَات العلوم”، إذ أنه لولا “محاولات قلب المفاهيم” لما تمكن من الوصول إلى اختراعه الذي “غيّر مفهوم تخزين الطاقة في البطاريات عبر العالم”.

ساهم أيضًا في اختراع روبوت لمكوك ناسا؛وحاليًا يشغل منصب أستاذ علم الطاقة في جامعة نانيانغ التكنولوجية ب(سنغافورة). كما حاضر في العديد من الجامعات الدولية.

يحظى الأستاذ رشيد اليزمي بتقدير خاص على الصعيد الدولي خاصة أنه حاصل على العديد من براءات الاختراع ومئات المنشورات العلمية وحاصل على العديد من الجوائز والتميزات .

الجامعة الخاصة بفاس

الجامعة الخاصة بفاس

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7180

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى