أب وأستاذ من إقليم تاونات يوجه رسالة إلى الوزير أمزازي ويطالبه بمراجعة قرار اختيار نوع التدريس في زمن كورونا

الدكتور سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي

تاونات-محمد الزروالي :”تاونات نت”/وجه الأستاذ كيمية العياشي الفاعل الجمعوي والنقابي بجماعة الوردزاع بإقليم تاونات ؛رسالة  بصفته كأب وكأستاذ إلى الدكتور سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي الناطق بإسم الحكومة يطالبه فيها بمراجعة قرار اختيار نوع التدريس خلال الموسم الدراسي الحالي(حضوري أم عن بعد). ونظرا لما جاء في هذه الرسالة من مضامين تمس منظومة التعليم في بلادنا في زمن كورونا؛ينشر موقع “تاونات نت” الرسالة كاملة:

السيد الوزير المحترم:

لقد قرأت بلاغ وزارتكم ،وأمعنت فيه القراءة ،حتى لا أخطئ في فهم ما تقصدون بقراراتكم،فأدركت ،بعد مهلة تفكير،أنكم في حيرة من أمركم،ولم تستطيعوا إصدار قرار حاسم في كيفية التدريس خلال الموسم الدراسي الحالي(حضوري أم عن بعد)؛ومما زاد استغرابي أنكم تركتم القرار لآباء وأولياء التلاميذ في اختيار نوع التدريس لأبنائهم ،والأصل أن القرار قراركم ،لأنكم تعرفون ،من خلال اللجنة العلمية،حقيقة الوضع الصحي بالبلاد ،وتدركون الآثار الصحية على فلذات أكبادنا وعلى المجتمع في حال تبنيتم التعليم الحضوري،كما أنكم تدركون من خلال المعطيات الميدانية التي بين أيديكم،حقيقة التعليم عن بعد،وعن الجدوى منه،أما أن تجعلوا القرار بيد المواطن ،فتلك والله مغامرة ،الله أعلم بعواقبها ،وهو ضرب لمصداقية وزارتكم ،وتعبير عن عجزها في اتخاذ القرار المناسب في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها بلدنا.

السيد الوزير المحترم،أما وقد طرحتم اختيارين ،فقد كان من المنطق أن تضيفوا اختيارا ثالثا،وهو أن يؤجل انطلاق الموسم الدراسي إلى حين انفراج الأزمة،والقضاء على فيروس كورونا،لماذا السيد الوزير ؟

واضح من خلال التجربة التي خضناها لمدة ثلاثة أشهر في اعتماد التدريس عن بعد ،أنها تجربة فاشلة بكل المقاييس،وثق السيد الوزير أن ما توصلتم به من معطيات،توحي بأن التلاميذ قد تابعوا دراستهم بشكل جيد،هو محض خيال،وأنه لا يمكن أن ينجح ببلادنا،لأسباب موضوعية تتجلى في الهشاشة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية

الأستاذ كيمية العياشي الفاعل الجمعوي والنقابي

أم اعتماد التعليم الحضوري ،حسب تقديري ،هو مغامرة غير محسوبة العواقب،حيث سنزج بالتلاميذ والتلميذات داخل أوساط لم تعي بعد خطورة المرض،وفي غياب إجراءات صارمة وملزمة للمواطن للوقاية من انتشار وباء كورونا.

إن الخيار الذي غاب عن بلاغكم،وأقصد تأجيل انطلاق الموسم الدراسي الحالي،كان هو القرار الذي يجب مناقشته مع الفرقاء السياسيين والنقابيين وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ والتلميذات،لأن المعطيات عن وباء كورونا،معطيات مخيفة وصادمة،فكيف الحال هذه،ان نسمح لأنفسنا بالمغامرة بصحة الأطفال ،في الوقت الذي لم نستطع ضبط والتحكم وإقناع كبار السن .

سيدي الوزير المحترم:تأجيل الدخول المدرسي لشهر واحد أو شهرين ،مع حجر صحي شامل وصارم،لا ينقص شيئا من حياة شعب،كما أن حياة طفل أهم وأعظم من موسم دراسي،فكيف بشهر أو شهرين.

السيد الوزير  المحترم:عند اتخاذ القرارات المصيرية،نحتكم فقط لمصلحة الشعب ،ولايمكن أن نجعلها رهينة مصالح فئوية ،أو مجاملة لجهات معينة لكسب ودها أو حماية لمصالحها.

السيد الوزير المحترم،اسمحوا لي أن أقول لكم ،لقد أخطأتم الموعد مع التاريخ،وعليكم إعاد النظر في قراركم.

وفقنا الله وإياكم إلى صالح البلاد والعباد

الله غالب …  

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7235

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى