العلامة الأستاذ الجامعي (إبن إقليم تاونات) إدريس الحنفي في ذمة الله

ادريس الوالي-الرباط:”تاونات نت”/ قال الله تعالى بعد بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، “يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي”.

وقال الله تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} صدق الله العظيم.

فجع المغاربة في فقدان أحد كبار العلماء الأجلاء بالمغرب ويتعلق الأمر بالشيخ العلامة الدكتور إدريس الحنفي (إبن إقليم تاونات)الذي وافته المنية يوم الجمعة4 دجنبر 2020 بفاس عن عمر يناهز 80 سنة متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد.

ومن المبشرات أن الراحل العالم الحنفي كتب قبل أيام ما يلي :”الأمر تتسارع ولا تمر ساعة إلا ويبدأ شيء جديد ..قبل قليل إنتهوا من نقلي من قسم إلى قسم العناية المركزة بالإنعاش..والمؤشرات تدل على أنه قد أزف وقت الرحيل ،والله أعلم وأحكم ،وإني لفرح للقاء ربي “.

وقد كان الراحل -الذي ولد بدوار عين معطوف بمنطقة تيسة بإقليم تاونات وحفظ القرآن بمسقط رأسه ، قد رحل إلى آل بنصديق الغماريين فأخذ عنهم علوم الآلة، وبرز في علم الحديث.

وتتلمذ  الراحل على يد كبار العلماء والشيوخ في العالم الإسلامي من بينهم، محمد ناصر الدين الألباني وعبد العزيز بن باز ومحمد بن صالح العثيمين ومحمد الأمين الشنقيطي وغيرهم من قامات العلوم الدينية في بلاد الحجاز.

 وقد كان الراحل مشاركا في كثير من العلوم الشرعية منها القراءات والتفسير وأصول الفقه والحديث. وذكر بعض المقربين منه أنه يعد من أواخر طلبة الإمام عبد الفتاح المرصفي في القراءات.

وفي سبعينيات القرن الماضي وبعد حصوله على درجة الليسانس -الاجازة- شد الفقيد الرحال إلى المشرق وبالضبط إلى بلاد الكنانة مصر طالبا بالجامعة الإسلامية، كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية بالقاهرة ، ليتتلمذ على يد كبار العلماء من أمثال العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني والعلامة عبد العزيز بن باز والعلامة محمد بن صالح العثيمين والشيخ محمد الأمين الشنقيطي وغيرهم من فطاحل العلم في بلاد الحجاز.

وبعد حصوله على درجة الماجستير بمصر ؛عاد للمغرب ليكون من الجيل الأول المؤسس لشعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز فاس.

وبموازاة ممارسته للتدريس بالكلية للعلوم الشرعية بما فيها القراءات والتفسير وأصول الفقه والحديث؛لم ينقطع رحمه الله عن التحصيل العلمي، فحضَّر رسالة دكتوراه الدولة، كما كان ملازما لحلق العلم بجامع القرويين بفاس، ودرَّس عددا من العلوم الشرعية بمدارس ومعاهد التعليم العتيق، آخرها مدرسة الإمام مالك بطنجة.

ويشهد له أقرانه وتلامذته بالخلق الحسن، والالتزام بهدي القرآن والعلم والفضل، وكان رحمه الله مشرفا على عدد من رسائل  الدكتوراه .

وتحت عنوان “فقدان الصديق الصادق الوفي الشيخ إدريس بن الجلالي الحنفي” علق د. عبد الله البخاري على هذا الحادث الأليم الذي هز الوسط العلمي المغربي بقوله “ذهب الصادق إلى من يحب الصادقين فرحاً بلقاء ربه كما شهد بذلك لسانه لقد مات بسبب الوباء وفي صبيحة يوم الجمعة 4 دجنبر وذلك من علامات حسن الخاتمة ومن المبشرات، فنسأل الله أن يجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين”.

وبهذه المناسبة الأليمة، تتقدم إدارة وطاقم جريدة “صدى تاونات” و”تاونات نت”، بصادق تعازيها وأحر مواساتها إلى أفراد أسرة وعائلة المشمول بعفو الله، الذي يعد قامة علمية وازنة بالنظر لمساره الأكاديمي وعطائه التعليمي الذي استمر لسنوات داخل مدرجات الجامعة وخارجها .

 كما نتقدم بأحر التعازي والمواساة القلبية لكل شقيقات,وأشقاء وأصدقاء المرحوم باذن لله وزملاءه ومعارفه،سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع الرحمة والغفران و أن يسكنه فسيح الجنان، و أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، على أن تكون الجنة متواه بإذن الرحمان. و إنا لله وإنا إليه راجعون.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7245

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى