موقع “أشكاين” يختار (إبن تاونات) الوزير ناصر بوريطة شخصية سنة 2020

أحمد الهيبة صمداني-عن موقع”أشكاين”:”تاونات نت”/-دأبت الجريدة الإخبارية الإلكترونية الوطنية “آشكاين” على اختيار شخصية السنة مع حلول نهاية كل عام، وذلك بناء على معايير متعددة تهم مجال تخصص  الشخصية المنتقاة وأثر إنجازاتها الوطنية على الوضع الذي يعيشه المغرب اقتصاديا، سياسيا، أو اجتماعيا، في الملفات الراهنة.

 ووقع اختيار الموقع هذه السنة على وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج(إبن تاونات) ناصر بوريطة.

فلماذا بوريطة؟

اهتز العالم على وقع اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه، في العاشر من دجنبر 2020، في إنجاز تاريخي قاده طاقم دبلوماسي حيوي ترأسه الوزير الشاب ناصر بوريطة، الذي سهر على تنزيل  التوجيهات الملكية في السياسيات الخارجية للمغرب. فمن يكون بوريطة؟

المولد والنشأة

ولد ناصر بوريطة في 27 من ماي سنة 1969 بمدينة تاونات، وتخرج من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة محمد الخامس أكدال بالرباط، حصل منها على شهادة الإجازة في القانون سنة 1991، وبعدها شهادة الدراسات العليا في العلاقات الدولية سنة 1993، ونال دبلوم الدراسات العليا في القانون الدولي العام سنة 1995.

مسيرة مهنية حافلة لدبلوماسي شاب

عرف بوريطة بحركيته الدبلوماسية منذ أولى سنوات الخدمة بالإدارة المركزية بالرباط، وسفارات المغرب في كل من فيينا وبروكسل، وتقلد مناصب المسؤولية داخل الوزارة، من رئيس مصلحة الهيئات الرئيسية بالأمم المتحدة إلى رئيس قسم الأمم المتحدة (2003-2006)، ثم مديرا لمديرية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية (2006- 2009). ليتقلد بعد ذلك، على التوالي مناصب: مدير ديوان وزير الخارجية، ثم سفير مدير عام العلاقات المتعددة الأطراف والتعاون الشامل.

كما تقلد ناصر بوريطة سنة 2011 منصب الكتابة العامة في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، وهي المسؤولية التي تولاها حتى تعيينه في 6 فبراير 2016، كوزير منتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، قبل أن يصبح في 5 أبريل 2017: وزيراً للشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.

“مول المقص” و”قاهر العصابة”

ارتفعت وتيرة الإنجازات الدبلوماسية المغربية في عهد ناصر بوريطة، انطلاقا من كسب المغرب لرهانات ملفات عمرت لعقود في رفوف الإدارات الدبلوماسية السابقة، وصولا إلى لعبه أدوارا ريادية ومحورية في حل الصراعات والأزمات الإقليمية، والتي كادت أن تعصف بالأمن القومي لدى الشعوب المغاربية.

بعد أحداث الكركارات التي أثرت على الشريان الاقتصادي والاجتماعي الذي يربط المغرب بعمقه الإفريقي، كان للتحركات الهادئة للدبلوماسية المغربية في شخص ناصر بوريطة، أثر بليغ في تأمين هذا المعبر وحصد تنويه دولي بالتدخل الآمن للقوات الملكية المسلحة في 13 من نونبر 2020، ما ضيق الخناق على جبهة البوليساريو، وداعمتها الجزائر.

تميز الظهور الإعلامي المتكرر لناصر بوريطة، بحمله لمقص تدشين القنصليات التي تناسلت تباعا، قبل وبعد أحداث الكركارات، وهو ما أظهر أن افتتاح قرابة 20 قنصلية توزعت بين مدينتي الداخلة والعيون، لم يأت بالصدفة، وإنما طبِخ على نار دبلوماسية هادئة حرسها الشاب بوريطة بتوجيهات ملكية.

تحركات بوريطة وتفاعل المغاربة مع إنجازاته بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، عَبَر الحدود وأغاض جبهة البوليساريو، لدرجة ظهورهم في فيديو لعمليات إطلاق نار عشوائي وهو يرددون اسم بوريطة ويهاجمونه بعبارات تنمرية، وهو ما دفع عددا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي للتعاطف مع بوريطة، وتلقيبه بـ”قاهر العصابة”.

“الضربة القاضية” في ملف الصحراء المغربية

وتوجت الدبلوماسية المغربية، بقيادة ناصر بوريطة، افتتاح القنصليات بالأقاليم الجنوبية للمملكة، بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، في العاشر من دجنبر الجاري، وذلك بعد مسار طويل للاتصالات الثنائية بين البلدين تعزيزا لعلاقاتهما الثنائية على جميع الأصعدة؛ وهو ما اعتبره محللون سياسيون بمثابة “ضربة قاضية” في ملف الصحراء المغربية.

ورافق هذا الاعتراف الأمريكي إعلان المغرب عودة العلاقات الثنائية بين المغرب وإسرائيل، من خلال تسهيل الرحلات الجوية السياحية لليهود المغاربة القادمين من إسرائيل، وهو ما تعاطى معه الدبلوماسي الشاب ناصر بوريطة، بمرونة تامة، فتجده يجيب على تساؤلات الإعلاميين المغاربة والأجانب دون حرج وبكل ثقة، تعزز معها موقف المغرب في قراراته الدبلوماسية.

وتفاقمت عزلة الأطروحة الانفصالية للبوليساريو وحليفتها الجزائر، بعد كل هذه التحركات الدبلوماسية للخارجية المغربية، بقيادة بوريطة، وما رافقها من مكاسب دبلوماسية دولية.

أرغم الإعلام على احترام أطروحة المغرب

حنكة بوريطة الدبلوماسية، وانسيابية حواراته الإعلامية، مكنته في غير ما مرة، أن يرغم الصحافة الدولية، على سحب كلمة “الصحراء الغربية”، متحدثا معهم بلهجة قوية لا تنازل فيها عن مغربية الصحراء، ولا يقبل فيها إتمام حواره مع الصحافيين إلا بعد  تلفظهم بالصحراء المغربية.

ولعل أبرز هذه الأحداث، حينما أرغم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، صحافيا بقناة “فرانس24” على تغيير مصطلح “الصحراء الغربية”، والاكتفاء بمصطلح الصحراء، وذلك خلال حلوله ضيفا على القناة، في العاشر من دجنبر الجاري، للحديث عن استئناف الإتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الديبلوماسية بين المغرب واسرائيل.

إصرار بوريطة المتواصل على التلفظ بمصطلح “الصحراء المغربية”، في كل ظهور إعلامي له على القنوات الأجنبية، دفع بعدد من هذه القنوات إلى تفادي ذكر  مصطلح “الغربية” مقرونا بكلمة الصحراء، تفاديا لتكرار ما حدث على “قناة فرانس24”.

ترسيم الحدود البحرية.. واستئناف الحوار الليبي

لم تقف إنجازات الدبلوماسية المغربية التي قادها بوريطة عند ملف الصحراء، فموازاة مع تحركاته الرصينة في الجنوب المغربي، عمل المغرب على ترسيم حدوده البحرية قبل خروج سنة 2020، في قرار وُصف بـ”التاريخي”، حين أعلن بوريطة في 16 من دجنبر الجاري، أمام البرلمان على أن “المشروعين يتعلقان بحدود المياه الإقليمية، وتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة على مسافة 200 ميل بحري، عرض الشواطئ المغربية، وهما مشروعين تاريخيين”.

وكان اسم بوريطة حاضرا في ملف شديد الحساسية بالمنطقة المغاربية، حين حقق المغرب ما عجزت عنه باقي مبادرات العالم في استئناف الحوار الليبي لفض النزاع المسلح بين الفرقاء الليبيين، إذ تمكن المغرب من إنهاء النزاع بإقناع الفرقاء بالجلوس إلى طاولة الحوار من خلال اتفاق الصخيرات في 6 من شتنبر المنصرم، ليتوج بعد سلسلة حوارات، ميزها الحياد المغربي، بتوافق شبه كلي بين الأشقاء الليبيين في قمة طنجة.

“رجل نباهة”..رجل السنة بامتياز”

بوريطة الذي عرفه أصدقاؤه المقربون في وزارة الخارجية، على أنه “رجل على درجة عالية من النباهة والتمكن، ولا يكاد هاتفه يتوقف عن الرنين، من كثرة الاتصالات الدبلوماسية والمشاغل الإدارية التي يسهر عليها”، فلا غرابة أنك قد تجده صباح اليوم في كلمة رسمية في الرباط، ومساء نفس اليوم تراه يحمل “مقصه” المألوف لافتتاح قنصلية جديدة في الٌاقاليم الجنوبية.

كل هذه الإنجازات التي حصدتها الدبلوماسية المغربية في عهد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، لا تكاد تدع مجالا للخلاف بين المغاربة على أن الوزير الشاب يستحق لقب “شخصية السنة” بامتياز”.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7242

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى