شيخان زمان:الفنانة شامة الزاز (إبنة تاونات) أيقونة العيطة الجبلية

أحمد ردسي-عن جريدة “الأحداث المغربية”: “تاونات نت”/-شامة الزاز (إبنة تاونات) الإسم النسائي الأشهر في عالم العيطة الجبلية وأعيوع، هم عرابها ورفيق دربها في هذا الفن الرائد الراحل (إبن تاونات) محمد العروسي وفي تجربتها المنفردة. 

ارتبطت فنيا مع محمد العروسي لعقود …شامة الزاز أيقونة العيطة الجبلية

شامة الزاز اسم يعني الكثير في دنيا الغناء الشعبي المغربي وفن العيطة الجبلية وأعيوع .

وجه وصوت سكنا الوجدان والذاكرة المغربيين لسنوات، وعقود من الزمن ارتبطت بالفنان محمد العروسي أشهر اسم مع أحمد الكرفطيوبريطل ولخميسي في عالم القيطة الجبلية وأعيتوع، وهي العيطة التي تتميز عن غيرها بإيقاعها ومواضيعها: “تتمحور مواضيع هذا النوع من العيطة عامة حول الطبيعة وجمالها والحياة في الجبال، ويتضمن شانه شأن باقي أنواع العيطة نصوصا تمجد الأولياء الصالحين للمنطقة، خصوصا الولي مولاي عبد السلام بن مشيش . 

رغم ضيق الحال وصعوبة ظروف الحياة والمجتمع المحافظ، نذرت شامة الزاز حياتها للغناء بكل حب وبهاء، واستطاعت أن تجد لها مكانة في دنيا هذا الفن معتمدة على قوة وتميز صوتها وإجادتها للعيطة الجبلية وأعيوع

أنتجت طيلة مشوارها الفني حوالي 60 شريطا، وساهمت في إحياء الكثير من الحفلات والمناسبات، وشاركت في أحداث وطنية كبيرة مثل المسيرة الخضراء

واستطاعت أن تكون خير سفيرة لهذا اللون من الغناء  وأيضا للباس الجبلي التقليدي المشهور من منديل والسقيفة والشاشية الجبلية.

لكن كل هذا لم ينعكس علي وضعها وعلى ظروفها المعيشية فقد وجدت نفسها وبعد طول مسار طريحة فراش والمعاناة، كما حال العديد من الفنانين المغاربة والشعبيين منهم على الخصوص.

لتودع الدنيا في 28 شتنبر 2020 بعد 67 عاما من الحياة وعقود من الغناء وبث البهجة والفرح في الوجدان المغربي، وترصيع الذاكرة المغربية بدرر من أغانيها بصوتها القوي والمميز .

رحيل ولد حزنا كبيرا في دنيا الفن والإعلام، ونعتها في ذلك الحين اقلام من عالم الأدب والصحافة والتلفزيون، نعي فيه  حب كبير للراحطة،وتقدير لفنها وأسف على حالها قبل أن تغادرنا إلى العالم الأخر. 

فقد كتب الأديب إدريس الواغيش حينها تدوينة مؤثرة“موسم الرحيل يحط بتاونات ويقطف زهرة برية أخرى، شحرورة الجبل الفنانة شامة الزاز، تغادرنا إلى دار البقاء، بعد رحلة شاقة من الإهمال والمرض، فن أعيوع”.

سعيش بعد رحليها يتما، لا من پرنده بإتقان كما كانت تفعل شامة، لن أنسى أبدا حين سألتها ذات لقاء عن جديدها، وكنت أقصد ما هوفني طبعا، فأجابتني في انكسار “والوالحبيب”.

عاشت قنوعة إلا من فنها، وماتت فقيرة إلا من غني تراثها الأصيل مع الفنان المرحوم محمد العروسي. 

الفنانة شامة الزاز خلال تكريمها من طرف جريدة “صدى تاونات” بتاونات

الإعلامي عتيق بن شیكر، الذي سبق له أن گرم شامة الزاز وكرم فنها في أكثر من مناسبة ومنها مناسبة برنامج “مسار”، کتب ينعيها حين الإعلان عن رحيلها:” نجمة العيطة الجبلية والفنانة الشهيرة بإطلالتها القروية الأصيلة وبجرأتها العفوية أمام الجماهير، ببساطتها، بقناعتها شامة الزاز تغادر في صمت بعد معاناة .. ظلت طوال حياتها تحلم بتملك سقف يغطيها وابنها من لفحات الزمن وظروف الدهر.. رافقها حلمها هذا حتى وهي علي فراش المرض، لم تستوعب أبدا أن حب الناس العارم يكفي للفرح والارتياح، بل ظل قرينا عندها ببيت مستقل بفاس أو بتاونات أو بمسقط رأسها سيدي المخفي – حلم توقف مع توقف نبض قلبها الرقيق والودود.

 رحلت وبقيت وقفتها وابتسامتها وعيوعها وشموخها الفطري مرسوما على جبين ذاكرة أهل تاونات بصفة خاصة واجبالة بصفة عامة”.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7235

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى