واقع قطاع الصحة كارثي بدائرة تيسة والمندوبية الاقليمية لوزارة الصحة بتاونات في خبر كان !!

يونس لكحل:”تاونات نت”/- تعيش عدد من المستوصفات واقعا متدهورا  على كل المقاييس  حتى أضحت مثار سخرية الكثيرين الذين يعتبرونها مستوصفات قلة الصحة ..وضع مزري و متدهور تعيشه تلك المستوصفات المنتشرة بتراب جماعات قروية بدائرة تيسة بإقليم تاونات  .

فقد  يستغرب الزائر حينما  يلجها لمدى الاهتراء والبساطة التي  تتواجد  عليها هذه المرافق و التي لم تعد  تحمل من المستوصفات  إلا الاسم ، وبالرغم مما هي عليه  تم  تحويلها  إلى محطات استقبال  عابرة  بقدرة قادر بحيث لا تقدم أي شيء يذكر ،  كأن و زارة الصحة ومندوبيتها بتاونات  باهمالها  لهذه المرافق   تريد  ارسال  رسالة مفادها أن  الاهتمام بصحة المواطنين   بالمنطقة  تعد  أخر ما  يفكر فيه  هؤلاء، أو كأن  صحة المواطنين  لا تعني  شيئا لهؤلاء في  غياب تام  لتدخلهم لإيجاد الحلول  للمشاكل التي  يعاني منها القطاع  بالدائرة عموما  و بمستوصفات  قلة الصحة  بدائرة تيسة بعد أن  ترك  المواطن  يعاني مرارة  الحرمان والبؤس  والهوان لغياب الاهتمام  بمرافقه الصحية التي  لا  تتوفر  فيها أدنى  شروط الصحة و الاهتمام  بالإنسان .

 هذا الوضع المزري و المتدهور الذي  يعيشه القطاع بسبب الإهمال و اللامبالاة من طرف المسؤولين وعلى رأسهم مندوبية الصحة  بتاونات، بعد أن وصل  لحالة جد مهترئة و التي  تتواجد  عليها جل المرافق المتقادمة المهترئة  ، بالإضافة  إلى نقص مهول في المعدات الطبية  أو لنقول انعدامها هذا مع وجود خصاص على مستوى  الأطر الطبية، مما انعكس سلبا  على الخدمات  المقدمة للمرضى  الذين  يفاجئون بكونهم  يتواجدون  بمستوصفات   فقيرة و  مهترئة و مدمرة مع غياب من  يعينهم  على  إيجاد أجوبة  لأسئلتهم من قبيل،  أين نحن من  المرفق  الصحي؟ ، و أين  هي الخدمات؟، و أين  هم الأطر ؟.

هي  فوضى  يعيشها ما  يصطلح  عليه مجازا  قطاع الصحة  و هو من الاستشفاء براء . اكتظاظ هنا  وشجار هناك جلبة  و كلام  لا ينتهي  يعطي  الانطباع  بكوننا  في سوق أسبوعي  وليس  بمرافق  قلة الصحة.

و ضع مزري  يصفه الكثيرون بالمنطقة بالاحتضار و الانحطاط  و  ضحك  على ذقون المستضعفين  الذي لا حول و لا قوة لهم  بسبب التراجع  المهول الحاصل  في  المجال في ظل غياب  الخدمات   مع العلم أن  الذي  يؤدي الثمن في النهاية  هو المواطن البسيط لكونه  يضطر إلى القبول بهذا الوضع  فيرجع إلى  بيته منكسرا  فاقدا للأمل  في  أمل إصلاح  حال  البلاد  و العباد جارا  ذيول الخيبة في وطن بعض مسؤوليه لا يعيرون أي  اهتمام   لحالته الصحية ، أو أن   يتم  تغيير الوجهة  قاصدا  مستشفيات بمدن أخرى وما لهذه الخطوة  من تبعات تتقل  كاهله  ماديا ، هذا  مع العلم أن أغلب  الوافدين  على مستوصفات  – قلة الصحة –  هم من ضعاف الحال و المحتاجين وهم  السواد الأعظم بدائرة تيسة المترامية الأطراف و التي  تضم   جماعة حضرية و 12 جماعة قروية  يقدر عدد  سكانها ب 180 ألف نسمة.

من  المعلوم  إذن  أن  هذا  الإهمال  و اللا مبالاة  للمرافق الصحية  من الممكن أن  أن  يكون  إنذارا  بحصول  الكارثة  التي  لا  يعلمها  نتائجها  إلا من   خبروا  تبعات الاستهتار بصحة  المواطنين والمواطنات ، فهل  يعقل  أن  يتم  صرف  الملايين  على اقتناء سيارات  رباعية الدفع  والتي  تصرف  عليها  الملايين  شهريا من  البنزين  في  تحركات  غير مبررة في الغالب ،وبالمقابل  غياب  تام  بالتدخل  لتوفير أجهزة طبية وبناء   مستوصفات مجهزة وتوفير  أطر  طبية   تكون  كفيلة  بتقديم  خدمات  طبية  للساكنة في المستوى المطلوب و المرغوب .

إن ما يعيشه  القطاع بتيسة  يعد  استهتارا و واضحا بصحة المواطنين بهذه المنطقة ، بسبب  الإهمال واللا مبالاة  وغياب  الأطر الطبية والمعدات ، هذا بالإضافة إلى  غياب  النظافة لكون  أن  أغلب المرضى  و النساء الحوامل  يتم توجيههم إلى مدينة فاس بجرة قلم و في  ظروف أقل  ما  يقال  عنها أنها لا إنسانية  ،  ليتحول المرفق الصحي العام  إلى  مكان  تعمه الفوضى  المقيتة…هذا في  غياب  تدخل الجهات المختصة  و  على رأسها  مندوبية الصحة  بتاونات ، بالإضافة إلى  لجان المراقبة  على مستوى  وزارة الصحة بالرباط بحيث أن المستشفى الإقليمي لتاونات لا يتوفر على طبيب الولادة بالمستعجلات ليلا  .

 وهذه المعضلة   يمكن  تعميمها  على  جل  المرافق  التي  يقال عنها أنها  صحية  بتراب  إقليم تاونات  ، و  ذلك  بوجود  مجموعة من المستوصفات البسيطة  في  بنائها الفاقدة  لأطر طبية ، مما يدفع   سكان الدواوير و الجماعات التي  تتواجد بترابها  تلك المستوصفات  يضطرون إلى تجاهلها  و عدم  ارتيادها  لانعدام  الخدمات  بها ، أو  للغياب الدائم للممرضين و الأطباء بالإضافة إلى انعدام  الأدوية ، مع العلم ان جل تلك المستوصفات لا تتوفر على طبيب… هذا  الأمر  يجعل الكثيرين  يتوجهون  إلى مستشفيات  فاس أملا في إيجاد  خدمات  في المستوى المطلوب.

 إن  حال  الصحة  بدائرة  تيسة  بكل  مرافقها اللاصحية ينذر بكارثة عنوانها الإهمال و اللامبالاة جعل تلك  المرافق  التي  قيل  عنها  صحية  تتحول إلى مرافق  قلة الصحة حيث من الممكن  أن يلجها  الإنسان و  هو  في  أحسن  حال  ليخرج منها  عليلا… 

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7248

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى