د.عبد السلام الادريسي لتاونات نت:سنعمل على خلق جمعية بتاونات للاستفادة من خبرة أمريكا

الدكتور عبد السلام الإدريسي في تصريح صحفي لجريدة"تاونات نت" بالرباط

الدكتور عبد السلام الإدريسي في تصريح صحفي لجريدة”تاونات نت” بالرباط

بطاقة تعريف:

الدكتور عبدالسلام الادريسي من مواليد 1965 بحي تاونات العتيقة بمدينة تاونات، التحق بالمدرسة الابتدائية الشنابر بتاونات ثم بثانوية الوحدة حيث تابع دراسته في الاعدادي والثانوي ليحصل على الباكالوريا في العلوم سنة 1984 .

التحق بكلية العلوم محمد الخامس بالرباط، حيث حصل على شهادة الاجازة سنة 1988. وفي سنة 1989 التحق عبد السلام الادريسي بكلية العلوم ليتابع دراسته العليا بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية حيث حصل على شهادة الماستر في تخصص الافرازات الهرمونية ثم على ماجستر في الفيزيولوجية .وفي عام 1999 حصل على الدكتوراه في علم الاعصاب. اشتغل الدكتور الادريسي بمعهد نيويورك للأبحاث العلمية حول الأشخاص المصابين بالصرع لمدة ثلاث سنوات، ثم انتقل سنة 2003  الى كلية العلوم بنيويورك ليتولى مهام أستاذ جامعي ومديرا لمركز الأبحاث حول الدماغ. وفي عام 2012 تولى مهام رئيس قسم البيولوجيا بكلية العلوم نيويورك بأمريكا.

أشرف الدكتور عبد السلام الادريسي على مجموعة من الأبحاث العلمية، منها تأطير دراسات الطلبة بكلية العلوم حول أمراض التوحد، المرتبطة بتأثيرات البيئة على النمو العقلي المؤدية إلى مرض التوحد . كما أشرف على وحدة علمية حول أمراض السكر والشرايين. وهو عضو جمعية شبكة الخبرات المغربية الأمريكية والتي تضم في عضويتها نخبة من المغاربة المقيمين بالولايات المتحدة الأمريكية الحاصلين على الدكتوراه في مختلف التخصصات.

 

إشراف الادريسي على ندوة دولية حول مرض التوحد بالرباط:

اعتبارا للتخصص الذي يتوفر عليه الدكتور عبد السلام الادريسي ابن مدينة تاونات والمقيم بمدينة نيويورك، وبالنظر للنقص الذي يعرفه المغرب على هذا المستوى، أشرف الادريسي من خلال عضويته بشبكة الخبرات المغربية الأمريكية  على تنظيم قمة عالمية حول مرض التوحد خلال شهر دجنبر2014بالرباط بشراكة مع وزارة المغاربة المقيمين بالخارج ووزارة الصحة وجمعيات أمراض التوحد بالمغرب وكلية الطب و الصيدلة و منظمة “التوحد يتكلم”.

في هذا الاطار، وللاستفادة من الخبرة الأمريكية في هذا المجال، يقول الدكتور عبد السلام الادريسي، فقد استدعينا جمعية امريكية تدعى “التوحد يتكلم”، وهي من بين أكبر المنظمات الأمريكية التي تدعم أمراض التوحد عبر العالم.

اذ يأتي تنظيم هذا المؤتمر في سياق ارتفاع الاصابات بمرض التوحد والتي تصيب مولودا من بين 100 من المواليد الجدد، وفي غياب احصاءات رسمية فان تقريرا لمنظمة الصحة العالمية كشف عن اصابة 6000 مولودا سنويا بمرض التوحد بالمغرب. ونظرا لهذه الخطورة المتزايدة لهذا المرض المجهول والمرعب والمكلف لدى الاسر المغربية، فقد عملنا على ربط الاتصال بجميع الوزارات المتدخلة: “الصحة”، التربية الوطنية”، ” التعليم العالي”، “الأسرة والتضامن والتشغيل”، ووزارة “الجالية المغربية المقيمة بالخارج”.

وقد استدعينا لهذا المؤتمر يضيف الادريسي، ممثل منظمة الصحة العالمية ( OMS ) بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، للاستفادة من خبرته الدولية على هذا المستوى، الى جانب خبراء وعلماء ذوو مرجعية دولية من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والهند وهولندا وكندا. كما استدعينا في هذا الاطار آباء المصابين بمرض التوحد والجمعيات المشتغلة في هذا الميدان للتعرف على الصعوبات التي يواجهها آباء الأطفال والأشخاص المصابين بالتوحد.وجرى نقاش مفتوح بين الجميع توج بزيارة مدرسة نموذجية للتعامل مع اطفال التوحد بالدار البيضاء.

وخلصنا –يقول الدكتور الإدريسي-الى أن الاشكالية المطروحة بالنسبة للمغرب، تتمثل في قلة وجود موارد بشرية مؤهلة لمواجهة مرض التوحد والتعامل معه، لنقص الخبرة والتشخيص المبكر للمرض وطرائق التعامل معه.

وأعتبر أن هناك وصم كبير اتجاه هذا المرض، حيث في أحيان كثيرة و بالمناطق القروية  تحجب الأسر إصابة أطفالها بالتوحد، اضافة الى ان وزارة الصحة صنفت هذا المرض كنوع من الاعاقة، مع العلم ان بعض الأطفال المصابين بالتوحد لهم معدل ذكاء يفوق بكثير ذكاء الاشخاص الطبيعيين، ذلك أن مشاهير عالميين كموزارت نيوتن جورج برنارد شو  فان جوخ بيتهوفن واينشتاين وما يكل جاكسون كانوا مصابين بمرض التوحد غير أن ذلك لم يمنعهم من أن يتركوا بصمات واضحة في تاريخ الانسانية.

فالتدخل المبكر ضروري لاندماج هؤلاء في المجتمع واكتشاف مواهبهم، في حين أن البعض ممن لم يخضع للعلاج مبكرا، كانت له آثار التوحد وخيمة عليه وحالت دون اندماجه بالمجتمع.

هذا التصور الشمولي مكننا اذن يؤكد الدكتور الادريسي، من وضع برنامج عمل للتدخل سنعمل من خلاله على استثمار خبرات الاختصاصيين الدوليين في سبيل ايجاد حلول من شأنها تسهيل اندماج الطفل التوحدي في المجتمع والتخفيف من معاناة ذويه.

هذا المؤتمر توج اذن بعقد شراكة بين جمعية شبكة الخبرات المغربية الأمريكية ووزارة الصحة والجمعيات المختصة بالتوحد وبلديات ومجالس اقليمية و المؤسسة الأمريكية “التوحد يتكلم” ومنظمات دولية.

وهكذا فقد حصل لدي تفاؤل كبير للنجاح الفائق الذي حققه المؤتمر العالمي لمرض التوحد والنظرة الايجابية للشركاء والفاعلين الذين شاركوا في أوراشه وأشغاله ونقاشاته وتوصياته، واستعدادهم لإيجاد حل لهذا الاشكال العويص مع الفاعلين بالولايات المتحدة الأمريكية.

 نشتغل حاليا مع المعهد الملكي للثقافة الامازيغية لإصدار دليل خاص بالتوحد باللغة الامازيغية إلى جانب اللغة العربية و الفرنسية ، وقد ترجم هذا الدليل وينتظر موافقة ذوي حقوق الطبع ” التوحد يتكلم” على اعتبار أنهم شركاء في هذا المشروع.

على الشركاء المغاربة اذن، اغتنام هذه الفرصة مع الخبراء الدوليين حتى يتم تطويق تداعيات هذا المرض الصامت والذي تزايد حسب الخبراء ب 10 مرات خلال العقدين الأخيرين فقط.

وباعتبار خبرتي كمواطن مغربي يقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، فاني أعتز بمغربيتي وبانتمائي لهذا الوطن ولمسقط رأسي تاونات، وبمساهمتي في انجاز هذا العمل الانساني الذي يعود نفعه العميم على ابناء هذا الوطن، فاني بذلك أحاول رد القليل من الجميل الذي أسداه لي بلدي.

وختم تصريحه الدكتور الإدريسي لجريدة “تاونات نت” بالقول :”سنعمل على خلق مخاطبين للشبكة المغربية الأمريكية بالدار البيضاء كمجال حضري وبتاونات إن توفرت الإرادة  كمجال قروي لحث المسؤولين المحليين على احداث جمعية تعنى بمرض التوحد لتستفيد من تداريب وخبرات الأمريكيين. والحمد لله أن هناك مسؤولين يشاطروننا نفس النظرة الايجابية، وهذه النظرة وهذا التوجه بلا شك يتماشى وتوجهات ورؤية صاحب الجلالة نصره الله، نحو الاهتمام بالعنصر البشري والعناية الخاصة التي يوليها جلالته للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.”

 

الدكتور الإدريسي رفقة أستاذتين جامعيتين من أمريكا في زيارة لمقر جريدتي" صدى تاونات" الورقية و"تاونات نت" الإلكترونية

الدكتور الإدريسي  في زيارة لمقر جريدتي” صدى تاونات” الورقية و”تاونات نت” الإلكترونية بمدينة تاونات

هوايات عبد السلام الإدريسي المفضلة:

أحب الطهي المغربي الأصيل كالكسكس، الحريرة، البيصارة، بحكم انتمائي لمنطقة اجبالة واعتزازي بتاونات، أمارس ايضا هوايتي المفضلة وهي الرسم والخط العربي.

علاقة الادريسي بتاونات:

تعتبر تاونات ظاهريا  مدينة صغيرة إلا أنها كبيرة بطاقاتها البشرية التي استطاعت الوصول إلى مراكز القرار وطنيا و دوليا، أنجبت أطرا كبرى في جميع المجالات و التخصصات. وبحكم أنني غادرت تاونات في سن مبكرة، فإنني لم أتأثر بالحزازات التي يعرفها المجتمع التاوناتي إلى وقتنا هذا بل على العكس إنني احتفظ بذكريات جميلة لأيام الطفولة و الشباب حيث كان المجتمع التاوناتي يعيش كأسرة واحدة . و بالنسبة لي أبناء تاونات هم إخوة لي جميعا . و من هذا المنبر أنا أضع نفسي رهن إشارة الجميع لخدمة بلدتي الأم”تاونات” ووطني  “المغرب”.

وباعتباري مهاجرا بالديار الأمريكية وأقيم هناك بمدينة نيويورك، فان ما شجعني على الاستثمار بمدينة تاونات، انتمائي لهذه البلدة ورغبتي في انجاز مشروع يربطني بهويتي وحبي لتاونات ورغبتي في أن أرى أبنائي يرون أواصر هذا الارتباط تتجسد على أرض الواقع.انه مشروع أكوا تاون ” AQUATAOUN ” يقع بملتقى الطريق المؤدية الى تاونات ومزراوة وعين عائشة.

الدكتور الإدريسي رفقة أستاذتين جامعيتين من أمريكا في زيارة لمقر جريدتي" صدى تاونات" الورقية و"تاونات نت" الإلكترونية

الدكتور الإدريسي رفقة أستاذتين جامعيتين من أمريكا في زيارة لمقر جريدتي” صدى تاونات” الورقية و”تاونات نت” الإلكترونية

وهناك برنامج أتشرف بالإشراف عليه، يهم جلب طلبة أمريكيين الى المعهد الوطني للنباتات الطبية والعطرية الموجود مقره بتاونات  في اطار الشراكة بين المعهد وكلية العلوم بنيويورك للتعريف بمؤهلات المغرب الثقافية والعلمية والاجتماعية شهر يونيو 2015، وقد حضرت كل من الدكتورة ” Francoise Sidine ” و”Irena Jmukhadge ” برفقتي الى تاونات في شهر دجنبر 2014 للإشراف على الإعداد لهذه الزيارة.

في الأخير، لا بد أن أشكر الأستاذ إدريس الوالي مدير جريدتي”تاونات نت” و”صدى تاونات”، على حضوره وتغطيته لفعاليات المؤتمر العالمي حول التوحد بالرباط، وفتحه في نفس الوقت منبره لأبناء هذه المنطقة العزيزة علينا جميعا.

  

حاوره: محمد العبادي

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7235

اكتب تعليق

لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى