بعد الضغط الذي قام به الفنانون ومعه منتدى تاونات.. مدينة تاونات تحتضن الدورة التاسعة للمهرجان الوطني لفنون العيطة الجبلية

خديجة بناجي:”تاونات نت”/- تنظم وزارة الشباب والثقافة والتواصل –قطاع الثقافة- عن بعد، الدورة التاسعة للمهرجان الوطني لفنون العيطة الجبلية بمدينة تاونات، وذلك خلال الفترة الممتدة من 28 إلى31 أكتوبر 2021.

وذكرت الوزارة على موقعها الإلكتروني أن هذا المهرجان يهدف إلى إبراز خصائص فنون العيطة الجبلية والمحافظة عليها والتعريف بها وبروافدها وبيئتها وبتلاقحها مع الأنماط الغنائية التراثية الأخرى في المغرب، وكذا دعم الممارسين ومواكبتهم.

وأضاف المصدر ذاته أن هذه التظاهرة تروم أيضا الاهتمام بمكونات التراث الجبلي بحثا وتدوينا وتوثيق الجانب الاحتفالي والتعبيرات الفنية لهذا الموروث الثقافي، وإبراز التنوع الذي يزخر به، إسهاما في تثمين الثقافة المغربية بأشكالها المختلفة والمتنوعة وضمان إستمراريتها عبر الأجيال.

ويتميز المهرجان في دورته التاسعة ببرمجة فنية لمختلف أشكال العروض، حيث تشارك فيه نخبة من أجود الفرق المحافظة على فن العيطة الجبلية بشمال المملكة ومن مختلف المدن المغربية: تاونات وفاس وطنجة ووزان…

وأشارت الوزارة إلى أن المهرجان سيعرف تكريم الفنان عبد السلام حجي السريفي والفنان محمد الزبعي “اعترافا بما أسدياه من خدمات قيمة لفنون العيطة الجبلية”.

هذا وتجدر أن “المهرجان الوطني لفنون العيطة الجبلية” منذ تأسيسه في 2012، ظلّ يُقام في مدينة تاونات ، لكنَّ المديرية الجهوية لقطاع الثقافة في جهة فاس – مكناس، ومعها المدير الإقليمي للقطاع بتازة الذين تيشرفون على تنظيمه، قرّروا منذ شهرين وعلى نحوٍ مفاجئ تنظيم دورته التاسعة، التي كان مقرَّراً إقامتُها نهاية الشهر الماضي، إلى مدينة تازة .

وقد أثار هذا القرار ردود فعل رافضة مِن قبل فنّانين وفرق وجمعيات من تاونات والأقاليم المجاورة لها؛ مثل شفشاون ووزان وتطوان والعرائش، واصفِين الخطوة بأنّها تهريبٌ للمهرجان عن بيئته الأصلية التي ظلّ يُعقَد فيها طيلة ثماني دورات.

ووقعّت قرابة ثلاثين فرقةً موسيقيةً بياناً عبّرت فيه عن استنكارها قرار نقل التظاهُرة مِن تاونات التي قالت إنّها تُعدُّ “مهداً لفنّ العيطة الجبلية “، مضيفةً أنَّ المهرجان هو التظاهُرة الثقافية الوحيدة المتخصّصة في هذا النوع الفنّي في الإقليم.

كما راسل “منتدى كفاءات إقليم تاونات”، الذي تأسّس العام الماضي ويضمُّ قرابة ستمائة عضو ينحدرون من المنطقة داخل المغرب وخارجه، وزارة الثقافة، داعياً إياها إلى التدخُّل مِن أجل إبقاء المهرجان إلى مدينتهم، معتبراً أنّه “إرث ثقافي، وحضاري لا يقبل الانشطار عن إقليم تاونات، اعتباراً لخصوصية المجال الجغرافي المنتج لفن العيطة الجبلية“.

ويبدو أنَّ هذه النداءات لقيت استجابة من وزارة الثقافة؛ حيثُ تدخل الوزير شخصيا وأمر  بالتراجع عن تحويل التظاهُرة إلى تازة، وأمر بمباشرة الاتصالات مع السلطات المحلية بتاونات ومديرية الثقافة الجهوية في جهة فاس – مكناس لإبقاء التظاهرة الفنية بتاونات.