غياب المداومة بالمستشفى الإقليمي بتاونات يتسبب في وفيات مواليد جدد يا وزير الصحة

وزير الصحة الدكتور الوردي (أرشيف)

وزير الصحة الدكتور الوردي (أرشيف)

انها الفاجعة، انها المأساة، بهذه العبارة تحدثت شقيقة بائع الببوش بتاونات، وهي تحكي قصة وفاة مولود جديد لزوجة أخيها بين يديها بعد رحلة عذاب بين المستشفى الاقليمي لتاونات ومستشفى تيسة والمركب الاستشفائي الجامعي لفاس.

رشيدة الاديسي البوزيدي سيدة حامل في شهرها الأخير، قصدت المستشفى الاقليمي لتاونات في 2.5 من صبيحة الاربعاء 14 يناير 2015 ، وذلك بعدما أحست بألم المخاض قد زاحمها، استقبلت ووضعت لها حقنة، نصحتها المولدة أن مولودها في وضع مقلوب، أي أن راسه نحو الأعلى، ظلت تنتظر الى غاية  4.5 صباحا، حيث تم نقلها على متن سيارة اسعاف المستشفى الاقليمي الى المركب الاستشفائي بفاس غير أنها لم تجد سوى كرسي لتجلس عليه وليس سريرا كما هو متطلب مع وضعها الحرج، وبرفقتها كانت سيدة اخرى حامل ممددة لكن وضعها كان غير مقلق لهذه الدرجة، عند اقتربنا من تيسة تقول شقيقة الزوج التي رافقت زوجته على متن سيارة الاسعاف، احست ان طلائع المولود بدأت تظهر، لهذا السبب طالبت سائق سيارة الاسعاف بالتوجه الى مستشفى تيسة لعل وعسى ان يتم انقاذ ما يمكن انقاذه، لكن عند الوصول الى باب مستشفى تيسة وجدت الممرضة نائمة وانتظرنا تقول المشتكية في ظروف لا يحسد عليها، الى أن خرجت الممرضة بعد مرور ربع ساعة، حينها وجدت نصف المولود قد ظهر، فقامت باتمام عملية التوليد ببساطة، ثم لفت المولود في “خرقة” و”ملاية”، وظلت الام على حالها بدون اية عناية وطالبتنا باتمام الرحلة الى المركب الاستشفائي بفاس، وقد نصحتنا أن المولد “سخفان”، عند مدخل فاس، أحسست أن المولود الذي كان بين يدي قد لفظ أنفاسه، ولما وصلنا الى المركب قابلنا طبيب ومنحني وثيقة وفاة والمولود، من المركب الى عين السمن توجهت مع طاكسي عند مركز الأمن الوطني للابلاغ عن وفاة المولود، بعدها تم نقل المولود المتوفى من المركب الاستشفائي الى مستشفى الغساني حيث سلمت محضر الامن وتسلمنا جثمان المولود. وزيادة على ذلك طلبت منا ادارة المركب الاستشفائي اداء 350 درهم عن مصاريف الأم المكلومة دون ان تلقى اية عناية او مبيت أو اهتمام لحالها الصحي المتدهور. ظلت راقدة هناك دون غطاء ودون استبدال لباسها الى ان اصيبت بنزلة برد، دفن المولود يوم 15 يناير 2015 ، لهذا السبب رفع الزوج الذي هو ايضا في وضع اجتماعي صعب حيث يمتهن بيع “الببوش” دعوى قضائية على المتسببين في وفاة مولوده الجديد بسبب الاهمال واللامبالاة، خاصة وان هذه السيدة سبق وان وضعت مولودها الثاني والثالث بمنزلها دون مشاكل تذكر. كالتي تعرضت لها عندما توجهت الى مستشفيات الدولة.

والسبب يتضح دائما من خلال هذه الحالة والحالات السابقة، أن المستشفى الاقليمي لتاونات لا يصلح لشيء، وان اغلاقه افضل من فتحه كما سبق وان طالب بعض اعضاء المجلس الاقليمي لتاونات بذلك، فحالات الولادة التي تفد عليه ليلا او في ايام العطل والعطل الاسبوعية، يتم توجيهها الى المركب الاستشفائي لفاس لتجنب تعقيدات الولادة، حيث غياب الطبيب المختص، وحيث قسم الولادة القيصرية لا يشتغل في هذه الاوقات، لهذا السبب تحدث الوفيات والمآسي والدولة مكتوفة الأيدي تتفرج، ولا حول ولا قوة الا بالله.

م.عبادي

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7235

اكتب تعليق

لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى