هذه هي تفاصيل مساهمة ساكنة بني وليد بإقليم تاونات في المسيرة الخضراء

صورة فنية توضح مساهمة أبناء إقليم تاونات في المسيرة الخضراء

صورة فنية توضح مساهمة أبناء إقليم تاونات في المسيرة الخضراء

تاونات/عاهد ازحيمي:جريدة “تاونات نت”/تشكل المسيرة الخضراء، حدثا بارزا في تاريخ المغرب الراهن، وله من العبر والدلالات العدة، التي تتمحور حول معنى الفداء من أجل الوطن وتحقيق الوحدة الوطنية وطرد الاستعمار، ولهذا لازال المغاربة يحتفلون بهذا الحدث الوطني في 6 نونبر من كل سنة. واتخاذ هذا اليوم كعيد وطني؛لأن المسيرة الخضراء هي في الحقيقة تعبير عن الدفاع والمقاومة والتضحية في سبيل الدين والوطن، وتعبيرا عن الصمود.

إن مبادرة جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، من أجل تنظيم مسيرة اختار لها اسم الخضراء، كتعبير عن السلام سنة 1975، وجدت صداها بين كافة المغاربة رجالا ونساء، وتحمس الجميع للمشاركة بالرغم من أن لا أحد منهم كان يعرف النتيجة في تلك المرحلة، فإن جل المشاركين عبروا عن استعدادهم للموت فداء للوطن ووحدته الترابية، ولهذا لم يتوانوا في تلبية نداء ملكهم.

هذا النداء كان لابد وأن يجد له أذان صاغية في بني وليد بإقليم تاونات، حيث بمجرد ما أن شاع الخبر بين الساكنة حتى تهافت العديد من أبناء بني وليد من أجل التسجيل في اللوائح دون تردد، إلى درجة أن هناك مجموعة من الأسر التي شارك اثنين من أفرادها.

 ونظرا لأن العدد كان محددا لم يتمكن العديد من شباب بني وليد المشاركة رغم محاولتهم المتكررة من أجل استعطاف المسؤولين لإضافة أسمائهم إلى اللوائح لكن دون جدوى. هذا التهافت لا يمكن تفسيره إلا بمعنى واحد هو الاستعداد للتضحية في سبيل الوطن.

 إن ساكنة بني وليد لم تتوانى في يوم من الأيام عن مساهمتها من أجل تحقيق الوحدة الوطنية، والتاريخ يشهد لها بما قدمته من مقاومين وشهداء وفدائيين خلال مرحلة الاستعمار، كما أن المسيرة الخضراء كانت بمثابة امتحان لوطنيتهم بعد الاستقلال، فكانوا دائما رهن الإشارة وعلى استعداد دائم للدفاع عن وطنهم.

في تلك الأونة كان أغلب شباب بني وليد منخرط في أوراش شق طرق الدواوير (الشمور)، ولما وصل الخبر إلى مركز قيادة بني وليد عمل الشيوخ والمقدمين على إذاعة الخبر بينهم، من أجل تحميسهم وتشجيعهم، غير أن شجاعة الشباب كانت أقوى حيث لم ينتظروا من حاملي الخبر لكي يؤكدون لهم بأن المسيرة ستكون سلمية وليست حربا، بل إنهم بمجرد وصول الخبر إليهم، حتى بدؤوا يتسابقون في تسجيل أسمائهم مهما كانت الظروف وكيف ما كانت النتائج.

عندما وصل اليوم المحدد، انطلق المشاركون من جميع الدواوير نحو مركز قيادة بني وليد في جو حماسي رهيب اجتمعت فيه الفرحة والبكاء والشجاعة وألم الفراق، وكانت الشاحنات تنتظرهم من أجل نقلهم، وكان انطلاقهم على الساعة الرابعة مساء، في اتجاه تاونات، التي توقفوا فيها حتى يلتحق باقي المشاركين من دواوير ومناطق وقبائل أخرى بالإقليم، وتناولوا هناك وجبة العشاء، لينطلق الموكب نحو مدينة فاس، ومنها إلى مدينة مراكش بواسطة القطار. وكان لكل مجموعة لها قائدها، ومتحدث باسمها، يتكلف بضبط الحاضرين والمتغيبين، حتى لا يفقد أحد منهم أصدقائه وأهله الذين كان بينهم.

وبعد وصولهم إلى مراكش، تابعوا سيرهم عبر الشاحنات، حيث كانوا ينطلقون في الليل في حين يتوقفون نهارا، إلى أن وصلوا إلى مدينة طرفاية، وكان يوم 6 نونبر يوم انطلاق المسيرة الخضراء من طرفاية نحو عمق الصحراء المغربية.

 وكان المشاركون في المسيرة يحملون القرءان الكريم ويلوحون بالعلم المغربي ويرفعون لافتات تدعو إلى عودة الصحراء المغربية، وصورا لمبدع المسيرة الملك الحسن الثاني رحمه الله.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7235

اكتب تعليق

لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى