جريدة ” تاونات نت” تنشر سيرة إبن إقليم تاونات الشيخ العلامة الصوفي ابو عبد الله محمد بن علي الشطيبي التازغدري الزروالي

غلاف كتاب تراجم علماء إقليم تاونات

غلاف كتاب تراجم علماء إقليم تاونات

تاونات :جريدة”تاونات نت”/نسبه وولادته :هو ابو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن حسن بن حيون الصقلي الأندلسي البرجي المعروف بالحاج الشطيبي بالتصغير . ينتسب إلى بيت البرجيين احد البيوتات الأندلسية وأصولهم من غرناطة وانتقل والى شمال المغرب على عهد السلطان ابي عنان المر يني وبيتهم بيت ثروة وعلم وصلاح ولعل عائلة الشيخ ابي عبد الله محمد بن علي الشطيبي نزلت بمدشر تازغدرة بقبيلة بني زروال حيث يقول محمد بن عسكر الحسني الشفشاوني بعد ذكر اسم ونسب العلامة الشطيبي ( نزيل تازغردة من احواز ورغة) ويقول القاضي محمد البشير بن عبد الله الفاسي الفهري الصقلي ( قوله الصقلي لا ادري هل مراده النسب الشريف وهذا بعيد لم يقله احد أو مجرد الانتساب لصقلية ولا بعد في ذلك إذ المترجم له رحالة شهر بالرحلات العديدة ) ويتابع قوله ( وقد وقفت على ظهائر ملوكية بيد أناس يعرفون بأولاد الشروعة وأولاد موسى من سكان مدشر تازغدرة يزعمون أنهم من ذريته وتشير تلك الظهائر إلى أنهم من ذرية الصحابي الجليل سيدنا سعد بن عبادة رضي الله عنه ويعرف أولاد ابن وليد قديما بأولاد موسى وآخر ظهير بيدهم للسلطان الأعظم مولاي إسماعيل العلوي  مؤرخ باوارخر جمادى الأولى عام 1134ه/1721م.

ولد الشيخ ابو عبد الله محمد بن علي الحاج الشطيبي بقرية تازغدرة فخذة بني إبراهيم بقبيلة بني زروال سنة 882ه/1470م. جاء في معلمة المغرب ( وتوافق ولادة الشطيبي إخراج كتاب ” قواعد التصوف”  بالحاضرة الوطاسية فاس والذي فرغ منه الشيخ احمد زروق ( المتوفى سنة 899ه/1493) في نفس العام 882ه/1470م ولا اصدق من هذه المصادفة في الكشف عن مال هذا الوليد الذي سيخلف صاحب هذا الكتاب أعمق الأثر في سيرته وسيستغرق فكره وطريقه جل عمره الطويل الذي سيزيد عن الثمانين حولا ولا ريب ان الشيطيبي لم يلق الشيخ زروق ولم يره فقد كان في عامه الأول حين هجر زروق المغرب وغادره إلى غير رجعة ولم يكمل عقده الثاني لما أدركت الوفاة زروق بمسراته ولم نعلم صلته بالرعيل الأول من الزروقيين المغاربة الذين تركهم زروق بالمغرب والذين افلحوا في الحفاظ على البذرة التي خلفها بالتربية الصوفية المغربية وتعهدوها بالعناية إلى أن أخرجت زرعها واستغلظ واستوى على سوقه .

نشأته وتعليمه

نشا الشيخ سيدي أبو عبد الله محمد بن علي الشطيبي في مدشره تازعدرة. ينتقل بين البيت والكتاب غالبا لان المعتاد عند أهل المغرب أنهم يدخلون أبناؤهم الكتاب أو ما يسمى بالمسيد أو الجامع بفتح الميم لهجة الدارجة فلا يخرج من قريته إلا بعد تعلم الكتابة وختم السلكة مرتين أو ثلاث على الأقل كي يتهيأ لترسيخ رسم القران وتلاوته وفق القواعد وحفظ المتون النحوية والفقهية فيرحل من بلده لطلب العلم ودراسة علوم القران والحديث  والفقه وغيرها وهذا الشيخ العلامة أبو سالم ابراهيم بن عبد الرحمن بن عيسى الكلالي الورياكلي المجاور للمترجم له في القبيلة فهما لا يتباعدان في الزمن إلا قليلا حيث توفي الإمام الشطيبي سنة 963ه/1555م. وولد الامام أبو سالم ابرهيم الكلالي حوالي 980ه/1573م يحكي عن دراسته الأولية قبل أن يرحل لطلب العلم فيقول ( نشأت في قبيلة بني ورياكل في حياة والدي ثم مات والدي وخلفني صغيرا ثم حفظت القران الكريم برواية ورش وأنا دون البلوغ ثم الأمهات على شيخنا سيدي إبراهيم بن عبد السلام الشدادي من بني بو شداد وحفظت الفية ابن مالك والكراريس والاجرومية كل ذلك وأنا غير بالغ ببني ورياكل ثم سرت مع أخي شقيقي سيدي الفاسية في شهر ربيع الأول عام 994ه/1885م. وقال أيضا ( بعد ان من الله علي بحفظ كتابه العزيز قبل البلوغ وحفظت مصنفات فيما يرجع إلى معرفة رسم الكتاب العزيز وضبطه وتلاوته وأعرابه  وشيئا من ذلك قبل البلوغ وشيئا بعده ومما قرأت وحفظت بعد البلوغ مشتملا على نحو سبعمائة بيت في علم الفرائض والحساب وكتاب في مذهب الإمام رضي الله عنه يسمى رسالة ابن زيد القيرواني كنت أحفظ ذلك كله كما أحفظ أم القران.

ويصف لنا الحسن بن محمد الوزان الفاسي المعروف بليون الإفريقي مدارس الأطفال في عهد المترجم له لأنه كان في عصره فيقول ( توجد قرابة مائتي مدرسة كتاب للأطفال الراغبين في تعلم القراءة في كل مدرسة قاعة كبيرة بمدرجات تستعمل كمقاعد للأطفال ولم يعلمهم المعلم القراءة والكتابة في كتاب بل في ألواح كبيرة يكتب عليها التلاميذ ودرس كل يوم عبارة عن أية من القران فيختمون القران في سنتين أو ثلاث ثم يستأنفون ذلك عدة مرات إلى أن يحذقه الطفل جيدا ويحفظه عن ظهر قلب يحصل على ذلك بعد سبع سنوات على ابعد تقدير وبعد ذلك يقوم المعلم بتعليم الأطفال شيئا من قواعد الكتابة ولو أن هذه المادة مثل النحو وسائر العلوم تدرس في مدارس كبرى.

فهذا العمل في تلقين القران تعلمه وتعليمه هو السائد والمتوارث عبر الأجيال والإمام الشطيبي لا بد من ان يكون مر بهذه المرحلة شكلا ومضمونا ثم بعدها رحل إلى المشرق لطلب العلم واخذ الطريقة قال القاضي محمد البشير بن عبد الله الفهري الفاسي ( اذ المترجم رحالة شهر بالرحلات العديدة حيث رحل الى الديار المشرقية وطاف بالبلاد الإسلامية) وقد جاء في معلمة المغرب والمؤكد أن استقرار الحاج الشطيبي بضريح الشيخ زروق بمسراته ثم أبان أوبته من البلاد المشرقية ودام مقامه به ثلاث أعوام كاملة وبحسب ما تعلم من ولوعه العلمي وشغفه بالكتابة تأليفا ونسخا فمن السهل تصور النشاط الذي صرف فيه هذه المدة التي قضاها بواحة مسراته الحافلة بمظاهر الحياة الثقافية والجو العلمي ولا شك انه قد عكف على دراسة الطريقة الزروقية في مصادرها الأصلية بخط ويد مؤسسها زروق. وعب ونسخ ما استطاع من التراث الضخم الذي خلفه احمد زروق في مختلف المعارف والعلوم الإسلامية كما اتصل وتباحث في موضوعه مع أعيان الطبقة الأولى من صحب زروق من المجاورين بضريحه أو المترددين إليه من المشرق والمغرب.

شيوخه :

إن المستقرئ لترجمة الشيخ الشطيبي في كتب من ترجم له لم يجد من أسماء شيوخه الذين اخذ عنهم سوى الشيخ العباس احمد بن يوسف الراشدي الملياني وان كانت المدة التي قضاها في حفظ القران وطلب العلم خلال رحلته الطويلة يلمس منها أخذه عن كثير من الشيوخ علما وطريقة قال محمد بن عسكر الحسني الشفشاوني( وكان من العارفين بالله عز وجل رحل إلى بلاد المشرق وأقام يجول سائحا في نواحيها أعواما كثيرة ولقي بها مشايخ عديدة ولكن اعتماده في اخذ طريق القوم على الشيخ ابي العباس احمد بن يوسف الملياني.

تلاميذه :

لقد شحت الأخبار عن تلامذته الذين اخذوا عنه ودرسوا عليه مثل ما شحت الأخبار كذلك عن شيوخه ومعرفتهم حيث لم أقف من خلال استقراء ترجمته في كتب المترجمين له إلا على هؤلاء.

–          أبو علي منصور البجائي.

–          أبو حفص عمر بن عيسى بن عبد الوهاب الشريف العلمي.

يقول محمد بن عسكر الحسني الشفشاوني ( وريت عنه بواسطة تلميذه الكبير ابي منصور البجائي وابي حفص عمر الورياكلي).

–          ابو نعيم رضوان بن عبد الله الجنوي يقول الإمام أبو حامد العربي بن يوسف الفاسي الفهري (رأيت بخط الشيخ ابي نعيم في مواضع متعددة يقول فيه شيخنا).

–          كيف يكون للعالم الفقيه المربي- وهو مشارط بجامع مدشره وقد انشأ معهدا علميا للتدريس – هؤلاء الأربعة وحدهم من التلاميذ ونحن نعلم حالة المغاربة في عهد المترجم له وحتى قبله وبعده من رغبة شديدة في حفظ القران وتحصيل العلم جاء في معلمة المغرب ( وقام الحاج الشطيبي بالإمامة بجامع هذا المدشر وانشأ معهدا علميا جمع فيه تلاميذه وقسم أيامه بين التدريس والتأليف ونساخه الكتب ) وهذا ما يدل على ان الفقيه العالم الصوفي المربي أبا عبد الله محمد بن علي الحاج الشطيبي  تخرج على يديه كثير من الفقهاء والعلماء.

زهده وورعه وأقوال العلماء فيه :

قال محمد بن عسكر الحسني الشفشاوني في وصف حال العالم الفقيه الإمام ابي عبد الله محمد بن علي الحاج الشطيبي ( وكان هذا الشيخ كبير الشأن زاهدا في الدنيا  وأهلها منقطعا في أكثر أوقاته عن الناس وجه اليه السلطان غير ما مرة في شان الحضور عنده فلم يجبه الى ذلك ويقول أنا مسكين لا حاجة له بي) كما يقول عنه أيضا ( الحائز لأوصاف الكمال العالم المتفتن ولي الله تعالى).

وقال شيخ الإسلام الشريف أبو عبد الله محمد جعفر بن إدريس الكتاني ( كان واسع العلم والمعرفة شهير الذكر).

وقال القاضي محمد البشير بن عبد الله الفهري الفاسي ( كان من أكابر العلماء ومن صالحي الأمة له مقام عظيم في المعرفة وعلم تام بالعلوم الشرعية من فقه وحديث وتفسير وتاريخ وأدب).

يستخلص من هذه الأقوال في وصفه بان كان يجمع بين الفقه والتصوف وبين الشريعة والحقيقة وبين العبادة والعمل طبقا لقوله تعالى ” وابتغ فيما ءاتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين” جاء في معلمة المغرب ( وقسم أيامه بين التدريس والتأليف ونساخه الكتب والاشتغال بالفلاحة والصيد ولم يصل حبله بأحد من الحكام الوطاسيين ولم يجب على الدعوات التي وجهها إليه السلطان محمد الشيخ المهدي ماهد دولة السعديين ( المتوفى سنة 964ه/1556م) عملا بنهي الشيخ زروق عن مخالطة الملوك وتعفف في رزقه عن كل الخطط الرسمية وكان ينزل إلى الأسواق وللحقول ليشتغل بما كان يشتغل به عوام الناس وكان قوي البنية وقوي الإيمان متعدد المواهب يقوم كل يوم بواجباته في جامع تازغردة إماما ومدرسيا ويخرج للحقل لفلح الأرض وغرسها وسقي الأشجار وتعهدها فإذا أوى إلى بيته ليلا اقبل على الكتابة تأليف أو نسخا لأمهات الكتب …).

آثاره ومؤلفاته.

لقد كان الشيخ الحاج الشطيبي مولعا بالكتابة ونسخ الكتب ومع الأسف أننا لا نرى كتابا من كتبه منشورا في المكتبات ولا متداولا بين الطلبة الباحثين وشيوخهم من اجل دراستها وتحقيقها رغم أن بعض هذه الكتب قد نسخ عدة مرات ومن بين كتبه ومؤلفاته :

–          الباب آيات الكتاب ذكره بهذا الاسم محمد بن عسكر الحسني الشفشاوني بينما محمد العابد الفاسي ذكره في فهرس مخطوطات خزانة القرويين باسم الباب المختصر لأهل البداية والنظر في (التفسير) لكن في معلمة المغرب جاء بلفظ اللباب المختصر لأهل العبادات والنظر وهو مختصر سابقه وهو اللباب في مشكلات الكتاب في آيات القران الكريم المشكلة والمبهمة وقد اعتبرا كتابين حيث عقب عليهما بالقول ( وقد حظي الكتابان بعناية الباحث محمد بوطربوش الذي اعتمدهما في دراسة منهج الشطيبي في التفسير).

–          كتاب الجمان في مختصر أخبار الزمان وصفه العالم محمد العابد الفاسي في فهرس مخطوطات خزانة القرويين بقوله ( سفر ضخم بخط مغربي كثير التصحيف ورقه في الدفتر العام 2754/40 رتبه مؤلفه على ثلاثة فصول

الفصل الأول : في صفة بدء الدنيا واستمرارها إلى وقت ظهور رسول الله (ص) والى وفاته عليه السلام.

الفصل الثاني :  في ظهور مولد رسول الله (ص) والى وفاته عليه السلام.

الفصل الثالث : من وفاته (ص) إلى فناء الدنيا.

يقول محمد البشير عبد الله الفهري الفاسي في هذين الكتابين  ألف كتبا عديدة منها :

–          اللباب في مشكلات الكتاب.

–          كتاب الجمان في اخبار الزمان الأول تفسير لكتاب الله العزيز والثاني شبه رحلة مع نبذة من التاريخ وقفت على الكتابين معا بقبيلة بني زروال أيام ولايتي بها…

–          مفتاح الجنة بشرط العمل بالكتاب والسنة بينما في معلمة المغرب جاء بلفظ ( مفتاح الجنة المتوقف على الكتاب والسنة ) ومعه تعقيب ( صنفه في الأدعية والارواد ).

قال فيه محمد البشير عبد الله الفهري الفاسي (وذكر صاحب نشر المثاني أن له كتاب مفتاح الجنة بشرط العمل  بالكتاب والسنة اختصره محمد بن محمد عطية السلاوي).

–          فتح باب الملتزم الجامع لبعض معاني كتاب الحكم لابن عطاء الله وصفه محمد العابد الفاسي في الفهرس بقوله الأول والثاني في مجلد ضخم بخط مغربي كثير التصحيف يتلوه الجزء الثالث من قوله المصنف تحقق بأوصافك… فاتحته الحمد لله كما ينبغي لجلاله وجماله وكماله والشكر على جميع أفضاله وأنعامه ونواله والصلاة والتسليم على سيدنا ومولانا محمد واله أما بعد كل شيء وقبله وفيه ومعه فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل…

قال محمد البشير بن عبد الله الفهري الفاسي كما رأيت في بعض التقاييد أن له شرحا على الحكم العطائية.

–          الإشارات السنية الى بعض معاني المباحث الأصلية عن جملة الطريقة الصوفية لابن البناء السرقسطي وعند محمد العابد الفاسي الأنوار السنية في بعض المعاني للمباحث الأصلية ووصفه شرح المباحث الأصلية نظم في آداب الطريق وسلوك المريد في التصوف والمباحث الأصلية هذا نظم رجز للشيخ الفقيه ابي العباس احمد بن محمد بن يوسف التجيسي المعروف بابن البناء السرقسطي رحلة وفاة ومطلع النظم.

        باسم الإله في الأمور أبدا               إذ هو غاية لها ومبدأ    

–          الحديقة المستقلة في فتاوى علماء الأمة جمع الشطيبي فيه فتاوى المتأخرين من فقهاء الأندلس.

–          شرح أنوار السرائر وسرائر الأنوار شرح فيه رائية الشريشي.

–          عيون الناظرين في شرح منازل السائرين شرح فيه كتاب نزهة الناظرين للمقدسي.

–          مختصر الجمان.

–          تخميس بردة شرف الدين البوصيري والتعليق عليها.

–          نبذة فلكية للاختيارات النجومية في علم الفلك.

–          ذات الفصلين واخلع النعلين في الكيمياء.

–          صنعة الفلاحة رسالة رتبها على ثمانية أبواب واعتمد فيها على ما تقرر في كتب علماء الفلاحة الأندلسيين أمثال ابن ليون وابن بصال وابن وافد كما اعتمد على تجاربه الشخصية مبينا ما يلائم طبيعة البلاد المغربية بصفة خاصة.

كما للشيخ الحاج الشطيبي نظم في الشعر يقول محمد البشير بن عبد الله الفهري الفاسي له المام بالشعر نقل القصيدة من نظمه دون أن يشير إلى مصدرها يتحدث فيها الإمام الشطيبي عن التعريف بالزمان وأهله جاء فيها.

فسد الزمان اين المهرب                     وفشا الحرام فاي رزق يطلب

وتعامت العلماء من شبهاتها                 وتراخصت فليعجب المتعجب

فمن الذي رضاه قدوة ديننا                  ومن الذي بالحق راح يودب

والعالمون قد ارتضوا دنياهم                 عن دينهم فهم إليها ينسب

أقوالهم ينهون عن أسبابها                   وقلوبهم بالفكر فيها تنهب

فلذلك صار العالمون اذلة                     عند الملوك مخافة أن يسلبوا

فالعلم لا نور له يلفي ول                      ضوء به يجلي لدينا الغيهب

فكأنهم لم يقرؤوا في كتبهم                    رأس الكبار حب دنيا يغلب

ذهب الذين تورعوا وتزهدوا                  واتى على الدنيا أناس يكلب

يا حسرتي للذين ضاع وأهله                  واتى أناس عن هداهم يحجب

فالله يجبر وقتنا في عصرنا                    ويقيله من عثرة لا تذهب

وفاة الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي الحاج الشطيبي.

توفي الشيخ الحاج الشطيبي في قريته التي ولد فيها تازغدرة بقبيلة بني زروال في ثاني ربيع الثاني سنة 936ه/1529.

وهو ما جاء متفقا عليه في مرآة المحاسن وسلوة الأنفاس وقبيلة بني زروال ومعلمة المغرب وان انفرد محمد البشير بن عبد الله الفهري الفاسي في قبيلة بني زروال بتحديد اليوم من الشهر الذي توفي فيه بينما صاحب الدوحة قال توفي رحمه الله في حدود الستين والسبعمائة ودفن في نفس القرية بناء ضخم كان الفرنسيون اسقطوا بعضه أثناء الحركة الريفية.

قال بعض الشعراء

لولا العلوم لما سمعت لهالك             ذكرا ولا خبرا من الأخبار

كم من اديب حاضر في مصره           وحديثه المشهور في المصار

ينسى الأنام وذوو العلوم مخلد          في الناس من باق هناك وسار

فرحم الله الشيخ الحاج الشطيبي رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته أمين والحمد لله رب العالمين.

   المؤلف: ذ. عبد الكريم احميدوش عضو المجلس العلمي لتاونات

 

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7248

اكتب تعليق

لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى