جريدة ” تاونات نت” تفتح ملف الثروة المائية بإقليم تاونات:مياه تاونات ستروي عطش فاس ومكناس والمرج يلوث أكبر مخزون مائي بالمغرب

سد إدريس الاول بإقليم تاونات

سد إدريس الاول بإقليم تاونات

تاونات:جريدة”تاونات نت”/في الوقت الذي تجري فيه الأشغال على قدم وساق لتزويد مدينتي فاس ومكناس بمياه سد ادريس الاول بحوض ايناون بدائرة تيسة والذي لازال بمنأى عن التلوث الصناعي، فان حوض ورغة بدائرتي تاونات وغفساي والذي يشكل أكبر المخزونات المائية السطحية بالمغرب والثانية بافريقيا، يتعرض لكارثة بيئية بالغة الخطورة بفعل مقذوفات سائل المرج المباشر في وادي ورغة وروافده وسدوده وعلى رأسها سدي الوحدة وبوهودة واودية أمزاز واسرا وورغة واولاي.وإليكم تفاصيل هذا الملف الذي أعدته جريدة”تاونات نت”:

الغريب في الأمر، وبشكل فاضح ومفضوح، هو أن الجهات المكلفة بحماية البيئة، انطلاقا من رؤساء الجماعات ومرورا بشرطة البيئة ووكالة الحوض المائي لسبو والوزارة المكلفة بالماء والبيئة التي بالمناسبة زارت غفساي في نشاط حزبي، فضلت عنوان المسرحية المصرية لعادل امام ” شاهد ما شافشي حاجة” ؛ذلك أن سيارة شرطة البيئة التي تصول وتجول بدون جدوى كان بالاحرى ان تعود الى مقرها حتى لا تساهم في هدر الطاقات والطاقة بدون طائل. ووكالة الحوض المائي لسبو التي تسهر على حماية موارد الحوض المائية كان عليها ان تتخلى عن مسؤوليتها القانونية والزجرية اتجاه مخالفات ارباب بعض المعاصر الذين يلقون بالمرج مباشرة بالاودية. ووزارة الماء والبيئة والمكاتب واللجان التي تمنح تراخيص  انجاز المعاصر بدون دفتر تحملات وبدون وقع المشروع على البيئة، عليها ان تتحمل مسؤوليتها كاملة في ما تقترفه من مجازر في حق البيئة. ورؤساء الجماعات الذين يغمضون اعينهم عن ما يحدث دون تطبيقهم قوانين الجماعات الترابية بشأن البيئة… عليهم رفع الراية البيضاء وتقديم الاستقالة والسلطات المحلية من قواد وباشوات وخلفاء ومقدمين وشيوخ الذين يجتهدون ويسهرون لتطبيق القانون بحذافيره على هدم أو ايقاف أو جرجرة كل من سولت له نفسه من ضعفاء هذا الوطن لبناء مسكن يقي من الحر والبرد والتشرد وفواتير الكراء أو يعيد بناء سكن او سور مهدد بالانهيار في اية لحظة، عندها تجد السلطة محزمة مرزمة لمواجهة المواطنين الضعفاء وتاديبهم بل واستفزازهم واحيانا إهانتهم وتخويفهم (…).

هذا فيما يتعلق بمحاربة البناء العشوائي او غير المنظم، او غير المرخص، أما اذا كان الامر يتعلق بمحاربة احتلال الملك العام وتخريب البيئة، فان هؤلاء يدخلون رؤوسهم في التراب ولا يرون شيئا، وينهجون المثل القائل : “كم حاجة قضيناها بتركها”. فالمرج يسيل في الطبيعة امام انظارهم والاودية اكتست السواد والسدود برك سوداء والسمك يطفو ميتا عليها، ورغم ذلك تعجز السلطة عن رفع العصا فيمن عصا من ارباب المعاصر، لان هؤلاء لهم اليد الطولى فوق السلطة ويد هذه الاخيرة قصيرة ولا تطول الا اذا كان مواطنا بسيطا لا حول له ولا قوة.

اقليم تاونات يحتضن اكبر ثروة مائية بالمغرب

بسعة تناهز 5.5 مليار م3

  • السدود الكبرى والمتوسطة المنجزة باقليم تاونات

طاقة تخزينية تقدر ب 5.420 مليار م3

سد الوحدة:

سد الوحدة بإقليم تاونات

سد الوحدة بإقليم تاونات

دشن سنة 1997 ، بسعة اجمالية قدرها 3.800 مليار م3 ، بهدف السقي وانتاج الطاقة الكهرمائية بقدرة 400 جيكاواط / الساعة/ سنويا وحماية سهل الغرب من الفيضانات وتوفير الماء الصالح للشرب.

سهل أسفالو:

دشن سنة 2000 بسعة اجمالية تقدر ب 317 مليون م3 بهدف السقي وتوفير الماء الصالح للشرب وحماية سد الوحدة من التوحل.

سد بوهودة:

دشن سنة 1999 ، بسعة اجمالية تصل الى 55.5 مليون م3 ، بهدف السقي وتوفير الماء الصالح للشرب وحماية سد الوحدة من التوحل.

سد الساهلة:

دشن سنة 1994 بسعة اجمالية تصل الى 62 مليون م3 ، بهدف توفير مياه السقي والماء الصالح للشرب وحماية سد الوحدة من التوحل .

سد ادريس الأول

دشن سنة 1973 بسعة اجمالية تصل الى 1.186 مليار م3 ، بهدف السقي وتوليد الطاقة الكهرمائية بقدرة تصل الى 120 جيكاواط/ الساعة / سنويا، وتوفير الماء الصالح للشرب.

سد أسفالو بإقليم تاونات

سد أسفالو بإقليم تاونات

  • السدود التلية المنجزة باقليم تاونات:

  • بطاقة تخزينية تقدر ب 4 ملايين م3

سد غربية بين جماعتي اولاد داوود وبوعروس قرب حجرية، بسعة تصل الى مليون و30 ألف م3 ، وبحيرة عنق الجمل بسعة تصل الى 160 ألف م3 وبحيرة بومعيزة بسعة تصل الى 200 ألف م3 وبحيرة اولاد يحيى بسعة تصل الى 29 ألف م3 وبحيرة ولجة الحافة بسعة تصل الى 40 ألف م3 وبحيرة الخزاين بسعة تصل الى 25 ألف م3 وبحيرة باب بوغازي بسعة تصل الى 20 ألف م3 وبحيرات هذه السدود التلية شيدت بهدف توفير مياه السقي وحماية سد الوحدة من التوحل، اضافة الى سدي جرف الغراب ( 900 ألف م3 ) وسد الصاف ( مليون م3 )، شيدا بهدف توفير الماء الصالح للشرب وحماية سد الوحدة من التوحل.

منظر لسد ادريس الأول عند جماعة اولاد عياد بدائرة تيسة-إقليم تاونات

منظر لسد ادريس الأول عند جماعة اولاد عياد بدائرة تيسة-إقليم تاونات

السدود المبرمجة باقليم تاونات: ( 956 مليون م3)

سدود صغرى ومتوسطة: بطاقة تخزين تقدر ب 780 مليون م3

من أصل ثمانية سدود متوسطة وصغرى برمجت دراسة انجازها بحوض سبو توجد أربعة منها باقليم تاونات، وهي كالتالي:

سد سيدي عبو: دراسات انجازه جاهزة، ينتظر تدشينه على واد اللبن براس الواد ، بسعة اجمالية تصل الى 70 مليون م3 بهدف سقي دوائر صغرى ومتوسطة بدائرة تيسة.

سد باب وندر: قيد الدراسة، بسعة اجمالية تقدر ب 390 مليون م3 على واد ورغة، بهدف حماية سد الوحدة من التوحل وتوفير مياه السقي بالسافلة.

سد غفساي: قيد الدراسة، بسعة اجمالية تقدر ب 30 مليون م3 على وادي اولاي، بهدف حماية سد الوحدة من التوحل.

سد تفرانت: قيد الدراسة، بسعة اجمالية تقدر ب 290 مليون م 3 على وادي أوضور، بهدف حماية سد الوحدة من التوحل.

  • سدود صغرى قيد الدراسة ( 163 مليون م3 ): من اصل ستة سدود صغرى ومتوسطة برمجت دراسة انجازها بحوض سبو، يوجد أربعة منها باقليم تاونات وهي كالتالي:

سد ازريزر: بسعة تصل الى 6 ملايين م3 ، وعلو 39 م، بهدف السقي والماء الصالح للشرب والوقاية من التوحل.

سد عين عبدون: بسعة تصل الى 10 ملايين م3 بجماعة بني وليد، يقدر علوه ب 52 م بهدف السقي والوقاية من التوحل.

سد بوسفول: بسعة تصل الى 2 ملايين م3 وعلو قدره 44 م، بهدف الوقاية من التوحل.

سد أولاي: بسعة تصل الى 145 مليون م3  وعلو يصل الى 66 م، بهدف السقي وحماية سد الوحدة من التوحل.

  • سدود تلية ( 13 مليون م 3) : من أصل 34 سد تلي تمت برمجة دراسة انجازها بحوض سبو فقد تم تخصيص دراسة انجاز 15 سد تلي وصغير باقليم تاونات. وهي كالتالي:

سد عداد ( 890 ألف م3 ) بعلو قدره 27 م، بهدف الوقاية من التوحل

سد الدروة: ( 500 ألف م3) بعلو قدره 25 م، بهدف الوقاية من التوحل

سد مشكور: ( 500 ألف م3 ) بعلو قدره 30 م، بهدف الوقاية من توحل سد بوهودة

سد الخنق: ( 4 ملايين م3) بعلو 36 م، بهدف الوقاية من التوحل

سد الكعديين: ( 270 ألف م3 ) وعلو يقدر ب 28 م ، بهدف توفير الماء الشروب والوقاية من التوحل

سد قلعة العساسة: ( 570 ألف م3 ) وعلو 34 م، بهدف توفير الماء الصالح للشرب والوقاية من التوحل

سد ولجة مرزاين: ( 930 ألف م3 ) بعلو يصل الى 32 م، بهدف الوقاية من التوحل

سد السي محمد السهلي: ( مليون م3 ) وعلو 30 م، بهدف السقي وتوفير الماء الشروب والوقاية من التوحل.

سد مصلية: ( 600 ألف م3 ) وعلو 23 م ، بهدف السقي والماء الشروب والوقاية من التوحل

سد عزيت: ( 530 ألف م3 ) وعلو 16 م، بهدف توفير السقي والماء الشروب والوقاية من التوحل.

سد دار الحجرة: ( مليون و150 ألف م3 ) وعلو يقدر ب 22 م، بهدف السقي وتوفير الماء الشروب والوقاية من التوحل.

سد حداد: ( مليون و500 ألف م3) بعلو يصل الى 26 م، بهدف السقي وتوفير الماء الشروب والوقاية من التوحل.

سد مرج الدوار: ( 405 ألف م3 ) وعلو 24 م ، للسقي والوقاية من التوحل وتوفير الماء الشروب.

سد دار البدوي: ( 480 ألف م3 ) وعلو قدره 20 م، بهدف السقي والوقاية من التوحل.

سد مقراش: ( 650 ألف م3 ) وعلو قدره 26 م، لتوفير مياه السقي والماء الشروب والوقاية من التوحل.

سد بوهودة بإقليم تاونات

سد بوهودة بإقليم تاونات

منظر لسد الساهلة بإقليم تاونات

منظر لسد الساهلة بإقليم تاونات

اقليم تاونات خزان للمياه بالمغرب

طاقته التخزينية سترتفع إلى 6.5 مليار م3

والمرج أكبر مهدد لهذه الثروة

منظر لتلوث مياه وادي ورغة بإقليم تاونات

منظر لتلوث مياه وادي ورغة بإقليم تاونات

تعبئة هذه الموارد السطحية باقليم تاونات المنجزة والمبرمجة من شأنه ان يوفر طاقة تخزينية قصوى تصل الى ما يناهز 6.5 مليار م3 من المياه السطحية؛وهو ما يشكل 89 بالمائة من المياه القابل تعبئتها بحوض سبو، و34 بالمائة من المياه الممكن تعبئتها على المستوى الوطني.

هذه الأرقام الهائلة، تظهر من جهة أهمية الثروة والموارد المائية السطحية التي يتوفر عليها اقليم تاونات، سواء تلك المعبئة والمقدرة ب 5.420 مليار م3 أو تلك التي يمكن تعبئتها والتي تصل الى 6.5 مليار م3 . ومن جهة أخرى الامكانات الضخمة التي يمكن ان تتيحها على مستوى توسيع المساحات السقوية لمواجهة سنوات الجفاف أو تزويد القرى والمراكز بالماء الصالح للشرب وتوليد الطاقة الكهرمائية، سواء بتراب اقليم تاونات أو بالأقاليم المجاورة أو على المستوى الجهوي ( تزويد فاس ومكناس بالماء الشروب) علاوة على سقي سهل الغرب. الا أن أبرز التحديات التي تواجه هذه الموارد الثمينة والمعرضة للتقلبات في غياب فرشات باطنية ذات اهمية على امتداد تراب اقليم تاونات، هي آفة التلوث بسائل المرج الذي تفرزه معاصر الزيتون العصرية.

يمتاز المرج بقدرة عالية على تلويث المياه العذبة، فمؤشر الحموضة المرتفعة ولونه الاسود والتركز الكبير للمواد العضوية الملوثة العالقة به والخطورة التي تشكلها بالنسبة لتوقف النشاط البيولوجي للبكتيريا التي لها دور هام في التصفية الذاتية للمياه، علاوة على انبعاث غازات وروائح كريهة وسامة جراء التخمير اللاهوائي لارسابات المرج بالاودية والسدود وارتفاع ملوحة بالآبار. ومن شأن كل ذلك ان يكون له انعكاس سلبي على محطات المعالجة والتصفية سواء بالنسبة للمياه العادمة او المخصصة للماء الشروب، فيما يتسبب على مستوى آخر في هلاك البكتيريا بالتربة وانقراض الحياة المائية وعلى رأسها الأسماك.

انجاز أكبر مشروع لربط مدينتي فاس ومكناس

 بالماء الشروب انطلاقا من سد ادريس الأول

مدخل إقليم تاونات من ولاية فاس

مدخل إقليم تاونات من ولاية فاس

تجري اشغال انجاز مشروع تعزيز تزويد مدينتي فاس ومكناس بالماء الصالح للشرب انطلاقا من سد ادريس الأول منذ شهر ابريل 2015 ، مشروع ضخم موله كل من المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب والوكالة اليابانية للتعاون الدولي، عملية انجازه تجري على عدة أشطر، ويهم الشطر 1 – 2، مد قنوات الجر المائي ما بين مأخذ المياه بسافلة سد ادريس الاول وخزان المياه بكلفة مالية قدرها 159 مليون درهم ، تمتد فيه الاشغال على مدى 24 شهرا. وبالموازاة مع ذلك يجري انجاز الشطر 2 – 4 على مدى 15 شهرا، بكلفة مالية تقدر ب 282 مليون درهم.

تزويد مدينتي فاس ومكناس بمياه إقليم تاونات

تزويد مدينتي فاس ومكناس بمياه إقليم تاونات

بالموازاة مع ذلك سيجري في اطار المشروع ذاته تزويد وربط عدد من دواوير جماعات بدائرة تيسة ويتعلق الامر بجماعات سيدي امحمد بلحسن ومساسة وواد الجمعة واولاد عياد المحيطة بسد ادريس الاول بالماء الصالح للشرب، وذلك في اطار مقاربة شمولية تهدف الى تزويد تلك الدواوير التي ظلت بدون ماء صالح للشرب منذ احداث هذه المنشأة المائية ( سد ادريس الاول) منذ عام 1973 . وهو ما اعتبر حيفا من قبل الساكنة المحلية المحيطة بهذه البحيرة.

محمد العبادي

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7235

اكتب تعليق

لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى