تساقطات أحيت الأمل لدى فلاحي إقليم تاونات

الحرث التقليدي بإقليم تاونات

الحرث التقليدي بإقليم تاونات

تاونات:محمد عبادي-جريدة”تاونات نت”/مع حلول شهر فبراير وفي مثل هذه الأيام من السنة الماضية، كانت الأمطار قد أينعت الحقول والمغارس، وملامح الفرحة تبدو على وجوه الفلاحين في كل مكان، وفي جبال الريف قبالة تاونات، كانت الثلوج في مثل هذا الوقت تلقي ببياضها على أعالي جبل تدغين. والزرع والربيع والفول والجلبان يغمران مشاهد الحقول على امتداد ربوع الاقليم، لكن تغير الأحوال الجوية وتبدلها وتقلبها من مواسم محبورة الى مواسم مشؤومة، جعلت الفلاح يشعر بملامح فصل الصيف في عز الشتاء، مع بداية شهر فبراير والى غاية اليوم  السادس عشر منه، ينتهي فصل الشتاء،  وباستثناء الأمطار الخفيفة التي تساقطت في شهر يناير الذي ودعنها بالنصف الشمالي لاقليم تاونات على وجه الخصوص، فان خروج “الليالي” ودخول فبراير، واقتراب موعد نهاية فصل الشتاء، جعل آمال الفلاحين بموسم فلاحي محبور امرا معلقا الى حين، فلا مطر ولا ثلوج والأجواء تكاد تكون ربيعية على أرض شبه قاحلة، والفزع غمر قلوب الفلاحين بالدرجة الأولى، على اعتبار أن المؤشرات المناخية، توحي بموسم فلاحي أبيض سيفرض فيه الجفاف لا قدر الله مرة أخرى منطقه على الجميع بعد جفاف عقدي التسعينات والثمانينات من القرن الماضي، وأكبر المتضررين هو الفلاح الصغير ومربي الماشية…

وبهذا الخصوص، اختارت جريدة “تاونات نت”، ملف هذا العدد لاطلاع قرائها على “المنازل” الفلاحية في العرف المحلي لفلاحي إقليم تاونات، وطقوس طلب الغيث عندما تحل “المنازل” المشؤومة.

إذا حضرت “الليالي” عمر السمن فالقلالي

يبدأ حسب نص الارجوزة الفلاحية من يوم 16 نونبر وينتهي يوم يوم 16 فبراير اذا يهم فترة منازل : اواخر الشولة .النعايم. البلدة . سعد المذابح. سعد بلاغ .سعد السعود. سعد الاخبية وجزء من فرغ مقدم.

وما يسجل بهذا الفصل خاصة عند شهر دجنبر هو دخول ” الليالي ” ومدتها 40 يوما حيث تبدا من يوم 12 دجنبر  حتى 20 يناير وتتميز هذه الفترة بمناخها البارد ما يحد من نشاط الفلاحين موافقا بذلك منزلة ” سعد المذابح/ الذابح”حيث يوكد المثل بانه في “سعد المذابح لا الكلاب تنباح ولا الوجوه دتسماح ” اي تظل الكلاب لا تستطيع القيام بنشاط المراقبة والحراسة اعتمادا على عملية النباح كما يظل الانسان خلال الفترة بالذات يجتنب مصافحة الاخر.

ملامح الصيف في عز فصل الشتاء

كما يشكل شهر يناير بداية سنة فلاحية جيدة التي توافق منتصف الليالي حيث يتم الاحتفال بحاكوزة كما سبق ذكره لكن خلال هذا الشهر تشتد موجة البرد القارس وذلك موازاة مع دخول منزله ” سعد بلاغ / بلاغ”  من 4 الى 16 يناير . فالمثل الشعبي يؤكد على ذلك بقوله في :” سعد بلاغ كيدمج الما فراس القراع والجيل الواعد سخرو ما يسماع او وكلو ما يشباع” اما بمنزله ” سعد السعود” حيث يتحسن الطقس والمناخ نحو الاعتدال وتبدا عملية الانتعاش الزراعي  كما يطلق سراح بعض الحيوانات للبحث عن كلاها في : ” سعد السعود كيتزاد الما فكل عود او كد خروج الحية والقنفوذ ” لكن وخلال هذه الفترة ( نهاية الليالي) يعتقد الفلاح بإقليم تاونات ان الارض ستجف وتفقد رطوبتها ما يدفعه الى مباشرة الاشغال ” الزراعية المزوزية”.

شهر فبراير فترة سنوية حاسمة في نجاح او فشل الموسم الفلاحي

ويعد شهر فبراير فترة سنوية حاسمة في نجاح او فشل الموسم الفلاحي ” اد روت في فبراير اما تصفيها من كل الضراير او تزيدها ضراير على ضراير” حيث يظل المزارع بإقليم تاونات يترقب بين الفنية والاخرى نزول امطار الخير لتنتعش عملية الانبات سواء تعلق الامر بالزراعات البكرية او المزوزية والواضح ان ذلك يصادف منزلتي سعد الاخبية والفرغ المقدم وتعرف الفترة محليا ب “عنق العام” فاذا كانت الاولى توحي للفلاح المحلي بضرورة استخراج كل ما خبأه من المؤونة السنوية للاستهلاك فان الثانية تنذره بنفاذ وفراغ مخزونات بعض المستهلكات الضرورية كإنذار اول فرغ مقدم وعلى هذا الاساس يصف المزارع بتاونات شهر ” فبراير ثقاب السراير وشواي الخماير وقطاع الذخاير ” ما يفيد ان هذا الشهر يكون احيانا مطيرا جدا لدرجة اضطرار المرأة الى ايقاد النار من قصب سقيفة مطبخها او تقتصر فقط على تحضير بعض الخمائر المقتصد على النار ما يفيد ان الفترة تكلف الاسرة نفقات استهلاكية اضافية تلزم الانسان توخي حكامة جيدة في تدبير حالات الطوارئ والخصاص كي لا يجد نفسه دون ذخيرة.

في شهر مارس: “الزراع يقول اسقيني ولا نموت والدرا تدقول احرثني ولا نفوت”

بداية عملية الحرث

بداية عملية الحرث

يمتد حسب نص الارجوزة الفلاحية من يوم 17 فبراير وينتهي يوم 16 ماي اذ يصادف منازل : اواخر فرغ مقدم. فرغ مؤخر . بطن الحوت . النطح . البطين . الثرية الدبران والنصف الاول من الهقعة والفصل ككل يعد مرحلة انتقالية من مناخ بارد الى معتدل وحار كما انه يشهد تغيرات مناخية يتوقى شرها الفلاح بتاونات بمثل معروف مفاده ” أعيد بالله من الجراد  دمارس ومن الوقفة دابريل ومن الضباب دمايو” اي ينبغي طلب اللطف من امور ثلاثة.

  • ·        احتياج الجراد خلال شهر مارس لأنه قد يتكاثر بشكل سريع موازاة مع ما توفره المزارع المزهرة له من كلا وتغذية.

  • ·        الشح المطري (الوقفة) خلال شهر ابريل لان المزروعات تكون بحاجة للأمطار بهدف اكتمال عمليتي نضج المحاصيل البكرية وابذار الزراعات المازوزية ( المتأخرة).

  • ·        سيادة اجواء غائمة خلال شهر ماي ان ازهار غالبية المغروسات ( خاصة الزيتون) تكون بحاجة لأجواء مشمسة وإلا ستصاب بتعفنات ذات الصلة بسيادة اجواء الرطوبة .

والمعروف ان شهر مارس يعد اولى شهور فصل الربيع حيث يصادف مرحلة الاعتدال الربيعي الا ان هذا الشهر حسب متضمن الحكم الشعبية يحمل دلالات ايحائية لاستشراف افاق ومستقبل المحصول الزراعي بوثوقية تامة على مجموع الانشطة الفلاحية :

ففيما يخص المزروعات فانه ” ما يخرج مارس حتى ادخل كل حبة براس” وفيما يخص المغروسات فان “الغرس حدو حاد مارس ” وفيما يخص تربية الماشية فان البهيمة تقول : اذا وصالتني نمارس وخا فيا غير الراس.

من هذا المنطلق يتضح أن  الفلاح بتاونات يعتبر شهر مارس كمحطة زمنية هامة قد تضمن له انتاجية زراعية وحيوانية مثمرة اذا ما احسن ضبط اجندة اشغاله اليومية منذ بداية موسم الحرث فالحبوب مثلا تكون في حاجة ماسة لأمطار تكميلية ولو ضئيلة خاصة عند منزله بطن الحوت (10-22 مارس) حيث ان ” الزراع تيقول اسقيني او نموت والدرا تدقول احرثني ولا نفوت” ما يدل على ان ” المناخ يكون حارا قد يسجل هبوب رياح الشركي” ما يستدعي امكانية تدارك امر المزروعات غير الناجحة اما بطرق وقاية مدعمة ( سقي اصطناعي ) او التفكير في الاقبال على مزروعات جديدة تتعايش وظروف الحر والقيظ كالذرة والخضروات والبطيخ بكل انواعه .

في مقابل ذلك يصادف الموسم نفسه منزله “بطن النطح” ( 23 مارس الى 25 ابريل) حيث يفيد المثل الشعبي ان تباشير محصول جيد تكون محتملة الوقوع بمجرد حدوث اضطرابات جوية مطيرة خلال المنزلة نفسها ف : ” اذا صبت فبطن النطح حزم نولادك وابرك على الشطح ” .

اما خلال ابريل فان تساقطاته تكون مفيدة للزراعات المزوزية خاصة اذا كانت في غضون منزلة “الثرية” ( 18 ابريل الى 1 ماي) بحيث يستفاد من نص المثل القائل ” اذا روت فالثرية احفر المطامر اللي عاد دارية” كون المحصول السنوي سيكون جيد وناجح. غير ان نص الارجوزة الفلاحية يعتبر ان ” النسيان” (27 ابريل حتى 3 ماي)) سبعة ايام مباركة . امطارها ذات وقع ايجابي على نمو النباتات خاصة المخصصة للرعي. ما يفيد هذا الشهر ينذر بقرب موسم الحصاد ونهاية الدورة الانباتية بحيث انه مل كيدخل ابريل تطلاع الغمرة من قاع البير . وفي نفس الوقت دليل واضح على تغير المناخ بارتفاع درجة حرارته تنفيذا لمتضمن نص المثل القائل : ” خلي الر او بات بر” اي يجب الاحتياط من مناخ الشهور المتضمنة لحرف الراء ( من شتنبر حتى ابريل حيث تتسم عادة بالمجال المتوسطي بارتفاع درجة حرارتها.

طقوس “غنجة” لدى اجبالة لتدارك انحباس المطر

عملية زرع الحبوب

عملية زرع الحبوب

كما هو معلوم ان الاسلوب الزراعي المعتاد بمناطق إقليم تاونات يتسم بسيادة الزراعات البعلية (البورية) اي انها كليا على رحمة السماء بسبب ندرة المياه المختزنة باطنيا الى جانب نوع التضاريس السائدة غير المساعدة على اعتماد اساليب ري غير مكلفة لهذا وعندما تسجل حالات العوز المناخي كانحباس المطر (الوقفة) مثلا فان المزارع المحلي تجده يستنجد ربه اللطف واغداق المطر بلا افراط ولا تفريط بترديد دعاء”الله يلطف بنا”  اثناء حديث مجمع العوام ودعاء “اللهم اسق عبادك وبهيمتك وانشر رحمتك واحي بلدك الميت ” اثناء تأدية صلاة الجماعة غير ان طول مدة هذا الانحباس تدفع بالمستنجد للاجتهاد اكثر في توسلاته ومناجاته ربه كي يبلغ القصد.

فالاستسقاء لغة : طلب السقيا من الله او من الناس اي انزال الغيث على البلاد والعباد يقال : استسقى وسقى الله عباده الغيث واسقاهم وفي الشرع : طلب سقيا الماء من الله عند حصول الجدب وانقطاع المطر.

من هذا المنطلق وعلاقة بصلب اشكالية الموضوع المعالج فان مجال الدراسة يكشف عن حقائق تجانب الصواب احيانا وتضرب عمق القصد بالتضاد احيانا اخرى ذلك ان طلب رحمة السماء بالمنطقة يتم بطريقتين اولاها ذات مرجعية دينية اسلامية محضة (تعرف بصلاة الاستسقاء) وثانيها تستمد مشرعيتها من حمولة العرف المحلي (تعرف بطلب الغيث) هذه الاخيرة ستكون محل اهتمام مقالتنا لنرى متضمن نصها ودلالة فحواها.

تفيد بعض الكتابات التاريخية كون ” طلب الغيث” له جذور عميقة بالحضارات القديمة المتعاقبة على المجال المتوسطي ذلك ان المعتقد السائد عند الأمازيغيين في هذا الشأن يفيد ان اله المطر انزر ” كان يغدق بخيراته كلما تم التقرب اليه بذبائح وقرابين من قبيل دمى تراسها فتاة مراهقة مغناج او غنجة يزج بها في احد الوديان ارضاء للإله…”

وكما هو معلوم ان منطقة تاونات هي ذات اصل امازيغي واسلامي ما يفيد ان تراثها الزراعي يجد متنفسا له في مرجعيتين متناقضتين : اولاها ما خلفته اسطورة “الاله انزر” وعشيقته “غنجة” وثانيها ما يتم ترديده من تهليلات وتبجيلات للحق الواحد الاحد مع فترات الانحباس المطري والمعروف محليا لطلب الغيث . يبدي مدى قلق وضجر المرأة المحلية من طول مدة الوقفة وهذا ما يدفع بمن يتمتعن بشعبية خاصة الى تنظيم شعائر هذا الاحتفال غير المنظم.

كالعادة يقمن النسوة، بإذاعة الخبر على مسمع الدوار صباحا اذ يقدمن المسنات ازيد من 40 سنة على تعطيل اشغالهن لتحضير مأدبة جماعية بالمسجد صداقة تختص اساسا في تحضير الكسكس بالخضر من غير لحم قصد اطعام الاطفال وكل من يتردد على المسجد ولو كعابر سبيل بمجرد ما يطهى طعام المأدبة بعد صلاة العصر عادة يتم مناداة اطفال القرية لمرافقة موكب المسنات والمراهقات في اتجاه احدى المساجد أو الأضرحة، حيث المكان المعهود لإطعامهم والوفد الحامل للأواني ‘السطول’ الممتلئة بالكسكس تتقدمه امرأة تحمل تمثالا من قصب تكسوه رداءة سوداء توهما منهن بإقدام غمامة ملبدة بالأمطار في المستقبل القريب وهن يرددن :

قدمنا النبي المختار       اب بكــــــر وعمــــر

غيثنـــا بالمطـــــــر     يـــــــا عزيز يا غفـار

موسى وعيســــــى   شــــــوق الجبالـــــة

وهـــــــم يقولــــــوا الغيث يـــــــــــــا الله

غيثنا بغيثك يـا الله  ارحم اعبادك يــــا الله

ياربي وارحمنــــــا        بجاه النبي قدمـنــــــا

يا ربي يا ربـــــــــي   جيب الشتا والغربــي

والزرع  يبسو عرقوا سقيه يا من خلقـــوا

الفولة العطشانـــــــة   ارويها يا مولانــــــــا

غايثوغايثو بهــــــا ربي الحبيب يرويهــــا

وحين العودة يرددن ايضا :

اغنجة منانـــــة        جيب الشتا زربانـــة

اغنجة يا غنجــة  جيب الشتا بالموجـة

اغنجة بالحلالق  جيب الشتا بالخنادق

بناء على مختصر الشعائر … كموروث عقائدي وثقافي للمرأة المحلية الملحاحة والمقدامة يتضح جليا كونها تناجي الحق سبحانه وتعالى بأنشودة دينية محمودة لحصول اللطف والرحمة بشان ري المزروعات العطشى غير طقوس العودة من الروضة كمركز تاريخي لمعتقدات متطرفة تتسم بإحياء الوفد لشعائر يجهل بل ويشك اصلها ودلالتها حينما ينفلت قصدهم باللفظ لا بالفهم  نحو مخاطبة غنجة كمركز لصلة الواصل مع اله المطر انزر المثبت في الاسطورة الامازيغية من جهة وكمركز للعطاء والمن ‘منانة’ من جهة اخرى كما ان صيغة المناجاة تغيب  فيها عناصر الرحمة والوسطية عندما يطلب ممن تتوسط توسلاتهم ‘عنجة منانة’ ان تجلب لهم المطر غزيرا طوفيا ( زربانة وبالخنادق ثم بالموجة) وهذا هو الجهل بعينيه.

طقوس طلب القيلة (الناوة)

على عكس انحباس المطر تسجل حالات امطار غزيرة مدة طويلة تعرف محليا ب (النواة) كمؤشر دال على تطرف مناخي استثنائي  بالمجال المتوسط هذا الوضع يقلق بال المزارع بتاونات  فتجده يتبادل الحديث في مجمع العوام بعبارات : الله اطييب علينا بغية حصول الاستصحار وانحباس المطر و ” الله يرحمنا قد النفع” كرغبة في رحم الله ( المطر ) بنوع من الاعتدال.

فمن الوجهة الدينية الاسلامية لم اصادف بابا يدعو الى تبني شعيرة او طقس لاتقاء شر المطر غير ان مكنوز ذاكرة المرآة بتاونات نفسها التي اخذتها كعينة ميدانية لطلب الغيث تتوق الى نجاعة مبادراتها احيانا في استجابة طلبها لانحباس المطر اذن فكيف يتأتى لها ذلك.

تندفع طائفة النساء المقدمات المشار اليهن سلفا على تحدي جسامة الاكراه المناخي البنيوي قيد التحليل عن طريق الاعلان عن مأدبة جماعية بمسجد الدوار بهدف مناجاة الحق سبحانه وتعالى الرأفة بحالين.

وعلى شاكلة طقوس تهيئ مأدبة طلب الغيث تقوم النساء على عجلة من امرهن بتحضير اطباق لفطائر من خلال تبرعات عينية تشمل الدقيق والزيت والملح اذ يتم تجميعها ابان جولتهن بالقرية من منزل لآخر طالبا لـ الاستصحار الذي يعرف محليا ب داردوش من خلال ترديدهن للأنشودة التالية :

داردوش مـــــــــــات              قيلــــــــة احمـــات

يا ربي اعطينا القيـلة          رحمـــــــة للات زاينة

يا ربي اعطنا الطياب          ميمونة جروها الدياب

حرث بطريقة تقليدية بتاونات

حرث بطريقة تقليدية بتاونات

فالأنشودة التي يتم ترديدها مناصفة بين امرأة رائدة تردد البيت الأول وموكب نسائي مجيب لها بالبيت الثاني تتضمن خطابا به كلمات دالة على طلب الاستصحار ك”داردوش” و”القيلة” ثم “الطياب” فاذا دل المصطلحان الاخيران القيلة والطياب بصريح اللفظ على متضمن القصد فان مصطلح داردوش يدل محليا على وضعية الاهتراء والتهشيم التي تعرفها الجدران الطينية للمنازل القروية غداة توالي الايام المطيرة بسبب تشبعها بالرطوبة اذ يقال كون الشيء “امدردش” يعني انه فقد متانته وصلابته واضحى مهشما وضعيف البنية.

وعليه فان البيت الاول من الانشودة كصيغة اشتراط مفادها ان :انعدام حالات التهشيم “داردوش” مات مرده الى ارتفاع درجة حرارة الجو ‘قيلة احمات’ غير ان البيتين الثاني والثالث هما عبارة عن صيغة نداء وترجي لله سبحانه وتعالى بحصول الاستصحار كطلب محمود ‘رحمة للات زاينة’ غير ان المتخيل الشعبي المحلي يبدو على ارتباط وثيق بماضيه وحاضره عندما يتلفظ بالويل والعتاب ‘ جروها الدياب’ ذات الصلة ب”اله المطر انزر”.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7183

اكتب تعليق

لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى