اختتام فعاليات “مهرجان تاونات الوطني لفنون العيطة الجبلية”

 اختتام فعاليات "مهرجان تاونات الوطني لفنون العيطة الجبلية"

اختتام فعاليات “مهرجان تاونات الوطني لفنون العيطة الجبلية”

اختتمت فعاليات “مهرجان تاونات الوطني لفنون العيطة الجبلية” ، الذي نظم من طرف وزارة الثقافة وبتعاون مع عمالة تاونات و المجلس الإقليمي والجماعة الحضرية لتاونات؛ على مدى 5أيام:18و 19 و20 و21و22 يونيو 2014 في دورته الثالثة تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، في أجواء طبعها الإرتجال وعدم الإقبال المكثف لسكان تاونات والضواحي على منصة العروض الموسيقية.

وباستثناء الوم الأول من السهرة التي حضرها الكاتب العام للعمالة والبرلمانيين في الإقليم ومدير الفنون بوزرارة الثقافة والمدير الجهوي للثقافة ورؤساء الجماعات وبعض المسؤولين ؛التي بدت الساحة المحاذية لعمالة تاونات غاصة بالجمهور المتفاعل مع الفقرات الموسيقية، حيث استطاعت الفنانة شامة الزاز وفرقة المرحوم الحاج محمد العروسي شد انتباه الجمهور إلى حين انتهاء عروضها؛فإن باقي الأيام لم تكن في مستوى تطلعات فعاليات المدينة والإقليم وضيوفه.

من جهته، قال حسن هرنان، المدير الجهوي لوزارة الثقافة، جهة تازة الحسيمة تاونات، إن “المهرجان في دورته الثالثة حقق مكاسب مختلفة من أهمها تجديد التواصل مع سكان الإقليم وجهاته، وكذا تمكين فرق العيطة العريقة من التعريف بنفسها للجيل الراهن و وتسليم موروثها الفني للأجيال القادمة”.

وأضاف أن “احتضان تاونات لهذا المهرجان كان بناء على مقومات عديدة، راعت فيها وزارة الثقافة خصوصيات الإقليم على اختلاف أبعادها، ما ساهم في خلق اتحاد فني، تجلى في مشاركة جميع الفرق التي تبدع في فنون العيطة الجبلية”.

وأضاف هرنان، أن “المهرجان سعى إلى دعوة عدد من الفرق المتشبعة بفنون العيطة من مختلف أقاليم المغرب، ما جعل فعالياته تتسم بتنوع الوصلات الغنائية وإن كانت جميعها تصب في لون فني واحد هو “العيطة الجبلية”، ما قاد الجمهور إلى الالتحاق بمنصة العروض ومتابعة فقراته باهتمام وتجاوب ، سيحتفظ به الإقليم ضمن سجل تاريخه وتراثه الطويل”.

واحتضن المهرجان الوطني للعطية الجبلية فقرات غنائية ورقصات العيطة الجبلية لمجموعة من الفرق الشعبية المعروفة بهذا النوع الغنائي من أبرزها السمفونية الجبلية (تتكون من 5 فرق محلية من تاونات برئاسة هشام العوام)وفرقة راضية التازي(لها 16شريط فني )وفرقة رشيد البوزيدي من تاونات(فرقة يمتد عملها في هدا الطرب الفني لما يقارب 30سنة) وفرقة محمد الكوشي من تاونات(يمتد رصيدها الفني إلى ما يقرب 30سنة) وفرقة لبراهمي احساين(رصيدها الفني يمتد ما يقارب 40سنة في مجال العيطة الجبلية) وأركسترا عبد الرحمان رميش من تاونات (رصيدها هي الأخرى لها أكثر من 30سنة) وفرقة الدقة الرودانية من تارودانت برئاسة اسماعيل اسقرو ؛والدي حمل على عاتقه لواء إعادة إحياء فن الدقة في ربوع تارودانت بعد أن طاله الإهمال وكاد ينسى وينقرض؛وفرقة المرحوم محمد العروسي برئاسة عبد الرحيم دادون أحد تلامدة الراحل العروسي؛وتعتبر الفرقة الموروث الفني للمرحوم أمانة في عنقها.

كما شاركت ضمن فقرات هده الدورة الثالثة الفنانة المتميزة شامة الزاز صاحبة فن أعيوع والصوت الجميل والفن الأصيل ؛رصيدها أكثر من 60شريط فني ؛والفنانة عائشة أحمو والتي تعتبر من أشهر فنانات تماويت بالمغرب؛والتي تنحدر من جماعة سيدي المخفي بعمالة إقليم إفران.وفرقة كريمة الطنجاوية من طنجة؛لها رصيد لما يقارب 20سنة ؛وأغانيها لها بعد اجتماعي ؛صدر لها مؤخرا ألبوم من كلمات الفنان عبد المالك الأندلسي.ومجموعة لخماس برئاسة محمد بن ابراهيم وهي من الفرق المحافطة والمجددة لفن العيطة الجبلية بمدينة الشاون؛وتعمل مند ما يقارب 25سنة في الميدان.وفرقة الجوق الفني للطقوطقة الجبلية برئاسة الفنان أحمد الحساني ؛وتتميز كغيرها من الفرق بالحفاظ على الموروث الفني للعيطة الجبلية وفرقة عبد السلام الساحلي من مدينة القصر الكبير وفرقة ولد محجوبة من مدينة وزان .ومن الفنانين الأجانب المشاركين في هدا المهرجان نجد الفنان الإسباني ألبيرتو لوبيز أحد أشهر عازفي قيتارة الفلامينكو؛في حين غابت فرقة الدبكة اللبنانية للفلكلور الشعبي لأسباب غير معروفة …
وخلال هدا المهرجان تم تكريم إسمين بارزين في مجال العيطة الجبلية وهما الفنان بوعلام العسري المعروف ببوعلام الصنهاجي من مواليد 1يناير1967 ببني قرة بتاونات حيث بدأ مشواره الفني سنة 1978؛له أعمال فنية كثيرة منها أزيد من 10أشرطة فنية.
كما تم تكريم الفنان علي الدكري المشهور بعلي التاوناتي الدي ولد في فاتح يناير1956 بتاونات.الفنان التاوناتي شارك في العديد من التظاهرات الفنية؛وتوج مساره الفني هو الآخر بإنتاج أكثر من 10أشرطة فنية مواضيعها كلها تصب وتتحث عن حياة الإنسان في الجبال والهجرة والمرأة والطبيعة والحب وغيرها من المواضيع .

وشمل اليوم الأول من الأنشطة الموازية للمهرجان تقديم ندوة علمية بعنوان “العيطة الجبلية:التاريخ والجمالية”أطرها الأساتدة الدكاترة:حسن البحراوي وسالم الكويندي ومحمد الخراز؛وغاب عنها الباحثون من إقليم تاونات .
وفي اليوم الثاني كان الجمهور على موعد مع حفل تأبين الفنان الفقيد محمد العروسي من تقديم وتنشيط الأستاد ادريس الوالي(مدير جريدة صدى تاونات) حيث كانت مناسبة لأبناء وأصدقاء الفقيد خاصة إبنه مصطفى العروسي المقيم بإسبانيا وابنته شرفة المقيمة بفاس وأصدقاءه وعلى رأسهم عبد الواحد الدهبي (باحث في العيطة الجبلية)وأسمهان عمور (إداعية) والفنان عبد المالك الأندلسي والفنان الزوبعي والفنانة شامة الزاز والإداعي الحسين العمراني؛ كانت مناسبة لهؤلاء للتدكير بمناقب وخصال المرحوم العروسي الدي سلم روحه لباريها يوم 14/2/2014 تاركا حرقة كبيرة في قلوب محبيه وعاشقي الأغنية الشعبية الجبلية .أبدع على مدى 40سنة؛وتوج مساره بإنجاز أكثر من 500أغنية.شارك في عدة محافل وتظاهرات وطنية ودولية؛ونال عدة جوائز وشهادات تنويه وتكريم من بينها تكريمه لأول مرة سنة 2007 بطهر السوق بمناسبة احتفال صدى تاونات بدكراها 13 من التأسيس.

في الصدد ذاته، حرص المهرجان على تحقيق أنشطة اقتصادية موازية سطرها ضمن برنامجه ، تتمثل في تنظيم معرض جهوي للصناعة التقليدية قرب مقر بلدية تاونات ، بمشاركة صناع تقليديين من الإقليم والجهة .

يشار إلى أن المهرجان يعتبره الجميع بدون استثناء مكسبا مهما للإقليم بل يشكل قفزة ثقافية نوعية بالإقليم لمقاربته جنسا إبداعيا ميز عبر التاريخ منطقة اجبالة بصفة عامة ومنطقة تاونات بصفة خاصة؛لكن على المسؤولين سواء وزارة الثقافة أو عمالة الإقليم أو المجلس الإقليمي أو بلدية تاونات أن يقوموا بتقييم هده الدورة و الدورات السابقة للوقوف على مكامن القوة والضعف لتجاوز الأخطاء والمعيقات في الدورة القادمة؛وأن يتم إشراك الجميع دون حسابات ولا إقصاء من أجل تطويره وضمان استمراريته عبر الدورات المقبلة بشكل مهني ويستجيب لإنتظرات المولعين بهدا اللون.

ادريس المزياتي

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7183

اكتب تعليق

لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى