قضية بان كيمون و مسيرة 13 مارس على قناة الجزيرة الأنجليزية في برنامج “Inside Story” بقلم:عبد الله عزوزي

سمير بنيس مدير موقع أخبار عالم المغرب

سمير بنيس مدير موقع morocco word news

تاونات:جريدة”تاونات نت”/في هذا البرنامج الذي يقدمه الصحفي كامهال سنتامريا (Kamahl Santamaria)، استضاف يوم 17 مارس 2016 كلا من المغربي سمير بنيس ، مدير موقع  MoroccoWorldNews.com ، و الجندي من أصل يوناني، كريستوس تستسوليس (Christos Tsatsoulis) الذي عمل مع عناصر القبعات الزرق التابعة لهيئة الأمم المتحدة ضمن تشكيلة المينورسو، و الديبلوماسي البريطاني Carne Ross، الذي يُعرف بكونه كاتباً في الشؤون الدولية و مؤسس منظمة “الديبلوماسي المستقل” (Independent Diplomat) و هي منظمة استشارية في الشؤون الديبلوماسية.

تميز البرنامج بالمرافعة العلمية التي قدمها الخبير في شؤون الصحراء، سمير بنيس، وبالموضوعية و التجرد الذي ميز الجندي السابق الذي عمل بالمدن الجنوبية المغربية و التي أقر فيها بحيوية الدور اللوجستيكي الذي كان يقدمه المغرب للبعثة الأممية بالصحراء و الذي بدونه يستحيل للبعثة أن تبقى على قيد الحياة، و أضاف بأن الطبيعة القاسية للمناخ الصحراوي يستحيل معها قيام مجتمع له مقومات النشأة و البقاء.

لكن، أكثر ما  صدمني في البرنامج هو النبرة الحادة و المتحاملة للديبلوماسي البريطاني الذي كان أكثر انحيازا من بان كيمون نفسه، رغم أنه رئيس منظمة تَدَّعي الحياد و الإستقلالية. كارن روس هذا، وفي معرض رده على سؤال الصحفي عما إذا كان يليق برئيس هيئة الأمم المتحدة أن لا ينتبه لما يتفوه به ، و أن لا يكون حذراً في اختيار مصطلحاته، أجاب بأن ” بان كيمون يعرف ما يقول و يعرف تمام المعرفة ما يريد، و أنه تَعَمَّد وصف المغرب بكونه بلداً محتلا لكي يثير انتباه الرأي العام الدولي لمعاناة ساكنة تندوف التي عمَّرت طويلا، و بأنه يحس بذنب أخلاقي أن لا يكون ملف التسوية بين الطرفين المتنازعين  قد حقق أي تقدم يذكر، و ولايته قد أوشكت  على الإنقضاء قبيل  مَتَمِّ السنة الجارية..” !

وأضاف كارن روس (Carne Ross) في مداخلته تلك بأن ” السخط و الإنتفاضة التي قابل بها المغرب تصريحات الأمين العام الأممي لا تعدو أن تكون بروباغاندا (propaganda) هدفها هو تشتيت تركيز المنتظم الدولي عن جوهر المشكل الذي يتعلق بمصير 350000 صحراوي محتجز لأزيد من أربعة عقود” !

كارن روس مع عبد العزيز المراكشي

كارن روس مع عبد العزيز المراكشي

تصريحات هذا الديبلوماسي المستفزة جعلتني أبحث عنه أكثر مباشرة بعد نهاية البرنامج (المعروض شريطه حاليا على موقع هسبريس). فبعد أقل من بضعة دقائق و جدت تفسيراً للغته العدائية للسيادة المغربية و المنحازة للأطروحة الإنفصالية. كارن روس هذا يبدو أنه درس على قائد الإنفصاليين، محمد بن عبد العزيز، في كل من نيويورك و تندوف،و  و الصورة خير شاهدٍ و دليل.

كانت هناك عدة رسائل حاول كارن روس بثها على الهواء مباشرة و التي يقويها بقوله أنه مُلِمٌّ جدا بملف نزاع الصحراء و أنه عاصر و اشتغل مع جميع الموفدين الأمميين للصحراء؛ لكن مهما كان، هناك استنتاج آخر  لا يقل أهمية و خطورة عن تلك التصريحات، ألا وهو أن جبهة البوليساريو ليست نائمة، و أنها لا تدير معاركها ضد المملكة من تحت سقف الخيمة الصحراوية ولا من تحت رمال خنادق الجدار العازل، و إنما داخل صالونات المحافل العالمية و مكاتب مكيفة في العواصم الدولية و على رأسها نيويورك و كوبنهاغن و ستوكهولم و لندن، فضلا عن مدريد و الجزائر العاصمة.

عبد الله عزوزي

تاونات :السبت 16 جمادى الآخر 1437هـ الموافق لـ 26 مارس 2016

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7183

اكتب تعليق

لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى