الباحث إبن إقليم تاونات محمد جبرون:الحديث عن “دولة الرسول”…فكرة لا تستند إلى أساس

الباحث جبرون

الباحث إبن إقليم تاونات محمد جبرون

عن جريدة “هسبريس” – محمد الراجي/قال الباحث المغربي محمد جبرون إنّ الحديث عن وجود دولة الرسول صلى الله عليه وسلم، أو الدولة المدنية في عصره، فكرة لا تستند إلى أساس، معتبرا أنّ الأمر لا يتعلق بدولة، بقدر ما كان “مجرد كيان مؤسساتي بسيط جدا”، شكّل امتدادا لكيانات مثله كانت موجودة قبل الإسلام.

واستطرد جبرون، الذي حلّ ضيفا، السبت18يونيو 2016، على مؤسسة “مؤمنون بلا حدود”، في قراءة علمية لكتابه “نشوء الفكر السياسي الإسلامي وتطوره”، قائلا: “المسلمون في المشرق والمغرب يتحدثون عن دولة الرسول ودولة المدينة، ولكن لو سألت أحدهم: ما هي هذه الدولة وأين تتجسد مؤسساتيا وإداريا وكيف كانت تدير شؤونها ومن ماذا كانت تتكون، وهل لها قيادة؟ ستجد أن هذه الفكرة تكاد تكون ساذجة جدا”.

واعتبر المتحدث أنّ الأدوات التي بنيت بها “دولة الرسول”، سواء كفكر إداري أو أمني أو كأساليب، هي المادة الخام التي وُجدت قبل الإسلام، وكانت موجودة في محيط الإسلام، لافتا إلى أنّ هذا “الكيان البسيط” لم يكن النصّ حاضرا في توجيه تدبير شؤونه وإدارته، مستدلا بكون “النبي لم يَردْ عنه حديث يتحدث عن قضايا معيّنة باعتبارها ثَوابتَ يجب أن تكون موجودة في هذا الكيان”.

وأوضح صاحب كتاب “نشوء الفكر السياسي الإسلامي وتطوره”، الفائز بجائزة المغرب للكتاب هذه السنة، أنّ الرسول حين بدأ يراسل ملوك جواره السياسي جاءه أحد الصحابة فقال له إن الملوك لا يقبلون الرسائل إلا إذا كانت حاملة لخاتم (طابع)، فتقبّل الرسول الأمر وكان يختم رسائله قبل إرسالها، “وهكذا نشأت الأمور نشأة عقلانية ومدنية وتطورت طبيعيا ولم يكن فيها أثر كبير جدا وحضور قوي للوحي”، يقول جبرون.

وأضاف أنّ جل النصوص التي ارتبطت بالأحداث السياسية لم يكن الوحي فيها سابقا للقرار السياسي، بل كان المسلمون يتصرفون ويتخذون قراراتهم بحضور النبي وقيادته، ثم يأتي الوحي معقّبا على تصرفاتهم، فيُصحّحها أو يوجّهها أو يزكّيها، وتابع المتحدث: “بمعنى أن المسلمين لم يكونوا ينتظرون الوحي، ولا تدخّلَ النص، بل كانوا يتصرفون بمحض إرادتهم وما يمليه تقدير الموقف وتقتضيه المصلحة”.

وبخلاف عدد من المفكرين المسلمين الذين قالوا إن التاريخ الإسلامي لم تكن فيه دولة دينية كما هي معروفة في الغرب إبّان سيطرة الكنيسة، ويتحدثون في المقابل عن “دولة إسلامية مدنية”، قال جبرون إن التاريخ الإسلامي شهد نماذج للدولة الدينية، خاصة في العصر العباسي؛ حيث كان الدين سلطة سياسية إلى جانب كونه سلطة دينية، موضحا أن “الاستبداد الذي مارسه العباسيون كان استبدادا دينيا، فيما مارس الأمويون استبدادا مدنيا لكونهم لم يعتمدوا على النص الديني بقوة كما هو الحال في العصر العباسي”.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7235

اكتب تعليق

لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى