أنقذوا إقليم تاونات من حبل المشنقة…صرخة من أجل الإنسان

انتحار صورة ارشيفية

انتحار صورة ارشيفية

محسن كفحالي:جريدة”تاونات نت”/أصبحت عملية الانتحار بتاونات تثير السؤال بين مختلف الأوساط الاجتماعية خصوصا و أنها تمس فئات عمرية مختلفة و يقدم عليها الجنسين . لا يكاد يمر شهر عن حالة انتحار في هذا الدوار أو ذاك أو في هذه المنطقة أو ذاك حتى تسمع حالة جديدة في هذه المنطقة أو ذاك . عرفت سنة 2015  حسب بعض الإحصائيات 25 حالة انتحار  معلن عنها ، حيث أقدم شاب و شابة في يوم واحد بجماعة تفرانت دائرة غفساي  ، الشاب الذي ينحدر من دوار تويرة و البالغ 25 عاما وضع حدا لحياته بواسطة حبل ربطه في جدع شجرة ، و في نفس اليوم بدوار تلغراص أقدمت فتاة عمرها 18 سنة على وضع نهاية لحياتها عبر شرب مادة سامة و تعود أسباب الحادث حسب بعض المصادر إلى رفض  ولدها خطبتها من طرف أحد الأشخاص .

و بدوار البوهادي بجماعة كلاز ، أقدمت عازبة في عقده الخامس يوم 04 ماي 2015 على وضع حد لحياتها شنقا ، و في يوم الثلاثاء 28 أبريل 2015 استفاق دوار بوعزون على وقع حادث انتحار أقدم عليه شاب في 32 سنة  من عمره  بمنزل أسرته ، في  حين اهتزت ساكنة تاونات يوم السبت 28 نونير 2015 بعد صلاة العشاء على وقع عملية انتحار شاب بالطابق العلوي بمقر سكناه في القلايع في ظروف غامضة ، المنتحر في عقده الثالث و متزوج و أب لثلاثة أطفال ، و يمارس مهنة بائع متجول و كان يقيم في الديار الفرنسية قبل العودة  إلى موطنه تاونات .

سنة 2016 لم تختلف عن سابقتها في مدينة تاونات بخصوص ظاهرة الانتحار، بحيث أعلنت عن نفسها منذ شهر يناير و ذلك بانتحار فتاة  في 16 سنة من عمرها باستعمال مادة سامة بدوار الشرفات العليا المحاذية لبلدية طهر السوق ، و عرف شهر فبراير حالات متعددة ، حيث شهد يوم الخميس 04 فبراير بدوار القوسين بجماعة تفرانت انتحار تلميذة في 14 سنة من عمرها كانت في عطلة دراسية و تجهل أسباب إقدامها على هذا الفعل رغم تفوقها الدراسي و بعدها  بيومين فقط و بدوار الصميعة بجماعة تمزكانة أقدم شاب على الانتحار في ظروف غامضة ، و بعدها بيوم أي يوم 07 فبراير و بدوار حجر الزيامة وضع شاب حدا لحياته .

و تشير بعص الإحصائيات للحالات المعلن عنها أن تاونات تحتل المراتب الأولى ظاهرة الانتحار ، حيث سجلت 25 حالة سنة 2015 و 23 حالة سنة 2003و 21 حالة سنة 2005، الأرقام توضح هول الظاهرة و مدى إنتشارها في صفوف التاوناتيين .

إنتحار أنواع

إنتحار أنواع

  •        لماذا تاونات ؟

من يحلل الأرقام دون معرفة إقليم تاونات ، سيظن أن مدينة تاونات مدينة صناعية بامتياز ، تضع أفرادها تحت تأثير الأنشطة الاقتصادية ، مما يجعلهم يعيشون تحت ضغط نفسي اجتماعي، يفضلون معه عدم الاستمرار في الحياة ، لكن مدينة تاونات تتميز ببساطتها و مناظرها الخلابة وجبالها الرائعة ، من المفروض أن تكون قبلة لتخفيف ضغط الحياة ، يجب أن تكون قبلة للحياة ، المفارقة تطرح  إشكالية مهمة حول الظاهرة و المجال و التحديدات الاجتماعية ، أي تفسير يقدمه أهل الاختصاص   للظاهرة ، أكان تفسيرا نفسيا أو دينيا أو سوسيولوجيا ؟

  •       رأي أهل الاختصاص  :

تختلف تفسيرات المقدمة للظاهرة الانتحار بين التفسير السوسيولوجي و الديني و النفسي ، و يبقى السوسيولوجي الفرنسي إميل دوركايم من المفكرين الذي حاولوا تفكيك ظاهرة الانتحار ،  من خلال البحث في العوامل الاجتماعية التي تساهم في ارتفاع معادلات الانتحار عند  جماعة مقارنة بجماعة أخرى ، لأن دوركايم كان مهتما بالتوضيح التباين في معادلات الانتحار ن و انطلاقا من دراسته وصل إلى أ ن نسبة المنتحرين غير المتزوجين أكثر من المتزوجين و أن نسبة الانتحار تقل في  صفوف النساء عن الرجال و في فترات الإضطرا السياسي  ، كما أنه قسم الانتحار إلى أربعة أنواع ، الانتحار الأناني ، الإيثاري ، اللامعياري و القدري  .

الانتحار الأناني : غالبا ما يحدث عندما يكون الاندماج الاجتماعي ضعيف أو معدوم . حيث يكون الفرد غير منسجم مع الوحدة الاجتماعية الكبرى ، و نتيجة الذاتية المفرطة للفرد و ضعف الضمير الجمعي يسعى الفرد لمصلحته الخاصة   فيصبح معزولا عن الجماعة .

الانتحار الايثاري: عندما يكون الاندماج الاجتماعي قوي جدا .

الانتحار اللامعياري : عند اضطراب ضوابط المجتمع ، و ترتفع معادلات الانتحار اللامعياري  إذا كانت الاضطرابات إيجابية ( الانتعاش الاقتصادي ) أو سلبية ( الكساد الاقتصادي )

الانتحار القدري : يظهر في المجتمعات القمعية أكثر من اللازم ، الأمر الذي يجعل الناس يفضلون الموت على الاستمرار في العيش داخل المجتمع .

 و يربط التحليل النفسي الانتحار باليأس و فقدان الأمل ، حيث يعتبر هذا الأخير من أكثر الدوافع الشائعة للرغبات الانتحارية خاصة لدى شديد الاكتئاب و الفصاميين  ، أما دين يعتبر الانتحار جريمة في حق النفس البشرية و تعود أسبابها إلى غياب الوازع الديني و عدم إكتمال المعنى الإيماني في نفس البشرية ، لأن الإيمان الصحيح يفرض الثقة و اليقين في الله تعالى و الرضا بقضاء الله تعلى و قدره .

  •      تعقيب : لا للانتحار …

النظرية ضرورية للفهم و تفسير الظاهرة ، لكن إسقاطها على مجتمع ما  دون تبيئها يبقى دون معنى ، لكن الأساسي هو المجتمع التاوناتي عرف تحول اجتماعي- تحول طرأ على الأسرة و المؤسسات التعليمية ….  – لم يعد ذلك المجتمع البسيط القائم على التضامن ، لكن هناك متغيرات جديدة لا بد من أخذها بعين الاعتبار، مهما كانت دوافع الانتحار نفسية اجتماعية ثقافية تبقى عملية مدمرة للذات البشرية و بالتالي يجب على الكل الفاعلين التدخل لحمايتها ، من الدولة التي يجب أن تعيد الاعتبار لهذه المنطقة التي طالها التهميش لعقود كثيرة  ، و ذلك عن طريق وضع برامج اقتصادية و اجتماعية  تلبي طموحات الساكنة   ، تدخل المؤسسات التعليمية و الأسرة في دور تكاملي يهدف إلى تتبع سلوكات الأفراد و التغيرات الممكنة من أجل فهمها و توجيهيها ، ة أخيرا لا بد من تدخل المجتمع المدني و منحه الإمكانيات اللازمة من أجل نشر ثقافة الحياة .

  •        المجتمع المدني يدخل على الخط بتنظيم ندوة علمية حول ظاهرة الانتحار بتاونات

ندوة فكرية حول ظاهرة الإنتحار نظمها منتدى الوحدة  للأ بحاث و الدرسات في   العلوم الإنسانية

ندوة فكرية حول ظاهرة الإنتحار بإقليم تاونات  نظمها منتدى” الوحدة للأ بحاث و الدرسات في العلوم الإنسانية”

تغلغل الظاهرة في الإقليم حرك المجتمع المدني للتنظيم ندوة فكرية حول ظاهرة الإنتحار من طرف “منتدى الوحدة  للأ بحاث و الدرسات في   العلوم الإنسانية” ، و من تأطير أساتذة في تخصصات متعددة ، و خلصت الندوة إلى أن ظاهرة الانتحار متفشية في الإقليم و يجب البحث عن سبل الكفيلة لمعالجتها ، و المعالجة لن تأتي إلا بالتوعية و التحسيس و اقتحام المؤسسات التعليمية و الانفتاح على الأسر أكثر .

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7186

اكتب تعليق

لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى