بعد 22 كلم مشيا تحت حرارة مفرطة قمع مسيرة العطش إلى عمالة إقليم تاونات

محتجون قادمون من احدى دواوير جماعة اجبابرة

محمد العبادي:جريدة” تاونات نت”/ تعرض عشرات الشيوخ والشبان والكهول زحفوا من دوار القلة بجماعة اجبابرة على الحدود مع جماعة اورتزاغ الى مقر عمالة تاونات،يوم 18يوليوز2016 في مسيرة حاشدة، للحصار والتعنيف عند مدخل مدينة تاونات الجنوبي على يد القوات العمومية.

 المسيرة الحاشدة قدمت لايصال معاناة ساكنة دوار تناهز 5000 نسمة الى السلطات الاقليمية، واذا بالمشاركين فيها الحاملين للاعلام الوطنية وصور جلالة الملك ولافتات يتعرضون للحصار بدءا من حجرية على بعد 23   كلم عن مدينة تاونات. من هناك أعطيت الأوامر لانزال جموع المسيرة من على سيارات النقل الخاصة والعامة، من هناك وتحت حرارة شمس لافحة، قدم هؤلاء المحتجون لايصال أصوات معاناتهم مع التزود بالماء الشروب والعزلة المطبقة على دوارهم، اضطر هؤلاء قسرا اتمام المسيرة على الأقدام، وهنا أخطأ المسؤول الذي قرر محاصرة المسيرة عند جماعة مزراوة  معتقدا ان اصوات المعاناة لن تصل الى السلطات الاقليمية بمقر العمالة، وأن إلحاح المحتجين سيكبح، وأن اصوات المحتجين ستبح، وأن “البراهش” كما نعثم أحد رجال السلطة سيقهرون مشيا وعطشا قبل ان يصل صوتهم الى مقر عمالة الاقليم.

هذه هي مسيرة العطش في اتجاه عمالة تاونات قادمة من دوار القلة بجماعة اجبابرة

عزم وثبات المشاركين في المسيرة لم ينكسر بعكس ما اريد لهم، بل خلق غصة في حلق المسؤولين … نتيجة ارتباك حركة السير على الطريق الجهوية رقم 408 الرابطة بين غفساي وتاونات والطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين ملتقى الطرق (تاونات – غفساي – عين عائشة)  وصولا الى مقر العمالة.

عدسة جريدة “تاونات نت” و”صدى تاونات”، تابعت مسيرة العطش الى العمالة عن كثب، وعاينت زحف المسيرة الراجلة باتجاه المدخل الجنوبي لمدينة تاونات، حيث نقطة المراقبة الامنية الدائمة، هناك اصطفت مختلف قوى الأمن العمومي، القوات المساعدة والدرك الملكي والأمن الوطني، في محاولة فاشلة لكبح تقدم المسيرة الراجلة باتجاه مقر العمالة، هناك اعطيت أوامر للقوات المساعدة المدججة بالزراويط لصد حشود المسيرة التي قاربت 100 شخص، حيث تعرض العديد منهم للتعنيف وسحب الهواتف النقالة وهناك سقط شيخ يقارب عقده الثامن مغمى عليه تحت أقدام عناصر القوات المساعدة ليتم نقله على متن سيارة الاسعاف الى مستعجلات المستشفى الاقليمي بتاونات …

قوات عمومية تحاصر المحتجين بمدحل مدينة تاونات

 وأمام اصرار المحتجين على ابلاغ رسالتهم الى مسؤولي الاقليم  وللحكومة بعدما تنكر لهم المسؤولين المحليين، اضطر مسؤول أمني باللباس المدني لاقناع باقي المسؤولين الامنيين والسلطات للسماح لحشود المسيرة بمواصلة مسيرتها، وهو قرار صائب كان من الأجدر اتخاذه منذ البداية وعدم تكرار أخطاء مسيرة العطش الراجلة سابقا من دائرة تيسة عبر عين عائشة، وهكذا انتهت جموع المسيرة الى مقر العمالة لينتظم الجميع في وقفة احتجاجية حاشدة رفعت من الشعارات ” محمد السادس ملكنا واحنا جينا باش يضربونا”، وغيرها من الشعارات التي تعكس مدى المأساة والمعاناة والعذاب الذي يكتوي بناره سكان هذا الدوار بنسائه واطفاله وشيوخه وشبابه، انها مأساة العطش التي لاحت في الأفق مع فصل الجفاف.

اجتجاج شديد بتاونات في صيف حار من أجل قطرة ماء

جريدة “تاونات نت”، توصلت بشكاية دوار القلة بجماعة اجبابرة بقيادة بوشابل الى عامل اقليم تاونات، مفادها ان ساكنة الدوار التي تناهز 5000 نسمة تعاني من نقص حاد في الماء الشروب، مع صعوبة التنقل في الحصول عليها، كما أن الصهريج المائي الذي يتم توزيعه عن طريق شاحنة مرتين في الاسبوع غير كافي .

عشرات الشيوخ والشبان والكهول زحفوا من دوار القلة بجماعة اجبابرة للإحتجاج من أجل توفير لهم الماء الشروب  أمام مقر عمالة تاونات

وتضيف الشكاية “اننا نعيش ازمة جفاف، يؤدي الثمن ابناؤنا المتمدرسين الذي ينشغلون عن دراستهم بجلب الماء، صهريج الماء الذي يتم توزيعه ليلا يجعل البعض يستفيد دون الآخر في اطار محسوبية وزبونية، دوار بلا ماء ولا كهرباء ولا طريق… هذه هي ظروف عيش ووضعية الساكنة بدوار القلة” ياعامل الإقليم”، هذا هو الدوار الذي فقد السنة الماضية سيدة حامل ومولودها بعدما توفيت في الطريق وهي بصدد وضع حملها نتيجة تدهور وسوء الحالة الطرقية للدوار.

المشاركون في المسيرة حاملين للاعلام الوطنية وصور جلالة الملك ولافتات يتعرضون للحصار من طرف القوات العمومية في مدخل مدينة تاونات (تاونات السفلى)

 ممثل الدوار بالمجلس الجماعي لجماعة اجبابرة ونائبا لرئيس الجماعة، رافق المنتخبين في المسيرة الاحتجاجية، قائلا في تصريح لجريدتي “تاونات نت” و”صدى تاونات”، ان ضغط الظروف القاهرة التي يعيشها سكان الدوار من نذرة الماء وغياب الكهرباء وسوء الطريق، هي التي أججت غضب الساكنة لايصال صوتها الى مسؤولي الاقليم، وأن استفحال الضغط سيجعله يقدم استقالته من عضوية المجلس الجماعي  على اعتبار أن الساكنة اختارته في صندوق الاقتراع لتحسين اوضاعها لا أن تزداد سوءا”.

الشيخ الجلالي مغمى عليه بعد صد مسيرة العطش بمدخل تاونات الجنوبي

وكشف المصدر نفسه، أن اللقاء الذي تم عقده مع الكاتب العام للعمالة مع مندوبين عن المحتجين المشاركين في المسيرة، انتهى بتهدئة الوضع عبر مد ساكنة الدوار بصهاريج مياه بسعة 24 طن في كل 48 ساعة عوض حصتين هزيلتين مرتين في الاسبوع، في انتظار تفعيل انجاز مشروع الربط بالماء الشروب الذي تعثر انجازه قبل 16 سنة.

التعنيف ضد أحد المحتجين في المسيرة عند مدخل مدينة تاونات الجنوبي على يد القوات العمومية

وعلى إثر هذاه الإعتداءات التي قامت بها القوات العمومية تجاه مسيرة إحتجاجية سلمية للمطالبة بالماء الشروب وتحسين ظروف عيش ساكنة الدوار بجماعة اجبابرة ؛فإن المركز المغربي لحقوق الإنسان بتاونات ليستنكر هذه الإعتداءات ويطالب المسؤولين بتحقيق مطالب هده الساكنة المشروعة موجها نداءا مستعجلا للحكومة من أجل التسريع في إنجاز مشاريع تقريب الماء من المواطنين خاصة أن إقليم تاونات هو الخزان الأول في المغرب من حيث الثروة المائية  من حيث عدد السدود لكن للأسف فساكنته لا تستفيد من هذه الثروة الهائلة من المياه حسب نفس البيان.

= صور أحداث مسيرة العطش التقطتها كاميرا بعدسة “صدى تاونات” و”تاونات نت”