المجتمع المدني بتاونات يتعزز بميلاد أول حركة تطالب الدولة بجبر الضرر،وسياسيون يحذرون من التهديدات(…)

منصة الندوة:المريزق يتوسط اللقماني واحجيرة

منصة الندوة:المريزق يتوسط اللقماني واحجيرة

نبيل التويول: موقع “تاونات نت”- تغطية خاصة /تحت شعار ” قادمون من أجل الحق في الثروة الوطنية ” أعلن حزب الأصالة والمعاصرة بجهة فاس مكناس عن تأسيس حركة جبالة ونفتخر، قادمون وقادرون وذلك عقب اللقاء التواصلي الذي نظمه حزب “الجرار”  على شرف النسيج الجمعوي بدائرة غفساي “من أجل مناقشة  الحركات الاجتماعية وتقاطعات الرؤى بين السياسي والمدني”  بحضور ثلة من الأكاديميين، وخبراء سياسيون ومدنيون، وبعض رؤساء الجماعات الترابية بإقليم تاونات،وحشد كبير من سكان”  قبيلة بني زروال  الذين حلوا بقبيلة سلاس  ” الكارة ” في إنزال غير مسبوق للمشاركة في  عملية إطلاق أول حركة مدنية بتاونات  تطالب الدولة بجبر الضرر إلى جانب ساكنة سلاس، في اللقاء التواصلي الذي احتضنته قاعة الاجتماعات التابعة لجماعة أورتزاغ يوم الأحد 07 غشت 2016.

وافتتح اللقاء بالوقوف تحية للنشيد الوطني،  و تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم ترحما على  الروح  الطاهرة للمشمول برحمة الله وعفوه الأستاذ يوسف حجي على إثر انتقاله  إلى جوار ربه ليلة  31 يوليوز 2016 بعد صراع مرير مع مرض عضال لم ينفع معه علاج.

و تمحور اللقاء التواصلي حول  جدوى التقاطعات في الرؤى بين مختلف مكونات الحركات الاجتماعية بالمنطقة،  لاسيما التقاطعات المرتبطة بالتفاعلات السياسية، والمدنية التي خيمت على أجواء المشهد السياسي والحقوقي طيلة مرحلة ما سمي ب ” الربيع العربي ” وسؤال الثروة الوطنية الذي أصبح يروج بشكل متكرر  داخل الحركة السياسية والمدنية منذ الخطاب الملكي الذي وجهه  العاهل المغربي للأمة سنة 2015 ؟؟ سيما داخل  القبائل الجبلية المهمشة والفقيرة  التي لم تستفيد من ثروات الوطن طيلة العقود الماضية، ولا تتوفر على أدوات تمكنها من النضال  لأجل تحقيق  حقوقها التاريخية  كقبيلتا سلاس وبني زروال موازاة مع ما تشهده باقي الجهات  المحظوظة  التي تحظى باهتمام خاص من طرف الدولة المغربية وشهدت  تطورا ملموسا في البنى التحتية، والخدمات الاجتماعية،  والتجهيزات الأساسية، وانعكس بشكل إيجابي على   مستوى مؤشرات التنمية الاجتماعية، والاقتصادية، والبشرية، نتيجة سياسة الأوراش الإستراتيجية الكبرى التي دشنتها بلادنا،  والتي بدأت تعطي ثمارها، وفي مقدمتها  مشروع سد الوحدة، باعتباره مفخرة ورصيدا  لكل المغاربة في المجال الكهرومائي، وما له من تأثيرات ايجابية  مباشرة على  إنعاش الفلاحة  الوطنية، و تصديرها إلى الخارج  لجلب العملة الصعبة، وتقليص تبعية بلادنا للغرب في مجال الطاقة الكهرومائية، والذي يعتبر صمام أمان  الأمن المائي بالمغرب نظرا للمخزون المائي الهائل  الذي يوفره للجهات والأقاليم المستفيدة من هذه الخيرات،  و الذي قدمت فيه ساكنة قبيلة سلاس   تضحيات جسيمة على حساب تقليص وعائها العقاري، وإتلاف مزارعها الفلاحية التي غمرتها مياه السد، وضياع حقولها التي كانت تحتوي الآلاف من العمال والفلاحين، و هدم خط السكك الحديدية  الذي كان يفتح سلاس  بأحد أضخم الموانئ الوطنية، والإجهاز على الطريق الرابطة بين الوردزاغ ” الكارة ” ووزان، وجرف الملحة، التي أدت بشكل كبير إلى انغلاق  سلاس على محيطها الإقليمي والجهوي الغربي، وربطها بالأسواق الوطنية الحيوية، ناهيك عن تسبب مياه سد الوحدة في  تدمير و طمس المعالم التاريخية والروحية  للقبيلة  من مساجد عتيقة، وكنائس، وأضرحة، ومراكز سياحية تراثية  ” القنية التي تدخن ” ومعمل  الفضة، هذه المعالم التاريخية   التي تثبت تجدر الهوية الحضارية لقبيلة سلاس، والذاكرة المحلية الغنية بإرثها الثقافي المتميز، دون أن يستفيد المواطن السلاسي  من حقه في ثروات بلده، ومن  أي برنامج تنموي  شمولي يعيد الاعتبار لهذا الجزء من الهوية الوطنية، ويعوض  الخسائر الاقتصادية، والثقافية، والعقارية والديمغرافية  الفادحة  الناجمة عن هذا المشروع  الذي  ترك  أثارا وخيمة نتج عنها في غضون عقد من الزمان ، انتشار مظاهر الفقر والهشاشة، ولجوء الشباب إلى تعاطي المخدرات، وتفاقم ظاهرة الانتحار بشكل غير مسبوق، وازدياد عدد المعطلين، وانتشار المختلين عقليا في الشوارع العامة، وسيادة الخطاب السياسي  التحريضي  وخطابات العنف و الكراهية بين أبناء الشعب الواحد، و  دخول منطقة سلاس في انكماش اقتصادي خطير، و  تراجع ديمغرافي دخل مرحلة العجز  مند سنة 2014،  بفعل  تنامي ظاهرة  الهجرة العكسية، و نزوح الساكنة المحلية  صوب المدن، وتقليص الدوائر السياسية في الوقت الذي كان يتوقع فيه غالبية المتشائمين بقبيلة سلاس أن تغدو منطقتهم مدينة سياحية ، بفضل موقعها الاستراتيجي الذي يربط شمال تاونات بجنوبه، وما تزخر به من مؤهلات اقتصادية وثقافية قل نظيرها على مستوى الإقليم.

لقاء الوردزاغ تتبعه جمهور غفير من اسلاس

لقاء الوردزاغ تتبعه جمهور غفير من اسلاس

الدكتور مصطفى لمريزق مؤسس حركة جبالة ونفتخر استهل  مداخلته بالحديث  عن  شعار الحركة ”  قادمون وقادرون من أجل الحق في  الثروة الوطنية ”  مبرزا  أن الهدف وراء تأسيس هذه الحركة التي تضم أزيد من 32 إطار مدني  هو الاشتغال على برنامج سياسي وثقافي واجتماعي واقتصادي إلى جانب عقد سلسلة من اللقاءات بين الحركة و المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ووالي جهة فاس مكناس، وعامل  عمالة إقليم تاونات، وإعداد أرضية للترافع على  مجمل الملفات الاجتماعية والقضايا التي تستأثر باهتمام المواطن الجبلي.

وأكد  لمريزق أن أرضية  المشروع مستوحاة من خطاب جلالة الملك محمد السادس  بمناسبة الذكرى الخامسة عشر لعيد العرش  الذي تسائل فيه عن أين تذهب الثروة الوطنية ؟؟  مؤكدا بأنه ” لا يمكن في مغرب محمد السادس والألفية الثالثة أن يستمر الوضع على ما هو عليه بالمناطق الجبلية من تهميش وظلم اجتماعي،  مطالبا  الدولة المغربية بتحقيق العدالة المجالية والمساواة بين المواطنين  بالدار البيضاء و طنجة و الرباط أو الكويرة  أو فاس،  وبين المواطن الجبلي بقبيلة سلاس. ولم يفت مؤسس حركة جبالة ونفتخر  الإشارة إلى الهندسة الاثنية لقبيلة سلاس موضحا  أن ”  أهل المسار وولاد سيدي محمد السني  وعين دلما  وابران وولاد بنشريف  هم  الفضات الخمس الأوائل الذين شكلوا النواة الأساسية منذ القدم لنشأة  قبيلة سلاس.

كما أطلق لمريزق إسم ” عبد الله بن حسون ” على أشغال الدورة الأولى لأول ملتقى  قبلي  يلتقي فيه أبناء  قبيلتا سلاس وبني زروال في مرحلة ما بعد الدولة العصرية بحضور أزيد من  700 مواطن ومواطنة الذين حلوا بما  أسماها ” بين الويدان ”  من مناطق متفرقة  ببني زروال ، وبعض القبائل المجاورة دعما للقضية السلاسية،  ملتمسا من رئيس جماعة أورتزاغ والسلطات العمومية   اتخاذ إسم ” قاعة عبد الله بن حسون ”  كإسم رسمي لقاعة الاجتماعات التابعة لجماعة أورتزاغ نظرا لرمزيته كعالم مغربي كبير  تواجد بقبيلة سلاس في القرن السادس عشر.

من جهته دعا  الدكتور امحمد اللقماني باسم  المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة أعضاء حزبه    بالتحلي بروح المسؤولية  تجاه  قضية المواطن السلاسي، محذرا المتخاذلين منهم باتخاذ تدابير غاية في الصرامة تجنبا للوقوع  في حرج  أمام  المواطنين والمواطنات. كما طالب الدكتور اللقماني مسئولي حزبه  على مستوى مجلس جهة فاس مكناس المشاركين والمشاركات في إعلان حركة جبالة ونفتخر، بمضاعفة جهودهم  من أجل إيقاف ميزانية المجلس الجهوي  حتى يتحقق حق جهة جبالة، ومنطقة سلاس وبني زروال في الماء الصالح للشرب، والصحة، والتعليم  والطريق…

كما حث  عضو المكتب السياسي بحزب الأصالة والمعاصرة بعبارات حازمة مرشحي حزبه  بعد نجاحهم في استحقاقات السابع من أكتوبر 2016 التشريعية  بأخد  القضية الجبلية على عاتقهم، وإيصال مطالب حركة جبالة ونفتخر إلى قبة البرلمان.

منصة الندوة

منصة الندوة

وعن الأدوار الدستورية التي أوكلها  المشرع المغربي للمجتمع المدني اعترف الدكتور اللقماني  أن دستور 2011 أعطا للفاعل المدني  الصفة الدستورية إلى جانب الفاعل السياسي؛ مبرزا أن اللقاء التواصلي الذي احتضنته قاعة الاجتماعات التابعة لجماعة أورتزاغ  يأتي في سياق   أجراة  هذه الوظيفة الدستورية من تحسيس، وتوعية،  وتنظيم، وتأطير، وتعبئة، وضغط، وترافع، ونقل للمطالب الاجتماعية من الأسفل إلى الأعلى .

وزاد اللقماني أن ” الفاعل  السياسي والمجتمع المدني يتقاطعان  في مسألة  تبني مطالب الشعب  والمجتمع ككل،وترتيبها وفقا للأولويات،من أجل إدراجها في السياسات العمومية، مشددا على أهمية تحقيق التكامل بين الفاعل السياسي والفاعل المدني  في الوظيفة الإستراتيجية لخلق المواطن، والديمقراطية، على اعتبار أن الديمقراطية لا يمكنها أن تتحقق في مجتمع جائع وجاهل وخائف، بل الديمقراطية يفرضها المواطن،  والمواطن في حاجة إلى الوعي، والوعي يأتي بفعل المجتمع المدني والفاعل السياسي،  موجها رسالته إلى كافة المنظمات الأهلية  أن تضع يدها بيد الفاعل السياسي الحقيقي من أجل إيصال المطالب الاجتماعية إلى مؤسسات  صناع القرار.

محمد احجيرة رئيس جماعة تمزكانة قدم في مداخلته صورة قاتمة  عن الوضعية الاجتماعية والاقتصادية  لجماعة أورتزاغ  ” قبيلة سلاس ” موردا  بأنه ” في الوقت الذي كان الجميع ينتظر فيه  تحول مركز أورتزاغ والدواوير المجاورة إلى شبه بلدية  تتوفر فيها ظروف الحياة الكريمة، وفضاءات العمل، ومتنفسات للطلبة… لكن ما تحقق لا يرقى إلى مستوى تطلعات الساكنة المحلية باستثناء بناء قنطرة.

وشدد  مرشح حزب الأصالة والمعاصرة بدائرة غفساي في الاستحقاقات التشريعية للسابع من أكتوبر 2016 على أهمية الاستماع  لساكنة ” قبيلة سلاس “هذه القبيلة العظيمة التي ارتبط اسمها تاريخيا بالنضال والعلم والعقل والفطنة والحكمة ” معترفا أن التنوع القبلي الموجود بإقليم تاونات هو غنى للوطن”.

فيما حذر احجيرة من تصرفات بعض أبناء  قبيلة سلاس الذين لم يستوعبوا بعد المضمون الواضح الذي حمله الخطاب الملكي  بمناسبة تخليد الذكرى 17 لجلوس الملك محمد السادس على عرش المملكة المغربية، مبرزا أن  التهديدات التي تلقاها أعضاء حزبه مند تحرك الجرار صوب ” قبيلة سلاس ” ، وتحرك إرادة “حركة جبالة ونفتخر نحو المطالبة بالحق في الثروة الوطنية ”  حتى اهتزت فرائسهم،  لأنهم غير ملتزمين بالصدق والشفافية مع المواطن التاوناتي، ودعاهم إلى إعادة الاستماع من جديد إلى مضمون الخطاب الملكي.

وشدد رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس جهة فاس مكناس على أن ” مروجي خطابات التهديد، والكراهية بين أبناء الشعب الواحد، والعابثون بالاستقرار في الوطن  ليست لهم القدرة على المس بشعرة واحدة من أخر مواطن لم يحضر اللقاء،  بالمقابل يدنا ممدودة لكل الإرادات الحسنة، وكافة  الأحزاب السياسية  التي تحترم نفسها لكي نشتغل على مشروع تنموي.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7235

اكتب تعليق

لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى