وجه الشرطة الحقيقي…”الكومندار” الحسوني وحلم طفل بتاونات

عادل العزيزي-تاونات:”تاونات نت”//-في أحد أيام الصيف الهادئة، وبينما كانت شمس ما بعد العصر تنعكس على أرصفة مدينة تاونات، كان “الكومندار” الحسوني يقود سيارة الأمن بزيه الرسمي كعادته اليومية، يؤدي واجبه في تنظيم حركة السير، وسط ضجيج السيارات، وتقاطع الأصوات بين أبواق العجلات، وتململ السائقين في زحمة الطريق، لم يكن يتوقع أن يشهد لحظة صغيرة ستظل محفورة في ذاكرته للأبد.
وبينما كان يتفقد الطرقات عند أحد التقاطعات، لفت نظره طفل صغير يقف على الرصيف، يرتدي زي شرطي يشبه كثيرا زيه الرسمي، كان الطفل منهمكا في التقاط صور لنفسه بجانب الطريق، وكأنه يعيش حلمه بأن يكون شرطيا حقيقيا.
ابتسم “الكومندار” الحسوني، ثم أوقف سيارة الأمن أمام الطفل بهدوء، تفاجأ الصغير وبدت الدهشة على وجهه كأن حلمه قد خرج من خياله وتجسد أمامه، الشرطي الحقيقي الذي طالما شاهده من بعيد، أصبح الآن واقفا أمامه، يحييه بكل ود…
بادر “الكومندار” الحسوني بتحية الطفل بحرارة، ثم طلب منه أن يلتقطا بعض الصور معا، لم تكن تلك اللحظة عادية؛ فالطفل، بابتسامته العريضة وعيونه اللامعة، شعر كأن حلمه بدأ يتحقق، التقطت الصور، وابتسم الجميع من حولهم.
ذلك الموقف لم يكن مجرد لحظة طريفة أو استراحة عابرة من ضجيج العمل، كان موقفا إنسانيا صادقا، أثبت فيه “الكومندار” الحسوني أن خلف الزي الرسمي قلبا ينبض بالتقدير، وأن دعم الأحلام لا يحتاج إلى جهد كبير…أحيانا، يكفي أن تبتسم، أن تتوقف دقيقة، أن تمنح الأمل.
وفي نهاية اليوم، عاد الشرطي إلى عمله، والطفل إلى منزله، لكن كليهما حمل معه ذكرى جميلة لا تنسى..
لم يكن هناك كاميرات، ولا إعلام، ولا ترتيب مسبق، ولم يعلم أحدهما أن قصتهما ستنشر لاحقا، وستملأ صورتهما صفحات مواقع التواصل، كل ما فعله، فعله بدافع نقي، بدافع إنساني بحت، بدافع ابن البلد الذي لا ينتظر الشكر أو الظهور، فقط يشعر بأن عليه أن يفعل ما يستطيع.
هذا المشهد ليس استثناء، بل هو عينة من مشاهد كثيرة تحدث يوميا في شوارعنا دون أن توثقها الكاميرات، حيث يتحرك رجال ونساء الأمن، الدرك، القوات المساعدة والوقاية المدنية بدافع الواجب والضمير، وليس بدافع الظهور أو التقدير.
تحية “للكومندار” الحسوني و لكل من يرى في وظيفته أداة لخدمة الناس لا وسيلة للسلطة..
تحية لرجال الأمن الذين يؤمنون أن بناء الوطن يبدأ بلحظة إنسانية صادقة…
تحية لكل من يحمل قلبا حيا خلف زيه الرسمي…
تحية لكل من يرى في موقعه مسؤولية إنسانية قبل أن تكون وظيفة، فهؤلاء هم الصورة المشرقة للمغرب، وهم الأبطال الحقيقيون في صمتهم وتواضعهم…