عمر رابح : قطاع النظاراتيين بتاونات يعيش العشوائية ونطالب بتدخل الجهات المسؤولة

كريم باجو -تاونات:”تاونات نت”/- قطاع النظاراتيين بإقليم تاونات يعيش عشوائية وممارسات مما يثير امتعاض المهنيين وقد أجرت مجلة ‘صدى تاونات’ وموقعها الإلكتروني ‘ تاونات.نت ‘ زيارة لمقر عمل النظاراتي المبصاري عمر رابح لمعرفة واقع حال المهنة والتحديات التي يواجهونها كمهنيين في القطاع منذ مدة طويلة ، حيث أجرت معه الحوار التالي :
س.: بداية مرحبا بك أستاذ عمر بالمؤسسة الإعلامية ‘صدى تاونات ‘ حدثنا بداية عن نشأتكم ومساركم التعليمي وصولا إلى إمتهانكم هذه المهنة ؟
ج.: “بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أولا نرحب بكم ونشكركم ، اذن عمر رابح من مواليد عين مديونة بتاونات متزوج وأب لبنت وولد درست كل أسلاكي التعليمية بتاونات و حاصل على دبلوم نظاراتي مبصاري  بالمعهد العالي للبصريات بأوكرانيا خاركوف المدينة وأشغل منذ 14 سنة ممارس في الميدان”.
    س.: طيب أستاذ حبذا لو تعطينا نبذة تعريفية عن طبيعة  تخصصكم بالضبط ؟
ج.:”نعم إذن مهنة نظاراتي مبصاري هي مهنة شبه طبية منظمة بظهير شريف14 أكتوبر 1954،فهناك النظاراتي أي( (Opticien Lunettier بالفرنسية vient du mot lunettes) ، هو الذي يختصر دوره على تطبيق (éxécution ) الوصفة الطبية لطبيب جراحة العيون ويبيع الزجاج والإطار الطبيين ، والصنف الثاني هو النظاراتي  المبصاري Opticien Optométriste) ) الذي يقوم بقياس النظر للعين السليمة ب  الراديو Auto-réfractomêtre )) وهناك شروط وقوانين طبعا تنظم هذه الحالات وأنا شخصيا أفضل استعمال كلمة (Le client /patient)  للزبون لأن الهدف ليس تجاريا فقط بل هو تصحيح للبصر بالزجاج الطبي، مثلنا مثل  المتخصص في ترويض العينين(L’ orthoptiste )  مدة تكوينه الدراسي ثلاث سنوات جامعية ..

  والنظاراتي المبصاري هو الآخر درس ثلاث سنوات أو أربع (سنة تأهيلية )  في المستوى الجامعي ويقوم بقياس البصر  للعين (السليمة) في غياب الطبيب ، إلا أن هناك حالات ممنوعة قانونا قياس نظرها : مثلا؛ العين التي يكون بها نقص حاد للبصر la forte myopie  وحول العينين (le strabimse)  والشخص الذي يقل عمره عن  13 سنة وكذلك الذي لا يزيد عمره عن 70 سنة فما فوق ، بمعنى ان الأشخاص الذين تكون حالتهم مستعصية مثل أصحاب أمراض الجلالة ( La cataracte ) أو الضغط الدموي المرتفع في العين Le glaucome)) أصحاب داء السكري.

     إذن هاته الحالات ممنوع علينا كمبصاريين قطعا أن نقيس عيونهم بل نوجههم للطبيب الاختصاصي الجراح الذي يفحص اعينهم Le fond d’œil  ويعمل على علاجها .
    أما إذ كانت حالات العين سليمة وأنتم تعرفون الآن بأن التلاميذ واليافعين كلهم يشغلون الهواتف الذكية والشاشات الرقمية من أجل بحوثهم لساعات طوال الشيء الذي يشكل ضررا مباشرا على العين حيث الأشعة الزرقاء تؤثر سلبا على  الشبكة وبالتالي يجب حمايتها بالزجاج الطبي ..


     إلا أنه في الواقع  هناك  أشخاص عشوائيون  يقومون ببيع الزجاج الطبي وغير الطبي ناهيك على أنهم يقيسون البصر للزبناء ، وهذا  ما يسمى ب (انتحال صفة)  وممنوع قانونا ؛ بحيث نجدهم في الأشهر الأخيرة قد طغوا على الساحة بكثرة ونشتكي منهم نحن المبصاريون كما يشتكي منهم الأطباء  المختصون في جراحة العيون بالمدن الكبرى إذ انطلقت هذه الظاهرة من الدار البيضاء وانتقلت إلى فاس والمدن الأخرى وهي موجودة حتى في المدن الصغرى كتاونات على سبيل المثال والجماعات المجاورة لها كعين مديونة وتيسة وتاونات المدينة ومرنيسة طهر السوق واخلالفة إلخ…،وهم بذلك يضرون بشكل مباشر بعيون الأشخاص كونهم لم يدرسوا هذا التخصص وبالتالي ممكن ان يتسببوا في أمراض مستعصية على المستوى البصري للمريض لا قدر الله …
بالإضافة على أنهم لا يتوفرون لا على دبلوم أو تكوين  يؤهلهم ولا على تراخيص من الوزارات المختصة،وبذلك فعلى السلطات المعنية أن تبث في هذه الظاهرة المتفشية وتحاربها ،وسبق لي أن تحدثت في الموضوع  بجريدة “صدى تاونات” عدد 325 ماي 2017 ، وإلتمست آنذاك من السلطات المحلية والمعنية التدخل للحد من هذا المشكل ، ولم يتم التفاعل معي لحد الساعة مما جعل هؤلاء المتطفلين على المجال يتكاثرون ، وفي سنة 2019م ؛وجهت طلب لقاء السيد عامل الإقليم حيث كنت آنذاك كاتبا عاما للنقابة الجهوية لفاس بولمان للمبصاريين وأتيت بطلب رسمي من النقابة ، فتم توجيهي إلى باشا تاونات المدينة؛ فلم يحصل التنفيذ وطلبت تشكيل لجنة مكونة من ممثلين عن  مندوبية الصحة والحماية الإجتماعية والداخلية والزملاء الحاصلين على الشواهد في مجال النظاراتيين،وننطلق من مكتبي ومن ثبت أن ليست له شهادة في هذا المجال وجب أن تؤخذ في حقه جزاءات قانونية ويغلق مكتبه لأن هذه المهنة الشريفة  لها قوانين تضبطها وتنظمها وحفاظا أيضا على سلامة وصحة عيون المواطنين .


س.:   أستاذ وصلنا إلى نهاية هذا الحوار نترك لكم كلمة أخيرة ؟
 ج.:” في الختام لا يسعني إلا أن أشكر ‘صدى تاونات’ في شخص مديرها الغائب الحاضر الصحفي الكفء الاستاذ ادريس الوالي صديق الدراسة والشكر موصول لكم الساهرين على هذه المجلة دون أن ننسى توجيه شكر خاص للجهات المختصة من الداخلية ومندوبية الصحة والحماية الإجتماعية كقطاع ننتمي إليه  بتاونات ، طالبا البحث في الموضوع السالف الذكر والتدخل لإرجاع الأمور إلى نصابها ، تحت القيادة الرشيدة  لصاحب الجلالة دام له النصر والتأييد والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته “.

تاونات

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.