محمد الزروالي:”تاونات نت”//- في خطوة فنية نوعية، خاض الفنان الكوميدي المغربي (إبن مدينة تاونات) بوجمعة البطيوي أولى تجاربه في عالم السينما الدرامية من خلال مشاركته في فيلم قصير يحمل عنوان( Evasion 1944فرنسا) ، من إخراج المخرج المغربي الواعد سعيد حسبي.
هذا العمل الفني استطاع أن يلفت الأنظار دوليًا، حيث توّج مؤخرا بجائزة بلاتينية مرموقة كـ أفضل فيلم درامي قصير في مهرجان Evasion 1944 Independent Shorts Awards بهوليوود، أحد الملتقيات السينمائية المستقلة البارزة في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية.
ويمثل هذا التتويج محطة مشرّفة في مسار البطيوي، الذي اشتهر لدى الجمهور المغربي بأدواره الكوميدية الشعبية التي رسخت اسمه في الذاكرة الفنية، خاصة في الأعمال التلفزيونية والمسرحية.
ويعدّ خوضه لتجربة درامية بهذا العمق والتمكن شهادة على تعدد مواهبه وقدرته على كسر النمط المعتاد والتألق في أدوار مركبة ومغايرة.
الفيلم ( Evasion 1944فرنسا) يعالج موضوعًا حساسًا مرتبطًا بالذاكرة الاستعمارية والصراع الإنساني والهوياتي خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تمزج القصة بين الألم التاريخي والبعد الإنساني، في سردٍ بصري مكثف ومؤثر.
وقد أشاد النقاد بأداء البطيوي الذي فاجأ المتابعين بأداء درامي ناضج ومتزن، عكس نضجًا فنيًا وتطورًا في مساره كممثل محترف.
وفي تصريح للمخرج سعيد حسبي، عبّر عن سعادته بالتعاون مع بوجمعة البطيوي، مؤكدًا أن “اختياره للبطيوي لم يكن اعتباطيًا، بل إيمانًا بقدرته على تجسيد الشخصية بعمق إنساني بعيد عن الابتذال، ونجح في تقديم دورٍ مغاير أعاد تقديمه كوجه درامي واعد“.
جدير بالذكر أن مهرجان Independent Shorts Awards – Evasion 1944 يعتبر من أبرز الفعاليات السينمائية التي تكرّم الإنتاجات المستقلة ذات الطابع الإبداعي والتجديدي، ويمنح جوائز تقديرية لأفلام من مختلف الجنسيات، ما يجعل تتويج فيلم مغربي ضمن فعالياته إنجازًا يُحسب لصناعة السينما الوطنية.
ويُنتظر أن يفتح هذا التتويج أفقًا جديدًا للفنان البطيوي، ويؤسس لمرحلة جديدة في مشواره الفني تتسم بالتنوع والانفتاح على تجارب سينمائية عالمية، خاصة بعد هذا الاعتراف الدولي الأول من قلب عاصمة السينما العالمية.
ويُعد بوجمعة البطيوي من الوجوه الفنية البارزة في المشهد الكوميدي المغربي، حيث اشتهر بأدواره الساخرة والعفوية التي لامست وجدان الجمهور، سواء عبر الشاشة الصغيرة أو على خشبة المسرح.
بدأ مسيرته الفنية من مدينة تاونات، واستطاع أن يفرض نفسه بفضل موهبته الفطرية وحضوره القوي. وقد شارك في عدد من السيتكومات والمسلسلات الناجحة، إلى جانب عروض مسرحية نالت استحسان الجمهور.
ويتميز البطيوي بأسلوبه الخاص الذي يجمع بين السخرية والنقد الاجتماعي، مما جعله محبوبًا لدى شرائح واسعة من المشاهدين.
نجاح فني وجماهيري يثبت أن الفن الصادق يتجاوز التصنيفات وأن بوجمعة ليس فقط نجمًا في الضحك، بل أيضًا قادر على لمس القلوب بصدق الأداء الدرامي…
ألف مبروك للفنان بوجمعة البطيوي…ولباقي زملائه في لفريق الفني والتقني…