إدريس المزياتي :”تاونات نت”//- علمنا من مصدر خاص أنه سيتم تكريم العالمة المغربية (إبنة إقليم تاونات) نجاة مختار ضمن كوكبة من النساء المغربيات الرائدات في مجالات مختلفة بمدينة الرباط بمناسبة عيد العرش المجيد الذي يخلد هذه السنة الذكرى السادسة و العشرين لتربع جلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين.
تعد نجاة المختار، المنحدرة من إقليم تاونات، أول امرأة عربية ومغربية تتقلد منصب نائبة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية (AIEA)، حيث ترأس قسم العلوم والتطبيقات النووية داخل المؤسسة الأممية، ما يجعلها واحدة من أبرز الوجوه العلمية على الساحة الدولية.
في إنجاز غير مسبوق، تُوّجت العالمة المغربية نجاة مختار بجائزة “المرأة العربية لسنة 2025” في شهر ماي من السنة الجارية في العاصمة البريطانية لندن، اعترافاً بمسارها العلمي المتألق وإسهاماتها الرائدة في مجال العلوم النووية، وكذا بدورها المحوري في تمكين النساء العربيات داخل الحقل العلمي.
مسار أكاديمي عالمي يبدأ من المغرب
بدأت رحلة هذه العالمة الاستثنائية من جامعة محمد الخامس بالرباط، حيث اختارت منذ بداياتها التخصص في مجال دقيق وحيوي: علوم التغذية والمواد الغذائية.
وقد واصلت دراستها العليا بجامعة ديجون الفرنسية، ثم انتقلت إلى كندا لتحصل على دكتوراه من جامعة لافال في التغذية وعلم الغدد الصماء، قبل أن تختتم رحلتها الأكاديمية بمرحلة ما بعد الدكتوراه في جامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة الأمريكية، واحدة من أعرق جامعات العالم.
امرأة في قلب القرار العلمي الدولي
منذ التحاقها بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، فرضت نجاة مختار اسمها كأحد أعمدة البحث العلمي النووي، حيث تقود جهوداً كبرى لتطوير استخدامات العلوم النووية في مجالات الصحة والزراعة والماء والبيئة. غير أن تميزها لا يقتصر على الجوانب التقنية فقط، بل يمتد إلى مناصرة العلم المنفتح والشامل، والدفاع عن مشاركة المرأة في مجالات كانت حكراً على الرجال لعقود.
وفي هذا السياق، تم تكريمها خلال حفل أقيم يوم 1 ماي 2025 بفندق The Carlton Tower Jumeirah بلندن بالمملكة المتحدة، وسط حضور شخصيات مرموقة من عوالم السياسة والبحث العلمي والإعلام، حيث نوه المنظمون بإسهاماتها العلمية والتزامها الراسخ بدعم حضور النساء العربيات في العلوم الدقيقة.
قمة المرأة العربية… صوت نسائي من تاونات يُسمع في العالم
وقبيل تسلمها الجائزة، شاركت نجاة مختار في قمة المرأة العربية التي نُظمت في Lancaster House التاريخي بلندن، على مقربة من قصر بكنغهام، حيث أدلت بمداخلة لاقت صدى واسعاً، دافعت فيها عن رؤية علمية عادلة، تشجع على إشراك النساء العربيات في مراكز القرار والإبداع.
رسالة أمل للأجيال الصاعدة
تكريم نجاة مختار ليس فقط احتفاءً بمسار عالِمة مغربية، بل هو أيضاً رسالة قوية مفادها أن النساء العربيات قادرات على الوصول إلى أعلى المراتب متى توفرت لهنّ الفرص والدعم. إنها قصة فتاة من تاونات حلمت ذات يوم أن تسهم في خدمة الإنسانية بالعلم، فتحولت إلى وجه عالمي يُشار إليه بالبنان.
إنها نموذج مُلهم يجمع بين التميز العلمي، والإصرار الشخصي، والالتزام الإنساني… نموذج يجعل من نجاة مختار رمزاً مغربياً وعربياً يليق به أن يُحكى، ويُلهم.