فريق بحث مغربي-بريطاني من ضمنه إبن تاونات الخنشوفي يكتشف “أغرب ديناصور في العالم”

إدريس المزياتي:”تاونات نت”//- كشف علماء مغاربة وبريطانيون مؤخرًا عن ديناصور غير اعتيادي من نوعه، أُطلق عليه اسم Spicomellus afer، ويُصنّف على أنه أقدم أنواع الـأنكيلوصورات المدرّعة المعروفة حتى الآن. الأدلة الأحفورية جاءت من جبال الأطلس المتوسط بالضبط بالمجال الترابي التابع لإقليم بولمان بجهة فاس مكناس، مما يضع المغرب في دائرة الضوء العلمي مرة أخرى.

فرقة البحث المغربية–البريطانية  التي أصدرت هذه الدراسة العلمية الحديثة نجد من ضمنها الأستاذ الجامعي المغربي عبد السلام الخنشوفي (عضو منتدى كفاءات إقليم تاونات/ أستاذ جامعي للبيئة والتنمية المستدامة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس) بمعية فريق بحثي يضم كلاً من البروفيسورة Susannah Maidment من المتحف البريطاني للتاريخ الطبيعي وجامعة برمنغهام والبروفيسور Richard Butler من جامعة برمنغهام، والمدير المشارك للمشروع والأساتذة: ادريس وغاش، خديجة بومير، من جامعة سيدي محمد بن عبد الله والدكتورة كوثر الشراي، و الدكتور أحمد أوسو.

(للإشارة الدكتور الخنشوفي الباحث في علم الجيولوجيا ؛ سبق له أن كان مديرا سابقا للمعهد الوطني للنبتات الطبية والعطرية بتاونات (الوكالة الوطنية للنباتات الطبية والعطرية حاليا).

تفاصيل الاكتشاف:

  • العمر الزمني: عاش هذا الديناصور قبل حوالي 165 مليون سنة، في العصر الجوراسي المتوسّط
  • مكان العثور: موقع الاكتشاف يقع في منطقة El Mers III في الأطلس المتوسط قرب بولمان، التابع لجهة فاس – مكناس
  • قياسات ومظهر: كان طوله حوالي 4 أمتار (13 قدمًا) ووزنه يتراوح بين 1 إلى 2 طن

ما يجعله “أغرب”:

  1. أشواك ملتحمة بالعظام
    الأحفورة كشفت عن أشواك متطاولة مدمجة مباشرة في الضلوع والعظام، وليست ضمن الجلد كما هو معتاد في الديناصورات الأخرى، مما يجعل تركيبها فريدًا للغاية.
  2. طوق عنقي مدرّع بأشواك عملاقة
    امتد من عنقه طوق عظمي مرصع بأشواك بطول يقارب المتر (87 سم)، تشبه طول عصا الجولف، تُعدّ الأكثر غرابة في أي ديناصور معروف حتى الآن
  3. دروع وأشواك في مناطق إضافية
    امتدت أشواك أخرى على الظهر، فوق الوركين، وعلى الجانبين في شكل صفائح حادة أو شفرات
  4. ذيل مزوّد بأسلحة مبكرة
    انعقاد بعض فقرات الذيل يشير إلى وجود سلاح ذيلي (مثل هراوة)، ما يجعله أقدم ديناصور معروف يحمل مثل هذه الميزة، قبل ظهورها بـ30 مليون سنة في الأنكيلوصورات الأخرى.

الوظائف المحتملة لهذه الهياكل:

  • حماية ذاتية: رغم كثافة الأشواك، يرى الباحثون أنها قد استخدمت كدفاع ضد الحيوانات المفترسة، لكن تعقيدها يُضعف هذا التفسير.
  • عرض جنسي أو اجتماعي: الاختلافات الكبيرة في هذه الهياكل، والتشبيهات مع ريش الطاووس أو قرون الغزلان، تدعم فكرة أنها تطوّرت لجذب الشريك أو لتنافس بين الذكور على السيطرة أو الجذب.

مَن وراء الاكتشاف؟:

  • الدكتورة سوزانا مايدمنت (Natural History Museum, London)، قادت الفريق البريطاني.
  • الدكتور إدريس أورحاش (جامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس)، كان الرأس المغربي للفريق.
  • الفريق ضم باحثين من جامعة برمنغهام والبِنَى المحلية في المغرب

أهمية علمية ووقع وطني ودولي:

  • يتحدى هذا الاكتشاف أفكارًا طويلة الأمد حول تطور الأنكيلوصورات، إذ يُظهر أن أجسامها درعها المعقد تطورت في وقت مبكر ولم تكن تدريجية كما كان يُعتقد.
  • يُعزّز مكانة المغرب، وخصوصًا منطقة بولمان، كموقع غني بالحفريات المميزة والاكتشافات الفريدة، كما يؤكد أهمية التنقيب والتعاون الدولي في هذا المجال .

إن اكتشاف Spicomellus afer  يعد بمثابة افتتاح فصل جديد في فهم تطور الديناصورات المدرّعة. شكله الغريب وأشواكه المذهلة تجعل منه “أغرب ديناصور في العالم”، كما أطلق عليه بعض الإعلام. والمثير أن هذه المخلوقات كانت تقول لنا قبل 165 مليون سنة: الأفكار البسيطة ليست دائمًا البداية… بل أحيانًا البداية تكون أعنف، أغرب، وأكثر إثارة.

تصريح صحفي الدكتور الخنشوفي:

وقال الدكتور عبد السلام الخنشوفي – أستاذ الجيولوجيا بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس في تصريح صحفي خص به مجلة “صدى تاونات” وموقع “تاونات نت” “إن اكتشافنا لهذا الديناصور المدرّع الفريد من نوعه في جبال الأطلس بالمغرب يُمثل خطوة علمية فارقة على المستوى الدولي… الأحفورة التي عثرنا عليها تكشف عن خصائص غير مسبوقة، حيث تتصل الأشواك مباشرة بالعظام، في سابقة لم نشهدها في أي ديناصور آخر. هذا ما جعلنا نصفه بأنه ربما أغرب ديناصور في العالم.

وأفاد الخنشوفي قائلا “بالنسبة لنا في المغرب، يُعزز هذا الاكتشاف مكانة بلادنا كمختبر طبيعي عالمي لدراسة تاريخ الحياة على الأرض، ويؤكد أن الأطلس المتوسط لا يزال يخفي الكثير من الأسرار الأحفورية التي ستغير فهمنا لمسار التطور.”

وختم الخنشوفي المدير الأسبق للمعهد الوطني للنباتات العطرية والطبية بتاونات تصريحه بالقول “نعتز بأن هذا العمل ثمرة تعاون مغربي–بريطاني متين، جمع بين الخبرات المحلية والدولية، وأبرز قدرة البحث العلمي المشترك على تحقيق إنجازات كبيرة. ونتطلع إلى أن يكون هذا الاكتشاف حافزاً لمزيد من الاستثمارات في مجال البحث الجيولوجي والبيولوجي في المغرب، بما يضمن إشراك شباب الباحثين في رحلات علمية تحمل بصمة وطنية وعالمية في آن واحد.”

تاونات

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.