تاونات تنتفض فرحًا: القرار الأممي بشأن الحكم الذاتي يُشعل القلوب الوطنية

تاونات –محمد الزروالي:”تاونات نت”// في أزقة هذه المدينة  مدينة تاونات وغيرها من الجماعات الترابية المكونة للإقليم التي تعانق جبال الريف، ارتسمت على وجوه المارة ابتسامات غير مسبوقة، وملأ الحماس صدور الشباب والعجائز معًا، بعد إعلان مجلس الأمن الدولي لقراره الذي يكرّس مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كإطار شرعي ومعترف به لحل قضية الصحراء.

هذا القرار الذي طال انتظاره، أضاء شعلة الأمل في نفوس الكثيرين في تاونات، حيث استُقبِل بالهتافات والاحتفالات. كسائر المغاربة من طنجة إلى الكويرة.

تلاحم المواطن مع القرار: أصوات من الشارع

من بين الأزقة الضيقة في قلب المدينة وحتى القرى المجاورة، عبّر المواطنون عن فرحتهم بلهجة مليئة بالفخر والانتماء:

  • تقول السيدة فاطمة، ربة بيت من حي تاونات القديمة: «كنا ننتظر هذا اليوم بفارغ الصبر، القرار اليوم لا يُشعرنا بأن قضيتنا تُدرس فحسب، بل تُكرّس رسميًا في هيئات عالمية».
  • شاب يُدعى محمد، يقف واقفًا وسط زقاق ضيق يرفع علم المغرب، يردد: «هذا انتصار للدبلوماسية المغربية، ولصوت الشعب الذي صمد طيلة سنوات».
  • جاء من جماعة ارغيوة بجوار تاونات، أحد الفلاحين يقول: «نزرع الأرض ونحبّ الوطن. القرار اليوم يملأ قلوبنا بأن قضيتنا موصولة بتاريخٍ وأرض».

لقد تهافت السكان على الشوارع حاملين الأعلام، مرددين “الله الوطن الملك” و”الصحراء مغربية”. بعضهم خرج إلى أسطح المنازل مباشرة بعد سماع خبر القرار، وآخرون ركبوا الدراجات والسيارات حاملين الأعلام، فيما عبّرت النساء عن فرحتهن بقرع الطناجر وإطلاق الزغاريد.

ما الذي جاء به القرار؟ وما دلالاته؟

بحسب النسخة المُسربة لمسودة قرار مجلس الأمن، فقد نصّ القرار على أن مقترح الحكم الذاتي المغربي لعام 2007 هو الخيار الأكثر قابلية للتطبيق ويشكّل الإطار الرئيسي لمفاوضات مستقبلية.

كما دعا القرار جميع الأطراف إلى الانخراط في العملية السياسية دون شروط مسبقة، وتوسّع ولاية بعثة المينورسو لعام إضافي.

القرار يمكن تفسيره على أنه لحظة فارقة في هذا الملف المعقّد، إذ يُكرّس المبادرة المغربية كمرجعية دولية، ويحوّل النقاش بتدريج من نزاع حدودي إلى تسوية سياسية ذات إطار متفق عليه.

دلالات محلية في تاونات:

في تاونات، كان لهذا القرار وقع خاص، ليس فقط باعتباره انتصارًا وطنيًا، بل أيضًا من حيث المعنى الرمزي والارتباط بالهوية:

  • التواصل مع الهوية الوطنية: سكان الجبال في مثل هذه المناطق كثيرًا ما يشعرون بأنهم على هامش الحدث الوطني. القرار الأممي اليوم يعيدهم إلى قلب الحدث، يعزز شعورهم بأن قضيتهم لها وزن على المستوى الدولي.
  • قوة الحضور الدبلوماسي: الحديث في الشارع ليس فقط عن القرار، بل عن كيف توفّرت الدبلوماسية المغربية على قدرة التأثير بإشراف ملكي ، وكيف أصبحت المبادرة التي بدأت في 2007 تُحتضن دوليًا.
  • شعور بالإنجاز الجماعي: في الأحياء ترددت أحاديث عن “إنجاز وطني” لا يخص فئات بعينها، بل الجميع. كبار السن تحدثوا عن ما رأوه حُلمًا على مدى عقود، والشباب عبر عن فخر بأن جزءًا من التاريخ يُكتب اليوم.

خاتمة: تاونات ترسّخ الانتماء

اليوم في تاونات، ليس يومًا عاديًا. هو يوم تُسطَّر فيه صفحات جديدة من الأمل والتثبيت الوطني. القرار الأممي لم يأتِ ليكون مجرد سطر في وثائق الأمم، بل أصبح مدخلًا ليُضاف إلى سجل الاعتزاز الوطني، لأنه يُعبّر عن إرادة شريحة واسعة من المغاربة في الجهة والشمال، في المدن والقرى، في النفوس والهوية.

من بين الجبال والمروج، في الأزقة الضيقة وعلى الأسطح، احتفل الناس بقرار يُقرّ بأن الصحراء المغربية ليست طرفَ نزاعٍ فقط، بل قلبٌ ينبض في ذاكرة الوطن.

تاونات اليوم ترقص فرحًا، وكأنها تقول للعالم: ها نحن هنا، كنا في الانتظار — واليوم استُمع صوتنا.

تاونات

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.