تاونات –متابعة:”تاونات نت”//- في حفل رسمي ترأسه وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة محمد برادة، تمّ اليوم السبت 8 نونبر 2025 تنصيب عبد الكريم الغنامي عاملاً جديداً على إقليم تاونات، خلفاً للعامل سيدي صالح داحا الذي عين بإقليم الجديدة.
حفل التنصيب:
جرى الحفل بمقر عمالة تاونات بحضور والي جهة فاس مكناس عامل عمالة فاس الدكتور خالد آيت الطالب ورئيس جهة فاس مكناس، عبد الواحد الأنصاري، ورئيس المجلس العلمي بتاونات وممثلي السلطة القضائية، وبرلمانيين وشخصيات مدنية وعسكرية والهيئات المنتخبة، إلى جانب فعاليات المجتمع المدني (من ضمنهم إدريس الوالي رئيس منتدى كفاءات إقليم تاونات) .
وبعد تلاوة ظهير التعيين، هنأ الوزير برادة في كلمة له بالمناسبة العامل الجديد الغنامي على الثقة التي حظي بها من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس بتعيينه عاملا على إقليم تاونات، مبرزا كفاءات المسؤول الجديد، وكذا المهنية والفعالية التي أبان عنها خلال مختلف المهام التي تقلدها.
وأكد المسؤول الحكومي أنه ينبغي على السلطات العمومية تعزيز حضورها الدائم بالميدان والإنصات لحاجيات المواطنات والمواطنين، واقتراح الحلول المناسبة لها في إطار التطبيق السليم للقانون، مما سيساهم في منح الثقة للجميع.
كما دعا الوزير العاملَ الجديد إلى العمل على تأهيل الإقليم اقتصاديا واجتماعيا، وتحفيز الاستثمار من خلال الحرص على تحسين جودة العرض الترابي بتوفير بنيات تحتية متكاملة، وتثمين المؤهلات الاقتصادية والمجالية.
ومن جهة أخرى، أشار برادة إلى أنه، تنفيذا لهذه التوجيهات الملكية السامية، يتم حاليا الإعداد، وفق مقاربة تشاركية، لإطلاق جيل جديد من برامج التنمية المجالية المندمجة التي ستشكل الإطار الأمثل لترصيد الخصوصيات المحلية وتحقيق التضامن بين المجالات الترابية، مع إعطاء الأولوية لقطاعات التشغيل الذاتي للشباب، والتعليم، والصحة والتأهيل المجالي.
وأبرز أن هذه البرامج الجديدة تندرج في إطار الأهداف الاستراتيجية التي حددها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في الخطب الملكية السامية بمناسبة عيد العرش المجيد لسنة 2025 وافتتاح الدورة التشريعية الحالية للبرلمان، حيث دعا جلالته إلى تسريع مسيرة المغرب الصاعد، وإطلاق جيل جديد من برامج التنمية الترابية، وذلك من خلال تحقيق عدالة اجتماعية ومجالية مع ضمان استفادة الجميع، من ثمار النمو، ومن تكافؤ الفرص بين أبناء المغرب الموحد.
كما يتعلق الأمر، يضيف المسؤول الحكومي، بإحداث تغيير ملموس في العقليات، وفي طريقة العمل، والسعي إلى ترسيخ حقيقي لثقافة النتائج، بناء على معطيات ميدانية دقيقة، وباستعمال الوسائل الرقمية، وتحقيق وتيرة أسرع للجيل الجديد من البرامج التي تضمن التوازن بين المجالات الحضرية والقروية.
وأكد الوزير برادة أنّ هذا التعيين يأتي ترجمةً للتوجيهات الملكية السامية الهادفة إلى ترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة، وربط المسؤولية بالمحاسبة، مبرزاً أن المرحلة المقبلة تتطلب تعبئة جماعية لتنزيل المشاريع التنموية الكبرى التي يعرفها الإقليم.
كما دعا الوزير إلى مزيد من الإنصات لانتظارات المواطنين، والعمل بروح من المسؤولية والشراكة مع مختلف الفاعلين المحليين.
ويأتي هذا التعيين في إطار الحركة الانتقالية الواسعة التي همّت العديد من رجال السلطة من ولاة وعمال على الصعيد الوطني، والتي أقرّها صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، ضمن رؤية تهدف إلى ضخ دماء جديدة في الإدارة الترابية وتعزيز دينامية التنمية المحلية.
المسار المهني لعبد الكريم الغنامي:
يُعتبر العامل الجديد واحداً من الأطر الإدارية المتمرسة داخل وزارة الداخلية، حيث راكم تجربة تمتد لأكثر من 25 سنة في ميادين التدبير الترابي، والتواصل مع الساكنة، والإشراف على المشاريع المحلية.
يحمل شهادة الدكتوراه في القانون العام، وماستر في التعاون الدولي والتنمية، إلى جانب دبلوم من المعهد الملكي للإدارة الترابية – الفوج 33.
شغل عدداً من المناصب السامية بالإدارة الترابية، من بينها:
هذه التجربة المتنوعة جعلته من الكفاءات التي يُعوَّل عليها في قيادة الإقليم نحو مرحلة جديدة من الحكامة الترابية والنجاعة الإدارية.
إقليم تاونات: الإمكانات والتحديات
يُعدّ إقليم تاونات من أكبر الأقاليم بجهة فاس-مكناس، ويتميّز بطابعه القروي وجغرافيته الجبلية الغنية بالموارد الطبيعية، خصوصاً الزيتون والعسل والمنتجات الغابوية.
رغم ذلك، يواجه الإقليم مجموعة من التحديات التنموية أبرزها:
الرهانات والآفاق المستقبلية:
تُعوّل الساكنة على العامل الجديد لإعطاء نفس جديد للتنمية بالإقليم، خصوصاً عبر:
خاتمة:
يمثل تنصيب عبد الكريم الغنامي عاملاً على إقليم تاونات محطة جديدة في مسار الإصلاح الإداري والتنمية الترابية بالمغرب.فالرجل يجمع بين الخبرة الميدانية، والكفاءة الأكاديمية، والرؤية الحديثة لتدبير الشأن المحلي، ما يمنح أملاً كبيراً لساكنة الإقليم في أن يشهد مرحلة من التحول الإيجابي على مستوى البنيات، والخدمات، والمشاريع الاجتماعية والاقتصادية.