العيون –متابعة خاصة:”تاونات نت”//- شهدت مدينة العيون، مؤخرا ، تنظيم حملة طبية متخصصة لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة، أشرفت عليها جمعية آفاق لتأهيل وإدماج الأشخاص في وضعية إعاقة، وذلك بشراكة مع البروفيسور محمد اطريشا، (رئيس قسم الطب الطبيعي وإعادة التأهيل بالمركز الوطني لإعادة التأهيل وعلوم الأعصاب (CNRN) بالرباط -طبيب عسكري سابقا واستاذ جامعي للطب الفيزيائي وإعادة التأهيل -وعضو منتدى كفاءات إقليم تاونات)، وبدعم من الطاقمين شبه الطبي والتربوي التابعين للجمعية.
وقد استفاد من هذه المبادرة ما يقارب 50 طفلاً يعانون من مختلف الإعاقات الحركية والاضطرابات النمائية، حيث خضعوا لفحوصات دقيقة شملت تقويم الوظائف الحركية، تقييم الاحتياجات الفردية، ووضع مخططات علاجية مبنية على أحدث الممارسات في مجال التأهيل الطبي.
كما عمل الفريق شبه الطبي على تقديم جلسات علاج وظيفي وحركي، مع الحرص على توجيه الأسر حول أساليب الرعاية المثلى داخل المنزل.
وركز البروفيسور اطريشا خلال الحملة على أهمية التدخل المبكر في تحسين جودة حياة الأطفال، مؤكداً أن مثل هذه المبادرات تساهم في تقليص الفوارق الصحية وتعزيز تكافؤ الفرص في الولوج إلى الخدمات الطبية المتخصصة، خاصة في المناطق البعيدة.
إلى جانب الجانب الطبي، نظمت الجمعية لقاءً تواصلياً مع أمهات وأولياء أمور الأطفال ذوي الإعاقة، بهدف الاستماع لانشغالاتهم وتقديم إرشادات حول كيفية مواكبة تطور أطفالهم، سواء على مستوى التأهيل الحركي أو الدعم النفسي والتربوي.
وقد شكل هذا اللقاء فضاءً للتفاعل المباشر بين الأسر والاختصاصيين، مما أتاح تعميق الوعي بمختلف جوانب الإعاقة وسبل التعامل معها بشكل فعّال وبنّاء.
وأكدت رئيسة جمعية آفاق أن الحملة تأتي ضمن سلسلة مبادرات تهدف إلى ترسيخ ثقافة المواكبة الطبية والتربوية للأشخاص في وضعية إعاقة، مشيرة إلى أن الجمعية ستواصل برامجها الميدانية لتعزيز الإدماج المجتمعي للأطفال وتحسين ظروفهم الصحية والتعليمية والاجتماعية.
وبهذه المبادرة الإنسانية والعلمية، تواصل جمعية آفاق جهودها الرامية إلى النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، وترسيخ مبادئ التضامن وتحسين جودة الحياة داخل المجتمع المحلي.
وقال البروفيسور محمد اطريشا، في تصريح صحفي بمناسبة اختتام الحملة الطبية: “إن مشاركتي في هذه المبادرة بمدينة العيون تأتي في إطار قناعتي العميقة بأهمية تقريب خدمات التأهيل الطبي من جميع فئات المجتمع، خصوصاً الأطفال في وضعية إعاقة الذين يحتاجون إلى متابعة دقيقة وتدخل مبكر لتحسين مؤشرات نموّهم وجودة حياتهم. لقد لمسنا خلال هذه الأيام ثلاثة مستوى كبيراً من الالتزام لدى أسر الأطفال، ورغبة حقيقية في مرافقتهم على درب العلاج والتأهيل.”
وأضاف:”أود أن أشيد بالدور المهم الذي تقوم به جمعية آفاق، التي وفرت إطاراً مهنياً وتنظيمياً مكّن الطاقم الطبي وشبه الطبي من الاشتغال في ظروف مناسبة. مثل هذه المبادرات تعزز العدالة الصحية، وتساهم في نشر الوعي حول أهمية التأهيل متعدد التخصصات، وهو ما نأمل أن يتكرر بانتظام خدمة لأطفال الجهة والمغرب ككل.”
وختم البروفيسور محمد اطريشا تصريحه قائلاً:”نحن ملتزمون بمواكبة هذه الجهود، والعمل على تطوير برامج تأهيلية تستجيب للحاجيات الفعلية للأطفال، وتضمن لهم اندماجاً أفضل في محيطهم الاجتماعي والتربوي.”
