ويأتي اختيار موضوع هذه الدورة، في سياق بلورة تصور حول دور المدن في عالم سريع التغير ومتميز بعدد من التوترات سواء حول الموارد وشحها أو بفعل المشاكل المختلفة والمتنوعة سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي أو الاقتصادي. فالحديث عن المدينة اليوم هو حديث عن الثقافة والحضارة وخاصة البيئة باعتبارها الوسط الحاضن لكل هذه الأبعاد، والمساهم في مختلف تمظهراتها وتجلياتها.
لهذا، وبعد الانكباب على دراسة رهانات الديموقراطية التشاركية وبحث سبل تحقيق مدينة دامجة تضمن الحقوق الإنسانية، و بعد حصيلة 5 سنوات من العمل و الحلم، انصب اهتمام المسؤولين في المنتدى الوطني للمدينة ، في هذا المؤتمر الرابع، على الدور الذي لعبته المدن التاريخية بما لها من تراكمات إيجابية وسلبية في تغذية الجوانب الإيجابية والتي نمت في سياقها بعض الممارسات السلبية هو ما جعل –المنتدى- حسب تصريح صحفي الدكتور مصطفى المريزق رئيس هذا المنتدى للجريدة –”نهتم بالتراث في أبعاده المادية واللامادية ودوره في بناء عالم يكفل للمدن كمراكز لإنتاج الثروة ضمن نظام يقوم على التعايش واحترام الآخر ونسق بيئي يقوي من الممارسات الجيدة ويدعمها. فالحضارات ليست منذورة للصراع بين الجهل بالتراث واستثماره بما يضمن للأجيال المقبل حقها في العيش الكريم والتعايش السلمي هو ما يجعلنا نؤكد على مرجعية المقولة التي تؤكد على أن “القديم لا يموت، والجديد لا يولد من عدم”.
وأضاف المريزق في تصريحه “أن هذا المؤتمر الرابع شكل فرصة لتدارس هذه القضايا من خلال دعوة كل “صناع المدينة” مغاربة وأجانب ومن مختلف المستويات والهيئات حكومية وغير حكومية وسياسية ومدنية وعلمية ومن القطاع الخاص أيضا، وذلك بهدف الخروج بتوصيات تساعد على بلورة برامج وخدمة أهداف تتمثل في تحقيق تعاون عالمي تشاركي مسؤول ويقوم على المقومات الحضارية والتراثية المؤسسة لعولمة إنسانية ترعى المصالح المشتركة والعليا للإنسانية مرتكزها مدن دامجة مستدامة ومواطنة.”.
وقد تناول المشاركون في هذا اللقاء عددا من المواضيع المرتبطة بقضايا الإعلام والشأن العام المحلي من خلال التركيز على دور وسائل الإعلام في خدمة قضايا التنمية والديمقراطية بالمدن وعلاقة المجالس المنتخبة برجال الصحافة والإعلام.
كما انصب النقاش حول قضايا الحكامة الجيدة والتدبير التشاركي وأهمية انفتاح مسؤولي المدينة على وسائل الإعلام المحلية والجهوية كشريك وفاعل في العملية التنموية.
واستحضر المتدخلون أبعاد المدينة المواطنة والمدينة المندمجة لأجل الاستجابة لشروط الحياة الكريمة لساكنتها،وعلى رأسها التعليم والصحة والتشغيل، كما شددوا على ضرورة تدبير الشأن العام بكل حرية وشفافية.