الصحة بإقليم تاونات:المجلس الاقليمي السابق طالب باغلاق المستشفى الاقليمي ومؤسسات الصحة بتاونات مجرد قنطرة عبور باتجاه مصحات فاس ومركبها الجامعي

 

المستشفى الإقليمي بتاونات

المستشفى الإقليمي بتاونات

اعداد:محمد العبادي-“تاونات نت”/طفحت الى سطح الأحداث لدى ساكنة اقليم تاونات وفعاليات مجتمعها المدني النشيط ورواد مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة مع وفاة “بهيجة” لحظات بعد وضعها لمولودها يوم الخميس 17 نونبر 2016، معضلة تردي خدمات قطاع الصحة باقليم تاونات بمستشفاه الاقليمي وبمستشفياته المحلية ومراكزه الصحية ومستوصفاته المغلقة.

جريدة ” تاونات نت” وتفاعلا مع هذا الحدث الذي هز مشاعر الرأي العام والمجتمع المدني، ارتأت أن تسلط الضوء كما فعلت سابقا، على مكامن الخلل الذي يعرفه قطاع الصحة بالاقليم وعلى رأسه المستشفى الاقليمي لتاونات.

ذلك أن قطاع الصحة بإقليم تاونات أضحى “هاجسا ينغص حياة الساكنة ويزيد من معاناتها؛ في ظل الخصاص المهول في الكوادر الطيبة والمعدات اللازمة للتطبيب، ما جعل الإقليم في عزلة تامة لا تفكها إلا الحملات الطبية الخيرية المجانية”، أحيانا. ذلك أن “فكرة المرض بالمدينة ومراكزه ودواويره النائية أصبحت مقرونة بحقيبة السفر وسيارة الإسعاف التي لا يجدها المريض بحكم كثرة تنقلاتها”.

فضيحة “بهيجة” تحرك مستنقع مشاكل المستشفى الإقليمي للرأي العام

دفن السيدة الحامل ب دوار الظهير بجماعة بوعادل بعد وفاتها بالمستشفى

دفن السيدة الحامل ب دوار الظهير بجماعة بوعادل بعد وفاتها بالمستشفى

  في الآونة الأخيرة أطلق نشطاء فسيبوكون من مدينة تاونات ونواحيها حملة “استنكار اثر وفاة سيدة وضعت مولودها بالمستشفى الاقليم لتاونات”، في العالم الافتراضي، و من خلالها استنكروا الوضع الصحي بالإقليم، وكذا ما أسموه “صمت” المسؤولين الساهرين على تدبير الشأن الصحي بالمدينة ذاتها؛ دون ان يكلفوا نفسهم عناء اصدار بيان للراي العام ووسائل الاعلام يشرحون من خلاله وبتجرد ومسؤولية ظروف وفاة “نزهة”.

“ائتلاف المجتمع المدني بتاونات” خرج مساء الثلاثاء 22 نونبر 2016 في وقفة احتجاجية وسط مدينة تاونات، للتنديد بالحدث المأساوي الناتج عن وفاة سيدة حامل وفدت من دوار الظهير بجماعة بوعادل في وضع صحي جيد الى المستشفى الاقليمي لتلقى حتفها لحظات بعد وضعها لمولودها”، وقفة رفع من خلالها المشاركون شعارات تستنكر تردي خدمات القطاع الصحي بالإقليم، والمستشفى الإقليمي على وجه الخصوص.

وقد كشف الائتلاف نفسه في بلاغ له، “أن الوقفة تأتي للاحتجاج على تعرض مواطنين بالمرافق الصحية لاقليم تاونات لممارسات لا تحترم إنسانيتهم وكرامتهم، ولا تستجيب لحاجياتهم الطبية بفعل تفشي المحسوبية والزبونية ورفض الاستقبال وسوء الخدمات…”.

وهكذا، رفع المحتجون بوسط المدينة شعارات غاضبة من قبيل: “تاونات المنسية لا صحة لا تنمية”، “تاونات الصامدة للحكرة رافضة”، و”علاش جينا واحتجينا على الحقوق اللي بغينا”،و”البناية هاهي والصحة فينا هي”، ..”.

إدارة المستشفى تنفي طرد مستخدم له علاقة بوفاة “بهيجة

 وتجره ومعه ناشر شهادته للمتابعة القضائية

المدخل الرئيسي للمستشفى الإقليمي بتاونات

المدخل الرئيسي للمستشفى الإقليمي بتاونات

في تطور مثير لواقعة وفاة بهيجة، الأم، التي فارقت الحياة في المستشفى الإقليمي في تاونات بسبب تعرضها لنزيف داخلي حاد عقب مرحلة الوضع، صرح مستخدم بالمستشفى الاقليمي المسمى “أيوب”، لاحدى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي سربت شاهادته للراي العام، أن حادث الوفاة يعود الى اهمال الطاقم الطبي وعلى راسه طبيب النساء والتوليد، وهو ما نفته ادارة المستشفى جملة وتفصيلا واعتبرت ذلك مجرد مزايدة وتصفية حسابات ليس الا، وعلم في هذا الصدد أن إدارة المستشفى الإقليمي ضغطت على الشركة، التي يشتغل فيها، من أجل طرده من عمله، بسبب ما اعتبره ردا على “فضحه لواقعة وفاة بهيجة”، التي عانت كثيرا قبل، وبعد مرحلة الوضع.

 وعلم ايضا وفق مصادر مطلعة، ان ادارة المستشفى الاقليمي عقدت اجتماعا طارئا يوم 24 نونبر 2016 لجمع المعطيات التي من شانها نفي ما جاء في شهادة المستخدم واعداد صك اتهام قامت من خلاله ادارة المستشفى باحالته على النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية لتاونات ومعه صاحب صفحة للتواصل الاجتماعي على شبكة الانترنيت الذي كان له السبق في تسريب شهادته، قصد الاستماع اليه وفتح تحقيق قضائي في شهاداته التي اتهم فيها الطبيب بشكل أو بآخر في حادث الوفاة..

ونفى مصدر طبي بالمستشفى الإقليمي في هذا الصدد، أن تكون لمسألة طرد المستخدم من عمله علاقة بواقعة وفاة بهيجة، على اعتبار أن قرار الطرد اتخذ بعد الوفاة بأيام، كان خلالها أيوب يمارس عمله بشكل عاد، قبل أن يتغيب في وقت كانت الحاجة ماسة إليه، لأن مهمته تتلخص في نقل المرضى إلى قاعات الجراحة فقط ولا يحق له الولوج اليها ليعرف كيف تمت ظروف اجراء العملية القيصرية التي خضعت لها “بهيجة” ان كانت تتعلق باهمال وتقصير الطاقم الطبي لواجبه أو غير ذلك، مكذبا كل الادعاءات، التي تروج بشأن “انتقام” إدارة المستشفى منه، ويصر المستخدم بالمقابل على الطرد التعسفي والانتقامي له بعد تسريبه لشهادته عبر موقع للتواصل الاجتماعي قبل ان تنتشر في باقي المواقع الاخبارية، والتي اتهم فيها الطاقم الطبي بقسم الجراحة باهمال “بهيجة” عند وقبل وبعد وضعها لمولودها وهو ما تسبب على حد تعبيره في وفاتها.

غلق باب الحوار دفع المكتب النقابي للبيجيدي للاحتجاج على مندوبة الصحة

نقابيون يحتجون على الوضع الصحي بتاونات

نقابيون يحتجون على الوضع الصحي بتاونات

 وفي تطور لمسلسل الاحتجاجات على قطاع الصحة بالاقليم، أقدم المكتب الاقليمي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب في فرعه بتاونات في خطوة تصعيدية من جهته بتنفيذ وقفة احتجاجية انذارية أمام مقر مندوبية الصحة بتاونات صبيحة الخميس 24 نونبر 2016 وذلك تنفيذا لبرنامجه المسطر على خلفية ما وصفه البيان رقم رقم2 الصادر عن نفس الهيئة النقابية والذي توصلت جريدة صدى تاونات بنسخة منه،  بالتضييق على العمل النقابي عن طريق استهداف واستفزاز اعضاء المكتب الاقليمي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب ومناضليه ومناضلاته بقطاع الصحة.

 وقد شجب البيان نفسه، غلق المندوبة المكلفة باب الحوار لمناقشة الوضع الصحي والنقط التي تهم مناضلي ومنخرطي الاتحاد بقطاع الصحة ضاربة عرض الحائط مبدأ الشراكة والاحترام التي من المفروض أن تطبع علاقة الإدارة بالنقابات. كما طالب الجهات المسؤولة التدخل العاجل والفوري للوقوف على حقيقة الأوضاع بالمندوبية خاصة وبالإقليم عامة.

ويضيف البيان ذاته أنه ” على أعقاب  توصله بمراسلة من أعضاء الإتحاد و منخرطي الجامعة الوطنية لقطاع الصحة بتاونات حول تعرضهم للعديد من المضايقات و التعسفات اللاقانونية من طرف مندوبة الصحة، عقد المكتب الإقليمي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بتاونات ، لقاءا مستعجلا لتدارس تطور الأحداث و أوضاع منخرطيه بقطاع الصحة و على إثر ذلك الاجتماع قام مكتب الاتحاد الإقليمي بمراسلة المسؤولة عن القطاع بطلب لقاء مستعجل يوم 01-09-2016 لفتح باب الحوار معها من اجل سماع وجهة نظرها و إيجاد حلول للمشاكل المطروحة وخلق جو إيجابي يمكن البناء عليه، لكن السيدة المندوبة المكلفة ضربت عرض حائط ذلك المسعى،  ولم تكلف نفسها عناء الرد على ذلك الطلب لا بالرفض ولا بالقبول، مما دفع بالمكتب لاصدار بيانه الأول منتظرا الرد الايجابي من المسؤولة عن القطاع الا ان نهجها لسياسة الهروب الى الامام، وبعد مرور أزيد من شهر على الطلب الأول ومن أجل المزيد من الإيجابية وحسن النية قام مكتب الإتحاد مرة أخرى بمراسلتها مرة ثانية بتذكير للطلب الأول لكن كل المحاولات من أجل فتح باب الحوار وتفادي التصعيد، لاقى مزيدا من التضيق على منتسبي نقابتنا والإساءة إليهم وإلى إطارهم النقابي بشكل غير مفهوم وغير مسبوق”.

غياب المداومة بالمستشفى الإقليمي بتاونات

يتسبب في وفيات مواليد جدد وتوجيه الولادات الصعبة إلى فاس

في 4 مارس 2016 وفاة طفلين حديثي الولادة بسبب الإهمال

إمرأة قروية بغفساي تلد في سيارة النقل السري

إمرأة قروية بغفساي تلد في سيارة النقل السري

في مساء يوم الجمعة 4 مارس2016، أفاد شهود عيان لجريدة ” تاونات نت “أن طفلين حديثي الولادة لقيا حتفهما نتيجة الإهمال الطبي بالمستشفى الإقليمي لتاونات ، وتحدثت مصادر مقربة من عائلة الطفلين اللذين لفظا أنفاسهما نتيجة غياب ثلاثة أطباء للأطفال وبوجه خاص طبيبة مداومة غادرت المستشفى بداعي أنها تعاني من “الوحم” لتترك الطفلين عرضة للموت دون شفقة ولا رحمة.

وذكرت المصادر نفسها، أنه تم التوسل للطبيبة قصد معاينة صحة المواليد الجدد ضمنهم حالة قدمت من جماعة ايكاون باقليم الحسيمة، وتم إخضاع امرأتين لولادة قيسرية، تمخض عنها إنجاب طفلين خدجين، الأمر الذي استدعى إشراف طبيبة الأطفال على الحالة الصحية للطفلين، لتقرر فيما إن كان الأمر يقتضي بعث الحالتين الى مركز الإنعاش بالمركب الاستشفائي بفاس من عدمه، وقد نتج عن اللامبالاة وفاة صبي على الساعة الخامسة مساء الجمعة 4 مارس 2016 ، وقبله بقليل اي على الساعة الثالثة بعد الزوال لفظ صبي آخر حديث الولادة وضعته أمه بالمستشفى الاقليمي لتاونات حوالي الساعة 12 زوالا من اليوم نفسه، الا أن ولادته القيسرية جعلت المولود يعاني من صعوبة في التنفس، وهو ما استدعى طبيب الاطفال للتدخل الاستعجالي قبل ان تفاجئ اسرة المولود ان الطبيبة غادرت المستشفى دون رجعة وهو ما أدى الى وفاته رغم تدخل طبيب الولادة وامراض النساء في محاولة يائسة لإنقاذه، هذا الحادث خلف أسى عميقا لدى أسرتي الضحيتين ولدى النساء اللاتي كن بصدد الإنجاب بالمستشفى الإقليمي لتاونات.

زوجة بائع “الببوش” بتاونات تفقد مولودها في ظروف مأساوية

في 14 يناير 2015 حدثت مأساة لأسرة بائع الحلزون أو ما يسمى ب”الببوش” بتاونات، قصة مؤلمة روتها شقيقته في ظروف وفاة مولود جديد لزوجته بين يديها بعد رحلة عذاب بين المستشفى الاقليمي لتاونات ومستشفى تيسة والمركب الاستشفائي الجامعي لفاس. وفحوى المأساة هذه، هو أن زوجة شقيقها الحامل في شهرها الأخير، قصدت المستشفى الاقليمي لتاونات في الثانية والنصف من صبيحة الاربعاء 14 يناير 2015 ، وذلك بعدما أحست بألم المخاض قد زاحمها، استقبلت ووضعت لها حقنة، نصحتها المولدة أن مولودها في وضع مقلوب، أي أن راسه نحو الأعلى، ظلت تنتظر الى غاية  الرابعة والنصف صباحا، حيث تم نقلها على متن سيارة اسعاف المستشفى الاقليمي الى المركب الاستشفائي بفاس غير أنها لم تجد سوى كرسي لتجلس عليه وليس سريرا كما هو متطلب مع وضعها الحرج، وبرفقتها كانت سيدة اخرى حامل ممددة لكن وضعها كان غير مقلق لهذه الدرجة، عند اقترابنا من تيسة تقول شقيقة الزوج التي رافقت زوجته على متن سيارة الاسعاف، احست ان طلائع المولود بدأت تظهر، لهذا السبب طالبت سائق سيارة الاسعاف بالتوجه الى مستشفى تيسة لعل وعسى ان يتم انقاذ ما يمكن انقاذه، لكن عند الوصول الى باب مستشفى تيسة وجدت الممرضة نائمة وانتظرنا تقول المشتكية في ظروف لا يحسد عليها، الى أن خرجت الممرضة بعد مرور ربع ساعة، حينها وجدت نصف المولود قد ظهر، فقامت باتمام عملية التوليد ببساطة، ثم لفت المولود في “خرقة” و”ملاية”، وظلت الام على حالها بدون اية عناية وطالبتنا باتمام الرحلة الى المركب الاستشفائي بفاس، وقد نصحتنا أن المولود “سخفان”، عند مدخل فاس، أحست عمته أن المولود الذي كان بين يديها قد لفظ أنفاسه، ولما وصلنا الى المركب قابلنا طبيب ومنحني وثيقة وفاة والمولود،. وزيادة على ذلك طلبت منا ادارة المركب الاستشفائي اداء 350 درهم عن مصاريف الأم المكلومة دون ان تلقى اية عناية او مبيت أو اهتمام لحالها الصحي المتدهور. ظلت راقدة هناك دون غطاء ودون استبدال لباسها الى ان اصيبت بنزلة برد، دفن المولود يوم 15 يناير 2015 ، والسبب يتضح دائما من خلال هذه الحالة والحالات السابقة، أن المستشفى الاقليمي لتاونات لا يصلح لشيء، وان اغلاقه افضل من فتحه كما سبق وان طالب بعض اعضاء المجلس الاقليمي لتاونات بذلك، فحالات الولادة التي تفد عليه ليلا او في ايام العطل والعطل الاسبوعية، يتم توجيهها الى المركب الاستشفائي لفاس لتجنب تعقيدات الولادة، حيث غياب الطبيب المختص، وحيث قسم الولادة القيصرية لا يشتغل في هذه الاوقات، لهذا السبب تحدث الوفيات والمآسي والوزارة مكتوفة الأيدي تتفرج. 

ميلاد تنسيقية إقليمية بتاونات لرفع التهميش عن الساكنة

فعاليات تحتج على تردي الوضع الصحي بتاونات

فعاليات تحتج على تردي الوضع الصحي بتاونات

على خلفية تطور قضية “بهيجة” على ساحة الأحداث الاجتماعية بتاونات، تأسست يوم 25 نونبر 2016 ، التنسيقية الإقليمية لرفع التهميش عن ساكنة تاونات والتي قررت، تنظيم وقفة احتجاجية يوم الخميس 8 دجنبر 2016 ابتداء من الساعة العاشرة صباحا امام مقر المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة (العمالة الطبية) بتاونات داعية كل ساكنة تاونات إلى المشاركة المكثفة في هذه الوقفة الاحتجاجية. وعيا منها بفداحة الإقصاء والتهميش واللامبالاة الذي تعاني منه ساكنة تاونات على مختلف الأصعدة واقتناعا منها بضرورة تكثيف وتوحيد الجهود والعمل الوحدوي المشترك من اجل رفع الحيف المفروض على الساكنة بمختلف مناطق الإقليم والدفاع عن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لعموم الساكنة.

ففي بلاغ صادر عن التنسيقية توصلت جريدة ” تاونات نت” بنسخة منه، عقد مجموعة من النشطاء وفعاليات المجتمع المدني بتاونات يوم الجمعة 25 نونبر 2016، جمعا عاما ثانيا بعد اللقاء التحضيري الأول المنعقد يوم الأحد 20 نونبر 2016 ، لمناقشة الوضعية الكارثية التي بات يتخبط فيها القطاع الصحي الموسوم بتردي الخدمات الطبية المقدمة في المستشفى الإقليمي والمراكز الصحية بمختلف دوائر الإقليم والخصاص المهول في الأطر الطبية والموارد البشرية في جل الاختصاصات الطبية كما تدارس الجمع آليات وسبل التصدي لمظاهر الحيف والتهميش التي يعيشها الإقليم وبعد نقاش مستفيض بين مختلف الفعاليات والذي عكس الاستياء العام الذي يسود مختلف الشرائح الاجتماعية بالإقليم، خلص الجمع العام إلى قرار تأسيس التنسيقية الإقليمية لرفع التهميش عن ساكنة تاونات وتشكيل اللجنة الإقليمية للتنسيقية،  عهد إليها بمواكبة مستجدات الوضع الصحي بالإقليم وتطورات الملف المتعلق بحادثة الوفاة التي شهدها المستشفى الإقليمي بتاونات.

ودعا عضو بالتنسيقية في هذا الاطار، “التنظيمات السياسية والنقابية والحقوقية وجمعيات المجتمع المدني والمواطنين إلى الالتفاف وإطلاق حركة احتجاجية كدعامة قوية لتحقيق مطلب الساكنة وضمان حقها في التطبيب والعيش الكريم”، واعتبر المصدر نفسه، أن “الشارع وحده القادر على مواجهة تعنت المسؤولين ورفع التهميش والحيف عن ساكنة الإقليم”، حسب تعبيره.

يذكر أن أمينة أعريكة، المندوبة الإقليمية لوزارة الصحة بتاونات، أرجعت، الخصاص الذي يعرفه قسم طب النساء والتوليد بالمستشفى الإقليمي بتاونات إلى تقديم ثلاث طبيبات لاستقالتهن لوزارة الصحة، وتأييد طلبهن من طرف المحكمة الإدارية، ليصبح القسم يتوفر على طبيب واحد.

المجلس الإقليمي السابق طالب بإغلاق المستشفى الإقليمي بتاونات

 وشكل لجنة لمقابلة الوردي وتحميله مسؤولية الوضع الصحي الكارثي

وزير الصحة الدكتور الحسين الوردي

وزير الصحة الدكتور الحسين الوردي

في يوم الخميس 24 أكتوبر 2013 عقد المجلس الإقليمي لتاونات دورته العادية لشهر أكتوبر بالقاعة الكبرى لعمالة إقليم تاونات بحضور عامل اقليم تاونات، ناقش المجلس الإقليمي واقع وآفاق قطاع الصحة بالاقليم، مدير المستشفى الاقليمي آنذاك قدم ورقة تقنية عن المستشفى الاقليمي والتخصصات المتوفرة به وحالة الاستشفاء به والمؤشرات الصحية وتقرير حول الموارد البشرية (الأطر الطبية 23  والتمريضية 82 والإدارية 25) والخصاص الذي يعرفه هذا المرفق من 7 اطباء متخصصين 5 منهم غائبون باستمرار و3 غير موجدين أصلا) ونقص طبيبين في قسم المستعجلات لاستكمال نظام المداومة. بعدها قدم العرض مجموعة من العوائق والصعوبات كالنقص الحاد في الموارد البشرية كما وكفاءة والنقص في التكوين المستمر والغيابات المتكررة والشواهد الطبية مع غياب التواصل الداخلي والخارجي مع باقي المستشفيات (الجهوية والجامعية) وصعوبة إحالة الحالات الصعبة خاصة الحوامل على المستشفى، وموقع وهندسة المستشفى لا يسمحان بالتوسع ويعقدان الولوج اليه ونقص في التكوين في نظام المساعدة الطبية (راميد) وعدم استمرارية عمل المركب الجراحي والمختبر ومكتب الاستقبال والقبول والصندوق بصفة مستمرة 24/24 حتى يقدم المركب خدماته على احسن وجه.

وقد أجمعت تدخلات أعضاء المجلس الاقليمي على وصف الوضع الصحي بالمستشفى الاقليمي بالكارثي، فالخصاص في الاطر الطبية تضع أطر الصحة في مأزق مباشر مع المرضى والمواطنين، فالمستعجلات تشتغل وطنيا بالمستشفيات الاقليمية بخمس اطباء وتشتغل  مستعجلات تاونات بطبيبين، وقسم الولادة كان يشتغل بثلاثة اطباء واليوم بطبيب واحد، ومواعيد المرضى يضربها عون خدمة للمرضى وقس على ذلك من النواقص والعلل.

واتهم أعضاء بالمجلس المديرية الجهوية للصحة في تدهور الوضع الصحي من خلال الحيف الذي لحق الاقليم في توزيع الموارد البشرية بين اقاليم الجهة (عدد سكان تاونات 680 الف نسمة تتوفر فقط على23 طبيب وعلى قلتهم منهم من لايشتغل واقليم تازة به 480 الف نسمة ويتوفر على89 طبيب واقليم الحسيمة به 560 الف نسمة ويتوفر على46 طبيب).

 هذه هي المفارقة التي لا يقبلها لا العقل ولا المنطق، زيادة على الخصاص المهول في الاطر الطبية يفتقر المستشفى الاقليمي لتاونات لجهاز السكانير ولبنك الدم ولتحاليل اخرى بالمختبر ولطرق معالجة النفايات الطبية، وغياب المداومة الليلية ويومي السبت والأحد علاوة على أن جهاز التعقيم بقسم الولادات أصابه العطب منذ مدة ولم يجد من يعوضه أو يصلحه رغم كلفته المحدودة الى غير ذلك من النواقص والمعيقات.

الوزير الوردي يوجه لجنة لتقييم الوضع الصحي بإقليم تاونات

وعدت لجنة وزير الصحة الحسين الوردي التي زارت اقليم تاونات شهر ابريل 2014، وعقدت لقاءات بمدير المستشفى الاقليمي والمندوب الاقليمي للصحة وعامل اقليم تاونات، بتقييم الخصاص والوضع الصحي بالاقليم، بدء بالحاق ثلاثة اطباء نهاية شهر ماي 2014 واحد منهم سيعين بالمركز الصحي الوردزاغ وطبيبين سيعينان بمستعجلات المستشفى الاقليمي، وعلى وجه السرعة انتقل طبيب جراح بمستشفى تاركيست الى المستشفى الاقليمي لتاونات حيث باشر مهامه واجرى اول عملية جراحية يوم الاثنين 28 ابريل 2014 ، وقال المندوب الاقليمي للصحة آنذاك في تصريح له لجريدة “صدى تاونات” الورقية على اعقاب زيارة اللجنة المذكورة، “منذ اليوم لن تطرح مشاكل بمستعجلات المستشفى الاقليمي نعمل على تدبير الأمور الى حين تعيين الاطباء الثلاثة اواخر شهر ماي واليوم قسم الجراحة يشتغل بطبيب ليست له شروط مسبقة للعمل وننتظر تعيين اطباء اختصاصيين شهر دجنبر 2014 كما وعدت اللجنة الوزارية العادية التي بعث بها وزير الصحة للوقوف على الوضع الصحي بالاقليم”.

الدكتورة أمينة اعريكة المندوبة الإقليمية لوزارة  بتاونات:حجم الخصاص كبير بقطاع الصحة بتاونات

مينة اعريكة مندوبة وزارة الصحة بتاونات

مينة اعريكة مندوبة وزارة الصحة بتاونات

وإعترفت الدكتورة أمينة اعريكة المندوبة الإقليمية لوزارة  الصحة في تاونات بحجم الخصاص الكبير الذي يعرفه قطاع الصحة على مستوى الأطر الطبية والشبه الطبية في إقليم معروف بشساعته وتضاريسه الوعرة، مبرزة أنه على الرغم من المجهودات المبذولة من طرف وزارة الصحة إلا أن الأطر الطبية والشبه الطبية المعينين طبقا لمساطر تحترم معايير النزاهة والشفافية يرفضون الالتحاق بإقليم تاونات.

وأوضحت المندوبة الإقليمية في حوار صحافي أجراه  معها كل من يونس لكحل ونبيل اتويول لفائدة “تاونات نت” أن ” غالبية المراكز الصحية بإقليم تاونات خاصة بالرتبة وغفساي وتافرانت والبيبان وسيدي يحيى بني زروال … لا تشملها تغطية كافية من حيث عدد الأطباء لدرجة أن بعض المراكز الصحية تشتغل بممرض أو ممرضين.

ونفت المندوبة الحاصلة على الدكتوراه في الطب العام بكلية الطب بالدار البيضاء وعلى دكتوراه في الإنعاش والتخدير بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس صمت مندوبيتها إزاء الوضع المتدهور للخدمات الصحية في المستشفى الإقليمي وباقي المراكز الصحية بإقليم تاونات لافتة إلى أن ” مندوبية وزارة الصحة تعبر عن حجم الخصاص الكبير الذي يعاني منه إقليم تاونات داخل اجتماعات المديرية الجهوية، مشددةً على أنها كمسؤولة إقليمية لا يمكنها التحكم في الخارطة الصحية الكفيلة بتحديد حجم التخصصات.

وعن ما تردد حول وفاة المواطنة بهيجة المسيح داخل المستشفى الإقليمي بسبب الإهمال المفضي إلى الوفاة قالت المندوبة الإقليمية في ذات التصريح إن ” السيدة بهيجة رحمها الله أجرت عملية قيصرية داخل المستشفى الإقليمي بعدما سبق لها أن أجرت عملية مماثلة في وقت سابق، مبرزة أن تقديرات الطبيب المختص في التوليد ” جينيكو ” المشرف على حالة السيدة بهيجة من خلال اطلاعه على ” ايكوغرافي ” التي أظهرت أن رحم السيدة بهيجة يعاني من ” تيريس سيكاتريزي ” بالإضافة إلى ارتفاع وزن الحميل ” ماكروزومي ” مما حتم إجراء عملية قيصرية.

 وزادت المندوبة الإقليمية أن عملية الولادة القيصرية التي أجريت للسيدة بهيجة مرت على أحسن ما يرام حيث استمرت مراقبتها من طرف جينيكو، قبل أن تتعرض ل ” سينيمون ” أثناء فترة الزيارة بحضور عائلاتها، حيث جاء الطاقم الشبه الطبي في البداية لمراقبتها، قبل أن يتبعه طاقم الإنعاش على الفور، بالإضافة إلى توفر الدم الكافي وسيارة الإسعاف تضيف المندوبة.

وعن قرار الطرد التعسفي الذي تعرض له المستخدم السابق داخل المستشفى الإقليمي بسبب تصريحاته المثيرة للجدل نفت المندوبة الإقليمية مسؤوليتها عن قرار الطرد موضحة أن المستخدم أيوب مغنوي يقع تحت مسؤولية شركة القطاع الخاص المشغلة وليس وزارة الصحة.

هذا وحثت الدكتورة أمينة اعريكة الأطباء ” اولاد تاونات ” باختيار إقليم تاونات في تعييناتهم مشددةً على أن تاونات ” بلاد زينة ” كما أعربت عن أملها في ملء كافة المراكز الشاغرة مثمنة حجم الدعم الذي تتلقاه على مستوى توفير التجهيزات الضرورية من طرف عامل عمالة إقليم تاونات، ووزارة الصحة في ختام تصريحها لموقع “تاونات نت”.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7235

اكتب تعليق

لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى