” تاونات نت” تفتح ملف مشاريع مخطط المغرب الأخضر بإقليم تاونات…ومحول كهربائي يرهن وحدات إنتاجية بالملايير

شعار المغرب الأخضر

شعار المغرب الأخضر

محمد العبادي:”تاونات نت”/لا شك في أن أمطار الخير الخريفية التي جادت بها سماء المملكة،  تبشر فلاحي اقليم تاونات بطلائع موسم فلاحي أخضر تبعد عنهم شبح موسم جفاف أصفر عاشه الفلاحون الموسم الفلاحي الماضي، وهو ما يظهر بما لا يدع مجالا للشك، في أن اقليم تاونات الفلاحي لازال خاضعا بشكل مطلق لتقلبات المناخ، على ضوء ذلك جاء مخطط المغرب الأخضر لتجاوز هذا الاكراه الطبيعي وبالأخص باقليم فلاحي معظم ساكنته ريفية تتطلع لتنمية خضراء وسط بحيرات وأودية زرقاء.

بناء على هذا وذاك، ارتأت جريدة ” تاونات نت”ومعها جريدة”صدى تاونات” تخصيص هذا الملف/الإستطلاع  للكشف عن مشاريع مخطط المغرب الأخضر باقليم تاونات للرأي العام، وتنبيه من بحاجة الى تنبيه لعثرات وفشل مشاريع هذا المخطط دون اغفال الناجح منها ان وجد، وذلك على اعتبار التحديات الكبرى التي واجهها الاقليم وساكنته خلال المواسم الفلاحية الجافة وحتى لا تزيغ مشاريع المخطط الاخضر عن اهدافها وهي الرسالة النبيلة التي لطالما عملت جريدة “تاونات نت”الغلكترونية ومعها جريدة”صدى تاونات” الورقية على ايصالها للساهرين على تدبير الشأن العام والمستقبل الأخضر لهذا الاقليم في ملفات سابقة.

ماهي استراتيجية المخطط الأخضر؟

تفعيلا للتوجهات الملكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تبنى قطاع الفلاحة بوزارة الفلاحة والصيد البحري مخطط المغرب الأخضر كاستراتيجية متكاملة و مندمجة لتنمية القطاع الفلاحي، تهدف بالخصوص الى:

–         إعطاء القطاع الفلاحي دينامية متطورة متوازنة مع مراعاة الخصوصيات

–         تثمين الإمكانات واستثمار هوامش التطور

–         مواجهة الرهانات المعاصرة  مع الحفاظ على التوازنات السوسيواقتصادية

–         مواكبة التحولات العميقة التي يعرفها قطاع الصناعات الغذائية على المستوى العلمي

وتتمحور هذه الاستراتيجية الطموحة حول مقاربة شمولية وادماجية لكل الفاعلين بمختلف توجهاتهم في القطاع الفلاحي.

وقدارتكزت الاستراتيجية على دعامتين أساسيين هما : الفلاحة العصرية والفلاحة التضامنية

 تهدف دعامة الفلاحة العصرية إلى تنمية فلاحة متكاملة، تستجيب لمتطلبات السوق، وذلك من خلال انخراط القطاع الخاص في استثمارات جديدة ومنصفة.

في حين أن دعامة الفلاحة التضامنية تسطر لمقاربة ترمي بالأساس إلى محاربة الفقر في العالم القروي عبرتحسين دخل الفلاحين الصغار.

ويرجى عموما من هذا المخطط المساهمة في نمو الاقتصاد المغربي و ذلك بالرفع من الناتج الداخلي الخام وخلق فرص الشغل ومحاربة الفقر ودعم  القدرة الشرائية للمستهلك المغربي و ضمان الأمن الغذائي للبلاد على المدى الطويل.

  •    نماذج لسلاسل المخطط الأخضر باقليم تاونات في أفق 2020

سلسلة إنتاج الزيتون والزيوت البكر الممتازة:

تين إقليم تاونات

تين إقليم تاونات

تهم هذه السلسلة، تنفيذ برامج مختلفة لغرس اشجار الزيتون من خلال توسيع المساحة وتأهيل وصيانة الاغراس القائمة الى جانب تثمين الانتاج، اضافة الى غرس محيطات للتشجير بأغراس الزيتون، ويتضمن برنامج عمل تنظيم قطاع الزيتون وتقوية قدراته التنافسية من خلال خلق ثلاث مجموعات ذات النفع الاقتصادي مكونة من عدد من التنظيمات المهنية العاملة بالقطاع. هذه المجموعات ذات النفع الاقتصادي تم تزويدها وبدعم من  “كطاليست فوند” بوحدات عصرية لاستخلاص زيت الزيتون تتوفر فيها جميع المعايير التقنية والبيئية لإنتاج زيت الزيتون بجودة عالية وبكمية كبيرة، وتتمثل في:

–         مجموعة ذات النفع الاقتصادي الوحدة مكونة من التنظيمات المهنية التابعة لدائرة غفساي بكلاز.

–         مجموعة ذات النفع الاقتصادي عين عائشة مكونة من التنظيمات المهنية التابعة لدائرة تيسة.

–         مجموعة ذات النفع الاقتصادي ببني وليد مكونة من التنظيمات المهنية بالجماعة ومحيطها.

سلسلة انتاج التين:

يروم مشروع توسعة وتاهيل المساحة المغروسة وتثمين الانتاج، رفع المساحة ب 20 % والمردودية من 1.5 الى 2.5 طن بالهكتار، لرفع كمية انتاج التين من 30 الف طن الى 60 ألف طن واحداث وحدات تعاونية لتجفيف وتثمين التين وتسويقه.

سلسلة الأعشاب الطبية والعطرية:

 يشمل المشروع 16  جماعة قروية تابعة لدائرتي غفساي وتاونات وينجز على مدى 5 سنوات، لفائدة 300 من المستفيدين بكلفة مالية تناهز،27.6 مليون درهم، من أبرزها  إنشاء وحدتين لتقطير الأعشاب الطبية والعطرية بالساهلة وغفساي. ويتوخى المشروع: تنمية منتوجات مجالية ذات قيمة مضافة عالية والمحافظة على الموارد الطبيعية وتنويعها وتنظيم تسويق الأعشاب الطبية والعطرية. ويشمل المشروع أيضا، إنشاء مشتل لإنتاج الفسائل وغرس الأعشاب الطبية والعطرية عند الفلاحين على مساحة 95 هكتار الى جانب التأطير التقني، التكوين والتنظيم المهني للمنتجين.

مشاريع للتين والزيتون خاصة بالنساء:

نساء سيدي المخفي المنتمين لإحدى التعاونيات

نساء سيدي المخفي المنتمين لإحدى التعاونيات

تروم خلق وحدة عصرية لتجفيف التين على مساحة 400 م2 ، وبقدرة تجفيف 800 كلغ في اليوم لفائدة النساء بجماعة سيدي المخفي بغلاف مالي قدره، 1.809.000 درهم، ويظل هدف هذا المشروع هو إدماج النساء القرويات في التنمية وتثمين إنتاج التين الذي تزخر به الجماعة. الى جانب إحداث وحدة عصرية لمعالجة و تصبير زيتون المائدة بمحيط عزيب عين املالو  بجماعة بوعادل، بغلاف مالي قدره، 1.130.000 درهم مخصص.

دعم الهياكل المرتبطة بسلاسل الإنتاج المستهدفة

على مستوى تثمين الإنتاج:

دعم وتأهيل وحدات التحويل وخلق أنشطة مدرة للدخل لفائدة المرأة القروية مرتبطة بقطاع الأشجار المثمرة.

على مستوى تسويق المنتوجات: وضع نظام معلوماتي خاص بالأثمنة وبالأسواق الى جانب المساهمة في أجرأة معايير الجودة من خلال اقامة انظمة الاثبات (Certification) داخل وحدات تثمين المنتوجات الفلاحية كنظام التسميات الاصلية (Appellations d’Origine) ووضع نظام المؤشرات الجغرافية (Indicateurs Géographiques) ونظام الفلاحة البيولوجية.

على مستوى دعم التنظيمات المهنية :

 ارساء استراتيجية خاصة بالتسويق (Marketing) وتقوية قدرات الجمعيات المستفيدة في تمثيل مصالح منخرطيها بمدهم بالدعم التقني اللازم الى جانب دعم التجارب الميدانية قصد تحسين تقنيات تحويل المنتوجات وتسويقها، ثم تشجيع الشراكات بين مختلف الفاعلين بسلاسل الإنتاج المستهدفة.

تنمية سلاسل الإنتاج الحيواني:

مشروع تنمية سلسلة الحليب بحوض الساهلة:

نموذج مشروع تعاونية التيسير لتجفيف التين وتثمينه بسيدي المخفي غير مرتبط بالتيار الكهربائي

نموذج مشروع تعاونية التيسير لتجفيف التين وتثمينه بسيدي المخفي غير مرتبط بالتيار الكهربائي

يهم المشروع جماعتي مزراوة و وبلدية تاونات، موزع على ثلاث تعاونيات وجمعية واحدة،  لفائدة 190 كساب، ويشمل المشروع على مدى اربع سنوات، تأهيل و إعداد 110 إسطبل وبناء و تجهيز 3 مراكز للحليب وإقتناء المعدات التقنية وإحداث وحدة لتصنيع الحليب ومركز لتسمين العجول وإحداث وحدة للأعلاف الى جانب التأطير و الدعم التقني و الصحي، ورفع رؤوس ابقار الحلوب الى 838 رأس، بكلفة اجمالية تصل الى 14.46 مليون درهم.

وتنص اتفاقية الشراكة بين المديرية الاقليمية للفلاحة بتاونات وتعاونيات الارزاق والساهلة والآفاق لانتاج وتسويق الحليب على رفع عدد الكسابين للبقر الحلوب الى 190 كسابا واحداث وحدة لتصنيع الحليب ووحدة الاعلاف وبناء وتجهيز مراكز جمع الحليب واحداث مركز لتسمين العجول واعادة تاهيل 110 من الاسطبلات والتاطير والدعم التقني والصحي بغلاف مالي قدره 39 مليون درهم. مقابل ذلك تلتزم التعاونيات الثلاث بالرفع من كمية الحليب المنتج من 506 ألف لتر في السنة الى ثلاثة ملايين لتر سنويا، وتعبئة 2.7 مليون لتر سنويا للتصنيع والرفع من الانتاجية من 940 لتر الى 3580 لتر للبقرة الحلوب سنويا، ثم تحسين دخل منتجي الحليب من 13450 درهم الى 62130 درهم سنويا للمنخرط.

وقد اختارت التعاونيات الثلاث الاندماج في مجموعة ذات النفع الاقتصادي للاستفادة من مخطط المغرب الاخضر، فتم وضع مشروع مجمع الحليب يضم معمل للحليب يحتوي على وحدة تصنيع الحليب ووحدة تغذية الابقار الحلوب ومركز تسمين العجول للفلاحين المنخرطين في التعاونيات الثلاث التي تتوفر على ثلاث مراكز لجمع الحليب.

مشروع تثمين سلسلة الحليب على صعيد الإقليم:

يشمل المشروع المزمع انجازه على مدى ثلاث سنوات ما بين( 2012 و 2014 )، 17 جماعات ترابية وهي: المكانسة، مولاي بوشتى، مولاي عبد الكريم، الغوازي، سيد العابد، قرية بامحمد بني سنوس، تيسة، راس الواد،اوطابوعبان، واد الجمعة، عين مديونة، ورتزاغ, كلاز ، غفساي، تافرنت, بني وليد. تشمل 15تعاونية و اتحاد تعاونيات واحد، فيما يقدر عدد  المستفيدين ب 6000  كساب، و عدد رؤوس الأبقار الحلوبة ب 20 ألف راس،  وذلك بتكلفة مالية قدرها  515 .13 مليون درهم. ويهم المشروع بناء و تجهيز 15مراكز للحليب، واقامة دراسة جدوى حول إنشاء و تجهيز وحدة تثمين منتوجات الحليب الى جانب الدعم التقني والاستشارة الفلاحية. ويهدف المشروع الى الرفع من كمية انتاج الحليب من 33,5  مليون لتر إلى 57,75 مليون لتر للبقرة سنويا، وتثمين الحليب من 7 طن/اليوم الى  40 طن/اليوم، وهذا من شانه أن يحسين من مستوى دخل منتجي الحليب من  9520 درهم إلى  17950 درهم سنويا.

مشروع تنمية سلسلة أجبان الماعز:

  يهم المشروع جماعة فناسة باب الحيط، ينجز على مدى ثلاث سنوات ابتداء من سنة 2011 ، لفائدة 800 فلاح بتكلفة إجمالية قدرها 2,150 مليون درهم، يروم المشروع اقتناء 330 رأس من الماعز من سلالة محسن، وإحداث و تجهيز وحدة لإنتاج الأجبان واقتناء وعائها العقاري الى جانب الدعم  والتأطير التقني لفائدة المستفيدين من المشروع. ويتوخى المشروع تصنيع   100 طن من الجبن في السنة وتحسين دخل الفلاحين من 3250 ( درهم في السنة) إلى 11437 (درهم في السنة)  ثمرفع عدد أيام الشغل من 3600 في السنة إلى 6460 يوم عمل في السنة.

مشروع تنمية سلسلة العسل بحوض الساهلة:

 وحدة تقطير الاعشاب بالساهلة بدون كهرباء وتهيئة خارجية

وحدة تقطير الاعشاب بالساهلة بدون كهرباء وتهيئة خارجية

ينجز المشروع على مدى ثلاث سنوات ما بين 2012 و2014 ، ويهم جماعتي مزراوة و تاونات لفائدة 200 من المستفيدين بكلفة إجمالية تناهز 1.75 مليون درهم، وذلك لشراء 400 من خلايا النحل المملوءة ، واقتناء 400 خلايا فارغة  الى جانب إحداث و تجهيز وحدة التثمين وشراء وعائها العقاري ثم تقديم الدعم و التأطير التقني وشراء سيارة للنقل. وهو ما يتوخى رفع كمية الإنتاج من 11 إلى 91 ألف كيلوغرام سنويا وتثمين حوالي 60 طن من العسل سنويا ،بالاضافة الى الرفع من عدد ايام العمل من 1300 على  12200 سنويا، ثم تحسين الدخل  من 5775 إلى 79600 درهم سنويا للمستفيد.

مشروع تنمية سلسلة العسل جماعة فناسة باب الحيط :

ينجز المشروع على مدى ثلاث سنوات ابتداء من 2011 وذلك عبر اقتناء 500 من خلايا النحل، وإحداث و تجهيز وحدة للتثمين واقتناء الوعاء العقاري للوحدة الى جانب الدعم و التأطير التقني لفائدة 200 مستفيد بتكلفة تصل الى 1.35 مليون درهم. ويتوخى هذا المشروع : تحسين الإنتاجية من10 طن من العسل إلى 40 طن من العسل في السنة والمحافظة على الموارد الطبيعية من خلال  تلقيح النحل للأشجار ثم تحسين الدخل من 8.000 إلى 35.000 درهم للمستفيد سنويا بالاضافة الى رفع عدد أيام الشغل من 2000 يوم عمل في السنة الى 4000 يوم عمل.

وقد أسهمت الأنشطة المواكبة من دعم قدرات التنظيمات المهنية في مجال تثمين المنتوجات المجالية: بحصول تين من صنف”نابوت” تاونات على البيان الجغرافي ( نابوت تاونات)، وحصول مجموعة ذات النفع الاقتصادي الوحدة غفساي على شهادة التصدير.

نماذج من سلسلة مشاكل عثرت سلسلة تنمية

الإنتاج الفلاحي بإقليم تاونات

اذا كانت مشاريع مخطط المغرب الاخضر باقليم تاونات قد عرفت تنوعا في سلاسل الانتاج من خلال الدعاميتن الاولى والثانية، فان ثمة سلسلة مشاكل وعراقيل لازالت تعترض سبل تنفيذ برامج واهداف ونتائج هذه المشاريع في الوقت المحدد وبالفاعلية المطلوبة. هناك اكراهات ومشاكل وتحديات حقيقية تحد من وثيرة انجاز المشاريع المسطرة وترهن اخرى للفشل والتعثر وتظل اخرى على المجسمات وتظل النتائج متواضعة ومحدودة الوقع وبعيدة المنال.

  •      هذه اكراهات تنمية مشاريع الأشجار المثمرة ( الزيتون، التين واللوز)

–         تراجع بعض الفلاحين عن رغبتهم في تشجير أراضيهم مما يؤدي إلى عدم انجاز المساحة المبرمجة بكل محيط وبالتالي الاضطرار إلى البحث عن محيطات أخرى بديلة وانجاز ملحقات بالصفقة الأصلية وهذا يتطلب وقتا طويلا.

–         عدم التزام بعض المقاولات للمواصفات التقنية المطلوبة و الآجال المحددة لانجاز الأشغال الشيء الذي يؤدي إلى رفض استلام هذه الأشغال من طرف اللجان التقنية وإلزام المقاولة بإصلاح الأشغال الغير مطابقة المعايير كما إن النقص في وساءل الصيانة  خلال الفترة الصيفية يسبب في تيبس المغارس ببعض المحيطات وبالتالي إلزام المقاولة المعنية بإعادة غرسها مع العلم ان بعض المقاولات وخصوصا الأجنبية تلجا إلى كراء الآليات محليا.

–         إتلاف الأشجار جراء ظاهرة الرعي الجائر رغم توفير المقاولات للحراسة وهذا رغم الحملات التحسيسية التي تقوم بها الأطراف المشاركة في انجاز المشروع  وتعرض الأشجار للإهمال والرعي الجائر بعد انتهاء المقاولة من الأشغال وتسليم المحيط إلى المستفيدين دون مواكبة من لدن التنظيمات المهنية كما حدث بمحيط الكارة ببلدية تاونات.

مركب سلسلة معامل الحليب والنباتات (ط.ع) والعسل بالساهلة

يواجه سلسلة مشاكل ابتدأت بالعقار وانتهت بالكهرباء وتطهير السائل

مشروع مركب متكامل يطمح لتطوير سلسلة انتاج الحليب بمدار الساهلة السقوي، وتحسين جودة الانتاج وتثمينها وبيع المنتوج، وحددت مدة انجاز المشروع في خمس سنوات. يتالف المشروع في شق انتاج الحليب وتعليبه من ستة محاور، تتعلق باعادة ترميم 110 اسطبل في ملكية فلاحين صغار وتسليم معدات الحليب ولوازم لجمع الحليب للفلاحين وبناء وتجهيز ثلاث مراكز لجمع الحليب وانشاء وحدة لتصنيع الحليب بسعة تقدر ب 8000 لتر في الساعة ثم انشاء وحدة لتسمين العجول ووحدة لانتاج الأعلاف.

مقارنة بين مركب معامل مخطط المغرب الأخضر بساحل بوطاهر

 على المجسم وعلى ارض الواقع

مجسم مشروع مركب الصناعة الغذائية لساحل بوطاهر نموذج للمشاريع المتعثرة

مجسم مشروع مركب الصناعة الغذائية لساحل بوطاهر نموذج للمشاريع المتعثرة

وقد كلف مكتب الدراسات ” ADA-LRK CONSULTING ” بالسهر على المتابعة التقنية لانجاز هذا المشروع وتأمين الظروف الكاملة لانجاحه، على انجاز المشروع وذلك بالمساهمة في استمرارية مكونات هذا المشروع (مراقبة متابعة تنفيذ وتركيب الوحدات الانتاجية)، مواكبة وتطوير قدرات التعاونيات والجمعيات المعنية بالمشروع وانشاء خلية التتبع عن قرب لجميع المكونات، ويتشكل فريق العمل في اطار الخلية المصاحبة من مهندس دولة في الانتاج الحيواني ومهندس دولة في الهندسة الزراعية وتقني في تربية المواشي وآخر في الهندسة المدنية.

ويهم التتبع التقني للمشروع وضع تصميم ورصد واستعمال المعدات والمباني المدرجة في المشروع وتصميم واستلام المعدات لبناء وحدة تعليب الحليب وتصميم واستلام المعدات لبناء ثلاث مراكز لتجميع الحليب ثم تصميم وتتبع واستلام المعدات وتركيب وحدة اعلاف الماشية وأخيرا تصميم ورصد واستلام المعدات لبناء وتجهيز وحدة تسمين العجول.

كما يهم التتبع التقني والمهام المنوطة بفريق العمل، اختيار ومراقبة واستلام المعدات التقنية المخصصة للمستفيدين والمنخرطين في تعاونية الحليب او رابطة التعاونيات والتنسيق مع الادارات المعنية، وفي الشق الثالث يتكلف فريق العمل بالتدريب والتكوين لفائدة الفلاحين وذلك عبر التكوين والمساعدة التقنية للفلاحين في التغذية الحيوانية وصحة القطيع والنظافة والوقاية.

علاوة على ذلك يضطلع فريق العمل بالتوجيه والتكوين والدعم والمساعدة التقنية لفائدة التعاونيات وجمعياتهم قصد التنظيم وتسيير شؤون الادارة والمالية لتعاونيات الحليب والتوجيه والبحث عن الاسواق واقامة شراكة مع الاطباء البياطرة وممولين في المعدات والأعلاف وكذا التنظيم والسهر على تشغيل وحدة تصنيع الحليب ووحدة انتاج العلف وتدريب التقنيين اللازمين لتشغيل الوحدات الانتاجية.

وتتشكل خطة العمل عبر ثلاثة محاور، يهم الاول تصميم ورصد مراحل تقدم البناء في الوحدات الانتاجية المدرجة في المشروع ووضع تصميم لكل البنايات وأماكن المعدات اللازمة في كل وحدة انتاجية، ثم المساعدة على اختيار المعدات واستقبالها وتوزيعها والسهر عليها في المحور الثاني، ويهم المحور الثالث تامين المواكبة والتتبع التقني للفلاحين فيما يتعلق بالتغذية والصحة الحيوانية والتلقيح والنظافة والوقاية..، أما المحور الرابع فيهم السهر على اعطاء انطلاقة العمل في وحدة تصنيع الحليب وتسيير عملها والسهر على مواعيد التعاونيات في خلق شراكات مع الاطباء البيطريين ومختلف الشراكات والسهر على خلق خلية التتبع التقني داخل رابطة التعاونيات قدر الامكان وتاطير الاشخاص المؤهلين للعمل في الوحدات (معمل الحليب، وحدة انتاج الاعلاف الحيواني والتلقيح، ثم القيام بتنظيم تكوينات لدعم قدرات التسيير لمجلس ادارة تعاونية الحليب.

الا ان ابرز تحديات انجاز المشروع ظهرت في البداية على مستوى توفير الوعاء العقاري لتنزيله على ارض الواقع، ومع تعدد الاجراءات وتعقد مساطر تفويت عقار الدولة ( الدومين)، لانجاز مصنع الحليب والمشاريع الموازية له بساحل بوطاهر وتوفير الوعاء العقاري لانجاز مركزي حليب تعاونيتي الساهلة والآفاق، فان وقتا كثيرا استنفذ من عمر المشروع في تسوية الملف العقاري، في سنة 2013 انطلقت اشغال انجاز وحدة لتصنيع الحليب ووحدة للاعلاف واخرى لتسمين العجول بجانب المعهد الوطني للنباتات الطبية والعطرية بجماعة مزراوة، وظلت معها آمال الفلاحين المنخرطين في التعاونيات الثلاث السالفة الذكر معلقا على انجاز تلك الوحدات وفق دفتر التحملات قصد تنزيل منتوج حليب ساهلة المبستر الى الاسواق مع نهاية سنة 2014 ، غير أن هذه الآمال اصطدمت بصخرة مشاكل اخرى، وهو أن الدراسة التقنية للمشروع كانت ناقصة وغير مكتملة، دراسة لم تأخذ بعين الاعتبار ضعف التيار الكهربائي بجماعة مزرواة دراسة لم تأخذ بعين الاعتبار وضع شبكة لتطهير السائل وتهيئة الفضاء الخارجي للمركب الانتاجي، ليظهر للعيان أن المشروع وفق المثل الدارج ” من تلك الخيمة خرج مايل”، وهكذا ظل مشروع هذا المركب الذي فقات تكلفته الملياري سنتيم رهين 60 مليون سنتيم لاقتناء محول كهربائي، ومصاريف اضافية للصرف الصحي والتهيئة الخارجية، ومعه تظل تجهيزات الانتاج دون تشغيل والجمعيات دون تاطير كاف لانطلاقة المشروع، ومعها تضيع القيمة المضافة للانتاج ويضيع الوقت الذي لم يعد قيمة له ومعه الارباح المنتظرة التي لا شك تتجاوز بكثير 60 مليون سنتيم، ورغم تقدم المديرية الاقليمية للفلاحة بطلب اعتماد اضافي لوزارة الفلاحة قصد اقتناء المحول الكهربائي والتهيئة وطهير السائل الا أن ذلك ظل حبيس ميزانية الوزارة،  بانتظار ميزانية 2017 التي يمكن ان تاتي بجديد او لا تاتي ومعها تتبخر آمال وطموحات الكسابة والمشروع على حد سواء.

غموض في تمويل مشاريع تعاونيات انتاج الحليب

عامل الإقليم يطالب المتدخلين باستراتيجية واضحة لقطاع الحليب

نموذج وحدة تقطير الاعشاب بغفساي لازال على الورق

نموذج وحدة تقطير الاعشاب بغفساي لازال على الورق

هناك 12 مركزا لتجميع الحليب، غير ان المشغل منها ستة فقط، وقد طرحت اشكالية تمويل مشاريع تعاونيات انتاج وتسويق الحليب في اطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية غموضا في رؤية تمويل القطاع، الذي تشرف على استراتيجية تنمية سلسلته الانتاجية وزارة الفلاحة في اطار مخطط المغرب الاخضر، ومن المرجح ان تعثر مخطط المغرب الاخضر باقليم تاونات على مستوى سلسلة انتاج الحليب واللحوم الحمراء جعل عامل اقليم تاونات يجمد دعم مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الموجهة للتعاونيات المستفيدة في هذا الجانب، مطالبا بتحديد دور كل طرف على اعتبار ان دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية امر تكميلي وليس في اطار شراكة وان مشاريع هذه الاخيرة يجب ان تذهب للفئات الفقيرة أولا وذلك تماشيا مع اهداف وروح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

الحسن بلهدفة عامل غقليم تاونات

الحسن بلهدفة عامل غقليم تاونات

و كان عامل الاقليم في هذا الاطار، طالب المديرية الاقليمية للفلاحة باعداد عرض حول سياسة انتاج الحليب بالاقليم ومدى الاندماج بين جميع المكونات المنخرطة في تنمية هذا المنتوج، مضيفا، نحن الى جانب استراتيجية دعم انتاج وتسويق الحليب باقليم تاونات وهذا الجانب يمكن ان يساهم في تحسين دخل الفلاح، فقط ما يجب الوقوف عنده هو وضع صورة متكاملة حول قطاع الحليب بالاقليم وعلى هذا الاساس طلب عامل الاقليم من لجنة انتقاء مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتجميد الاعتمادات المخصصة لشراء الابقار الحلوب واقتناء بعض التجهيزات الخاصة بانتاج الحليب لفائدة عدد من التعاونيات الى حين ان تكتمل الصورة في هذا المجال، مبرزا انه لا يمكن ان نشجع مسار وسياسة الدولة في اطار مخطط المغرب الاخضر تاخذ مسارا آخر، فاذا كانت المبادرة تساهم ب 70 بالمائة من تمويلات تعاونيات انتاج الحليب وتسويقه والتعاونيات ب20 بالمائة، بماذا يساهم المخطط الأخضر اذن؟ يجب ان نفكر اين توجد الالتقائية بين المبادرة الوطنية ومخطط المغرب الاخضر، يجب اذن وضع برنامج تطوير قطاع الحليب في برنامج خاص لتتضح الصورة.

نموذج فشل سلسلة تنمية انتاج الأعشاب الطبية والعطرية

وحدتي الساهلة وغفساي للنفع الاقتصادي

 بناء معمل الحليب بساحل بوطاهر دون تزويده بالكهرباء وتطهير السائل والتهيئة الخارجية

بناء معمل الحليب بساحل بوطاهر دون تزويده بالكهرباء وتطهير السائل والتهيئة الخارجية

  • تعثر مشروع تطوير قطاع النباتات الطبية والعطرية في إطار برامج مخطط المغرب الأخضر ومحدودية الأهداف المنجزة، يمكن ايجازها في صعوبة تعبئة الرصيد العقاري لانجاز وحدتي التقطير بالساهلة وغفساي على وجه الخصوص.

  • تأخر وتعثر انجاز وحدة تقطير الاعشاب بالساهلة، ووحدة غفساي لازالت على الاوراق.

  • ضعف التأطير ومواكبة التعاونيات والجمعيات المهنية في مختلف مراحل الإنتاج والتسويق.

  • استمرار الاستغلال العشوائي للنباتات الطبية والعطرية دون تنظيم.

  • ضعف الجودة وعدم قدرة المهنيين على ولوج الأسواق والمنافسة.

وفي هذا الاطار صرح احد المهنيين لجريدة “تاونات نت” في وقت سابق ” ان مشروع تنمية النباتات الطبية والعطرية انطلق دون دراسة مدققة، ففشلت تجربة غرس بعض النباتات الطبية والعطرية ومعها ضاعت ميزانيته في التراب دون نتيجة تذكر، اذ لا يمكن بنظره، انتاج هذه النباتات بدون الاستناد الى خبرة المهنيين، وبدون توفر وحدة للتجفيف والتقطير والتثمين.

ولاشك أن تنزيل برامج تنمية سلاسل الانتاج في اطار مخطط المغرب الاخضر باقليم تاونات خلال الخمس سنوات الاولى، عرف دينامية هامة حتى لا يتم تبخيس عمل المسؤولين عنه بالاقليم، الا أن في واقع الحال المشاكل والاكراهات التي حاولنا طرح البعض منها في هذا الملف وليس جميعها، تبرز بما لا يدع مجالا للشك ان ثمة تقصير واهمال وغياب المواكبة والدعم والاهتمام الكافي من لدن المتدخلين لوضع اهداف المشروع على طريق النجاح عوض التعثر وطريق الفشل والانتظار والاتكال، ذلك أن انعكاسات المشروع الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الفقر لازالت تراوح مكانها وان همت تجارب جد محدودة، ولازالت بعيدة كل البعد عن الطموحات المنتظرة وفق اهداف واستراتيجية مخطط المغرب الاخضر.

خير دليل على ذلك، شكوى المنتجين من ضعف قدرات التسويق ومحدودية استغلال القدرة الانتاجية للوحدات المنجزة وتعثر انجاز الوحدات الانتاجية الاخرى، وعدم قدرة الفاعلين على ضمان استمرارية تنظيم الدورة الثالثة للمهرجان الاقليمي للزيتون لابراز التطور الحاصل في المجال والمشاكل المطروحة حتى وان كان الانتاج خلال هذا السنة محدودا، في الوقت الذي يعتبر فيه اقليم تاونات من ابرز الاقاليم وأقدمها في انتاج الزيتون كمية ومساحة.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7242

اكتب تعليق

لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى