الوكالة المائية لحوض سبو تقاضي سكانها عوض رد الاعتبار لها:كيسان …حاصرها سد الوحدة وابتلع ثرواتها وشرد وفقر أسرها

منظر عام لجماعة كيسان

منظر عام لجماعة كيسان

محمد العبادي:”تاونات نت”/صدرت مؤخرا في جلسة متابعة بملف جنحي ، أحكاما قضائية بالمحكمة الابتدائية لتاونات في حق مزارعين بجماعة كيسان، تراوحت أحاكمها بين 700 درهم و1000 درهم مع تحميل الصائر للمتهمين بالترامي على الملك العام المائي، وذلك حسبما ذكرته مصادر على علاقة بالملف.

 وكانت وكالة الحوض المائي لسبو وجهت بتنسيق مع السلطة المحلية مطالب بمتابعة أزيد من 20 فلاحا، بتراب جماعة كيسان بإقليم تاونات وبالاخص بدوار المنية، حيث قام هؤلاء بزراعة الحبوب في المجال الترابي لحقينة سد الوحدة الذي عرف تراجعا في حقينته خلال السنة الفلاحية الحالية، ما شجع فلاحين على زراعة اراضي كانت في ملكيتهم قبل بناء هذه المنشاة المائية التي ابتلعت اجود اراضيهم وأوسعها بمحاذاة وادي ورغة.

ويشار في هذا الصدد، أن متابعة الفلاحين في ملفات جنحية من هذا القبيل لا أثر سلبي لها على المجتمع ولم يقم هؤلاء بزراعة محرمة بل زراعة الحبوب فقط المعيشية لمواجهة سنة كاملة من الجفاف الذي ضرب المنطقة السنة الماضية، وأثارت المتابعة القضائية لهؤلاء موجة من الاستياء والسخط العارم لدى الساكنة الملحية والراي العام.

 ينطبق على جماعة كيسان المشرفة على سد الوحدة انطلاقا من منحدرات قبيلة بني ورياكل بدائرة غفساي، المثل القائل  “منافع قوم عند قوم مصائب”. فإذا كان سهل الغرب المستفيد الأول والأخير من تشييد سد الوحدة، فان ساكنة جماعة كيسان تؤدي ضرائب باهضة بعد انجازه.

 ففي 1996 تم ترحيل مقر جماعة كيسان من مركز الخميس القديم وسكان دواوير تاليلت وبلبالة وهراية والمنية السفلى والقيطون السفلى والرجل والحجار وبني كيسان السفلى وعين كسور وبئر زرهوني ومزرار غمرتها مياه سد الوحدة، ومعها فقدت جماعة كيسان وساكنتها القروية أغلى ما تملك من الثروات، وهي أراضي فلاحية خصبة، بها ضيعات عصرية كبرى، جماعة كيسان فقدت 12 ألف هكتار من أصل 42 ألف هكتار غمرتها مياه سد الوحدة، وهي بذلك على رأس الجماعات المتضررة من إنشاء هذا المشروع الهدرومائي الضخم بالمغرب وإفريقيا.

جماعة كيسان التي أدت الثمن غاليا جراء انعكاسات سد الوحدة السلبية على عاليته، لم تتلقى من الدولة ولا من السافلة المستفيدة شيئا يذكر من التنمية المنشودة سوى قيام وكالة الحوض المائي لسبو باستصدار اتهامات لادانة فلاحين قاموا بحرث ارضهم التي تراجعت عنها مياه سد الوحدة وظلت عارية في فصل جاف، والتي انتزعت منهم رغم انفهم لاجل المنفعة العامة مقابل تعويضات هزيلة، ليتبين انها انتزعت لسقي سهل الغرب وحمايته من الفيضانات مقابل تهميش وتفقير ساكنة بني كيسان وما جاورها ( تفرانت، اورتزاغ، تبودة، مولاي بوشتى، مولاي عبد الكريم)

وكالة الحوض المائي لسبو

وكالة الحوض المائي لسبو

 فبعدما كانت كيسان من أغنى الجماعات، أصبحت اليوم أفقرها، وبعدما انخرط سكانها الأشاوس في الجهاد الأصغر لطرد الاستعمار، هاهم اليوم لم ينالوا من الجهاد الأكبر غير التهميش والحصار…  فبعد التهجير القسري لأسرها، إلى جرف الملحة وضواحي فاس ( بنسودة وازليليك)، لم تنل الساكنة المتبقية منها بسفوح الجبال شيئا من العناية ورد الاعتبار.

 ومن هذا المنطلق، فان أهل كيسان بحاجة لأي شيء ولكل شيء، جماعة كيسان بحاجة الى التفاتة ورعاية ملكية، بحاجة الى تدخلات حكومية استعجالية، بحاجة الى مشاريع وبنيات تحتية تعيد لها الاعتبار، بعد 1996 عادت عجلة التنمية بجماعة كيسان عقودا بل قرونا الى الوراء، مشاهد العزلة وجحيم التهميش والمعاناة، حقائق ميدانية، على وكالة حوض سبو وعلى الحكومة والعدالة أن تدرك وقعها المؤلم بحق الساكنة.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7232

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى