حان الوقت لإنقاذ مستشفى ابن صميم من الإهمال!!!…
الرباط-محمد الدرويش°:”تاونات نت”/ ذكرني مقال منشور على صفحات جريدة وطنية و ما نشره احد الفاعلين الجمعويين من صور للمستشفى بتاريخ علاقتي بالمكان، أذكرها كما يلي .
في سنة 1982 كنت مسؤولا بإحدى المخيمات الصيفية بمنطقة ابن صميم (دائرة أزرو_عمالة إقليم إيفران –جهة فاس مكناس)على جنبات واديها مع مجموعة من الأطر التربوية ، و تكلفت بإجراء دراسة اكتشافية لواقع مستشفى ابن صميم و من أجل الإلمام الجيد بالموضوع رافقت مجموعة من أطفال المخيم إلى زاوية سيدي عبد السلام و التي كان مجموعة من سكانها نساء و رجالا موظفين و مستخدمين بالمستشفى المذكور و حكوا لنا حكايات و حكايات أذكر بعضا منها .
مستشفى ابن صميم المعلمة تم إنشاؤه خلال نهاية سنوات الأربعينات من القرن الماضي متخصص في أمراض الجهاز الصدري والتنفسي، و قد كان المرضى يؤمونه من مناطق متعددة من العالم للعلاج الطبيعي نظرا لنقاء الهواء و صفائه و كان المرضى يلجونه و يتجولون باقنعة في زمن عجز البحث العلمي على إيجاد أدوية للسل.
و كان المستشفى مجهزا بأحدث التجهيزات مرقدا و مطعما و ترفيها، و نظرا لصعوبة المنطقة الجبلية التي يتواجد بها في مسافة تفوق 35 هكتارا على علو يفوق 1650 م على سطح البحر، و انقطاع الطريق المؤدية إليه لمدة تتجاوز الشهور بما يلزم من توفير المؤونة للمرضى و المشتغلين به و ما يتطلب ذلك من إمكانات مادية و مالية أصبح المسؤولون يروجون بين المتواجدين به لفكرة أن المستشفى”مسكون بالجن ” و هكذا بدأ يغادر مجموعة من العاملين به و يروجون لذلك حتى ابتعد عنه أغلبهم ليتم إغلاقه تماما نهاية سنة 1973. و قد حكى لنا بعضهم – و الله اعلم – أنه تم نهب و سرقة التجهيزات التي كانت به …
و قد علمت أنه خلال سنوات التناوب عبر مجموعة من الوزراء عن رغبة قطاعاتهم في تملكه و الاستثمار فيه و قد كانت تتجاذبه وزارات الداخلية و السياحة و المالية و …
معلمة كهاته تضيع لسنوات و بضياعها تضيع المنطقة و الإقليم و الجهة و الوطن ، نظرا لموقعه الطبيعي و الجغرافي و لخصوصية المكان.
فهذا نداء للمسؤولين في وطننا من أجل إنقاذ هاته المعلمة و ليجعلوها مركبا سياحيا أو جامعة خاصة أو مؤسسة للتكوين أو ما يريدون ، لكن اطلقوا سراح هذا المستشفى التاريخي .
°أستاذ جامعي /مؤطر وطني و دولي في مجال الطفولة و الشباب