الصحافية إبنة تاونات إيمان أغوتان تقدم على التبرع بأعضائها بطنجة وتدعو إلى تكريس هذه الثقافة
إدريس الوالي:”تاونات نت”/في خطوة جريئة، أقدمت إبنة تاونات الصحافية بقناة ميدي 1 تيفي “إيمان أغوتان” ، بالتبرع بكامل أعضائها بعد وفاتها، يوم الخميس 14 فبراير 2019.
الإعلامية إيمان اغوتان التي التقطت صورا أثناء توقيع طلب التبرع بالأعضاء في المحكمة الإبتدائية بطنجة، وحصولها على شهادة التبرع بالأعضاء بعد وفاتها، اعتبرت أن فرحة العطاء ولو كان نية موقوفة التنفيذ لا تعادلها فرحة .
وعلى الرغم من صعوبة وقع كلمة الوفاة، امتلكت الإعلامية الشابة الشجاعة للتخلي عن أعضائها للمرضى بدل تركهم للتحلل وهي في طريقها إلى رحلة أخرى بعد الموت، داعية أصدقائها للتبرع بأعضائهم، معتبرة أن شعور لحظة التوقيع لا يوصف.
وطالبت أغوثان منشطة برنامج “بدون حرج”في قناة “ميدي1 تيفي”، التي تبرعت بأعضائها –عبر “تاونات نت”- بأن تُدشن قريبا حملة لتوعية زميلاتها وزملائها ومعارفها بأهمية وضرورة التبرع بالأعضاء لفائدة المرضى الذين يحتاجون تلك الأعضاء، معتبرة أن التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية يجب أن يكون بمرور الأيام ثقافة نبيلة مُرسخة في سلوك المغاربة.
وعبَّرت عن غبطتها وهي تؤدي هذا العمل النبيل متمنية أن لا تكون استثناء وأن يصبح التبرع بالأعضاء مسألة عادية يُقْدم عليها المواطنين من تلقاء نفسهم، مؤكدة في تصريح خصت به “تاونات نت” “من أجل تنفيذ هذه الخطوة يجب أن يكون الشخص مؤمنا بمبدأ الموت وأن يستحضر الموت دائما و بأن يضع في الحسبان أن يوما ما قد يحتاج أحد أفراد أسرته أو عائلته أو أصدقائه ومعارفه لعضو من الأعضاء البشرية فلا يجد الأطباء سوى العضو الذي سبق وأن أعلن عن نيته بالتبرع به”.
تجدر الإشارة أنه سبق لجريدة “صدى تاونات” الصادرة في فاتح مارس1994 أن خصت حفلا تكريميا للإعلامية المقتدرة إيمان أغوثان يوم السبت 18 ماي 2013 بتاونات؛بمناسبة إحتفال الجريدة المحلية بذكراها 19 من الصدور حيث كان لساكنة الجماعة القروية الودكة بنواحي تاونات لقاء مفتوحا مع اسمين لامعين في سماء المشهد الاعلامي المغربي ويتعلق الامر بكل من الاعلامية الاستاذة ايمان اغوثان ابنة منطقة الرتبة بغفساي (تاونات) التي عملت كمراسلة لقناة ابو ظبي الاماراتية من المغرب قبل ان تلتحق بقناة ميدي 1 تيفي كمحررة اخبار ومعدة لبرامج مختلفة والأستاذ العربي بن تركة وهو اعلامي متميز وكاتب روائي وشاعر وزجال ومنتج اذاعي انتج عددا مهما من البرامج التلفزية والاذاعية والف عددا من الكتب والروايات وله كتابات ومقالات عديدة في النقد الادبي واخرى تهم اصلاح الاعلام المغربي .
هذا اللقاء المفتوح مع اغوثان وبنتركة والذي استغرق اكثر من ثلاث(3) ساعات من الزمن واحتضنه فضاء المخيم الجبلي التابع لوزارة الشباب والرياضة بتراب جماعة الودكة، كان متميزا للغاية بالنظر الى حجم وعدد الحاضرين من مختلف الاعمار والشرائح الاجتماعية وبالنظر كذلك الى حفاوة وروعة الاستقبال الذي خص به سكان المنطقة المذكورة جريدة “صدى تاونات” وضيوفها الكرام والمحتفى بهما على وجه خاص بمشاركة فرقة الغياطة وفرقة “المباردية”،وكان اللقاء مفيدا وممتعا كذلك اعتبارا لعدد المتدخلين ونوعية الافكار والمقترحات والاسئلة والنقاش الذي انصب في مجمله على دور الاعلام في فك العزلة على المناطق والقرى النائية والمداشر المنسية من المغرب العميق وكان لمسار كل من الاعلامي والروائي المتميز بنتركة والصحفية اغوثان صاحبة البرنامج الشهير “بدون حرج” بقناة ميدي 1 تيفي، نصيب من المداخلات والكلمات التي تناوب على القائها عدد هائل من المتدخلين كل من موقعه ومن زاوية نظره ورصده للمشهد الاعلامي ببلادنا ومساهمة ضيفي الجريدة فيه وهما اللذان يمثلان جيلين مختلفين لكل جيل منهما ظروف اشتغاله وامكانيته واكراهاته وبصماته.
ومن جهة أخرى تعتبر الدكتورة رجاء ناجي مكاوي، الخبيرة في مجال القانون الصحي التي ساهمت في وضع قانون زراعة الأعضاء بالمغرب، بأن “التبرع بالأعضاء والأنسجة بعد الوفاة هو منحة إنسانية سامية لا تقدر بثمن، وإحياء للنفس البشرية يكسب منه المتبرع أجرا وثوابا عظيما عند الله يستمر مادامت الحياة تدب في جسد المُتبرَّع له”.
وأفادت مكاوي، التي تبرعت بأعضائها هي أيضا في السنة الماضية، بأن الذي “يُحجم المغاربة عن التبرع بكثافة بأعضائهم يُعزى أساسا إلى ضعف في التوعية والتواصل المطلوب لنشر ثقافة التبرع لدى الناس، وأيضا إلى ترسيخ بعض الصحف ووسائل الإعلام لصورة سلبية عن موضوع التبرع بالأعضاء من خلال بث أخبار عن سرقة الأعضاء والمتاجرة فيها.”
ويضبط القانون المغربي بشكل حازم عمليات التبرع بالأعضاء حتى لا يحدث التلاعب أو المتاجرة فيها، من خلال اشتراط القيام بعميلة التبرع في حالة موت الدماغ بالكشف عن ذلك بالأجهزة الطبية، وبإذن من عائلة المتبرع الذي سجل رغبته تلك في المحكمة المختصة؛ بينما تتم عملية التبرع بين الأحياء غالبا عبر الوالدين والإخوة والأخوال والأعمام.
وتعد عمليات زرع الكلى وقرنيات العين أنجح عمليات زرع الأعضاء بالمغرب، لتوفر التقنيات والآلات الطبية الدقيقة لإنجاز ذلك فضلا عن المهارات والكفاءات العلمية التي تتوفر عليها المستشفيات والمراكز الصحية بالمغرب، غير أن عمليات زرع الكبد والرئة والنخاع الشوكي تظل قليلة جدا إلى حد الندرة في البلاد.
وبالرغم من هذا الوضع، فإن مرضى مغاربة يشتكون من عدم العثور على من يتبرعون لهم، سواء مرضى القصور في وظائف الكلى الذين يعانون من آلام تصفية الدم كل أسبوع، أو المرضى الذين يحتاجون إلى عمليات زرع القرنيات التي يتم استيرادها من طرف المغرب خاصة من أمريكا اللاتينية.
ويطالب العديد من الخبراء والمنظمات المتخصصة بدعم زراعة الأعضاء البشرية في المغرب من خلال الاستفادة من جثث القتلى بسبب حوادث السير الذين يفدون على المستشفيات كل يوم، بغية إنقاذ حياة آلاف الناس الذين يُجبرون على الانتظار الطويل في حالة طلب زرع عضو معين.