هناك عمل جبار بمصلحة جوازات السفر بعمالة تاونات ..لكن هناك عبث واستهتار..فهل من متدخل؟؟؟
د.محمد العبادي°-تاونات:”تاونات نت”/عنوان يبدو غريبا لدى البعض لكنه الحقيقة المرة أيها الناس ويا سادة.. إنها قصة واقعية حدثت لي يومي الاثنين والثلاثاء 2 و3 شتنبر 2019 ، البداية كانت صادمة، وهو أنني لما توجهت الى مصلحة جوازات السفر بعمالة اقليم تاونات حوالي الساعة 12.40 دقيقة بعد الزوال، حيث كان لي موعدا مع مسئول بالمصلحة لمعرفة ما إذا كان جواز سفري قد أصبح جاهزا أم لا، بعدما زرته مسبقا لهذا الغرض بالمصلحة يوم الجمعة 30 غشت 2019 .
عند ولوجي المصلحة وجدت موظفا، سألته عن جواز سفري، نظر الى سجل خاص بذلك وقال ان اسمك مدون وشرع يبحث عنه من بين جوازات السفر الموجودة بالمصلحة، لم يعثر له على أثر فاتصل مشكورا هاتفيا بمسئول المصلحة وبموظف آخر للايضاح في الأمر، فكان الجواب حيث لم يتسنى لي سماع رد المسئول عليه ليجيبني الموظف أن جواز سفرك أخذه الموظف فلان(..) بالمصلحة نفسها ليسلمه لك، قلت له كيف يحدث هذا وليس لدي اية علاقة بالموظف المذكور، “فانتفض في وجهي علاش ولاد تاونات يكونوا هكذا”، أجبته أن الموظف المذكور لا تجمعني به صداقة أو قرابة إلا الاسم العائلي وأن علاقتنا ليست على ما يرام(…)، الى هذا الحد قال لي الموظف عليك بالعودة مساء حيث سيكون المسئول فلان(…).
عدت حوالي 3.30 بعد الزوال فوجدت مسئول المصلحة على ما اعتقد ان كان كذلك وهو شخص طيب وكفؤ، فأقر لي أن ثمة خطأ وقع في اتصاله الهاتفي مع الموظف وأن هناك سوء فهم حدث، وأن جواز سفرك لازال في دار السكة وغدا ستستلمه، تفهمت كلامه وانصرفت لكن شكوكا راودتني بالنظر لسرية الوثيقة واجراءت تسليمها التي تتم عبر المقاطعة الإدارية وليس عبر موظف او شخص مهما كانت طبيعته، كنت حينها قد حررت شكاية في الموضوع للسيد عامل الاقليم قصد اطلاعه على وقائع ما حدث دون توجيه التهمة لأحد…
تريثت قليلا ليتم الاتصال بنائب رئيس قسم الشؤون العامة بالعمالة حيث يشرف على تلك المصلحة على ما أعتقد بحكم الهيكلة التنظيمية والإدارية، حيث رافقته الى مكتبه وبحث في الموضوع مع موظفي المصلحة وقال لي ان ما حدث هو سوء فهم فقط وأن جواز سفرك لازال بدار السكة اليوم وسيصل غدا حيث ستستلمه من المقاطعة الإدارية بعد حضورك في التاسعة صباحا للاطلاع على الارسالية التي تحمل جوازات السفر ان كانت مغلقة او مفتوحة…
بالفعل عدت صباحا الى مكتب قسم الشؤون العامة وجلست الى حين تسلم المسئول المذكور للارسالية التي تتضمن جوازات السفر فقام بفتحها أمامي وأمام موظف المصلحة المكلف بهذا الأمر ومستخدم ارساليات أمانة على ما أظن، حيث كان جواز سفري ضمن جوازات سفر أخرى…
تبين لي أن الكلام الأول الذي جرى بين موظفي المصلحة كان غير صحيح، وأن الموظف الذي قيل لي انه أخذه أو ربما أخذه لإيصاله لم يكن قد تسلمه آنذاك، وهنا يظهر العبث الذي زرع الشكوك حول الموضوع(…) الى هذا حثني نائب مسئول قسم الشؤون العامة بالذهاب الى المقاطعة الإدارية لأتسلم جواز سفري، حيث قام بالمناداة على عون سلطة لهذا الغرض، قصد إيصال إرسالية خاصة بجواز السفر الى المقاطعة، توجهت الى المصلحة المختصة بجوازات السفر بالمقاطعة الادراية الأولى بتاونات، حيث قصدت موظف المصلحة المختصة بالمقاطعة، فسألته عن إن كان جواز سفري موجودا أم لا، بحث في الأمر فلم يجد الا اسما مطابقا لاسمي الكامل… قال انه يمكن أن يكون لشخص آخر استلم جواز سفره، حثني على الانتظار 5 دقائق الى حين وصول إرسالية خاصة بجوازات السفر، عند وصولها لم يجد جواز سفري، قال لي الموظف عليك بالعودة مساء او غدا صباحا، حينها أحسست أن شيئا غير عادي وراء ذلك…
عدت الى مقر العمالة لاستفسر عن ذلك، فإذا بي أصادف عون خدمة تابع للمقاطعة يحمل ملفات في يده وبجيب قميصه الأمامي ظهر لي جواز سفر سألته كنت بانتظار جواز سفر.. هل هذا يخصني ؟
قال لي نعم ..سحبته من جيبه.. واطلعت على اسمي ثم وضعته في جيبه كما كان.. وقلت له أريد استلامه بالمقاطعة وتركته متجها إلى المقاطعة…
هذا المنظر المستخف بطريقة إيصال وثيقة حساسة ومهمة “جواز السفر” استفزتني كثيرا على اعتبار أن الإرساليات الإدارية بين إدارة وأخرى تتم عبر ملف أو غلاف خاص بذلك وليس في الجيب..
اتجهت الى نائب رئيس قسم الشؤون العامة لاستفسر عن تأخر الجواز وعن طريقة بعثه مع العون المذكور الى المقاطعة، فقام بالمناداة على الإطار الإداري المسئول بمصلحة جوازات السفر واحضر ورقة إرسال تتضمن جوازي سفر فقط الى المقاطعة وأن جوازات السفر التي وصلت قبلها كانت تتعلق بيوم الجمعة، لكن طريقة بعث جواز سفري غير اللائقة واللاادارية لم يتم الإجابة عنها، بعدها توجهت الى مكتب قائد المقاطعة الإدارية حيث تسلمت جواز سفري بعد الإمضاء.. وقال لي بالحرف طلبات جوازات السفر التي توضع بالمقاطعة وتوجه إلى المصلحة الخاصة بالعمالة قانونيا وإداريا تفرض إعادة جواز السفر بعد انجازه الى المقاطعة ليتسلمه صاحبه بعد التوقيع وان ما دون ذلك غير مسئول ولا قانوني…
الى هذا تنتهي حلقة العبث التي دارت أطوارها كما سردتها أيها الناس ويا سادة… ولي ثقة تامة في الإطار الإداري ( خليفة قائد بمصلحة جوازات السفر)، أولا على اعترافه بالخطأ وهو من شيمة الرجال، ثانيا وليس أخيرا حيث عمله الجاد لخدمة المواطنين بهذه المصلحة دون كلل ولا ملل، ما حصل في بداية الوقائع أثار لي الشكوك ( كيف يعقل أن يقول لك إطار بمصلحة جوازات السفر بالعمالة إن جواز سفرك أخذه الموظف فلان(…) معه لإيصاله لك.. وحتى إن كان مجرد ربما أخذه معه، فان كلا الأمرين لا يقبلان ذلك إداريا وقانونيا)…
لكن ما حصل في النهاية أظهر لي مدى الاستهتار والعبث بوثيقة لا يحتمل تسليمها لعون دون ملف أو حافظة خاص بنقل الارساليات الادراية، ليضعها في جيبه الأمامي او الخلفي…
تصوروا معي لو سقطت الوثيقة او سرقت منه أو تبللت …من سيتحمل المسؤولية ومن سيؤدي الثمن يا سادة ويا ناس؟.؟؟
آمل من عامل الإقليم أن يتدخل …وأن يعيد النظر في طريقة بعث الإرساليات الإدارية خاصة من مصلحة جوازات السفر بعمالة تاونات …ولا اعتقد انه سيقبل شخصيا أن يحمل جواز سفره في جيب قميص او سروال عون من مصلحة الى مصلحة إدارية أخرى على مسافة بينهما، أملا في أن تصان كرامة الإدارة والمواطن ولا تهان بهذا الشكل…
°صحافي سابق بجريدة “صدى تاونات” –حاليا أستاذ جامعي باخريبكة