الصحافي حميد برادة في جلسة حميمية يسترجع فيها أحداثا تاريخية هامة بتاونات
تاونات:من محمد بوهلال:”تاونات نت”/خلال اللقاء المفتوح الذي نظمته جريدة “صدى تاونات”المحلية بمدينة تاونات في الأسبوع الماضي بمناسبة الذكرى الفضية لتأسيسها(ربع قرن)،استعرض الأستاذ حميد برادة الصحافي بمجلة (jeune afrique) سابقا عددا من الأحداث التاريخية التي عايشها في سنوات الستينات مشيرا إلى ما روجت له السلطات آنذاك حول المؤامرة التي حيكت ضد الاتحاديين بتاريخ16 يوليوز 1963والتي اتهموا فيها بمحاولة انقلاب ضد الملكية لم تكن مؤامرة بل،ان الأمر يتعلق بعدد محدود من رجال المقاومة المتشددين والذين لم يستوعبوا التطور الذي عرفه المغرب في تلك الفترة سياسيا من خلال دستور ممنوح وبرلمان مزور، لم يكن الاتحاديون راضين عنه، ورغم ذلك شاركوا في الانتخابات البرلمانية واستطاعوا الفوز بأربعة مقاعد على أربعة بمدينة الرباط،إلا ان السلطات العليا عملت على تغيير النتيجة بإسقاط المرشح النظيفي حيث كان شاهدا على عملية التزوير بصفته حاملا لبطاقة الصحافة كمدير لمجلة “الطالب”،ولعل هذا الحدث اعتبره الاتحاديون مؤامرة على الديمقراطية الناشئة بالمغرب يقول الإعلامي برادة … وهو ما أدى إلى الصراع بين الاتحاديين والملك الراحل الحسن الثاني ، وفي أوج هذا الصراع حاول الجنرال اوفقير استقطاب الاتحاد الوطني لطلبة المغرب حيث جعله يستعيد صفة الجمعية ذات المنفعة العامة كما أغدق الأموال الباهظة على المؤتمر الوطني لطلبة المغرب الذي نظم بأحد ثانويات البيضاء ، غير إن السلطات خاب ظنها اثر إصدار بلاغ شديد اللهجة بعد نهاية المؤتمر يندد بالوضعية السياسية وإجهاض الديمقراطية وانتخاب برادة رئيسا للمنظمة الطلابية،مما أدى إلى اعتقاله بدار المقري والتنكيل به ليغادر المغرب بعد ذلك فارا إلى الجزائر التي قصي بها فترة طويلة رفقة الفقيه البصري الذي أكد انه كان متسرعا في اتخاذ القرارات ومؤمنا بالكفاح المسلح،لينتقل بعد ذلك إلى فرنسا حاملا معه جواز سفر جزائري وأخر سوري ولم يطلب اللجوء السياسي حيث سمحت له السلطات الفرنسية بمتابعة دراسته العليا بالصحافة وليشتغل بعد ذلك بمجلة “جون افريك” .
وقال المتحدث أيضا ان هناك معطيات تؤكد علاقة الشهيد المهدي باوفقير واحتمال لقاء به بباريس يوم اختفائه مضيقا انه سمع رواية من الأخضر الابرهيمي الذي كان سفيرا للجزائر بفرنسا يؤكد فيها انه حاول ثنيه عن السفر إلى باريس لأنها مليئة بالبوليس المغربي غير أن الشهيد بن بركة قال له.. إن له موعدا مع الجنرال حيث اعتقد الإبراهيمي ان الجنرال المعني هو دوكول رئيس الجمهورية الفرنسية انذاك.
ومن جهة أخرى تحدث برادة عن المرحلة الحالية منوها بما يعيشه المغرب من استقرار معتبرا أن بلدنا محظوظة بالملكية وبرجال الأمن ذوي الخبرة العالية ، غير انه انتقد محاكمة الصحافي بوعشرين وأرجعها لافتتاحياته وليست متعلقة بالجنس .
وحول سؤال لجريدة “الاتحاد الاشتراكي”عن اليسار والإسلاميين والعدل والإحسان بالمغرب،قال بخصوص ب”البيجيدي”رغم حصولهم على الأغلبية وممارسة الحكم إلا أنهم تنقصهم الكفاءة والتجربة وان رئيس الحكومة العثماني يستثمر ذكاءه في شيء واحد وهو كيف يمكن حل المشاكل فهو شخص يكره المواجهة،اما بالنسبة للعدل والإحسان فهذه الجماعة لازالت خارج المؤسسات ويجب فتح الحوار معها وبالنسبة للاتحاد فانه لازال يكن التعاطف للسابقين وفي طليعتهم الراحلان عبد الله إبراهيم وعبد الرحيم بوعبيد اللذان عملا على تركيز دعائم الاقتصاد الوطني في أول حكومة اتحادية ، وبخصوص وضعية اليسار المغربي اعتبر برادة ان مشكلتهم تكمن في رفض الواقع المغربي ورفض الاعتراف بتاريخ اليسار المجهول .
يذكر أن الإعلامي حميد برادة حكم عليه بالإعدام غيابيا في السابق وعاد إلى المغرب من فرنسا دون الحصول على العفو وهو أول وآخر صحافي مغربي حاور الملك الراحل الحسن الثاني وهو ينحدر من أسرة فاسية ولد بمدينة طنجة وان والده المرحوم عبد القادر برادة كان من رواد الحركة الوطنية حيث نفي إلى الجزائر من طرف السلطات الفرنسية ,وبعد استقراره بطنجة اختطف من طرف مجهولين واقتيد إلى دار بريشة ولا يعرف مصيره لحد الآن وهذا ما أكدته لجنة الإنصاف والمصالحة التي طلبت من الصحافي برادة ملء ملف قصد تعويضه عن فقدان والده ولكنه رفض ذلك معتبرا والده شهيد النضال من اجل المغرب .
وكالعادة شهد الحفل بعد الإحتفاء بالصحافي حميد برادة ،تكريم مجموعة من الشخصيات والفعاليات وعلى رأسها الصحافيتين إكرام لزرق (إعلامية بقناة “الغد” تنحدر من تاونات) وزهور حميش(وسيط الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة )والكاتب عبد الحميد العوني (صحافي بجريدة “الأسبوع الصحفي”) والإعلامي الدكتور عزيز مشواط (إبن إقليم تاونات- أستاذ جامعي لعلم الإجتماع وكاتب-مراسل سابق لجريدة “صدى تاونات”) والأستاذ عبد الرحيم فكاهي(ناشط حقوقي-رئيس المركز المغربي من أجل الحق في الحصول على المعلومات والدكتور جواد الفرخ (إبن قرية ابامحمد- مندوب إقليمي سابق للمقاومة بتاونات) والفنان الجبلي محمد الشاهدي الوزاني بالإضافة إلى السيدة خديجة الكوزة (عاملة النظافة بجماعة تيسة-تاونات) نظرا لما قدموه هؤلاء من خدمات كل واحد في مجاله،بحضور وجوه ثقافية وإعلامية وفنية وطنية ومحلية.
تجدر الإشارة أنه تزامنا مع احتفال جريدة “صدى تاونات” بذكراها الفضية (25 سنة) من الصدور؛ نظمت الجمعية المغربية للصحافة الجهوية في دورتها 20 بشراكة مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة (قطاع الإتصال)؛ندوة وطنية بتاونات في موضوع “الإعلام الجهوي وحماية الحياة الخاصة” بشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال والشباب والرياضة (قطاع الاتصال) تلاه حفل تكريمي ل7فعاليات إعلامية وحقوقية على رأسهم ذ. عمر السغروشني (رئيس اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي)؛ وذ. حكيم بلمداحي (رئيس تحرير جريدة “الأحداث المغربية” وصحافي بإذاعة “Med Radio”) وذة. جميلة السيوري (ناشطة حقوقية ورئيسة جمعية عدالة) وذ.عمر الأشهب (صحافي -رئيس سابق للتحرير المركزي بوكالة المغرب العربي للأنباء-قيادي نقابي سابق في النقابة الوطنية للصحافة المغربية)و ذة. نجاة بناني (صحافية في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة) وذ.مصطفى قشنيني (مدير جريدة” الحياة المغربية” بوجدة ورئيس الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بوجدة ) والمصور الصحافي عابد الشعر ؛نظرا لما قدموه هؤلاء من خدمات كل واحد في مجاله، وذلك يوم السبت 21دجنبر 2019 بالمركز الإقليمي للتكوين المستمر بمدينة تاونات؛ بحضور وجوه إعلامية وثقافية وفنية وحقوقية وطنية ومحلية.
واختتمت الذكرى الفضية لجريدة “صدى تاونات” بحفل فني ساهر أحيته الفنانة الجبلية شامة الزاز والمطرب الشعبي محمد الشاهد الوزاني والفنان عبدو الوزاني والفنان علي التاوناتي والفنان الموهوب محمد العبادي إضافة إلى الفنان الملتزم صلاح الطويل الذي أمتع الجمهور بعدد من الأغاني الملتزمة من ريبرتواره الموسيقي الغني بالأغاني الملتزمة فضلا عن فرقة الغيطة برئاسة الفنان عزيز الزوهري.