جريدة”صدى تاونات”تنظم حفلاً فنياً بمشاركة الفنانين شامة الزاز وعبدو الوزاني وصلاح الطويل وعلي التاوناتي وتكرم الفنان محمد الشاهدي الوزاني
محمد الشهبوني–تاونات:”تاونات نت”/تتويجاً لبرنامج الاحتفال بالذكرى الفضية (ربع قرن) لصدورها نظمت جريدة “صدى تاونات”يوم السبت 21 دجنبر 2019 أمسية فنية بقاعة العروض التابعة لدار الشباب “الوحدة” بمدينة تاونات وذلك على شرف ضيوفها وضيوف الجمعية المغربية للصحافة الجهوية وجمهورها ومحبيها.
وقد ساهمت في تنشيط فقرات هذه الحفل الفني الموسيقي فرق غنائية وفولكلورية محلية وفنانين من مختلف المشارب والألوان الغنائية.
وانطلق الحفل على الساعة الثامنة والنصف مساءً بعروض فولكلورية جميلة من فن الهيت قدمتها فرقة الفرح للفلكلور الشعبي الجبلي برئاسة الفنان عزيز الزوهري حيث نالت إعجاب هذه العروض واللوحات الجمهور الحاضر وخاصة ضيوف جريدة”صدى تاونات” و”الجمعية المغربية للصحافة الجهوية” القادمين من خارج الإقليم ومن مناطق بعيدة من شرق المملكة وغربها وشمالها وجنوبها.
وقدم الفنان الشعبي علي التاوناتي للجمهور الحاضر أغنية غاية في الروعة والجمال بعنوان “جنان الصالحين ” وهي كلمات من تأليف سي محمد العلمي المدير السابق لإذاعة فاس الجهوية ولحن المرحوم الفنان محمد العروسي.
هذه الأغنية التي أبدع فيها الفنان علي التاوناتي والتي تجمع ما بين فن العيطة الجبلية وفن الملحون وألوان غنائية أخرى نالت إعجاب الحاضرين،وطلب البعض منهم في نهاية الحفل من الفنان علي التاوناتي الاستمرار على هذا المنوال لأن من شأن ذلك أن يطور فن العيطة والأغنية الجبلية ويحلق بها عالياً ويسير بها نحو آفاق جديدة لتتجاوز حدودها المحلية والجغرافية.
الفنانة شامة الزاز رائدة فن أعيوع والعيطة الجبلية الشهيرة باسم “نجمة الشمال” والتي رغم ظروفها الصحية أبت وكعادتها كل سنة إلا أن تشارك في هذا الحفل الفني تلبية لرغبة ودعوة الجريدة وجمهور مدينة وإقليم تاونات وقدمت لجمهورها ومحبيها مقطوعات جميلة من أرشيفها وألبومها الغنائي.
وما أضفى رونقاً آخراً وجمالاً لمساهمتها في هذا الحفل هو تحيتها للفنان عبدو الوزاني الذي كان من بين ضيوف الجريدة في هذا الحفل ودعوتها له من أجل الصعود للمنصة ومشاركتها في تقديم بعض المقاطع الغنائية الجبلية للجمهور الذي تفاعل معها ورددها بكل متعة وحماس. وقد رافقت هذا الدويتو الجبلي الرائع في عزف ألحان أغانيهما الفرقة الموسيقية المتألقة بقيادة الفنان أحمد موسى فارس.
الفنان الموهوب إبن تاونات محمد العبادي صاحب الصوت القوي والحنجرة الذهبية ساهم بدوره في هذا الحفل الفني بأغنية جبلية جميلة بعنوان “أيما صبري لله”وبأغاني أخرى نالت استحسان الجمهور الحاضر وصفق لها بحرارة.
الفنان الملتزم صلاح الطويل كان متألقاً كعادته وألهب من جهته حماس الجمهور الحاضر بأغانيه الملتزمة، حيث قدم أغنية جميلة بعنوان ” تعيشي حرة يا بلادي ” وأغنية أخرى بعنوان ” عرس الشهيد بنعيسى الغزال “وأغاني أخرى ملتزمة من ريبيرتواره الغنائي المتميز.
وتميز هذا الحفل الفني بتكريم أحد رواد التراث الشعبي الجبلي ويتعلق الأمر بالفنان الشعبي محمد الوزاني الشاهدي ابن إقليم تاونات الذي تم الاحتفاء به وتكريمه من طرف إدارة جريدة “صدى تاونات” وقدمت له هدايا وتذكارات وشهادة تقدير وعرفان وذلك كنوع من الدعم والتشجيع له على الاستمرار في اللون الغنائي الذي كرس حياته لخدمته والرقي به.
وخلال هذا التكريم تسلم الفنان محمد الوزاني الشاهدي مجموعة من الهدايا الرمزية بإسم “صدى تاونات” نظرا لما قدمه للوطن بصفة عامة ولإقليم تاونات بصفة خاصة من خدمات فنية ونظرا لإسهاماته في التعريف بتراث وحضارة وتاريخ تاونات واعترافا له بدوره الرائد في مجال الفن وتثمينا لما قدمه من عطاءات وإنتاجات فنية .
ونوه الأستاذ إدريس الوالي مدير “صدى تاونات” بالمحتفى به في هذا الحفل وبالعمل الجاد الذي قام ويقوم به الفنان محمد الوزاني سواء عندما كان يشتغل في قطاع التعليم أو سواء عند تقاعده وتعاطيه المتزايد للتغني بتاونات ونواحيها.
من جهته قال المُحْتَفَى به الفنان محمد الوزاني أنها سعيد جدا بهذا التكريم بمدينة تاونات وفي الإقليم الذي ينحدر منه ويزوره عدة مرات في السنة ومن طرف صحيفة “صدى تاونات” التي كان يتابعها منذ سنوات.
كما قدم الفنان الوزاني خالص شكره وامتنانه لجريدة “صدى تاونات” ولمديرها ولأسرة تحريرها على هذه الالتفاتة الجميلة .
وتجدر الإشارة أن الفنان الشعبي محمد الوزاني الشاهدي ابن إقليم تاونات الذي تم تكريمه في هذا الحفل هو من مواليد مدينة فاس في ستينات القرن التاسع عشر.تابع دراسته الإبتدائية بمدرسة الصفاح ثم ابن رشد الاعدادي الزنجفور ثم اعدادية علال بن عبد الله فاس ثم إنتقل إلى ثانوية مولاي رشيد بفاس.وبعد حصوله على شهادة الباك تابع دراسته الجامعية بكلية الشريعة ظهر المهراز بجامعة سيدي محمد بن عبد الله إلى أن حصل على شهادة الاجازة في الشريعة دورة يونيو سنة1984 .
وأول مهنة إشتغل فيها الفنان الوزاني هي التعليم حيث عمل استادا ثم ملحق اداري في نيابة وزارة التربية الوطنية بفاس وبالمقابل كان إهتمامه منصبا أساسا على التنشيط الثقافي والفني كمنشط في قسم الاعمال التكميلية.
كما أن الفنان الشاهدي الوزاني كان معروفا ومازال كخطاط ورسام في مدينة فاس. ولعل ازقة المدينة ومدارسها وجمعياتها كلها شاهدة على ذلك فقد نمق كل شيء في هذه المدينة من لافتات وجداريات ومدارس عامة وخاصة ووداديات وساحات كساحة الرصيف والبطحاء وباب الفتوح…
كما أن الوزاني إلى جانب إهتمامه بالفن والرسم والخط ؛فقد إهتم بالتمثيل مع المركز الثقافي الفرنسي بهذه المدينة وكذلك بنيابة التعليم وكذا بالشعر والغناء في المناسبات الوطنية كعيد المسيرة وعيد الاستقلال وعيد العرش وعيد الشباب في عهد المغفور له الملك الحسن الثاني…
ومن جملة الاغاني التي كان يرددها مع التلاميذ في هذه المناسبة أنذاك اغنية “بولا بولا “والتي ذاع صيتها في المدارس ودور الشباب والمخيمات الصيفية ثم اصبحت وطنية وهي من تاليف الفنان الوزاني لكن لظروف او لعدم المعرفة لم يسجلها ضمن حقوق التأليف نظرا لكونه كان موظفا.
وعند حصوله على التقاعد وابتداء من 2016؛اصبح الوزاني حرا طليقا بلا قيود لا بالنسبة للنيابة ولا للعمالة حيث كان يطلبون منه من طرف السلطات المحلية والمنتخبين لكتابة اللافتات عند قدوم جلالة الملك الى فاس.
الفنان الوزاني له سجل غني بالاغاني الجبلية… ولحبه لمدينة تاونات واقليمها الذي ينحدر منه وبالضبط صنهاجة غدو بجماعة عين مديونة حيث قام بتأليف ولحن وغناء العديد من الأغاني الجبلية التي تتغنى بتاونات ونواحيها وبني وليد و كذلك الحياينة وبالضبط حد راس الواد وهوارة …
اصبح الفنان الوزاني معروفا في قناة “اليوتوب” بعدة قصائد حول اقليم تاونات كأغنية “تاونات لحبيبة” و”صنهاجة لحرار”و” ياجبلي وجبلية”و “الحياينة حياني وافتخر”والقائمة طويلة…
ويتميز الفنان الوزاني بإنفتاحه على انواع فنية وموسيقية أخرى كفن الراي والركادة والشعبي والعصري وحتى الشرقي واللحن الهندي…
وفي هذا الحفل قدم الفنان محمد الوزاني الشاهدي كشكول غنائي من ألبومه المتنوع حيث تغنى بتاونات الحبيبة وبالجبلي والجبلية وبمواضيع أخرى لها علاقة بالبيئة الجبلية والقبائل الجبلية وطقوسها وعاداتها وتقاليدها.
وتجدر الإشارة أنه مباشرة بعد اللقاء المفتوح الذي نظمته جريدة”صدى تاونات مع الإعلامي حميد برادة (صحافي في مجلة “Jeune Afrique”سابقا وأول وآخر صحافي أجرى حوارا صحافيا مع المرحوم الملك الحسن الثاني) والإحتفاء به تم تكريم مجموعة من الصحافيين والفعاليات الوطنية والمحلية وهي:الصحافيتين إكرام لزرق (إعلامية معتمدة لقناة “الغد”بالرباط- تنحدر من تاونات) وزهور حميش(وسيط الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة )والكاتب عبد الحميد العوني(صحافي بجريدة “الأسبوع الصحفي”) والإعلامي الدكتور عزيز مشواط (إبن إقليم تاونات- أستاذ جامعي لعلم الإجتماع وكاتب-مراسل سابق لجريدة “صدى تاونات”) والأستاذ عبد الرحيم فكاهي(ناشط حقوقي-رئيس المركز المغربي من أجل الحق في الحصول على المعلومات وطبعا الدكتور جواد الفرخ (إبن قرية ابامحمد- نائب إقليمي سابق للمقاومة بتاونات) بالإضافة إلى الفنان الجبلي محمد الشاهدي الوزاني وتكريم أحد أعوان النظافة العاملين بنواحي تيسة بإقليم تاونات ويتعلق الأمر بالسيدة خديجة الكوزة،نظرا لما قدموه هؤلاء من خدمات كل واحد في مجاله،بحضور وجوه ثقافية وإعلامية وفنية وطنية ومحلية.