صحيفة أمريكية تنوه بقوة الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 39 للمسيرة الخضراء
كتبت صحيفة (هافينغتون بوست) الأمريكية، الواسعة الانتشار، أن الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم الخميس 7نونبر2014 بمناسبة الذكرى ال 39 للمسيرة الخضراء المظفرة، يتسم بقوة القول الملكي، الحامل للسلام والاستقرار لمنطقة شمال إفريقيا، التي هي في أمس الحاجة إليه.
وأكد أحمد الشرعي، ناشر وعضو مجلس إدارة العديد من مراكز التفكير الأمريكية، في مقال تحليلي بعنوان (الخطاب القوي لجلالة الملك يقدم فرصة للبوليساريو)، أن “جلالة الملك قدم خطابا، يسائل فيه أكثر من جهة بفضل قوة محتواه، خطاب يتضمن مفتاح السلام والاستقرار في منطقة شمال إفريقيا التي تعيش أوضاعا مضطربة أكثر من أي وقت مضى”، ملاحظا أن الخطاب الملكي يرسم، في أسمى معانيه، الإطار والخطوط العريضة لتسوية نهائية لنزاع الصحراء الذي طال أمده.
وأبرزت (هافينغتون بوست)، في هذا السياق، أن صاحب الجلالة شدد على الحقوق الثابتة للمغرب في صحرائه، وهي الحقيقة التاريخية التي لا يمكن لأي أحد إنكارها، والتي أصبحت اليوم معززة على أرض الواقع، حيث أصبحت الأقاليم الجنوبية منطقة الازدهار والرخاء بالنسبة للمواطنين في جو يتسم بالانفتاح والتنوع.
وأضافت أن هذا الجزء من المملكة شهد ثورة اقتصادية تضع العنصر البشري في صلب الاستراتيجيات التنموية بفضل الاستثمارات المتواصلة لعدة ملايير من الدولارات، التي خصصت لبناء المطارات والطرق السيارة والمساكن، إلى غير ذلك من المشاريع الكبرى الهيكلية.
وسجلت أن القطاع الخاص انخرط بدوره في هذه الدينامية ليساير الجهود التي تبذلها الدولة على مستوى بناء فنادق وخلق الشركات في مختلف القطاعات، مما كان له انعكاس إيجابي على سوق العمل والفرص المتاحة للشباب.
وأشارت إلى أن مدينة الداخلة، التي كانت مجرد ثكنة عسكرية إسبانية سنة 1975، تقود اليوم هذه الدينامية التنموية الكبيرة. لقد أصبحت اليوم مدينة معتزة بمكانتها ونشيطة بفضل أنشطتها الاقتصادية، بل أضحت نموذجا للتنمية يستلهمه العديد من قادة دول المنطقة.
وهكذا، تؤكد (هافينغتون بوست)، فإن الخطاب الملكي “يفضح الأحكام المسبقة والأفكار المغلوطة”، مذكرا بأن الدولة المغربية تقدم مقابل كل درهم تنتجه الأقاليم الجنوبية سبعة دراهم أخرى على شكل استثمارات وإعانات أو نفقات.
واستحضرت الصحيفة ما قاله جلالة الملك في خطابه بمناسبة الذكرى ال39 للمسيرة الخضراء المظفرة، .. “فالصحراء ليست قضية الصحراويين وحدهم. الصحراء قضية كل المغاربة. وكما قلت في خطاب سابق : الصحراء قضية وجود وليست مسألة حدود”.
وأضاف جلالة الملك .. “فمن المعروف أن ما تنتجه الصحراء، لا يكفي حتى لسد الحاجيات الأساسية لسكانها. وأقولها بكل صراحة : المغاربة تحملوا تكاليف تنمية الأقاليم الجنوبية. لقد أعطوا من جيوبهم، ومن رزق أولادهم، ليعيش إخوانهم في الجنوب، في ظل الكرامة الإنسانية”.
وفي هذا الإطار، قال كاتب المقال إنه “في الوقت الذي كان فيه الانفصاليون يصنعون القنابل ويعرقلون مسلسل المفاوضات، أقام المغرب اقتصادا عصريا في الأقاليم الجنوبية”.
وبالنظر إلى التاريخ والواقع الميداني، تؤكد (هافينغتون بوست) على أن “المغرب لا يمكنه أبدا أن يكون في صف دبلوماسي واحد من حركة انفصالية تقودها طغمة دكتاتورية فوق أرض مستعارة، جنوب غرب الجزائر، منطقة ينعدم فيها القانون، وتزدهر فيها كافة أشكال التهريب، وتنتهك فيها حقوق الإنسان الأساسية”.
وأعربت (هافينغتون بوست) عن الأسف لكون “هذه المعادلات المغلوطة لا تعمل إلا على تأخير التوصل إلى تسوية سياسية نهائية لقضية الصحراء.
عن الكاتب
مواضيع ذات صلة
اكتب تعليق
لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.