الجامعة الشعبية بمكناس التي يرأسها إبن تاونات المريزق تناقش موضوع النموذج التنموي مع ادريس الكراوي رئيس مجلس المنافسة
عبد العالي المرنيسي-مكناس:”تاونات نت”/نجحت الجامعة الشعبية بمكناس UPM التي يرأسها إبن تاونات الأستاذ الجامعي الدكتور مصطفى المريزق في إنجاح أشغال المناظرة الوطنية السادسة في موضوع: “أي نموذج تنموي لمغرب المستقبل؟” يوم السبت 1 فبراير 2020 بمكناس.
وشكلت المناظرة التي نظمت بشراكة مع المركب التربوي لابيل ايكسيلانس، ومؤسسة كريمة النميري، ومجلس جهة فاس، ومجلس جماعة مكناس، وغرفة الصناعة والتجارة والخدمات وجامعة مولاي إسماعيل والمنظمة المغربية لحقوق الانسان، فرصة للعديد من الباحثين والطلبة وعموم المواطنين في التعرف على انفتاح الجامعة الشعبية على محيطها المحلي والجهوي والوطني والدولي، من خلال استضافة شخصيات فاعلة على المستوى الوطني، وقد استضافت في الحلقة السادسة الباحث في مجال الاقتصاد ورئيس مجلس المنافسة ادريس الكراوي.
وقال المصطفى المريزق، رئيس الجامعة الشعبية مكناس، إن هذه المبادرة المواطنة التي تسعى إلى نشر المعرفة والتكوين في صفوف الطلبة والباحثين والمواطنين، وترسيخ الفعل التطوعي والمواطن، استطاعت في ظرف وجيز استقطاب مئات من الشباب والمواطنين بالإضافة للأساتذة الباحثين للمساهمة في نشر الوعي الثقافي والمعرفي خارج أسوار الجامعة وبدون مقابل.
وأكد المصطفى المرزيق، أن الجامعة الشعبية منذ إطلاقها كمبادرة مدنية تطوعية منذ أزيد من سنتين، استطاعت تحقيق إشعاع كبير بفضل الطاقم المتطوع الذي يسهر على تدبير شؤون الجامعة، مشيرا إلى أن المستقبل يحمل آفاق أرحب بعد موافقة جماعة فاس في المدة الأخيرة على تخصيص قطعة أرضية لبناء مقر خاص بالجامعة الشعبية.
وأكد الباحث في مجال الاقتصاد ورئيس مجلس المنافسة ادريس الكراوي في مداخلته أمام عشرات من الباحثين والفاعلين المدنيين نساء ورجال الفكر والثقافة والأدب… أن المواطن يجب أن يكون هو نقطة الانطلاقة ونقطة الانتهاء في النموذج التنموي المنشود، من أجل جيل جديد من المواطنة يضع المواطن المغربي وحاجياته وتطلعاته وطموحاته في قلب ذات النموذج.
واعتبر ادريس الكراوي، أن التحدي الرئيسي بالمغرب خصوصا مع النقاش المفتوح حول النموذج التنموي الجديد، هو التوفيق بين الحرية والمسؤولية والسلطة، داعيا من موقعه إلى ضرورة ربح رهان معادلة التوفيق بين الديمقراطية والحداثة والدين.
وقال ادريس الكراوي، أن تنوع النسيج الوطني الإنتاجي وتوسيع قاعدة الإنتاج يتطلب تواجد ثلاثة عناصر أساسية وهي: الدولة والقطاع الخاص والقطاع الاجتماعي والتضامني، مشددا على ضرورة معالجة إشكالية المدرسة باعتبارها تعزز الرابط الاجتماعي وتحقق العيش المشترك، وتمكن من صقل وإبداع وذكاء ونبوغ كل مغربي ومغربية، ومن تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية.
وتطرق ادريس الكراوي إلى مجموعة من التحديات التي تواجه النموذج التنموي الجديد في مقدمتها تعميم التحديث الاقتصادي وتحدي التوزيع العادل لثمار وخيرات الوطن، وتحدي حكامة الشأن الاقتصادي، وتحدي الاستدامة، وتحدي ضمان ديمومة التحديث.
وأضاف ادريس الكراوي، أن النموذج التنموي الجديد يجب أن يأخذ بعين الاعتبار المكتسبات التي حققها المغرب في العديد من المجالات من جهة، وتحويل هذه المكتسبات إلى مشروع تتفاعل معه كل مكونات المجتمع المغربي من جهة، وتوطيد العلاقة بين الرأسمال المادي المنتج للثروة وتقوية البنيات الأساسية، وصيانة الرأسمال الطبيعي، والاستثمار في الرأسمال اللامادي البشري والمؤسسي والاجتماعي من جهة أخرى.
كما دعا ضيف المناظرة الوطنية السادسة كل المسؤولين والقوى الحية بالبلاد، إلى المساهمة المواطنة في إنجاز كل الأوراش، والانخراط في تجنيد كل الطاقات والفعاليات، وتملك الانسام الضروري لدعم وتقوية الثقة، حتى يشعر الجميع بالاستقرار والأمن والتنمية.
وحاور الباحث في مجال الاقتصاد بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، عبر الرزاق الهيري رئيس مجلس المنافسة، وقد تحدث عن إشكالية تجديد النخب من أجل إنتاج أفكار مبتكرة، ثم الإدماج المالي لشريحة هامة من المجتمع المغربي، مؤكدا أن المدخل الرئيسي لأي نموذج تنموي يكمن في المدرسة ومحاربة أي شكل من أشكال الهدر المدرسي.
وقال خالد مونة، أستاذ باحث في الأنتروبولوجيا بجامعة مولاي اسماعيل في كلمة باسم اللجنة العلمية للجامعة الشعبية، أن مشروع الجامعة الشعبية مشروع يحاولون فيه الانفتاح على العالم الخارجي وتقديم معرفة ميدانية للطلبة وعموم الناس، يتم فيها انتقاء محاور التكوينات بعناية بعيدة عن التكوينات العادية المعتادة.
وشهدت المناظرة الوطنية السادسة، توقيع كتاب: “التنمية نهاية نموذج؟” صدر حديثا ل ادريس الكراوي، كما تم تسليم شواهد التكوين في محور تدبير المشاريع لحوالي 40 طالب تابعوا دراستهم بهذا المحور بالجامعة الشعبية مكناس.
كما عرفت المناظرة مشاركة باحثين وفاعلين مدنيين وسياسيين ونقابيين وبرلمانيين ومنتخبين، وأساتذة باحثين، وثلة من أعضاء اللجنة العلمية للجامعة الشعبية مكناس، في مقدمتهم محمد الدويمي أستاذ باحث بالمدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بمكناس، وزوبير شطو أشتاذ باحث في السوسيولوجيا بالمدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس، وعبد الإلاه النضري الرئيس المؤسس للمركب التربوي علامة التميز.